:
“القائد التابع: حين تتحوّل القيادة إلى ظلّ المعاون”
⸻
1. مقدمة
أ. القيادة ليست رتبة تُعلَّق، بل مسؤولية تُحمَل، وموقع يُدار بثقل القرار ومهارة التأثير.
ب. غير أن بعض القادة يتحولون إلى واجهة صامتة، تدور في فلك أحد معاونيهم، فيفقدون السيطرة والمصداقية معًا.
ج. هذه المحاضرة تتناول ظاهرة القائد الاتكالي، الذي يسير خلف معاونه في كل شيء، وتُحلّل أبعادها ومخاطرها على الوحدة، مع تقديم توصيات للوقاية والعلاج.
⸻
2. تعريف القائد الاتكالي
أ. هو القائد الذي يُفترض به أن يقود، لكنه يتنازل فعليًا عن قراره ونفوذه لمعاون أو شخص مقرّب داخل الفريق.
ب. يتوقف عن التفكير والتحليل، ويكتفي بالتوقيع أو التبرير.
ج. يصبح تابعًا رغم أن موقعه قياديٌّ من حيث الشكل.
⸻
3. السمات الشخصية لهذا النمط
أ. ضعف في الشخصية القيادية أو تردد مزمن في اتخاذ القرار.
ب. اعتماد نفسي مفرط على شخصية قوية ضمن الفريق (المعاون مثلًا).
ج. قلة الخبرة، أو الشعور بعدم الأهلية للموقع.
د. غياب الرؤية الواضحة والاستراتيجية الذاتية.
⸻
4. دور المعاون المهيمن
أ. قد يكون المعاون ذا خبرة أو كفاءة عالية لكنه يتجاوز صلاحياته.
ب. يتعمد الظهور، ويدير الملفات باسم القائد دون تفويض رسمي.
ج. يعزز تبعية القائد له عبر السيطرة على المعلومات والقرار.
د. يُضعف ثقة الآخرين بالقائد، ويصنع لنفسه “دولة ظل” داخل المؤسسة.
⸻
5. آثار هذا النمط على بيئة العمل
أ. فقدان الثقة بالقائد من قبل المرؤوسين.
ب. صراعات داخلية ناتجة عن تمحور النفوذ حول المعاون لا القائد.
ج. انهيار روح المبادرة، إذ يشعر الفريق أن القرار ليس بيد القائد الأعلى.
د. إرباك في خطوط القيادة والسيطرة.
هـ. يختفي عنصر “المساءلة”، لأن المعاون يُسيطر دون أن يُحاسب رسميًا.
و. ضعف فعالية الوحدة في الأزمات والطوارئ.
⸻
6. مظاهر هذا النمط في الميدان العسكري
أ. ينتظر القائد رأي معاونه حتى في القضايا القتالية الطارئة.
ب. يرسل المعاون بدلًا منه إلى الاجتماعات والقرارات الحاسمة.
ج. يتجنب الحوار المباشر مع القيادات الأدنى.
د. يُنسب النجاح للمعاون، ويُحمَّل الفشل للقائد.
⸻
7. الفارق بين التعاون والتبعية
أ. التعاون: تبادل للخبرات ضمن صلاحيات واضحة.
ب. التبعية: تخلي القائد عن دوره لصالح شخصية أخرى.
ج. القائد الناجح يستفيد من معاونيه، لكنه لا يسير خلفهم.
⸻
8. علاج الظاهرة
أ. التقييم الذاتي: على القائد أن يواجه نفسه بشجاعة.
ب. التدريب القيادي: تقوية قدرات القائد في التفكير واتخاذ القرار.
ج. تدوير المعاونين ومنع تمركز السلطة في شخص واحد.
د. فرض حدود تنظيمية واضحة بين القائد والمعاونين.
هـ. إشراف القيادة العليا على أداء القائد ومراقبة استقلاله المهني.
و. تعزيز بيئة الشورى الجماعية بدل الثنائية المنغلقة.
⸻
9. خاتمة
أ. القائد الذي يفقد استقلاله القيادي يتحول إلى واجهة بلا تأثير.
ب. المعاون الذكي يجب أن يكون سندًا لا بديلًا.
ج. بناء القادة لا يتم إلا بتمكينهم من قراراتهم، وتصحيح مسارهم بحزم وثقة.
د. القادة يُصنعون لا ليُقادوا، بل ليقودوا… ومن تراجع عن القيادة، سلم الراية دون أن يشعر.
⸻
بقلم محمد الخضيري الجميلي