آخر 10 مشاركات
قصيدة خالد حامد غشم خليف المحارب /ياما جلسو في ربعته ناسٍ كرام (الكاتـب : - )           »          قصيدة خالد حامد غشم خليف المحارب /اصبر واثابر ساعة الضيق بفراج (الكاتـب : - )           »          قصيدة خالد حامد غشم خليف المحارب :اكتب الشعر باالمعنى واحله واشده (الكاتـب : - )           »          فصيدة خالد حامد غشم الجميلي /كم واحد بيته الناس مدهول (الكاتـب : - )           »          قصيدة خالد حامد غشم الجميلي معاد تشرف على القاره (الكاتـب : - )           »          خالد حامد الغشم قيصدة راح يترقا كن ماكرهه باالغيم (الكاتـب : - )           »          خالد حامد الغشم قصيدة لاعاد تشرف على القاره (الكاتـب : - )           »          تغطية زواج محمد مهدي الجميلي (الكاتـب : - )           »          الهياط اللي على الفاضي (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          جديدي (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )

تعتبر شبكة وملتقى ومجالس قبيلة الجميل الهلالية الموقع الأول على الشبكة العنكبوتية الذي يهتم بكل مايخدم قبيلة الجميل ( عشائر جُميلة ) ويدون تاريخها وأبرز إنجازات أبناء هذه القبيلة .. إذ يهتم الموقع بـ تاريخ قبيلة الجميل وشيوخها وفرسانها وأبرز أعلامها .. ويطرح بإستمرار كل ماهو جديد ونادر عن إنجازات أبناء القبيلة .. وإدارة شبكة وملتقى ومجالس قبيلة الجميل تسعد بتواصل الجميع والمساهمة في خدمة هذه القبيلة العريقة كلمة الإدارة


;كتاب الفيزياء مسائل وحلول



المجلس العــام المواضيع العامة التي لاتدخل ضمن أي قسم ـ والمنقولات المفيدة والكتابات المتنوعة .

الإهداءات

إنشاء موضوع جديد  إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم منذ /22-08-2012   #1

 
شخصية مهمة

الصورة الرمزية محمد الخضيري

 

محمد الخضيري غير متواجد حالياً

 رقم العضوية : 4803
 تاريخ التسجيل : Jun 2010
 المشاركات : 782
 النقاط : محمد الخضيري will become famous soon enoughمحمد الخضيري will become famous soon enough
 تقييم المستوى : 259

مزاجي
رايق
افتراضي الدرر الصحاح في تحقيق النجاح /ج1 محمد خضيري

الدرر الصحاح في تحقيق النجاح

اعداد :
أ.محمد خضيري علي الجميلي

بسم الله الرحمن الرحيم
وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا
الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ
الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ
وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي
شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ {55}
وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ
تُرْحَمُونَ {56}سورة النور






الاهداء
الى كل من وضع المعالي نصب عينيه وعمل جاهدا يروم الوصول اليها
الى كل من اراد بلوغ النجاح ملتزما بالالحاح
الى كل من قرا كتابي هذا
جهدي اليكم اقدمه هدية
ومعه سلام وتحية


الدرر الصحاح في تحقيق النجاح


المراجع
راجع الملحق (أ)

المقدمة
1.بداية احمد الله ربي المتوحد بكامل الصفات والأفعال ,والمنزه عن الأنداد والأمثال ,احمده سبحانه وتعالى على جزيل النعم والأفضال ,واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له الكبير المتعال, واشهد ان محمدا عبده ورسوله ما تغيرت الأزمان والأحوال ,واساله تعالى ان يتقبل منا ومنكم صالح الاعمال ,ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن السيئات في الاعمال ,وان يقينا واياكم عذاب النيران والاهوال , وان يدخلنا نعيم جناته محققين بذلك الآمال ,
أما بعد :
2. قال تعالى (وقل رب زدني علما ) طه 114 .وقال تعالى (قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لايعلمون ) الزمر 9. وقال رسول الله صل الله عليه وسلم (ان الله وملائكته واهل السموات والارض حتى النملة في جحرها وحتى الحوت ليصلون على معلمي الناس الخير) .
3. اعلم انك قد بدات خطوة رائعة نحو النجاح لانك أنت شخص متميز تبحث عن النجاح وأحداث تغيير فعال في حياتك وتسألني كيف عرفت ذلك ؟؟ أقول لك، إن الإنسان المتميز بحق عادة ما يبحث عن أساليب تساعده على تغيير نفسه وحياته نحو الأفضل وهذا هو الذي قادك إلى قراءة هذا الكتاب لانك من المتميزين وحيث يقول "انتوني روبينز" في كتابة الرائع "أيقظ العملاق داخلك" : "وهو خطوة نحو النجاح حيث ان الإحصائيات مدون فيها ان أقل من 10% ممن يشترون كتاباً ما هم فقط الذين يتعدون في قراءتهم الفصل الأول" والحقيقة أن هؤلاء الذين لا يعرفون كيف يستفيدون من الكتب التي يشترونها يهدرون ثروات جبارة يمكنها أن تغير حياتهم ولا شك أنك أخي القارئ أختي القارئة ليست ممن يميلون لخداع أنفسهم باهمال ما يقرأون ، وأنا على ثقة من أنك ستحاول الإفادة مما ستقرأ في هذا الكتاب والتي تتناول موضوع النجاح في الحياة والتي نقتبس بعضها من كتاب "أيقظ العملاق داخلك Awaken the Giant Within". وبعض المراجع الأخرى .

.3قد يسال احدهم كيف استفيد مما تكتب ؟ أقول لك حاول أن تقرأ هذا الموضوع أكثر من مرة ثم لتكن معك مذكرة خاصة تنقل فيها كل جملة تشعر أنها تؤثر فيك أو كل فكرة تجد أنه بالإمكان تطبيقها ، ثم اشرع في التطبيق في الحال . كل يوم طبق فكرة أو أكثر وستذهل من النتيجة الرائعة التي ستصل إليها بمشيئة الله تعالى بعد ستة أشهر من الآن ، وأحب أن أكرر أن الذي لا يطبق لا يحصل على نتيجة . يقول تعالى في كتابة الكريم : (إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ }الرعد11) .. إذن فزمام أمرك في يدك وكلما تقدمت البحوث في مجال النفس الإنسانية كلما وجدناها تقترب من النصائح والحكم التي وردت في القرآن الكريم خاصة وفي الكتب السماوية عامة وهذا ليس بالأمر المستغرب لأن الذي خلق الإنسان والذي أنزل الكتب السماوية هو إله واحد وكلما تطور الإنسان في عمله كلما اكتشف أكثر من حكمة الحياة وعظمة الخالق جل وعلى . ولكي يكون التغيير الذي ستحدثه في حياتك ذا قيمة حقيقة فلا بد أن يكون تغييرا دائماً ومستمراً ، وكلنا قد مر علينا التغيير في لحظة من لحظات حياتنا وربما شعرنا أحيانا بالإحباط وخيبة الأمل فكثير من الناس يحدثون بعض التغييرات في حياتهم وهم يشعرون بالخوف لماذا؟ لأنهم وبعقولهم الباطنة يعتقدون أن هذا التغيير لم يكون إلا مؤقتاً وسنضرب على ذلك مثلاً : تجد أن أحد الأشخاص الذين تعرفهم يعاني من وزن زائد وكلما نوى أن يطبق نظاماً غذائياً معيناً لخفض وزنه الزائد تجده يؤجل موعد بدء هذا النظام أو أن يستمر فيه لفترة ثم يوقفه والسر في ذلك يكمن في أن هذا الشخص يدرك بعقله الباطن أن أي ألم سيتحمله من أجل إنقاص وزنه أو أحداث أي تغيير في حياته سيعود عليه في النهاية بمردود قصير الأمد ، وبتعبير آخر أنه يعلم داخل عقله اللاوعي أنه سيعود مرة أخرى إلى حالة زيادة الوزن التي كان عليها .ويتحدث "روبينز" عن الكيفية التي بها غير حياته قائلاً : "((لقد اتبعت في معظم سنوات حياتي ما أعتبره المبادئ المنظمة للتغيير الدائم")) .وكما جاء في كتاب أ.مصطفى صادق الرافعي ((قضت الحياة ان يكون النصر لمن يحتمل الضربات لا لمن يضربها ))

4. سنحاول أن نتعلم بإذن الله تعالى هذه الحكم التي يمكنها أن تغير حياتنا إلى الأفضل وبشكل دائم . ولكن وفي هذه اللحظة بالتحديد سنحاول أن نتعرف على واحد ة من أهم الحكم للتغيير يمكننا أن نستخدمها في الحال لكي نغير بها حياتنا . ورغم بساطة هذه الاقوال إلا أنها قوية وفعالة للغاية عندما تطبق بعناية ومهارة . وهذه تفيد على المستوى الفردي والجماعي بل والعالمي .
فإذا أردت في يوم من الأيام أن تحدث تغييرا حقيقيا في حياتك فأول شئ عليك أن تفعله هو أن ترفع من مستوياتك أو تزيد من مقاييسك (To Raise your Standards) وسنوضح ذلك بعدة أمثلة ، على المستوى الصحي يجب معالجة جميع الامراض في الجسم ولا تكتفي بأن عندك مرض واحد بل ليكن المستوى الصحي الذي تحلم به هو أن تعالج هذا المرض وتكتسب لياقة بدنية وتزيد من طاقتك ، وعلى المستوى الروحي لا تكتفي بأنك تؤدي الفروض المكتوبة في العبادة بل ابحث عن السنن والنوافل وتعمق في دينك أكثر وتقرب يوماً بعد يوم الى الله تعالى ولا تقل ( أنا بخير وهذا يكفيني ) فأنت لن تقف مكانك بل تأكد أنك إذا لم تتقدم فسوف تتأخر ، وعلى المستوى الأسري لا تقل لنفسك ( حالتي معقولة ) بل حاول أن تبحث عن سعادة أكثر احلم بمراكز أعظم لأولادك وخطط لذلك من الآن . أقوى مجال في حياتك هو المجال الروحي وهذا وفقا لأحدث البحوث النفسية لذا فإنك إذا أحدثت تغييراً في باقي مجالات حياتك ) اجتماعي - صحي - نفسي - مهني - عقلي ) سيكون يسيراً للغاية وهذا ما يفسر لنا سر تحول العرب بعد دخولهم الإسلام ، فبعد أن كانوا أناسا خاملي الذكر أصبحوا بالإسلام قوة جبارة تحكم العالم بالعدل والسلام وخرج منهم علماء في شتى مجالات الحياة أناروا العالم بنور العلم الذي بهداه تقدم الغرب وصنعوا حضارتهم الحالية التي ننبهر من روعتها رغم أنها وليدة حضارتنا الإسلامية والتي نجهل قوتها الكامنة . أن أول شئ ينبغي عليك أن تغيره في نفسك هو الطلبات التي تطلبها من نفسك اكتب كل الأشياء التي لا تقبلها في حياتك سواء بسواء من نفسك أو من الآخرين ثم اسأل نفسك ( هل ما أعاني منه سببه فيّ انا أم في غيري ) إذا كنت ممن يقولون دائماً لأنفسهم ( أنا ملاك أنا ليست بي عيوب ) فرجاء لا تكمل معنا قراءة هذا الكتاب فهو ليس لك ، أما إذا كنت ممن يعتقدون أنك بشر وكما أن لك مميزات فلك عيوب وأنت على استعداد أن تمحو هذه العيوب وتقوي هذه الميزات فتستفيد بمشيئة الله تعالى مما نكتب أقصى فائدة وستحقق نجاحات رائعة فقط اعرف نفسك بصدق ووضوح وإذا ما تأكدت أن الخطأ بالفعل من الطرف الآخر ففكر في طريقة لطيفة لتغيير هذا الموقف الذي لا تحتمله ، كن أمينا مع نفسك فلحظات الأمانة والصدق مع النفس لا تُعدل بملء الأرض ذهبا ثم اسأل نفسك ما هي الأمور التي لن أستطيع أن أتحملها – أجب على الورق . ثم أكتب كل الأشياء التي تتمنى من أعماق قلبك أن تحققها ثم فكر في هؤلاء العظماء والنتائج الرائعة التي وصلوا إليها في حياتهم بعد أن أخذوا عهداً على أنفسهم أن لا يقبلوا بأقل من المستوى الذي حلموا به . تأمل حياة العظماء وعلى رأسهم رسل الله صلوات الله عليهم وسلامه . أدرس سيرة الصحابة رضوان الله عليهم والصحابيات رضوان الله عليهن ، تفكر في سيرة العلماء من القادة والمصلحين من أهل الشرق والغرب ابن سينا وابن حيان والفارابي وخالد بن الوليد وإسحاق نيوتن وإنيشتاين وحسن البنا وإبراهام لينكولن وهيلين كيلر وماري كوري والمهاتما غاندي وسويكيرو هونا وغيرهم من الناجحين الذين قرروا وبكل قوة أن يخطوا خطوة إيجابية رائعة في حياتهم وهي أن يرفعوا من مقاييسهم فالقوة التي توفرت لديهم متوفرة لك أيضا ستكون أيضا بين يديك فقط إذا كانت لديك الشجاعة لكي تحصل عليها ، أن تغيير المنظمات والشركات والدول أو العالم كله يبدأ بخطوة واحدة بسيطة وهي ( أن تغير نفسك ) .



