صفات الأحمق :
ترك نظره في العواقب وثقته بمن لا يعرفه ولا يخبره، ومنها، أنه لا مودة له.
العجب وكثرة الكلام:
قال أبو الدرداء:
لا يغرنكم ظرف الرجل وفصاحته وإن كان مع ذلك قائم الليل صائم النهار
إذا رأيتم فيه ثلاث خصال:
العجب، وكثرة المنطق فيما لا يعنيه، وإن يجد على الناس فيما يأتي مثله، فإن ذلك من علامة الجاهل.
وقال عمر بن عبد العزيز:
ما عدمت من الأحمق فلن تعدم خلتين، سرعة الجواب، وكثرة الإلتفاتات،
وتكلم رجل عند معاوية فأكثر الكلام، فضجر معاوية فقال: اسكت. فقال: وهل تكلمت؟
الخلو من العلم أصلا:ً
ومن علامات الأحمق، خلوه من العلم أصلاً، فإن العقل لابد أن يحرك إلى اكتساب شيء من العلم وإن قل، فإذا
غلب السن ولم يحصل شيئاً من العلم دل على الأحمق.
قال الأعمش:
إذا رأيت الشيخ ليس عنده شيءٌ من العلم أحببت أن أصفعه.
كان عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب صديقاً للوليد يأتيه ويؤانسه
فجلسا يوماً يلعبان بالشطرنج، إذ أتاه الآذن فقال: أصلح الله الأمير، رجل من أخوالك من أشراف ثقيف قدم
غازياً، فأحب السلام عليك؟ فقال: دعه، فقال عبد الله: وما عليك، ائذن لي فنظل نحن على لعبنا، فادع بمنديل
يوضع عليها ونسلم على الرجل ونعود، ففعل ثم قال: ائذن له،فإذا هو رجل له هيبة وبين عينيه أثر السجود،
وهو معتم قد رجل لحيته، فسلم ثم قال: أصلح الله الأمير، قدمت غازياً فكرهت أن أجوزك حتى أقضي حقك،
فقال: حياك الله وبارك عليك، ثم سكت عنه،
فلما أنس أقبل عليه الوليد فقال: يا خال هل جمعت القرآن؟
قال: لا، كانت شغلتنا عنه شواغل،
قال: أحفظت من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومغازيه وأحاديثه شيئاً؟
قال: لا، كانت شغلتنا عن ذلك شواغل.
قال: فأحاديث العرب وأشعارها؟
قال: لا،
قال: فأحاديث أهل الحجاز ومضاحيكها؟
قال: لا،
قال: فأحاديث العجم وآدابها؟
قال: ذاك شيء ما طلبته،
فرفع الوليد المنديل وقال: شاهك، فقال عبد الله بن معاوية: سبحان الله، قال: لا، والله ما معنا في البيت
أحد، فلما رأى ذلك الرجل خرج، وأقبلوا على لعبهم.
يفرح الأحمق بالمدح الكاذب:
ومن خصال الأحمق فرحه بالكذب من مدحه، وتأثره بتعظيمه، وإن كان غير مستحق لذلك.
وقال زيد بن خالد:
ليس أحد أحمق من غني قد أمن الفقر وفقير قد آيس من الغنى.
وقال الأصمعي:
إذا أردت أن تعرف عقل الرجل في مجلس واحد فحدثه بحديث لا أصل له، فإن رأيته
أصغى إليه وقبله فاعلم أنه أحمق، وإن أنكره فهو عاقل.
بعض الحكماء يصف أخلاقه الحمق:
من أخلاق الأحمق:
العجلة، والخفة، والجفاء، والغرور، والفجور، والسفه، والجهل والتواني، والخيانة، والظلم، والضياع، والتفريط،
والغفلة، والسرور، والخيلاء، والفجر، والمكر، إن استغنى بطر، وإن افتقر قنط، وإن فرح أشر، وإن قال فحش،
وإن سئل بخل، وإن سأل ألح، وإن قال لم يحسن، وإن قيل له لم يفقه، وإن ضحك نهق، وإن بكى خار.
وقال بعض الحكماء: يعرف الأحمق بست خصال:
الغضب من غير شيء، والإعطاء في غير حق، والكلام من غير منفعة، والثقة بكل أحد، وإفشاء السر، وأن لا
يفرق بين عدوه وصديقه، ويتكلم ما يخطر على قلبه، ويتوهم أنه أعقل الناس.
علامات الأحمق:
وقال أبو حاتم بن حيان الحافظ: علامة الأحمق:
سرعة الجواب، وترك التثبت، والإفراط في الضحك، وكثرة الإلتفات، والوقيعة في الأخيار، والإختلاط
بالأشرار، والإحمق إن أعرضت عنه أعتم، وإن أقبلت عليه اغتر، وإن حلمت عنه جهل عليك، وإن جهلت عليه
حلم عليك، وإن أحسنت إليه أساء إليك، وإن أسأت إليه أحسن إليك، وإذا ظلمته أنصفت منه، ويظلمك إذا أنصفته،
فمن ابتلى بصحبة الأحمق فليكثر من حمد الله على ما وهب له مما حرمه ذاك.
قال محمد الشامي: السريع:
لنــا جلــــيسٌ تـــــاركٌ لــلأدب * جليســه من قولــه في تــعــب
يغضب جهلاً عند حال الرضى * ومنه يرضى عند حال الغضب
أنظر : (أخبار الحمقى والمغفلين/ابن الجوزي) ت: 508-597هــ