--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
أما بعد
أخواني أحببت أن أطل عليكم بموضوع غامض نوعا ما .... موضوع قصد التاريخ تجاهل .... لأسباب لم أجد لها سبب .
فأن كان مذهب منحرف فكان الأولى التطرق له لبيان أنحرافه والكشف عن الأعواجاج الذي صاحبه .
لقد قراءة في يوم من الأيام ومن باب حب الأطلاع ....
الأشتراكية الماسونية ،/ وذلك لحبي الشقوف بالمعرفة ولمعرفة نشأتها والتفرقه بينها وبين الرأسمالية الحاليه .... وهذا كونها من المقررات علينا في دراساتنا الجامعيه .
ومنها بدءت القصه .
وجدت أن مبادئ الأشتراكية لم تخلق من العدم بل هي مبادئ قد أخذت من التاريخ الأسلامي .
وعرفت لاحقا بأن ..... الأشتراكين قد تطرقوا في كتبهم عن الأشتراكيه عن تعريفها وبيان مزاياها إلى مراحل نشأتها وذكرواااااا القرامطة.
ومنها بدأ (((( تاريخ القرامطة ))))كحركة دينية أستمد الأشتراكين منها نواة فكره الشيوعي .
ومنذ ذالك التاريخ بدءت فكرت الأطلاع على هذا المذهب الديني وأن كان منحرف في نظر البعض إلى أنه تاريخ لا بد من معرفته والتطرق للحقبة التى نشأ فيها .
وإليكم نبذه مختصره عنه .
وسنحاول تحليله تحليلا معتدل
لبيان عيوبه كنظام ومزاياه
القرامطة .
لقد تأسست فرقه من فرق الشيعه أسمها ( الباطنية ) وكان مؤسسها هو : عبدالله أبن ميمون القّداح .
وقيل موت عبدالله هذا ( حوالى عام 874 م - 295 ه ) ظهر بين رجال الدعوه الباطنية رجل يقال له حمدان قرمط ( أشقاق اللفظ غير ثابت . والمؤلفون العرب يجعلونها عربية من قولك قرمط الرجل في مشيه أي قارب بين خطواته . البغدادي ، المختصر ص 171 والسمعاني ص 448 ولعلها من أصل أرمني بمعني : معلم سري : الطبري ج3 ص 2120 ، 2127 . أبن الجوزي ص 110 ) . كان حمدان في أبتداء أمره فلاحاً في سواد العراق ثم أنضم إلى جماعة عبدالله القدّاح وكان من غلاة دعاته . وكان حمدان قد رأي في النجوم فيما يرى أنه سيدال من العرب والفر س ( الفهرست : ص 188 ) . وقد تبعه خلق كثير بحيث أصبح مؤسس فرقة باطنية تعرف بالقرامطة نسبة إليه . وقد تجلت في حركته هذه روح العداوة القديمة بين الفلاحين أهل البلاد وبين أبناء الصحراء . وأبتني لنفسه سنة 890م مقراً رسميا بجوار الكوفة يعرف( بدار الهجره ) (أبن قابل أبن أثير ج8 ص136 ) أصبح مقر للحركة الجديدة وعظم أمره وكثر عدد تابعيه من سكان البلاد الأصلين لا سيما الفلاحين والصناع المعروفين في المصادر العربية بالنبط ودخل في دعوته أيضا عدد كبير من العرب فاشتدت فرقته مناعة بهم . وكانت هذه الحركة في الأصل منظمة سرية ذات صبغة أشتراكية وكان يفرض على من يريد الأنضمام لها أن يتكرس رسميا لها . وكان للهيئة كلها أرزاق جارية من ثروة مشتركة مما يؤديه الأعضاء تبرعا في ظاهر ولكنه في الحقيقة سلسلة من الضرائب المتزايدة وقد أباح أبن قرمط الأشتراكية في النساء والأموال ( الألفة : وهناك فرق أخرى لها مثل هذه الأراء أنظر أبن حزم : ج 4 ص 143 ) .