5. وتطبيقا لقول النبي محمد عليه الصلاة والسلام ،( الحكمة ضالة المؤمن )، وعملاً بهذا الحديث الشريف ؛ فرأينا أن نجمع في هذا الكتاب في الأقوال والامثال التي من شأنها أن تنمي الحكمة بين قرائنا الاعزاء وترفع الهمم وتعلي النفوس وتصنع النجاح ، والتي تغير بالانسان الى الافضل إذا ما سعى لتغيير نفسه ، وقد قال الله تعالى : ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) ، الرعد 11. ولكي نرتقي بالمجتمعات الى ما نطمح اليه من التطور والتقدم , إذا ما كان الهدف هو النجاح والرقي بالمجتمع ؛ إذ إن الحكم والامثال هي نتاج خبرات الشعوب ونتاج تجارب عظماء التاريخ ، ورواد الحضارات ، ولو نظرنا إلى ما بين دفتي هذا الكتاب من أقوال لوجدنا أن بعضها كانت الشرارة لتغير حياة بعض العلماء ، أو كانت البذرة لإبداعٍ نما يوماً بيومٍ حتى صارإنجازاً أو اختراعاً أو منهجاً أو نظرية ، أو تفوقاً ونبوغاً ، أو صلاحاً ورشاداً ، فكم من العباقرة أو العلماء كان السبب في تغييرهم حكمة أو قول مأثور ، أو بيت شعر يحمل معناً . وكم من مخترعٍ حمله على التجريب والاختراع كلمة ، أو حكمة . وليس المعنى أن هذه الكلمة أو تلك أو هذا القول والمثل أو ذاك ,وقد لا يحدث التغيير للوهلة الأولى ، فلربما يجني المرء ثمار هذه الكلمات بعد أعوام ، غير أن المنطلق من تلك الحكمة أو هذا القول أو المثل . ثمة أمور تتحكم في مسارنا وتوجهه ، إما إلى نجاحٍ وتفوقٍ ، أو إلى مقابلِ هذا وهو الفشلُ والانحسارُ ، أن القدرة على استكشاف حقيقة الآخرين والتوافق مع الظروف المحيطة بنا وبالعالم من حولنا هي قدرة فطرية ، إلا أنها تختلف في طبيعتها من شخص إلى أخر ، وتلك هي الطبيعة البشرية ، فترى أن البعض يرغب في قراءة الآخرين من خلال النظر في أعينهم وجها لوجه ، في حين يفضل البعض الآخر ذلك بطريقة مختلفة . ونحن نقرأ الناس كل يوم دون أن تشعر بذلك حيث تقيم ما إذا كان شخص ما طيباً أم خبيثاً ، صادقا أم كاذبا ، فأنت في الأساس تعرف الغث من السمين، ومن ثم تأتي قراءة أي شخص طبيعيه ، ولكن تكمن المشكلة في أن معظمنا لا يعرف كيف يترجم الدوافع وراء المشاعر ، ونستخدم ما يرد إلينا من معلومات لنمكن أنفسنا من السيطرة على موقف معين ، لذا يجب إن نفهم بأن ما تخبرنا به مداركنا وحواسنا هو ما يتوجب علينا إتباعه ولكن كيف نستطيع أن نستوعب ما تقوله حواسنا وكيف نترجمها ؟ وحتى تستطيع قراءة الوجوه يجب عليك إن تتعرف على الحالات التعبيرية لوجوه الاشخاص الاخرين ، والهدف من ذلك هو أن تكون على وعي تام وبمنتهى الدقة بما تعبر به وجوه الأشخاص عندما يتحدثون إليك ، فالنظر إلى الفروق الدقيقة لتعبيرات الوجه وللسلوكيات بوجه عام يمنحك ملامح مختلفة تماما عن الوجه ، وهي تلك الملامح التي لم تكن تدركها أو تعرفها من قبل ، وسوف يساعدك ذلك في أن تصبح قوى الملاحظة . ومن المهم أن تعرف أن هنالك من لا يستطيع أن يؤدي وظائفه بسبب بعض المشاكل النفسية كانفصام الشخصية ، أو ان يكون الشخص مصابا بأزمة مرضية كالجلطة الدماغية .الخ.. لأن هؤلاء الذين يعانون من اضطرابات في الشخصية يجدون صعوبة في تفاعلهم مع الآخرين وقد ينعكس ذلك فيما يقولون وكيفية قولهم والنظرات الجادة والغاضبة او القلقة التي تظهر على وجوههم واعلم ان قيمة اي شي هي تاتي من مدى الحاجة اليه فتراب شبر من ساحل البحر هو في نظر الغريق اثمن من كل ذهب الارض ولكل انسان عقل تحكمه الغريزة وحقيقة الدين ان يكون للغريزة عقل يحكمها ..








توقيع »





  رد مع اقتباس
قديم منذ /22-08-2012   #2

 
شخصية مهمة

الصورة الرمزية محمد الخضيري

 

محمد الخضيري غير متواجد حالياً

 رقم العضوية : 4803
 تاريخ التسجيل : Jun 2010
 المشاركات : 782
 النقاط : محمد الخضيري will become famous soon enoughمحمد الخضيري will become famous soon enough
 تقييم المستوى : 259

مزاجي
رايق
افتراضي الدرر الصحاح في تحقيق النجاح /أ. محمد خضيري الجميلي ج 2

. الإرادة القوية
قال سبحانه وتعــــــــــالى (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا ){الطلاق 3. يجب ان نتقي الله اولا ثم تكون ارادتنا قوية . فالإرادة سر النجاح ، ولربما تساءل أحد : هل يكفي الرأي السديد بدون الإرادة القوية ـ فأجبه بأنه لا رأي لمن لا إرادة له ، وإذا ما حددت وجهتك في أمرٍ ما فإن إرادتك وإصرارك هما أولُ زادكَ ، فقد قيل : الإرادة نصف الطريق ، وإن صادف وتعثرت نتيجة أمرٍ ما أو عائق طبيعي أو مفتعل من غيرك فإن هذا مما يزيدك إصراراً ورغبةً في الصمود والوقوف ؛ فليس العيب أن تقع ؛ إنما أن تبقى مكانك ، فامضي في طريقك ، اسع ولا ترجع بخفي حنين ، واجعل للإعتداد بنفسك في نفسك موضعاَ وان ليس في الشرف اعظم من اداء الواجب بشرف ، واعتمد في شؤونك على نفسك ، لا على غيرك ؛ فقد قيل قديماً : من يمتطي جمل جاره لا يصل إلى داره ، وقيل أيضاً : من اتكل على زاد غيره طال جوعه ، فالزم نفسك وساعد غيرك
وكُنْ على الدَّهر مِعواناً لذي أمَلٍ يَرجو نَداكَ فإنَّ الحُرَّ مِعْوانُ
وإن احتجت من غيرك شيئاً فاطلبه ، ولا يكن ديدنك طلب الناس ،
ان كنت لا تستطيع عمل شيءٍ إلا بمساعدة غيرك ودعمه ، واعمل على أن تكون أنت الذي يتحدث عنه بيت الشعر التالي :
وإنّما رجلُ الدُّنيا وواحِدُها من لا يعوِّلُ في الدُّنيا على رَجُلِ

7.الاكتشاف الذاتي

قال تعالى (قل ان تخفوا ما في صدوركم او تبدوه يعلمه الله )ال عمران 29. وفي الحديث الشريف للرسول محمد صل الله عليه وسلم (انما الاعمال بالنيات وانما لكل امرىء ما نوى )و ان الاكتشاف الذاتي مهم جدا في نجاحك فهومجال العلاقات الاجتماعية فعندما تعرف ذاتك تستطيع تحديد علاقتك بمن حولك وعلاقتك بخالقك وهي علاقة العبد مع ربه وعلاقة الإنسان بواقعه ومجتمعه ويبنى اكتشاف الذات على مايلي :

