المحاضرة بعنوان: “الزوج النرجسي: الطلاق أم العلاج؟ قراءة هادئة في أعقد العلاقات”
إعداد: محمد الخضيري الجميلي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ
1. مقدمة تمهيدية
أ. في زمنٍ تتكاثر فيه المفاهيم وتُستعمل المصطلحات النفسية في كل اتجاه، أصبح مصطلح “النرجسية” حاضرًا بقوة، خصوصًا عند الحديث عن العلاقات الزوجية.
ب. لكن، هل كل من يُظهر أنانية أو حبًا للذات يُعد نرجسيًا؟ وهل الطلاق هو المخرج الوحيد من العلاقة مع زوج أو زوجة نرجسية؟
ج. هذه المحاضرة تضع الإجابة بين العقل والعاطفة… وتمنحك فهمًا أعمق قبل اتخاذ القرار.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ
2. تعريف الشخصية النرجسية (ببساطة)
أ. النرجسي هو من يرى نفسه مركز الكون، ويُحمّل الآخر مسؤولية كل فشل أو خلل.
ب. يتغذى على الإعجاب، يرفض النقد، ويصعب عليه الاعتراف بالخطأ.
ج. غالبًا ما يُظهر صورة مثالية أمام الناس، ويُمارس تلاعبًا نفسيًا داخل البيت.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ
3. أبرز صفات الزوج النرجسي
أ. لا يرى الزوجة كشريكة، بل كأداة لتلميع صورته أو خدمته.
ب. يتهرّب من المسؤولية، ويلقي اللوم دائمًا على الآخر.
ج. يُشعرك دائمًا بالتقصير مهما قدّمتِ.
د. يغضب عند النقد، ويعتبر كل نقاش تهديدًا لسلطته.
هـ. يُظهر سحرًا اجتماعيًا خارجيًا لكنه قاسٍ داخل البيت.
و. يمارس “التلاعب العاطفي” بشكل خفي، كأن يجعلكِ تشكّين في حكمك، أو تصدّقين أنكِ السبب دائمًا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ
4. هل الزوج النرجسي يعاني؟
أ. نعم، لكنه لا يعترف.
ب. في العمق، النرجسي غالبًا شخصية مكسورة تبحث عن التعويض.
ج. لكن الفرق أن ألمه يُترجم إلى أذى للآخرين، لا إلى شفاء أو تطوير.
د. لذا، فإن التعامل معه يحتاج وعيًا، لا شفقة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ
5. هل من حل؟ أم أن الطلاق هو الخيار الوحيد؟
أ. الحلول الممكنة قبل الطلاق
أولًا، الفهم النفسي العميق:
• إدراك أن تصرفاته نابعة من خلل في رؤيته لنفسه وليس دائمًا بسببكِ.
ثانيًا، وضع حدود واضحة:
• لا تسمحي له بتجاوز احترامك أو التقليل من شأنك.
• حدّدي ما تقبلينه وما ترفضينه دون صراخ أو ضعف.
ثالثًا، الحديث الحازم لا الحاد:
• لا تواجهيه في لحظات الغضب، بل بهدوء شديد وثقة بالنفس.
• اطرحي عليه سؤالك دائمًا: “هل هذا تصرف من يحب؟”
رابعًا، الاستعانة بمختص نفسي (إن قَبِل):
• وهذا نادر، لكنه أمل.
• أحيانًا قد يرضخ للعلاج حين تبدأ صورته بالاهتزاز أمام الآخرين.
خامسًا، بناء شبكة دعم:
• من الأهل أو الأصدقاء أو مجموعات الدعم النفسي.
• فالعزلة هي السلاح الذي يقوّي النرجسي عليك.
ب. متى يكون الطلاق ضرورة؟
أولًا، إن تحوّل الأذى النفسي إلى إذلال دائم أو عنف مادي.
ثانيًا، إن أصبح الجوّ سُمّيًا للأطفال أو هدّد سلامتك النفسية.
ثالثًا، إن رفض العلاج، وتمادى في الاستعلاء، والتقليل، والتلاعب.
رابعًا، إن بدأ يستخدم الدين أو العادات لتبرير تسلّطه وتحكّمه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ
6. ملاحظات هامة في حالة الطلاق
أ. الطلاق ليس فشلًا، بل أحيانًا هو انتصار للنفس والكرامة.
ب. لا تتوقعي اعترافًا من النرجسي، بل هجومًا وتشويهًا.
ج. بعد الطلاق، من الضروري العمل على شفاء الذات وإعادة بناء الثقة.
د. تجاهلي محاولاته للعودة إن لم تتغيّر شخصيته فعلًا، فهو بارع في التمثيل لا التغيير.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ
7. رسالة إلى كل زوجة (أو زوج) يعاني من الطرف النرجسي
أ. أنت لست السبب في أنانيته، ولا في غضبه، ولا في تعاسته.
ب. من يحب لا يُهين، لا يُقلّل، لا يجعلك تشكّين في نفسك.
ج. الكرامة ليست رفاهية… بل هي أساس العلاقة.
د. سلامك النفسي أهم من كل مظهر خارجي لعلاقة فارغة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ
8. الخلاصة
ليس كل زوج صعب نرجسي، وليس كل خلاف يعني طلاقًا.
لكن إن اجتمعت الأنانية، التسلّط، الإذلال، رفض الاعتراف، واستمرّت رغم المحاولة والإصلاح، فربما يكون الطلاق هو باب النجاة.
فكّري جيدًا… فالزواج قد يكون سكنًا أو سجنًا.
والقرار الصعب… قد يكون المفتاح لحياة جديدة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ
بقلم محمد الخضيري الجميلي