قصة قصيرة بعنوان “يومان في جزيرة الشرقاط” عن الصياد عبدالله البزنة:
⸻
اليوم الأول
استيقظ عبدالله البزنة مع شروق الشمس، وكان النسيم العليل يداعب وجهه بينما كانت مياه دجلة تتلألأ تحت أشعة الصباح. جهز قاربه الصغير، وربط شباكه، وأخذ مؤن اليومين المقبلين، فقد قرر أن يقضي يومين في جزيرة الشرقاط ليصطاد الأسماك ويستمتع بالهدوء بعيدًا عن صخب المدينة.
عندما وصل إلى الجزيرة، كانت الطيور المهاجرة تملأ السماء بألوانها وأصواتها. نصب شباكه عند أحد الخلجان الصغيرة، ثم جلس على صخرة مطلة على المياه، يتأمل انعكاس الشمس على النهر. وبينما كان يغمس يده في الماء البارد، شعر بسعادة غريبة، وكأن الجزيرة تمنحه طمأنينة لا يعرفها في أي مكان آخر.
في المساء، أشعل عبدالله نارًا صغيرة وأعد وجبته البسيطة من الأسماك الطازجة التي اصطادها. جلس مستمتعًا بالهدوء، يستمع إلى صوت الماء وهدير الرياح، ويشعر بفرحة الصيد وكأن الجزيرة هي صديقته الصامتة.
⸻
اليوم الثاني
استيقظ عبدالله على صوت الدرجات الخفيفة لأقدام الطيور على الرمال. اليوم كان مخصصًا للاستكشاف. بدأ يمشي على طول الشاطئ، مكتشفًا زوايا الجزيرة المخفية بين أشجار النخيل والصخور. وجد بركة صغيرة محاطة بالأشجار، والمياه فيها صافية لدرجة أنه استطاع رؤية الأسماك الصغيرة تسبح بلا خوف.
قرر أن يصطاد مجددًا، ولكن هذه المرة بطريقة مختلفة، باستخدام السنارة. استمتعت يده بالتحكم بالسنارة، ومع كل حركة يشعر بالترقب والمرح. وبحلول المساء، جمع ما يكفي من الأسماك لوجبة الغداء والعودة بالزاد إلى المدينة.
قبل مغادرته الجزيرة، جلس على الشاطئ، يتأمل الغروب الذهبي على مياه دجلة، ووعد نفسه بأن يعود إلى جزيرة الشرقاط كلما شعر بالحاجة إلى السلام والهدوء، فقد أصبحت الجزيرة بالنسبة له ملاذًا وسرًا يخص