أولا: العلاقات الاجتماعية: فإن التخلص من العقد المتأصلة في نفوسنا سيفتح أمامنا المجالات المتنوعة لعلاقات أرحب مع الآخرين فعندما تضع في ذهنك هذه المقولة(عند تعاملك مع الناس ، تعامل معهم منطلقا من لحظتك التي تعيشها الآن ! ولا تجلب الماضي البائس)، هذه المقولة لو طبقت من بعض بني البشر لكان الحال مختلفا . وعندما نتعامل مع الآخرين بإطار أننا عندما نخدمهم (لا نريد منكم جزاء ولا شكورا) لأن الأجر من عند الله فإن الفارق يظهر كالشمس في وسط النهار، ولكن! مع تطبيق التوازن نجد أننا عندما نتعامل بهذا التجريد سينشأ تعامل جاف في بعض جوانبه باعتبار أننا لا ننتظر الجزاء منهم بل من الخالق جل وعلى .
ثانيا: علاقة العبد مع الرحمن الرحيم، بسبب الاكتشاف الذاتي سوف تقوى علاقتك مع الله، وعندما تطبق نظرية التوازن في نفسك فانك ستتعرف على الجوانب المادية في حياتك ونظيرتها الروحية ، وهنا سوف تبحث عن مدى الاتزان الحاصل في نفسك ، فلا يخفى عليك أخي القارئ كم سلبتنا روحانيتنا وشفافيتنا مع ربنا وأسرنا ومجتمعنا هذه المادية التي نعيشها، ولذلك كان التوازن لكي يعيد الأمور إلى نصابها ويحفظ حالة من الاتزان، لذلك كان حريا بكل واحد منا أن يزود كينونته النفسية بجهاز إنذار يعلمه بأي خلل في ذاك التوازن الذي نرتضيه لأنفسنا قال تعالى (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاَّ عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللّهُ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ }البقرة143) فعندماأحقق الاكتشاف الذاتي سأصل إلى الأجزاء الناقصة في علاقتي مع ربي وأبدأ بعملية البناء لكي أنهض ببناء أقوى، بمعنى أنني مثلا قد أجد عندي نقصا في حفظ القرآن الكريم مما يعني بسبب معرفتي بنفسي وعلاقتي الصادقة معها سيكون لزام علي أن أحسن هذا الجانب، وأيضا عندما أشعر بنقص في عدد مرات الاستغفار اليومية سيكون لزاما علي أن أزيدها لأنني أعلم الدعاء بيدي أصبح الدواء ، وكذلك ينطبق الأمر على قيام الليل وقراءة القرآن….هذا من الناحية التعبدية ،، أما من ناحية أخرى،فإنك مثلا بعد أن اكتشفت نفسك وجدت أنك تميل يإتجاه العلم في المجال الهندسي مثلا، فلذلك سوف ينصب اهتمامك على الإبداع في هذا المجال لأنك صاحب رسالة وفي نيتك أنك تعبد رب الأرباب بسعيك إلى خدمة الإسلام في مجالك هذا ، وهكذا في العديد في الأمور الحياتية. ثالثا . يروي لنا الد كتور ابراهيم الفقي في كتابه الرائع قوة التحكم في الذات عن قصة الفيل الابيض الذي كان عمره شهران وقع الفيل الأبيض الصغير في فخ الصيادين في أفريقيا وبيع في الأسواق لرجل ثري يملك حديقة حيوانات متكاملة، وبدأ المالك على الفور في إرسال الفيل إلى بيته الجديد في حديقة الحيوان، وأطلق عليه اسم نيلسون. وعندما وصل المالك مع نيلسون إلى المكان الجديد، قام عمال هذا الرجل الثري بربط أحد أرجل نيلسون بسلسلة حديدية قوية، وفي نهاية هذه السلسلة وضعوا كرة كبيرة مصنوعة من الحديد الصلب، ووضعوا نيلسون في مكان بعيد في الحديقة. شعر نيلسون بالغضب الشديد من جراء هذه المعاملة القاسية، وعزم على تحرير نفسه من هذا الأسر، ولكنه كلما حاول أن يتحرك ويشد السلسلة الحديدية كانت الأوجاع تزداد عليه، فما كان منه بعد عدة محاولات إلا أن يستسلم للتعب وينام، وفي اليوم التالي يستيقظ ويفعل الشيء نفسه لمحاولة تخليص نفسه، ولكن بلا جدوى حتى يتعب ويتألم وينام… ومع كثرة محاولاته وكثرة آلامه وفشله قرر نيلسون أن يتقبل الواقع، ولم يحاول تخليص نفسه مرة أخرى، وبذلك استطاع المالك الثري أن يبرمج الفيل نيلسون تماماً. وفي إحدى الليالي بينما كان نيلسون نائم ذهب المالك مع عماله وقاموا بتغيير الكرة الحديدية الكبيرة بكرة صغيرة مصنوعة من الخشب مما كان من الممكن أن تكون فرصة لنيلسون لتخليص نفسه، ولكن الذي حدث كان هو العكس تماماً. فقد تبرمج الفيل على أن محاولاته ستبوء بالفشل وتسبب له الآلام والجراح، وكان مالك حديقة الحيوانات يعلم تماماً أن الفيل نيلسون قوي للغاية، ولكنه كان قد تبرمج تماماً بعدم قدرته وعدم استخدام قوته الذاتية. وفي يوم زار الحديقة فتى صغير مع والدته وسأل المالك “هل يمكنك يا سيدي أن تشرح لي كيف أن هذا الفيل القوي لا يحاول تخليص نفسه من الكرة الخشبية؟” فرد الرجل: “بالطبع أنت تعلم يا بني أن الفيل نيلسون قوي جداً ويستطيع تخليص نفسه في أي وقت، وأنا أيضاً أعرف هذا، ولكن والمهم هو أن الفيل لا يعلم ذلك ولا يعرف مدى قدرته الذاتية”.
فما هي رسالة هذه القصة: معظم الناس تتبرمج منذ الصغر على التصرف بطريقة معينة، ويتكلمون بطريقة معينة، ويعتقدون باعتقادات معينة، ويشعرون بأحاسيس سلبية من أسباب معينة، ويشعرون بالتعاسة لأسباب معينة، واستمروا في حياتهم بنفس التصرفات تماماً مثل الفيل نيلسون… وأصبحوا سجناء في برمجتهم السلبية واعتقاداتهم السلبية التي تحد من حصولهم على ما يستحقون في الحياة. فنجد نسب الطلاق تزداد في الارتفاع والشركات تغلق أبوابها، والأصدقاء يتخاصمون وترتفع نسبة الأشخاص الذين يعانون من الأمراض النفسية والقرحة والصداع المزمن والأزمات القلبية…كل هذا سببه واحد وهو البرمجة السلبية، ولكن هذا الوضع من الممكن تغييره وتحويله إلى مصلحتنا… فأنت وأنا وكل إنسان على هذه الأرض نستطيع تغيير هذه البرمجة واستبدالها بأخرى تساعدنا على العيش بسعادة وتؤهلنا إلى تحقيق أهدافنا. وما نسعى إليه في هذا الكتاب هو إرشادك إلى الطريقة التي تستطيع أن تتحكم في شعورك وأحاسيسك في الحال، وكيف تستطيع تغيير البرمجة السلبية إلى أخرى إيجابية، القضاء على السلوكيات السلبية التي تمنعك من تحقيق أهدافك، والتخلص من الخوف المرضي وتحويله إلى قوة ذاتية. كما يعلمك هذا الكتاب كيف تكتشف وتغير مصادر برمجتك الذاتية، وكيف تولد اعتقاداتك الإيجابية، وكيف تجعل من عواطفك عناصر تفوقك، وأيضاً كيف تجعل من سلوكياتك سلماً للرتقاء الى مجدك .




8.الثقة بالنفس
إن الثقة بالنفس هي طريق النجاح في الحياة ، وإن الوقوع تحت وطأة الشعور بالسلبية والتردد وعدم الاطمئنان للإمكانات هو بداية الفشل وكثير من الطاقات أهدرت وضاعت بسبب عدم إدراك أصحابها لما يتمتعون به من إمكانات أنعم الله بها عليهم لو استغلوها لا ستطاعوا بها أن يفعلوا الكثير .
وإليك بعض الخطوات التي يمكن بها التخلص من كثير من الأفكار والمشاعر السلبية في حياتك ، سواء كانت في الفكر أو السلوك أو الأخلاق أو العادات أو الكلمات أو غيرها ، لترفعها من على كاهلك وتحرر نفسك من وطأتها وتنطلق بالنفس نحو الحياة بثقة أكبر وآمال مشرقة أوسع :
حدد بتجرد وبلا مبالغة أهم الأفكار والصفات السلبية في حياتك .أ.
أفرد كل فكرة أو صفة على حدة .
ب . فكر فيها تفكيراً منطقياً تحليلياً يؤدي إلى معرفتها وذلك بمعرفة أسبابها وحقيقتها وهل هي واقع حقيقي فعلاً أو وهم وخيال إن كانت من الأوهام فحرر نفسك منها وإن كانت واقعاً حقيقياً فتخلص من أسبابها وقلصها إلى أدنى قدر ممكن ، واعلم أن الصفة كما كانت أكثر رسوخاً في حياتك كلما كان استبعادها يحتاج جهد أكبر وزمن أطول. .
.
ج .اربط ذهنك وفكر بشكل مركز وليكن في لحظات صفاء وبعد عن الشواغل والقلق بموقف إيجابي مهم في حياتك مستعيداً كل تفاصيله من صوت وصورة ومشاعر وأجواء محيطة ، فإذا بلغت الذروة من النشاط الذهني والارتياح النفسي والانشراح القلبي وغبت عن واقعك أو كدت فحرك شيئاً من جوارحك أو يوم زواجك أو ليلة قمتها لله أو سماعك خيراً ساراً للمسلمين أو أول يوم رأيت فيه أحد الحرمين أو نحو ذلك .
د. كرر ذلك مرات ومرات حتى يرتبط هذا الموقف الإيجابي بكل مشاعره وتداعياته النفسية والشعورية بهذه الحركة آلياً فبمجرد صدور هذه الحركة منك تنتقل آلياً إلى تلك الحالة النفسية الإيجابية العالية ، وإن لم تتذكر المواقف المادي الذي كان سبباً لها .
إذا وردت عليك أي من تلك المشاعر أو الأفكار السلبية في أي موقف فما عليك إلا أن تغمض عينيك قليلاً وتخرج من تلك الأفكار ثم تتخيل أمامك لوحـــــــة كتب عليها بخط بارز ولون صارخ كلمة ( قف ) )
تأمل هذه الكلمة بعض الوقت وكرر النظر فيها مرة بعد أخرى حتى كأنك لم تعد ترى غيرها .ه.
تجاوزها بنظرك متخيلاً وراءها حدائق غناء وأنهاراً جارية وطيوراً مغردة ونسيماً من الهواء عليلاً وتمتع به قليلاً كل ذلك وأنت مغمض لعينيك .
ثم انتقل إلى المثير الإيجابي وحرك الجارحة التي أصبحت مفتاحاً له واستغرق فيه قليلاً حتى تتبدل حالتك النفسية وتختفي مشاعرك
عد للتفكير فيما كنت فيه من شأن ومن عمل .و.
إذا عادت الأفكار السلبية للإلحاح مرة أخرى فتوقف عن العمل تماماً في هذه اللحظات ، وعش فقط في ذكريات الحالة الإيجابية .
ز. لا تنس ان اللجوء إلى الله ابتداء ونهاية ، لأنه هو الذي أضحك وأبكى ، فبالتوبة والاستغفار ودوام ذكر الله تحيا القلوب


9.الابتسامة والوجه المشرق
كن دائما مبتسما وتلوح الاشراقة على وجهك فان الابتسامة سر النجاح لانها تربطك مع الاخرين بروابط وثيقة وعديدة وبالبسمة تستطيع أن تتعدى حدود القلب ، ولربما حققت بالبسمة ما عجزتَ عن تحقيقه بغيرها ابتسم فإن اليوم خير من الأمس والغد خير من اليوم ، والله جميل يحب الجمال ، ولا يعني هذا أن لا نفي من لم يحظ من الجمال بقدرٍ يؤهله لأن يكون جميلا، فما عليك إلا أن تقدم البسمة ؛واعلم ان ابتسامتك لقبيح أدل لمروءتك من إعجابك بجميل ، وليكن إعجابك بعام الأمور وسطا ، وليدم قلبكَ ملازماً للصواب ، وإن جانبه قليلاً فلا يكن منه على بعدٍ وتجانبٍ بيِّنينِ ؛ فأجهل الناس من قل صوابه وكثر إعجابه. ولا تغضب لان الغضب رغوة تثيرها نار الجهل
ولا تسلم نفسك بيد الناس لتاخذ قراراتك منهم فمن جعل نفسه عظمة اكلته الكلاب .ولا تعتذر الى لئيم حاقد .فان اذل الناس معتذر الى لئيم .
10.الاخفاق اساس النجاح
إياك أن تثنيك الشدائد أو أن يوهنك الإخفاق ، وليكن إخفاقك الخطوة الأولى لنجاحك ، فلا خجل من أن تخفق في شيء ؛ذلك أن الإخفاق أساس النجاح واعلم اخي القاري أفضل حداد يطرق أحيانا إصبعه.
والشدائد تخلق الرجال ، وليكن اعتيادك الشدائد ديدنك ، فقد قيل :
إِذا اِعتادَ الفَتى خَوضَ المَنايا
فَأَهوَنُ ما يَمُرُّ بِهِ الوُحولُ
11. الوسطية
ان خير الامور اوسطها واطلب الوسط في أمرك كله ، وإذا طلبت من غيرك أمراً فليكن أمرك وسطاً ؛ واذا اردت ان تطاع فامر بالمستطاع ، ومعاملة باقي الناس بالحسنة لا تقل أهمية عن غيرهم من أصدقاء وأهل وغير ذلك ، ولها حدود كثيرة منها ،
أ.لا تتطاول على من فوقك فيستخف بك من دونك ،
ب.لا تفرح بسقوط غيرك فلا تدري ما تضمر لك الأيام ، ولتجعل نهجك خير الأمور ، فقد قيل : خير الأمور الوسط . وقيل : تكمن الفضيلة في الوسط ،
ج. ولتكن مرآة أخيك . فقد دخل بعض الاولياء على إبراهيم بن صالح فقال له: عظني: . فقال له الولي: بلغني رحمك الله أن أعمال الأحياء تعرض على أقاربهم الموتى، فانظر ماذا تعرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم من عملك. فبكى إبراهيم حتى سالت دموعه.