وأن كنا نعتقد عكس ذلك وأن كان : فقد كان من الأمور المبالغ بها ونرى ما ذهب إليه الدكتور / سهيل زكار (( وصلنا عدد لا بأس به من كتب التأويل وعلم الباطن ، فيها نزير يسير مما ذكر القاضي عبد الجبار هنا ، لكن قطعا ليس فيها ما قاله عن شتائم وحملات على النبي صلى الله عليه وسلم . كما أنها تخلو من أمور تحليل الزوجات والأصول وغير ذلك ، ومما لا شك فيه أنها تهم باطلة ، وحمل القاضي على قولها شدة تعصبه ن فالتعصب يلغي العقل ويزيل المنطق ويعمي البصيره ( القرامطة : 4-176 هامش : 3 ))
ولقد كان بلاشفة الأسلام كما دعهم أحد الكتاب المعاصريين ، قانون إيمان يقوم على مبدء السؤال والجواب مبني على تفسير القران تفسيرا رمزياً يتكيف تبعاً لمقتضيات كل الأديان والأجناس والطبقات . وهم يشددون على التساهل والمساواه ويجعلون العمال والصناع صنوفا لها مراسيم كمراسيم النقابات المنظمة .
وأقدم وصف لتنظيم هذه النقابات الأسلامية ورد في الرسالة الثامنة من رسائل اخوان الصفا الذين كانوا على الأرجح قرامطة .وفي رأي ماسينيون أن حركة هذه النقابات أتصلت بالغرب فأثرت في تكوين النقابات فيه بالماسونية .
وكانت حركة القرامطة بما فيها من أثار الأشتراكية والميول الثورية بمثابة مرض خبيث في جسم الخلافة العباسية لا سيما أن أصحابها كانوا يبيحون سفك دماء خصومهم ولو كانوا مسلمين حالهم حالالحركات الأسلامية التى تنازع أصحاب النفوذ .
وقبل أن يتم أنتظامهم ساهموا في ( ثورة الزنج )
في البصرة هذه الثورة التى كانت بين سنتي ( 868 م و 883 م ) وكان هدفها تقويض أركان الخلافة العباسية .
وقد تمكنوا القرامطة وبزعامة ( أبي سعيد الجنّابي ).. كانت جنّاب بلده في فارس قريبة من مصب نهر على الخليج العربي(: مصدر الأصطخري ص 34 ) .
وهو في الأصل من دعاة قرمط نفسه (: أبن حوقل : ص 210 ) .وأستطاع أن يؤسس سنة ( 899 م ) دولة مستقلة على شواطئ الخليج العربي الغربية . وأتخذ الأحساء( الهفوف اليوم ) عاصمه لهم وحصناَ يتحصنون بها وجعلوها قاعدة دولتهم ، وأصبحت هذه الدولة أساس قوتهم ومصدر رعب للخلافة العباسيه في بغداد .
وكانوا القرامطة يقومون بغارات متواصله من مقرهم الجديد على البلدان المجاوره . فالجنّابي تولى أخضاع اليمامة حوالى سنة ( 903 م) ثم غزا عمان . أما أبنه أبو الطاهر سليمان الذي خلفه فقد أتلف وخرب معظم العراق الجنوبي ، وقطع طريق الحج ( أبن أثير : ج8ص124 ) وبلغت فضائعه أنه أحتل مكة سنة ( 930 م ) وحمل الحجر الأسود ( أبن الأثير : ج8 ص153 ) من مكة إلى هجر ولم يرجع الحجر الأسود إلا بأمر من الخليفة الفاطمي المنصور ( قابل البغدادي المختصر : 7ص176 ) .
وبين القرن العاشر وبين الحادي عشر كان أتباع قرمط والجنّابي يشنون من مقرهم في سليمة ويعيثون فسادا في أرض الشام والعراق ويستبيحون الدماء ( المصدر : الطبري ج3 ص 2217 والمسعودي ص 371-6 )
بل بلغت الفتن والقلاقل والأضطرابات التى أثاروها في أرض خرسان واليمن فأصبحت هي بدورها مراكز للفتن والنقمه .