حرمان الأخت من الميراث: ظلم اجتماعي وخطر ديني
⸻
1. مقدمة
أ. الميراث ليس مسألة عُرفية أو خاضعة للأهواء، بل هو تشريع إلهي فرضه الله بالعدل والرحمة، وحدد فيه أنصبة كل وارث بدقة.
ب. من أخطر القضايا التي بدأت تتفاقم في مجتمعاتنا، حرمان المرأة ـ وبالأخص الأخت ـ من حقها الشرعي في الميراث، إمّا بدافع الطمع أو العرف أو الخجل من تقسيم التركة.
⸻
2. مشروعية الميراث في الإسلام
أ. قال الله تعالى:
“يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين…” [النساء: 11]
ب. وجعل الله حرمان أي وارث من حقه ظلمًا بيّنًا، وجاء الوعيد الشديد لمن يخالف حدوده في المواريث.
ج. الميراث في الإسلام ليس هبة من أحد، بل هو فريضة لا يجوز لأحد أن يتجاوزها.
⸻
3. صورة من الواقع: الأخت والميراث
أ. كثير من النساء لا ينلن حقهن في الميراث، إما بسبب جهلهن أو استضعافهن، أو ضغط اجتماعي يجعلهن يتنازلن قسرًا.
ب. بعض الإخوة يعتبرون أن إعطاء الأخت ميراثها “نقص في الرجولة” أو “تبديد للثروة”، وهي مفاهيم مغلوطة تخالف الدين والمنطق.
ج. قد تُمنع الأخت من الميراث حتى لو كانت فقيرة أو أرملة أو أمًا لأيتام!
⸻
4. الآثار السلبية لحرمان الأخت من الميراث
أ. أولاً: عصيان أمر الله ومخالفة شرعه
• من يمنع الميراث فقد ارتكب ذنبًا عظيمًا، وأكل مالًا حرامًا.
• قال ﷺ: “من اقتطع حق امرئ مسلم بيمينه، فقد أوجب الله له النار وحرّم عليه الجنة.” [رواه مسلم]
ب. ثانيًا: تفكك روابط الأسرة
• يحدث شرخ عاطفي كبير بين الإخوة، وتتحول المحبة إلى قطيعة، والرحم إلى عداوة.
• يورث ذلك حقدًا وكراهية دائمة يصعب مداواتها.
ج. ثالثًا: ضياع الأمان الاجتماعي للمرأة
• الميراث قد يكون هو الضمان الوحيد للمرأة في حال الطلاق أو الترمل أو الحاجة.
• من يُحرم الأخت من حقها يتركها عرضة للفقر والحاجة، وكأنما دفعها إلى الضياع دفعًا.
⸻
5. شبهات يثيرها البعض والرد عليها
أ. يقول البعض: “نحن أعطيناها مهرًا في زواجها، فلا حق لها في الميراث.”
• هذا جهل عظيم، فالمهر غير الميراث، ولكل منهما حكمه ووقته.
ب. يقول آخرون: “هي راضية ومتسامحة.”
• كثير من النساء يُجبرن على التنازل تحت ضغط نفسي أو اجتماعي، والرضا الظاهري لا يُسقط الحق الشرعي.
⸻
6. مسؤولية المجتمع والدولة
أ. لا بد من التوعية الدينية والاجتماعية بحقوق المرأة في الميراث، وخطورة التعدي عليها.
ب. على الدولة أن تُفعّل القوانين الرادعة لمعاقبة من يحرم الورثة من حقوقهم، وأن تُسهل للمرأة وسائل المطالبة بحقها.
ج. مسؤولية العلماء والخطباء عظيمة في بيان هذا الظلم والتحذير منه.
⸻
7. الخاتمة والتوصيات
أ. إعطاء الأخت ميراثها ليس مِنّة، بل هو فرض وواجب.
ب. من يظلم أخته في مالها، فليعلم أنه خصيمها أمام الله يوم القيامة.
ج. الدين لا يُصلح المجتمع إلا إذا احترمنا حدوده في المال، والنفس، والعلاقات.
د. نوصي جميع الأسر بإعطاء الحقوق كاملة غير منقوصة، وأن تُربّى الأجيال القادمة على العدل لا العُرف.
⸻
ختامًا:
من أعطى أخته حقها في الميراث، أعطى نفسه راحة الضمير، ونال رضا الله، وحافظ على نسيجه العائلي سليمًا… فهل هناك أعظم من ذلك مكسبًا؟