12.التعاون
قال تعالى (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ }آل عمران159) ؛وقد أمرنا ربنا عز وجل بالتعاون في جميع امورنا وجعل عمل الجماعة مباركا فيه وفضل الله صلاة الجماعة على كثير من العباداة قال تعالى : وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ }المائدة2
لان الإنسان لا يستطيع تحقيق النجاح منفرداً في كثير من الامور لذلك يحتاج إلى بناء علاقة مع مجموعةٍ من الناس تقاسمه نفس الأهداف التي يتم تحقيقها من خلال التعاون مع الآخرين ، ولذلك تلعب الشخصية دوراً كبيراً في تحقيق هذه الاهداف ، حيث يعتبر اللطف مع الآخرين واللباقة والبشاشة ضروري لكي يحقق الإنسان ما يريد ، ويمكن للإنسان غير البشوش من خلال تعويد نفسه على الابتسامة والعبارات اللطيفة أن يوجد تحولاً في شخصيته ويصبح شخصاً بشوشاً مع مرور الأيام،والحماس طاقةٌ يحتاجها الإنسان ليندفع في العمل دون توانى أو تخاذل ، فالنجاح أولاً وأخيراً يقوم على توفيق الله للعبد وإعانته له ،وذلك يتم من خلال اتصال العبد بربه واتكاله عليه.
وقد قيل :
إذا العِبْءُ الثقيلُ توزَّعَتْهُ ــــــــ رقابُ القومِ خفَّ على الرِّقاب



13.المكارم
قال تعالى (واوفوا بالعهد ان العهد كان مسؤلا) الاسراء34. فالوفاء بالعهد مهم جدا لكي لا يكون المرء من المنافقين . واعلم أن من شيم الكرام الاعتراف بالإكرام وعلى الإنسان ألا يجحد معروفاً قدم له ، وأن يجعل لموضع الإحسان في قلبه إكباراً لفاعله ، ولتكن نفسه أرض خصبة ينبت فيها الفضل ويثمر ، قال الشاعر
إِذا أَنتَ أَكرَمتَ الكَريمَ مَلَكتَهُ وَإِن أَنتَ أَكرَمتَ اللَئيمَ تَمَرَّدا ،
وعلى المرء أيضاً أن لا يسلم عقله لأفضل ظن ، ويترك ما يوقظ حدسه وتخمينه وفطنته ، عليه أن يشك ، الشك داء .. لكنه قد يعلم حكمة ، وتصبر فإن الصبر والمثابرة يولدان العجائب ، واعلم أن الصبر صبران .. صبر على ما تكره ، وصبر على ما تحب ،وقيل :
لا تَجزَعَنَّ إِذا نابَتكَ نائِبَةٌ واصبر ففي الصّبر عند الضّيقِ متَّسعُ
إن الكريمَ إذا نابتهُ نائبةٌ لَم يَبدُ مِنهُ عَلى عِلّاتِهِ الهَلَعُ
احذر أخي من صحبة الجاهل ، فهو لا يقودك لأمر هو خير لك ، صحبة الجاهل شؤم ، واعمل على أن تصون نفسك وتقلب أمورها يميناً وشمالاً كي يكتنفها الحق والأمن ، وإذا لم تفعل فلا تلم غيرك فالنفس أنت مسؤول عنها وبيدك رقيها وانحطاطها وأينما تضع نفسك تجدها :قيل
صُنِ النَفسَ وَاِحمِلها عَلى ما يزيِنُها تَعِش سالِماً وَالقَولُ فيكَ جَميلُ
وإن تملكتك عادات أو ورثتها فاعمل جاهداً على التخلص منها ، وما من أحدٍ إلا له عادات ، حسنها يعتز به ويعلي شانه ، وسيئها يعيبه ويدني مكانه ، فأعمل عقلك في عاداتك ؛ العادات قاهرة فمن اعتاد على شيء في السر فضحه في العلانية ، واطلب الحكمة دائماً ، ويجب ان يكون ظن نفسك أنك مفتقدها ؛ والعاقل يجاهد في طلب الحكمة .. والجاهل يظن أنه وجدها ، وعين الحكمة أن يحفظ الإنسان نفسه ويعزها ، وعز الرجل استغناؤه عن الناس ، وهذا يتطلب منك الجهد الكبير ، غير أن الثمرة أكبر ، وعلى قدر الحاجة يكون التعب ، ولا تتخيل أن التعب للجسد ، فتعب العقل أكبر ، وتكون عظمة الإنسان في عظمة فكره لا في جسمه ، فمرن عقلك على التبحر في خيالات الكون وعوالم الدنيا وخفاياها ، وافتح لعقلك على العالم نافذة وافتح للعالم في عقلك نافذةً . ويجب ان يتعشق نور الكون مع شذرات عقلك ،لان عقلك كالمظلة لا يعمل إلا إذا انفتح ، وحرر عقلك على قرطاس فيكتب لك من الحرف مدينة ، ومن الكلمة عالم ، ومن الجملة كون ، ومن الكتاب عقل ، عندها تكون قد ملكت زمام العقل ،
واعلم ان عقول الناس مدونة في أطراف أقلامهم .
والعقل إذا ما اكتمل وتم فإن ذلك يعود بالنقص على الكلام
فإذا تم العقل نقص الكلام والحكمة عشرة أجزاء والعاشرة قله الكلام ويقصد بقلة الكلام أن القائل الكيِّسَ العاقل يعرف موطن الكلمة فلا يتكلم قبلها ، ويعرف عدد كلماته فلا يتجاوزه ، إذ إن كل كلمة لم تفد المعنى وضوحاً ولم تعطه إجادة كانت زائدة ، وكل كلمة إذا ما حذفت من الكلام وظل الكلام مفهوماً والمعنى المراد واضحاً كانت تلك الكلمة زائدة وعبئاً على الجملة والكلام ، والكلام كالنحل فيه العسل وفيه الابر وإذا أردت السلامة والصيت الحسن فعليك بأربعة أشياء :
أ‌. احفظ لسانك ،
ب‌. وصن عينك عن تتبع غيرك ،
ت‌. عاشر بما يحمد ،
ث‌. دافع بالتي أحسن يكن لك الفوز ؛ فقد قيل :
إِذا رُمتَ أَن تَحيا سَليماً مِنَ الرَدى
وَدينُكَ مَوفورٌ وَعِرضُكَ صَيِّنُ
فَلا يَنطِقَن مِنكَ اللِسانُ بِسَوأَةٍ
فَكُلُّكَ سَوءاتٌ وَلِلناسِ أَلسُنُ
وَعَيناكَ إِن أَبدَت إِلَيكَ مَعائِباً
فَدَعها وَقُل يا عَينُ لِلناسِ أَعيُنُ
وَعاشِر بِمَعروفٍ وَسامِح مَنِ اِعتَدى
وَدافِع وَلَكِن بِالَّتي هِيَ أَحسَنُ
وإياك أخي القارئ وسوء الظن فإنه دليل على سوء فعالك ونيتك ، وما حملك على مثل هذا الظن إلا أنه بنفسك ما يوافق هذا الظن ، ثم إنك به تفقد صحابك ومن تخالطهم فقد قيل :
إِذا ساءَ فِعلُ المَرءِ ساءَت ظُنونُهُ
وَصَدَّقَ ما يَعتادُهُ مِن تَوَهُّمِ
وَعادى مُحِبّيهِ بِقَولِ عُداتِهِ
وَأَصبَحَ في لَيلٍ مِنَ الشَكِّ مُظلِمِ
،وانظر أخي إلى الأمور والشدائد بعين المترقب الذي ينظر تبدلاً وتغيراً ، فلا الشدائد تدوم ولا النعيم يبقى ، ولا يستمر أمر بحال ، وقد قيل
إِذا تَمَّ أَمرٌ بَدا نَقصُهُ
تَوَقَّ زَوالاً اِذا قيلَ تَمّ
وقيل :
اشتدي أزمَةُ تَنفَرِجي ـــــــــــــــ قَد آذَنَ لَيلُكِ بِالبَلَجِ
فلما التجهم ، ولما انقشاع البسمة عن الوجوه ، دع البسمة ملازمة لك ولكل أمورك ، يقول أهل الصين في هذا المثل : إذا كنت لا تستطيع الابتسام فلا تفتح دكاناً .
أخي القارئ الدنيا مسرح كبير ، و لكلٍ منا دور فيه ، فإذا لم يكن لك دور به كنت زائداً عليه ، فاختر لنفسك دورك ووجودك ، إذا لم تزد شيئاً على الدنيا كنت أنت زائداً على الدنيا ، وانظر إلى الماء وخذ حكمتها في مسيرتها ، فإذا ما اعترضها سد أو عائق ، غيرت اتجاهها لغيره ، وإذا لم تستطع إلى غيره سبيلاً اعتلته .
إِذا لم تستطع شيئاً فَدَعهُ وَجاوِزهُ إِلى ما تستطيعُ
ولا تحجبك العراقيل عن نيل مبتغاك ، فأنت بطموحك تسمو
إِذا مَا طَمحْتُ إلى غايةٍ رَكِبتُ المنى ونَسيتُ الحَذرْ
وربما يتساوى الناس في العلم والمعرفة والقوة ، ولا يتساوون في الأسلوب ، فاحرص على أن يكون أسلوبك راقياً في كل موضع ، فالأسلوب هو الدال على علمك ومعرفتك وقوتك ، والأسلوب لباس الفكر ، والجهل مصيبة ،ما في ذاك موضع جدال وخلاف بين الناس ، غير أنها ـ أي مصيبة الجهل ـ تتفاوت تبعاً لصاحبها ، فأسوأ مصائب الجهل أن يجهل الجاهل أنه جاهل .
والكيس من عرف لنفس صديقه طريقاً قبل أن يتصادقا حتى لا تأتي المعرفة متأخرة فيصدم هذا أو يفتتن ذاك
أُصادِقُ نَفسَ المَرءِ مِن قَبلِ جِسمِهِ
وَأَعرِفُها في فِعلِهِ وَالتَكَلُّمِ
وحبب إلى نفسك المعروف ؛ فاصطناع المَعروف يَقي مَصارع السُّوء وكن على يقين بانفراج الكرب وبالوصول إلى البغية :

ولكل منا في دنيانا مسلك ، نحاول تغييره فلا نتوفق ، فنتذكر" اعملوا فكل ميسر لما خلق له " ، واجعل الديمومة في أعمالك طريقا إلى وصولك مرامك ، فأحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل ، واختر لنفسك أحد أمرين : أن تعيش مبغوضاً ، أو تموت محبوباً ، وإن اخترت الأولى فليست تلك بحياة ، وإن طالت ، أموت محبوباً خير لي من أن أعيش مكروهاً ، وليحرص أحدنا على أن يأكل من كسبه فإن أطيب ما أكلتم من كسبكم ، ولا يكون الكسب من السهولة بمكانٍ دائما ، فعلى الإنسان أن يتعب ويجد في كسبه ، وعليه أن يركب المشاق ،ويخاطر بما يملك ؛ لنيل ما يصبو إليه ، وإلا فلا كسب ولا امتلاك ، إن لم تخاطر بشيء فلن تملك شيء ، وإذا لم تبلغ ما تصبو إليه فليس ذلك نهاية العالم ، ونهاية الطموح والحلم ، فلربما كان قصورك عن الوصول هو الخير كله ، أنت تشاء وأنا أشاء والله يفعل ما يشاء ، فإذا لم يكن ما تشاء فارض بما هو كائن ، فعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم ، وثمة مطية أخرى للإنسان وهو اللسان مطية المرء ، أنت سالم ما سكتت . فإن تكلمت فلك أو عليك .
أخي القارئ هناك نوعان من المتعلمين : أنصاف متعلمين ومتعلمين ، وأنصاف المتعلمين أخطر من الجهلاء ، أما التصميم والإرادة فهما المعول الذي تستطيع به أن تخرق جبلا ، وإنك بالإبرة تستطيع أن تحفر بئراً ؛ ذلك بإرادتك ومثابرتك .

تاكد انه ليس في علاقاتنا التي نحياها أفضل من معاشرة جميلة فبحسن المعاشرة تدوم المحبة ، وتعاونك مع أخيك على التخلص من عيوبه إنما هو عين العقل ، ولب الصداقة ، وما نفع المرء لأخيه إذا لم يرشده لزلـله ومعايبه ؛ لأجل تفاديها لا لأجل إثباتها ، إنما أحدكم مرآة أخيه فإذا رأى عليه أذى فليمطه عنه ،
.14اللوم للمخطئ لا يأتي بخير

تذكَّرْ أن اللوم لا يأتي بنتائج إيجابية في الغالب، فحاول أن تتجنبه، وكما يقول أنس بن مالك رضي الله عنه: إنه خدم رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنوات ما لامه على شيء قط، وإذا حدثه في ذلك بعض أهله قال: "دعوه فلو كان شيء مضى لكانْ"، وفي رواية للطبراني قال أنس بن مالك: "خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين فما وُريت شيئاً قط وافقه، ولا شيئاً خالفه واللوم مثل الطيور مهيضة الجناح، التي ما إن تطير حتى تعوْد إلى أوكارها سريعاً، أو مثل السهم القاتل الذي ما إن ينطلق حتى ترده الريح على صاحبه فيؤذيه، ذلك أن اللوم يحطم كبرياء النفس البشرية ويكفيك أنه ليس أحد في الدنيا يعشق اللوم ويهواه. وكم خسر العالم كثيراً من العباقرة وتحطمت نفسياتهم؛ بسبب اللوم المباشر الموجه إليهم من المربين و قال معاذ بن جبل: "إذا كان لك أخ في الله فلا تماره"
15.الصبر
قال سبحانه وتعالى ({وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ }البقرة155) ففي هذا النص الكريم معاني جليلة لا يحصيها الا الله سبحانه وتعالى ولكن نستطيع ان نقول ان فيها الى صفة من الصفاة العالية الا وهي الصبر ,
فقال الشاعر
لا تحسبن الموت موت البلى وانما الموت سؤال الرجال
كلاهما موت ولكن ذا اشد من ذاك لذل السؤال

ووقوفك بوجه الشدائد إنما هو ساعة صبر ، بصبر ساعة قالها عنترة عندما قال له أحدهم : كيف تقتل الرجال ولا يقتلونك ، قال له ضع إصبعك في فمي ، واضع إصبعي في فمك ، وقال : لـُكْ اصبعي وألوكُ إصبعك ، ففعلا وصرخ الرجل ؛ فقال له عنترة : الفلاح بصبر ساعة ، فلو لم تصرخ أنت لصرخت أنا .
والتجمل بالصبر من شيم الرجال ، لكن متى الصبر ، الصبر عند الشدائد ، ، إنما الصبر عند الصدمة الأولى ، ومهما كان حجم الشدائد فلا تفوق الصابرين عندها ،
إنما تصغُر الخُطوب لدى القوم إذا كانت النفوس كبارا
وقيل :
إني رأيت وفي الأيام تجربة
للصبر تجربة محمودة الأثر
وقل من جد في أمر يطالبه
فاستصحب الصبر إلا فاز بالظفر
والصبر من فضليات الشيم ومحاسن الأمور، وليس من السهل التحلي به ، بذور الصبر مرة ولكن ثماره حلوة ، فاحرص على بذرها كي تجني ما رمت من ثماره، لتكون ذا رأي سديد

16.اصلاح اخطاء الاخرين
إذا كنا ندرك أن من البيان سحراً فلماذا لا نستخدم هذا السحر الحلال في معالجة الأخطاء! فمثلاً حينما نقول للمخطئ لو فعلت كذا (ما رأيك لو نفعل كذا) أنا أقترح أن تفعل كذا (عندي وجهة نظر أخرى ما رأيك لو تفعلها؟) وغيرها..

فلا شك أنها أفضل مما لو قلت له: (يا قليل التهذيب والأدب، وعديم المروءة والرجولة).. (ألا تفقه).. (ألا تسمع).. (ألا تعقل).. (أمجنون أنت).. (كم مرة قلت لك).. فلا شك أن الفرق شاسع بين الأسلوبين، وعندما نسأل أنفسنا أي الأسلوبين نحب أن يقال لنا، فلا شك أننا نختار الأول فلماذا لا نستخدمه نحن أيضاً مع الآخرين؟! ولهذا كان النبي الكريم صلى الله عليه وسلم يستخدم مثل هذا، ففي حديث عائشة مرفوعاً "لو أنكم تطهرتم ليومكم" وروى مسلم أيضاً مرفوعاً: "لو أعطيتها أخوالك كان أعظم لأجرك" والسر في تأثير هذه العبارات الجميلة، أنها تشعر بتقدير واحترام وجهة نظر الآخرين، ومن ثم يشعرون بإنصافك فيعترفون بالخطأ ويصلحونه تجنب الجدال في معالجة الأخطاء، فهو أكثر وأعمق أثراً من الجدال نفسه وتذكر أنك عندما تنتصر في الجدال مع خصمك المخطئ فإنك تجبره في الغالب أو على الأقل يحز ذلك في نفسه، ويجد عليك ويحسدك، أو يحقد عليك، فحاول أن تتجنب الجدال، ولذلك فإن النصوص الشرعية لم تذكر الجدال إلا في موضع النفي غالباً،


وتذكَّر أن المخطئ قد يربط الخطأ بكرامته، فيدافع عنه كمن يدافع عن كرامته، وإذا تركنا للمخطئ مخرجاً سَهُلَ عليه الرجوع وجعلنا له خيارات للعودة فلا نغلق عليه الأبواب




17امدح على قليل الصواب يكثر من الممدوح الصواب:

وقد أخذ بهذه النظرية محترفو السيرك، فنجحوا في ترويض بعض الحيوانات الضخمة أو الشرسة ودربوها على القيام بأعمال تدعو للدهشة والاستغراب، وطريقتهم في ذلك أنهم يطلبون من هذا الحيوان عملاً معيناً، فإذا حقق منه نسبة نجاح 5% أعطوه قطعة لحم، وربتوا على جسمه دلالة على رضاهم عنه، ثم يكررون العملية عدة مرات مع قطع لحم أخرى أيضاً، وتزداد نسبة النجاح شيئاً فشيئاً حتى يتوصلوا للمقصود؛ فإذا نجحت هذه النظرية مع الحيوانات؛ أفلا تنجح مع الإنسان وهو من أكثر المخلوقات ذكاء واستجابة وقدرة على تفادي الأخطاء؟!.

مثلاً: عندما تربي ابنك ليكون كاتباً مجيداً، فدربه على الكتابة، وأثن على مقاله الأول، واذكر جوانب الصواب فيه، ودعمها بالثناء فإن قليل الصواب إذا أُثني عليه يكثر ويستمر بالصواب




18.الفضيلة
انما الفضيلة تنبع من العقل والقلب وهي بعقل المرء ورأيه وحزمه وخوضه التجارب ، ولا دليل على رجحان عقل المرء إلا من خلال ما شهده الناس منه في المواقف والشدائد ، وقد قيل إنما يستدل على عقل المرء وخلقه بعمله ، ، وأول عناوين الفضيلة التضحية بالنفس .








توقيع »





  رد مع اقتباس
قديم منذ /22-08-2012   #3

 
شخصية مهمة

الصورة الرمزية محمد الخضيري

 

محمد الخضيري غير متواجد حالياً

 رقم العضوية : 4803
 تاريخ التسجيل : Jun 2010
 المشاركات : 782
 النقاط : محمد الخضيري will become famous soon enoughمحمد الخضيري will become famous soon enough
 تقييم المستوى : 259

مزاجي
رايق
Best الدرر الصحاح في تحقيق النجاح /أ. محمد خضيري الجميلي ج 3

.الامل
ابحث عن فسحة الامل دائما واطرد التشاؤم ، واحرص على أن تكون نفسك جميلة ، وأن ترى من زاوية كلها بشرى وظنون خيِّرة ، فلن تجد غير هذا السبيل ليقودك الى المعالي .قيل
أعلِّلُ النفس بالآمالِ أرقُبُها
ما أضيقَ العيشَ لولا فسحةُ الأمَلِ
؛ وقد قيل في التشاؤم وكثرة الشكوى :
أيهذا الشاكي وما بك داء كيف تغدو إذا غدوت عليلا
إن شر النفوس في الأرض نفس تتوقى قبل الرحيل الرحيلا
وترى الشوك في الورود وتعمى أن ترى فوقها الندى إكليلا
والذي نفسه بغير جمالٍ لا يرى في الكون شيئاً جميلا
أيهذا الشاكي وما بك داء كن جميلا ترى الوجود جميلا

ويجب على المرءان يتحلى بحسن الظن ، ويتجمل بالتفاؤل ، غير أنه لا يركب مطية الأمل دون أن يَجِدَّ في سعيه ، أو أن يثابرَ في نيل مبتغاه ، فلا تدرك الأمور إلا بالإصرار وكثرة المحاولة والتصبر والجد والتخطيط الجيد ، والسهر على بلوغ الغايات ، فإذا نسيت كل هذا فتذكر قول الشاعر :
بقدر الجد تكتسب المعالي ومن طلب العلا سهر الليالي
ومن طلب العلا من غير كدٍ أضاع العمر في طلب المحال

وإذا تساوى كلامك وصمتك فقدم الصمت ، فبكثرة الصمت تكون الهيبة ، وحاذر أن يأخذك الجزع في مصابك أياً كان ؛ فكل ذلك من قضاءٍ كتبه الله عليك ، وبه الخير الكثير ، ولربما رأيت مكروهاً وأعقبه خيرٌ كثير .
تَجري الأَمور عَلى حُكم القَضاء وَفي
طيّ الحَوادِث مَحبوبٌ وَمَكروهُ
فَرُبّما سَرَّني ما بِتّ أَحذَرهُ
وَرُبَّما ساءَني ما بتُّ أَرجوهُ

كن جواداً تغنم بمحبة الناس ، وإياك والبخل فإنه منقصة للرجل ،
فالجُود محبَّة والبُخْل مَبْغضة ، واعمل بكل جوارحك ، وتحرى الدقة والإتقان ، إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه ، فلا يكفي عمل اليد بغير العقل ، ولا يكفي عمل العقل بغير القلب ؛ فالحرفي يعمل بيده ، والمهني يعمل بعقله ، والفنان يعمل بقلبه وعقله ويده ، وما العمل إلا طريقاً نتخذه وصولاً إلى السعادة ، فالحكمة اكتشاف مفاتيح السعادة ، واعلم أنه الحياة هي السعادة ، ولكن أي حياة ، وما هي الحياة التي بمعنى السعادة ، تذكر أنه إذا كان للحياة معنى فإن للسعادة وجود ،
عزيزي خير ركاب المرء حكمته ونيته ، فالحكمة ضالة المؤمن يأخذها ممن سمعها ولا يبالي من أي وعاء خرجت ، ومن الحكمة أن تحافظ على نفسك باحترامها كي يحترمها الآخرين ؛ حين تفقد احترامك لنفسك يكون من الصعب على الآخرين أن يحترموك ، وتحري الصدق أمر مطلوب في كل الشؤون ، فابتعد عن الكذب ، ولو كنت تاجراً فاعلم بأنه قد خاب وخسر المنفق سلعته بالحلف الكاذب ، والنجاح يأتي خطوة بخطوة ، غير أن الخطوة الأولى لتحقيق النجاح هي الاستيقاظ من الأحلام ، وكن ثابت الخطى وتيقن أن ثمة خطوة واحدة بين النصر والخذلان ، واعلم أن الكيس لا يخطو خطوة إلا أن تكون على نهجٍ لا يخالطه ريب ، خير الرجال من تقيد بأحكام النبوة ،واستمع لناصحك بتأنٍ وروية ، فالدين النصيحة ، والتريث مطلوب ؛إذ خير للمرء أن يقال عنه جبانا من أن يكون متهوراَ ، على أن المرء يجب أن يكون شجاعاً ، فالشجاعة تاج تتزين به هامات الرجال وتتشرف به قلوبهم ، الشجاعة عزيزة يضعها الله فيمن شاء من عباده ، إن الله يحب الشجاعة ولو على قتل حية ، فالزمها دائماً يقف الحق بجانب الشجعان ؛ لأن الشجاع لا يحتاج لأن يفعل ما يثبت به شجاعته من ظلمٍ أو نحوه ، والرجل الذي توفرت فيه الشجاعة بلا استقامة لا يعدو أن يكون قاطع طريق الشجاعة كي يخطوها المقدم على أمرٍ ، فمن مرادفات الشجاع " المقدام " أي الذي يقدم على أي شيء ، لا يخاف المواجهة ، ولكن ما الشجاعة التي يجب أن يتحلى بها المرء ؟ ، وكيف يكون المرء شجاعاًً ؟
إن لكلٍ منا رأيه الخاص في الشجاعة ، وتعريفه الذي يقيد به حدود الشجاعة ومعالمها ، ولكن يتحكم بنا أمرٌ وهو طباعنا التي نشأنا عليها ، فما وافق منها الشجاعة أقمناه ، وما جانبها تركناه ، قال الشاعر :
وَكُلٌّ يَرى طُرقَ الشَجاعَةِ وَالنَدى
وَلَكِنَّ طَبعَ النَفسِ لِلنَفسِ قائِدُ
وأقصى ما يخاف منه المرء زواله عن هذه الدنيا ، بيد أنه هل من خالدٍ بها ؟ ، محصنٌ بوجه الموت والفناء ، وهل إذا جبن المرء سيقف الجبنُ حائلاً دون الموت ؟ ، قال الشاعر :
وَإِذا لَم يَكُن مِنَ المَوتِ بُدٌّ
فَمِنَ العَجزِ أَن تَكونَ جَبانا
ويرى بعضهم أن قعودهم دون صنائع الشجعان إنما هو العقل والتأني والتروي . قيل :
يَرى الجُبَناءُ أَنَّ العَجزَ عَقلٌ
وَتِلكَ خَديعَةُ الطَبعِ اللَئيمِ
ولتعلم أخي أن الشجاعة عزيزة يضعها الله فيمن شاء من عباده ، إن الله يحب الشجاعة ولو على قتل حية
والشجاعة تورث عزة النفس وكرامتها ؛ إذ لا كرامة لمن لا يتحلى بالشجاعة في مواطن الشجاعة والإقدام ، وأنى يعيش المرء بلا عزة نفس ، قال الشاعر :
عِش عَزيزاً أَو مُت وَأَنتَ كَريمٌ بَينَ طَعنِ القَنا وَخَفقِ البُنودِ
لا كَما قَد حَيّتَ غَيرَ حَميدٍ وَإِذا مُتَّ مُتَّ غَيرَ فَقيدِ
فَاِطلُبِ العِزَّ في لَظى وَذَرِ الذُل لَ وَلَو كانَ في جِنانِ الخُلودِ
لا بِقَومي شَرُفتُ بَل شَرُفوا بي وَبِنَفسي فَخَرتُ لا بِجُدودي
وقال آخر :
فلا تَتَّكِلْ إلا على ما فعلتَهُ ولا تحسبنَّ المجدَ يُورَثُ بالنسبْ
فليس يسودُ المرءُ إلا بنفسه وإن عَدَّ آباءً كراماً ذوي حسبْ
وقال غيره :
لا تَسقِني ماءَ الحَياةِ بِذِلَّةٍ بَل فَاِسقِني بِالعِزِّ كَأسَ الحَنظَلِ
ماءُ الحَياةِ بِذِلَّةٍ كَجَهَنَّمٍ وَجَهَنَّمٌ بِالعِزِّ أَطيَبُ مَنزِلِ
وإليك ما يغفل عنه كثير من الناس ، وإن كانوا يدركونه ، وهو أنه من يهن نفسه لن تجد له من مكرم ، ولن يشعر هو بذل الهوان ؛ إذ إنه ميت الإحساس بذلك ، قال الشاعر :
مَن يَهُن يَسهُلِ الهَوانُ عَلَيهِ ما لِجُـــــرحٍ بِمَيِّتٍ إيلامُ
وما الوصول لعزة النفس وارتفاعها عن ما يشينها بسهل البلوغ ؛ الرأس المرفوع بشمم يتطلب نفساً عالية الإباء ، وكن كما قال الشاعر مفتخراً بنفسه وقومه ، وما الافتخار بمجرد العبارات فقط ؛ إنما بالعمل والخلق القويم وبإيثار النفس وبرفعها عن الدنيء من الفعل ، قال الشاعر :
وَنَحنُ أُناسٌ لا تَوَسُّطَ عِندَنا لَنا الصَدرُ دونَ العالَمينَ أَوِ القَبرُ
أَعَزُّ بَني الدُنيا وَأَعلى ذَوي العُلا وَأَكرَمُ مَن فَوقَ التُرابِ وَلا فَخرُ
وثمة أمور إذا لم تخالط نفس المرء فهو محمود ؛ فقد قال الشاعر :
إِذا المَرءُ لَم يُدنَس مِنَ اللُؤمِ عِرضُهُ
فَكُلُّ رِداءٍ يَرتَـــــديهِ جَمـــــــيلُ
وَإِن هُوَ لَم يَحمِل عَلى النَفسِ ضَيمَها
فَلَيسَ إِلــــــــى حُسنِ الثَناءِ سَبيلُ


وإذا امتطيت الشجاعة فعليك الحذر ؛ الشجاعة بلا حذر حصان أعمى ،
وأمامك أمران : إما أن تكون ذا عقل ولربما أعياك بالتفكر ونحوه ، أو أخو جهالة ووصب يصيبك بغياب العقل ، قيل :
ذو العَقلِ يَشقى في النَعيمِ بِعَقلِهِ وَأَخو الجَهالَةِ في الشَقاوَةِ يَنعَمُ
ومن مساوئ غياب العقل أو نقصه فساد الذوق ، والذوق السيئ يقود إلى المكاره ، وإياك والجزع إذا تأخر الرزق ، فما دمت حياً فسيرزقك الله من حيث تدري أو لا تدري .
الرِزقُ لا تَكمَد عَلَيهِ فَإِنَّهُ يَأتي وَلَم تَبعَث إِلَيهِ رَسولا
وليتأنى كلٌ في قضاء أموره بحيث لا يجعل العجلة تغلب عليه فيفسد عمله ، وليترفق في طلب أموره وشؤونه ومواقفه
الرِفقُ يُمنٌ وَالأَناةُ سَعادَةٌ فَتَأَنَّ في أَمرٍ تُلاقِ نَجاحا
وقيل :
الرفقُ يمنٌ وخير القول أصدقه وكثرة المزح مفتاح العداواتِ
وثمة فلسفة إذا ما عقلها المرء لم تغب عنه السعادة ولم يعجزه نأيها ونفورها ، فعلى المرء أن يطلب السعادة حيث البؤس ، وليحذر من البؤس في رحم البهجة ، فالسعادة تولد في البؤس ... والبؤس يختبئ في السعادة
وإذا ما نظر الرائي منا إلى نفسه فلن تغفل عينه عن عيب بها ، غير أنه لا يظهر أحياناً لأعين الناس ، عيبك مستور .. ما أسعد حظك ، وما لك أخي القارئ من بدٍ في محك الحياة ، حلوها ومرها ، وبيدك الأمر ، فكيف تمهد لها تجدها . واعلم أنه ما أتت الدنيا طيعة لأحد ، فلابد من التضحية والفداء والمثابرة وقوة الإرادة .
غَلَتِ الحَيَاةُ فَإِنْ تُرِدْهَا حُرَّةً كُنْ مِنْ أُبَاةِ الضَّيْمِ وَالشُّجْعَانِ
وَاقْحَمْ وَزَاحِمْ وَاتَّخِذْ لَكَ حَيِّزاً تَحْمِيهِ يَوْمَ كَرِيهَةٍ وَطِعَانِ

ولا خيار ثالث للأنفس الأبية فإما حياة كما تريدها هي أو الموت فخو أكرم
. فأما حياة ...... وأما الفناء أشرف للبشر
20.السعي الى العلم
والسعي إلى العلم من أجل الفضائل ، ولا سيما التفقه في الدين ، فمن أراد الله به خيراً يفقهه في الدين ، وفقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد ، وتخير أهل النصح ، فإن النصيحة فن يهبه الله لبعض عباده ، كما وهب لبعضهم العقل دون فضيلة النصح ، ولربما اجتمعا النصح والعقل عند واحدٍ فتجب طاعته ، إذ إن بعض الناصحين لا ينصحك بمعروف ، وبعض العاقلين لا يوفق في نصحك .
فَما كُلُّ ذي لُبٍّ بِمؤتيكَ نُصحَهُ وَما كُلُّ مؤتٍ نَصحَهُ بِلبيبِ
وَلَكِن إِذا ما استَجمَعا عِندَ واحِدٍ فَحقٌّ لَهُ مِن طاعَةٍ بِنَصيبِ

وليستجمع كل منا قوته وشدته ، ولكن ربما رجعت عليه هذه القوة بالتحطم ، فليست كل القوة شدة ؛ قوة الخيزران في مرونته ،وقيل لا تكن يابساً فتكسر ولا ليناً فتعصر ، والكرم خير ما يتصف به المرء ، فالكريم يحس نفسه غنياً دائماً ، ولا مكان للكسل مثل ضعاف الناس ؛ فهو ينمو ويترعرع ، تغذيه أوهام وأماني ، الكسل ملجأ العقول الضعيفة ، فاسع لطلب شأنك وتحرر كل دقيقة من الكسل ، واقحم باب الراحة من المشقة ، لا تدرك الراحة إلا بالمشقة ، وليكن الرفق واللين ممشاك ، واحرص على أن لا ينطق لسانك إلا حسن الكلام ؛ الكلام الحسن درع ، هوه يدل على لباقتك وذوقك الرفيع ، ولا يتأى هذا إلا بشيء لا يكلفك شيئاً ، وهو الإنصات لكلام غيرك ، كن مستمعاً جيداً لتكون متحدثاً لبقاً ، وثمة أمر يهد القلوب وهو القلق والجزع على ملمات الأمور ، فعلى الإنسان أن لا يذهب جهده وتفكيره في موقف طارئ أو غير طارئ ؛ لأنه لا يدوم هذا ولا ذاك .
لا تَلقَ دَهرَكَ إِلّا غَيرَ مُكتَرِثٍ مادامَ يَصحَبُ فيهِ روحَكَ البَدَنُ
فَما يَدومُ سُرورُ ما سُرِرتَ بِهِ وَلا يَرُدُّ عَلَيكَ الفائِتَ الحَزَنُ
وقيل :
لا تَيأَسَنَّ من اِنفِراجِ شَديدَة قَد تَنجَلي الغَمَراتِ وَهيَ شَدائِد
كَم كُربَة اِقسَمَت اِن لَن تَنقَضي زالَت وَفَرجُها الجَليلُ الواحِد
وكن عفاً في تعاملك أريحياً في مخالطتك ، لا شيء يرفع قدر المرء كالعفة ، واحذر من أن يجرك لسانٌ بإسلوبه وبراعته ، وليكن عقلك حاضراً ، لا شاكاً في غيرك بل متحفز العقل نافذ البصيرة ، فطن التأمل ، قيل :
لا خَيرَ في وُدِّ اِمرِئٍ مُتَمَلِّقٍ حُلوِ اللِسانِ وَقَلبُهُ يَتَلَّهَبُ
إن الإنسان الفطن لا يغيب عنه شيء ، وإن غاب يستدرك أمر ، وإن فاته الاستدراك فتسعفه الحكمة في تناول الأمور ومجابهة الملمات ، وإدراك السؤدد والعلا .
لا يُدرِكُ المَجدَ إِلّا سَيِّدٌ فَطِنٌ لِما يَشُقُّ عَلى الساداتِ فَعّالُ
غير هذا عليه التجمل بالصبر ، وتسهيل الصعب ، وبسط الأمور .
لأستسهلن الصعب أو أدرك المنى فما انقادت الآمال إلا لصابر
وليكن أملك أو ما تطمح إليه عالياً ، فإن التعب واحد ، والمشقة نفسها التي تجابهها في الأمر الصغير هي التي تجابهك في الأمر العظيم ، فليكن طموحك كبيراً .
إِذا غامَرتَ في شَرَفٍ مَرومٍ فَلا تَقنَع بِما دونَ النُجومِ
فَطَعمُ المَوتِ في أَمرٍ صَغيرٍ كَطَعمِ المَوتِ في أَمرٍ عَظيمِ

21.تحديد الهدف
الإنسان يبلغ بإرادته الهدف الذي وضعه لنفسه مهما كان صعب المنال ، فللإنسان قوة جبارة في بلوغ الهدف عندما تكون الهمة عالية ، لو تعلقت همة أحدكم في الثريا لنالها ، ومن الله التوفيق والسداد . ولكن يتفاوت الناس في بلوغ مآربهم وغاياتهم ، ذلك لما للمشقة من وقعٍ على النفس البشرية ، وعلى بعض الناس فقط الذين نحرص على أن لا نكون منهم ، أولئك الناس هم ضعاف النفوس وصغارها .
لَولا المَشَقَّةُ سادَ الناسُ كُلُّهُمُ الجودُ يُفقِرُ وَالإِقدامُ قَتّالُ
هذه هي الحياة ، فليس للحياة قيمة إلا إذا وجدنا فيها شيئاً نناضل من أجله .
ومجمل القول أن كل ذلك يتركز في كلمة واحدة ، يضعها كل إنسان نصب عينيه ، وهي الهمة .
ما الجودُ عَن كَثرَةِ الأَموالِ وَالنَسبِ وَلا البَلاغَةُ في الإِكثارِ وَالخُطَبِ
وَلا الشَجاعَةُ عَن جِسمٍ وَلا جَلَدٍ وَلا الإِمارَةُ إِرثٌ عَن أَبٍ فَأَبِ
لكِنَّها هِمَمٌ أَدَّت إِلى رِفَعٍ وَكُلُّ ذلِكَ طَبعٌ غَيرُ مُكتَسَبِ
وَرُبَّ مَحمودِ فِعلٍ ما لَهُ حَسَبٌ إِلّا صَنايِعُ جاءَتهُ مِن الأَدَبِ
فَجَلَّلَتهُ بِعِزٍّ بَعدَ مَخمَلَةٍ وَرَتَّبَتهُ مِنَ الإِفضالِ في الرُتَبِ
وليتذكر أحدنا دائماً : " ليس الشديد بالصرعة ..." وعلى المرء أن يتمهل في أمر جلل ، وهو الحكم على أي شيء ، لأن أندم على العفو خير من أن أندم على العقوبة .
ولا تتوانى في تنفيذ شأنك لبلوغ سؤلك ، أو لأسداء معرف أو لدحض مكروه ؛ فلربما سبق عليه أحد فتلوم نفسك على تأخيره ، لكل شيء رأس ، ورأس المعروف تعجيله ، ولكل شيء عدو وعدو العقل هو الجهل ، والنية مطية المؤمن ، والأعمال بالنيات ، والنية أبلغ من العمل ، فلربما تبلغ المقصود بنيتك لا بعملك ، لذا ما أرى عجزاً في البشر كالعجز عن النية ، وكلٌ ميسر لما خلق له .
ما كلف الله نَفْساً فوقَ طَاقتها ولا تَجُود يدٌ إلاّ بما تَجِدُ
ولا تجعل الكبر يأخذك عن المشورة جانباً فلا خاب من استشار، ماهلك امرؤ عن مشورة ، ومن شاور كثر صوابه ، فإذا شاورت عقلك وأهل المشورة فلا تتردد في تفعيل قرارك وتنفيذه ؛ فالمتردد في البدء يتأخر في الوصول ، ولا تعيقك الصعاب واعلم انك لابد ملاقيها ، ومتى بلغت المصائب حدها زالت ، وليس هذا بالتخويف والتشاؤم بل هو واقع غلب على مجرياتنا ، غير أن المتفائل يجعل الصعاب فرصاً تغتنم . والمتصبر حليفه النجاح ؛ فمن أسباب النجاح .... الصبر .
جمِّلْ نفسك بالخلق الحسن كما تجمل مظهرك باللباس الحسن ، واحرص على أن تربي ابنك ونفسك التربية المثلى ، وهل أفضل من الأدب الحسن ؛ ما نحل والد ولداً من نحل أفضل من أدب حسن ، ولربما كانت البسمة مفتاح لما صعب عليك فتحه ، وعلامة على أدبك الحسن ، وعلى الرغم من هذا نجد أن معظم ابتساماتنا تبدأ بابتسامة شخص آخر ، فلما لا نكون نحن من يبادر بهذه النعمة ، وقد يقول قائل : التبسم يزيل المهابة فأجبه :
والجد يكسو الوجه منك مهابة وكذا التبسم للقلوب ضياها
فاجعلن بينهما لنفسك مسلكاً وانفذ بنفسك من شرور هواها
ولربما حال دون التبسم حائل كسوء تفاهم أو نحوه أو وشاية ونحوها ،حينئذٍ لابد للتسامح من موطئ قدم ، واعلم أن التسامح من السهولة ما يصعب على النفوس أن تبادر به ، إلا النفوس الكبار ، فالنفوس الكبيرة وحدها تعرف كيف تسامح .. ، ومن صلاح الشأن أن يبدأ الإنسان بنفسه قبل غيره ، من تقويم ونقدٍ وتصويب وملاحظة ،فإذا كان هذا فإنه عين الصواب . قيل :
يا أَيُّها الرَجُلُ المُعَلِّمُ غَيرَهُ هَلا لِنَفسِكَ كانَ ذا التَعليمُ
فابدأ بِنَفسِكَ فانهَها عَن غَيِّها فَإِذا اِنتَهَت عَنهُ فأنتَ حَكيمُ
فَهُناكَ يُقبَلُ ما تَقولُ وَيَهتَدي بِالقَولِ منك وَينفَعُ التعليمُ
لا تَنهَ عَن خُلُقٍ وَتأتيَ مِثلَهُ عارٌ عَلَيكَ إِذا فعلتَ عَظيمُ
واخلع أخي الكريم على نفسك ثوب التجريب وعدم القول إنه ليس بمقدورك فعل هذا أو القيام بذاك .
وإن حدثتك النفس إنك قادر على ما حوت أيدي الرجال فجرِّبِ
غير أنه لا يتم شيء بغير تخطيط ، لذا نرى الفشل عند بعض الناس ، فهم لا يقصدون الفشل أو يتلذذون به ؛ لا يعقل هذا ، وانهم يفشلون في التخطيط السليم ، بعض الناس لا يخططون من أجل الفشل ولكنهم يفشلون في التخطيط ، ومن أصول التخطيط والتنفيذ أن لا تجعل التشاؤم يتسرب إلى عقلك مطلقاً ، إذ لا فائدة تجنيها من وجوده ، فالمتشائم لا ينظر إلا بعين الفشل والسوء ، وبعين النقيصة ولا يرى من الليل إلا ظلامه ، فلا يرى النجوم والقمر والسمر والهدوء ، فإياك والمتشائم ، واهرب منه ما كان الهروب ممكناً ، والأفضل من الهروب أن تزيل تشاؤمه ما استطعت ، كي ينظر إلى الدنيا بعين الفأل ،وقيل :
وَما اِنتِفاعُ أَخي الدُنيا بِناظِرِهِ إِذا اِستَوَت عِندَهُ الأَنوارُ وَالظُلَمُ
،واجعل أيها القارئ من قطرة الماء مثالاً للتصميم ، فإن نقطة الماء المستمرة تحفر عمق الصخرة ، فالمثابرة والصبر أمران لا غنى لك عنهما لتحقيق مأربك وتكوين كيانك ، وبناء صرحك :
وما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا
ولا تعيقك الشدائد والمصاعب عن تحقيق أمانيك ، كي لا تبقى على هامش الحياة فتكون زائداً على الدنيا .
ومن لا يحبُّ صُعودَ الجبالِ يَعِشْ أبَدَ الدَّهرِ بَيْنَ الحُفَرْ
وربما يرى بعض الذين تخونهم إرادتهم وفيصل حزمهم أن القعود عن الحاجات إنما هو عقل وروية .
يَرى الجُبَناءُ أَنَّ العَجزَ عَقلٌ وَتِلكَ خَديعَةُ الطَبعِ اللَئيمِ
وكل ما يعترض الرجل يحتاج إلى شجاعة :
وَكُلُّ شَجاعَةٍ في المَرءِ تُغني وَلا مِثلَ الشَجاعَةِ في الحَكيمِ
وأساس الشجاعة أن يكون المرء ذا تقوى ؛ فقد قيل :
واتق الله فتقوى الله ما جاورت قلب امرئ إلا وصل
ليس من يقطع طرقاً بطلا إنما من يتقي الله البطل
وثمة أمر في الأهمية غاية ، وهو الطموح ، فالطموح هو الذي يقودك إلى رتبٍ عليا ، لذا يجب أن يكون القلب بحجم الطموح كما ينبغي للطموح أن يكون صلباً ،
وقيل :
وَإِذا كانَتِ النُفوسُ كِباراً تَعِبَت في مُرادِها الأَجسامُ
وقيل :
مَن كانَ مَرعى عَزمِهِ وَهُمومِهِ رَوضُ الأَماني لَم يَزَل مَهزولا
وليتخلق الإنسان بأحسن الخلق وأقومه ،ولا خلق كالكرم والجود ، قيل :
يجود بالنفس إذ ضن البخيل بها والجود بالنفس أقصى غاية الجود
واعمل على أن يكون لك موطئ قدم في صنائع المعروف والخير ،ولا تتردد في أمر يقودك إلى المكرمات والإحسان
مَن يَفْعل الخيرَ لا يَعْدَم جَوازِيَه لا يَذْهبُ العُرْفُ بين الله والناس
وقيل أيضاً :
مَنْ كانَ للخَيرِ مَنّاعاً فليسَ لَهُ على الحَقِيقَةِ إخوانٌ وأخْدانُ
وهذا كله لا يأتي إلا من خلال النفوس السليمة ، والنفوس السليمة لا تكون إلا بالترفع عن النقائص ،
وَإِذا النُفوسُ تَطَوَّحَت في لَذَّةٍ كانَت جِنايَتُها عَلى الأَجسادِ
وحفظ اللسان نصف المعروف ، بل المعروف كله وإذا لم تستطع أن تفيد غيرك بفعلٍ ما فاعمل على إفادته بتركك ما يضره :
إِنّا لَفي زَمَنٍ تَركُ القَبيحِ بِهِ مِن أَكثَرِ الناسِ إِحسانٌ وَإِجمالُ
فعليك بأن تجعل لكل كلمة ميزاناً تمر عليه ، فمقتل الرجل بين فكيه ،
ومن كثر كلامه قل احترامه ، والصمت من شيم الأكارم ، فلا يقل أحدنا إلا ما هو خير وصحيح ، من عادتي أن أسكت عما أجهله ،ومن أروع ما قيل : لا أدري، ونصف العلم قول لا أدري ، ولتجعل أخي من عاداتك أن لا تشكو لأحدٍ ، فلا مفرج غير الله ، وثمة أشياء يحبب كتمانها من كنوز البر كتمان المرض والمصائب والصدقة ،
وان الهموم لا تدوم
وَكُلُّ الحادِثاتِ إِذا تَناهَت فَمَوصولٌ بِها فَرَجٌ قَريبُ
ولا تسلم أمرك لحسن النوايا دائماً ، إذ إن النفوس ليست واحدة ، ولربما يؤخذ الانسان وهو في غفلة أو حسن نية ، فيجر إلى أمورٍ لم تكن لتحدث لو أنه كان منتبهاً وحذراً ، فالحذر مطلوب ،
وحسنُ ظَنِّكَ بالأيام مَعْجَزَةٌ فظُنَّ شَرّاً وكنْ منها على وَجَلِ
وقيل : النية الحسنة عذر التصرف الأحمق
ولتكن لين الجانب فإن من لانت كلمته وجبت محبته ، ولا تؤخذ الأمور بغير الرفق فاليد اللينة تقود الفيل بشعرة ، الناس رجلان: رجل ينام في الضوء .. ورجل يستيقظ في الظلام ،








توقيع »





  رد مع اقتباس
قديم منذ /22-08-2012   #4

 
شخصية مهمة

الصورة الرمزية محمد الخضيري

 

محمد الخضيري غير متواجد حالياً

 رقم العضوية : 4803
 تاريخ التسجيل : Jun 2010
 المشاركات : 782
 النقاط : محمد الخضيري will become famous soon enoughمحمد الخضيري will become famous soon enough
 تقييم المستوى : 259

مزاجي
رايق
Best الدرر الصحاح في تحقيق النجاح /أ. محمد خضيري الجميلي ج 4

22التواضع

اعلم اخي القاري انه يجب أن يكون الإنسان حكيماً في الوقت المناسب ، ولكل شيء آفة وآفة العلم الغرور ، وبغالب الأمور مرض التشائم ، فالتشاؤم ينخر الذكاء ، وإذا أردت أن تنتصر فانتصر على نفسك أولاً بعدم ظلمك غيرك ؛ فقد قيل : تعلمت كيف أكون مظلوماً فانتصرت ، فإذا انتصرت لا تتكبر، بل اجعل التواضع مسلكك في أمورك كلها ، والتواضع لا يزيد العبد إلا رفعة ، ولا أعظم من قلب نزيه متواضع ، ولا يأتي الكبر والترفع على الناس إلا من جهل ، فالجهل مصيبة ، فإياك أن يصفك الناس بالجهل و الصغر ، والجهل مطية ، من ركبها ذل ومن صحبها ضل ، والجهل موت الأحياء .

ولا يحسن بك الترفع على من حولك لكونه يحط من قدرك ، قد يكون ترفعك على غيرك لأجل مكانة أو مادة أو منصب أو لا شيء ، لذلك فالتواضع امر مهم جدا ، ومن هو المتواضع ، العالم متواضع ، القوي متواضع ، الكريم متواضع ، الشجاع كذلك ، الغني أيضاً ، كل هؤلاء وما كان في مسلكهم وسمتهم فهو متواضع ، أما المترفع الذي ينظر بتكبر وترفع وتعالي فهو كل صغير قدر يشعر بالنقيصة والدونية ، قليل العلم ، فارغ ، قيل :
ملأى السنابل ينحنين تواضعا والفارغات رؤوسهن شوامخ
فاعمل على أن تكون ممن يحني رأسه تواضعاً ؛ كي يرفعه الله عز وجل ، وأجمل ما يكون عليه المرء أن يكون ذا نفسٍ طيبة ، يتعايش مع كل ذي طبع ، والطبع إنما هو المسلك الذي نجد أنفسنا سائرين به ، ولو نظرنا الخلق لوجدنا أنهم يبذلون قصارى جهدهم ليرفعوا من شأنهم ، غير أن طباعهم التي جبلوا عليها تقودهم إلى غير مقصدهم ، فلنحرص على زرع الطبع القويم والصالح لأنفسنا ، فتسير عليه بكل انسياب .
وَكُلٌّ يَرى طُرقَ الشَجاعَةِ وَالنَدى وَلَكِنَّ طَبعَ النَفسِ لِلنَفسِ قائِدُ
وطيب النفس وطهارة القلب والعفاف مراد كل ذي لب ،
والقلب أطهر ما يكون على التقى والنفس أطيب ما تراها شاكرة
وما هذا ببعيد عن أحد ، فقط اسع لأن تكون كما أردت ، خيِّراً عفيفاً ، من يستعفف يعفه الله ومن يستغن يغنه الله ومن يتصبر يصبره الله
واحرص على أن تظلم أحداً ؛ فهو ظلمات ، نم مظلوماً ولا تنم ظالماً ،
وأوف بالوعد ، وإذا كنت تعلم أنك لا تستطيع للوفاء بالوعد سبيلاً فلا تقطع الوعد وتكبل به نفسك ، فأنت حر ما لم تعد ، فوعد الحر دين عليه، الوعود هي الشَّرك الذي يقع فيه الحمقى ، واحرص على تدوين كل شيء ، خاصة الوعود ، فلربما نسيت وعداً ، ولآخر يظنك تتجاهله ، كما أن الكتاب هي الفن الذي يتقنه القليل ، من يكتب يقرأ مرتين ، وكل إنسان يسعى للنجاح في أموره ، ولكي تعرف النجاح انجح ، النجاح أفصح الخطباء ، وهو ليس من السهل الوصول إليه ، وليس من المحال تحقيقه ، فالنجاح سلم لا تستطيع تسلقه ويداك في جيبك ، واعرف من الناجح في حياته ، إنه من يغلق فمه قبل أن يغلق الناس آذانهم ، ويفتح أذنيه قبل أن يفتح الناس أفواههم ، ومن أسباب النجاح أداؤك للواجب بكل أمانة ،
من قام بواجبه لا يضيع

23.الشجاعة

ان الشجاعة امر مهم في صنع نجاح المرء اذ انها الاداة المهمة في اتخاذ القرار ويجب ان تكون الشجاعة مبنية على اسس علمية وإذا خفت أن تهلك ولم تسعفك الشجاعة على مواجهة الأمر
فاحرص على الموت توهب لك الحياة ، وما بدنيانا راحة ، غير أنه إذا أردت أن لا تتعب .. اتعب ، ويشقى الجسد في خدمة النفوس الأبية . قيل :
إذا كانت النفوس كباراً تعبت في مرادها الأجسامُ
فدبر الأمور ، خطط لها ، أحسم أمرك ، ودع التردد جانباً ، وإلا فلن تكون ذا رأي سديد :
إذا كنت ذا رأي فكن ذا عزيمةٍ فإن فساد الرأي أن تترددا
وما عمر الإنسان قياساً بما عاشه من سنين وإن كانت كثيرة ، غير أننا عندما نعيش لأنفسنا تصبح أعمارنا قصيرة ، وعندما نعيش لأنفسنا وللآخرين تمتد أعمارنا إلى ما بعد موتنا . فعلى الإنسان أن لا يعيش لنفسه فحسب بل للآخرين ما استحق أن يولد من عاش لنفسه
والنجاح لا يأتي بدون جهد ، ولا يجنى من غير زرع ، وإذا ما زرعته فإنك جانيه ، لا شك من زرع النجاح جناه ، والنجاح لا يأتي إلا من النفوس القوية ، التي تتحلى بالإرادة وقوة العزم ، ولربما رأى أحد أن القوة هي أن تطيح بخصمك ، ذاك جانب من القوة ، ليس الشديد بالصرعة .. إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب ، أي بمعنى أن القوة في النفس والتحكم بها ، وإذا ما تحكمت بنفسك وكنت سيدها فإن ذلك يؤهلك لتكون سيداً على العالم ، ذلك بحفظك نفسك ، وتحكمك بتصرفك ، لتكون سيد العالم كن سيد نفسك ، وسُئِلَ أحدُهم : بم سدت قومك ؟ قال : لم أخاصم أحداً إلا تركت للصلح موضعاً ،ومما يعرف به السيد تركه الشتم واللعن وتفاتف الأمور ونقائص النفوس ومعاداة الخلق من غير حق : فقد قال أحد كبار النفوس : ما شاتمت رجلاً مذ كنت رجلاً لأني لم أشاتم إلا أحد رجلين إما كريم، فأنا أحق أن أجله، وإما لئيم فأنا أولى أن أرفع نفسي عنه. وحسب المرء أن يكف أذاه عن غيره فمن رزقه الله مالاً فبذل معروفه وكف أذاه فذلك السيد ، ومما يعرف به السيد رجحان العقل واكتماله ، وقد قيل :
لَيسَ الغَبِيُّ بِسَيِّدٍ في قَومِهِ لَكِنَّ سَيِّدَ قَومِهِ المُتَغابي


وليحذوك الأمل فيما عزمت على إنجازه وإن كان صعب المنال ؛ فبالأمل تدرك الحاجات وأفقر الناس من عاش بلا أمل ، واحذر من لا يعرف الأمل إلى بواطنهم دروباً ، فهم يقودونك إلى ما لا يحسدونك عليه ، يقال : اتبع البوم يقودك إلى الخرائب ، ولربما كان الأقرب منك يقودك إلى حيث لا تحب ، ولا أقرب من النفس لصاحبها ، أحمق الناس من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني ، كما أن الأمل ذاته ربما يكون مضرة ، وسترة لبعض الأنفس فقيل : الأمل غذاء المنفيين ، واسع لحفظ نفسك ، بحفظك خالقك ، احفظ الله يحفظك ، ولا حفظ كأن يكون إيمانك كاملاً ،ولا يكون ذلك إلا بالخلق الحسن ؛ فأكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً ، وللمؤمن ضالة ينشدها حيث كانت ، فالحكمة ضالة المؤمن ، واحرص على أن يغلب حياؤك إقبالك وإدبارك ؛ الحياء لا يأتي إلا بخير ، والكلمة الطيبة صدقة ، وقيل : الأفواه الجائعة أحق بالصدقات من بيت الله الحرام ، وانظر إلى غيرك وخذ من تجاربهم عظات ، السعيد من وعظ بغيره ، واحذر أن يأخذك للغرور بدنياك فسحتها ؛ فالريح والنعمة لا يدومان ، واحرص على نفسك ولا تكون إلا غيثاً أو ليثاً ، فالسيد من يكون للأولياء كالغيث الغادي، وعلى الأعداء كالليث العادي ، واجعل الصواب نصب عينيك ، وإن أخطأت فعد يغفر الناس لك ، الصيت الحسن يغطي كل الأخطاء ويكفي المخطئ حسن نيته الصواب ،
24.العمل بجد
فالعمل سعي الأركان إلى الله، والنية سعي القلوب إلى الله، والقلب ملك والأركان جنود ولا يحارب الملك إلا بالجنود، ولا الجنود إلا بالملك. الدنيا كلها ظلمات إلا موضع العلم، والعلم كله هباء إلا موضع العمل، والعمل كله هباء إلا موضع الإخلاص، هذا هو العمل.
اعلم أن الكلمة الطيبة تفتح الأبواب الحديدية ، وإذا ما أردت أن تعالج أمراً ما فلا تعالجه بتشدد وتعصب فالرفق لا يكون في شيء إلا زانه ، وتحرى العمل الجالب للخيرات والدافع للمضرات ، واعلم أن الحياة الدنيا إلى فناء ؛ فاعمل لما بعدها فالكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت و العاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني ولا يخلو قلبك من أمرين أحدهما دنياك فعش عزيز النفس بها ، وآخرتك لتي إليها معادك فالله تعالى يبغض كل فارغ من أعمال الدنيا والآخرة ، وقد أعطاك الله العافية والصحة ؛ فلا تبخل على نفسك بهما ، واشغل نفسك بما يغنيك عوده ؛ إن الله تعالى يبغض العبد الصحيح الفارغ
وثمة حلاوة لا يذوقها إلا من كان الحب مسلكه ، وهي حب الناس ؛ أن تحب كل الناس شيء جميل فحاول تجربته ، واحذر من أن تأخذك الفاقة إلى حيث المذلة ، فلا عيب في الفقر ، وإذا فقدت المال فلا تفقد عزتك ، وإن كان جيبك فارغاً فحاول أن يكون رأسك شامخاً ، أما أفعالك فلا يلام غيرك عليها ، فلسان العاقل يقول : أنا مسؤول عن عقلي .. إذن أنا مسؤول عن أفعالي ولا تجعل التسويف يفوق عملك ؛ أنذرتكم سوف ؛ فإنها جند من جنود إبليس . وتوخ أن تكون في منأى عن دخولك فيما لا يخصك ولا منه لك مصلحة ولا نافع ، واجعل هذه كلمة " بخلاف ما فيك " نصب عينيك ؛ فقد سأل رجلٌ الأحنف قائلاً : بم سدت قومك، وما أنت بأشرفهم بيتاً، ولا أصبحهم وجهاً، ولا أحسنهم خلقاً؟ فقال الأحنف : بخلاف ما فيك، قال: وما ذاك؟ قال: تركي من أمرك ما لا يعنيني، كما عناك من أمري ما لا يعنيك .
احرص على استغلال وقتك وجدك ، ولا تجعل للكسل إليك منفذاً ، وعلى قدر جدك يكون إنجازك .
بقدر الجد تكتسب المعالي ومن طلب العلا سهر الليالي
واعلم أنه لا كيان بلا نظام ، لكي تشيد صرحك ، وتقيم أمرك فلا مناص من ترتيب أمرك ، وتنظيم شؤونك ، وهكذا الأمر ، بني الكون على النظام ، وتعلم في هذه الدنيا من أي شيء ، فاجعل من الحجر معلماً لك يعلمك كيف يكون عزمك ، ومن السماء كيف يكون قلبك ، ومن الماء كيف يكون تدبيرك ، تعلم ولو من خصمك ، وليكن عقلك متحمساً في شأن الخير والصلاح ، فحماس العقل لا يشيب ، وتزود من دقيقتك هذه للدقيقة الآتية و خذ من يومك لغدك وإياك والخجل من السؤال فمن يسأل فهو غبي لخمس دقائق لا أكثر ، ومن لا يسأل غبي طول عمره ، فاختر ما تكون ، وخير لك أن تسأل مرتين من أن تخطئ مرة واجعل مخافة الله الحكمة التي تنشدها والتي تطلبها دائماً ف رأس الحكمة مخافة الله ، وستلاقي في مسيرتك من يشدك إلى الخلف فلا تأبه وإن قيل لك :
ولو أن بان خلفه هادم كفى ــــــ فكيف ببانٍ خلفه ألف هادم

فقل: أنا الباني ولكني بعزم ألف هادم ،
واحذر من أمرين فهما شر ما في الرجل ، وهما منقصة لكل من حمل الرجولة على كاهله ، وهما البخل والجبن فشر أخلاق الرجال البخل والجبن . واعمل بقول القائل : صَبَرتُ نَفسي عِندَ أَهوالِها وَقُلتُ مِن هَبوَتِها لا بَراح
إِمّا فَتىً نالَ العُلى فَاِشتَفى أَو بَطَلٌ ذاقَ الرَدى فَاِستَراح
ولا تنس نصيبك من دنياك ، ولا تهمل معادك وآخرتك عش لدنياك كأنك تعيش دوماً واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً ، أما العزم فاحرص على أن تكون ممن عزائمهم قوية ، هممهم عالية ؛ لتكون غاياتك على مستوى هممك وعزمك ، ؛ إذ لو كان عزمك صغيراً فلن تتجاوز غاياتك ذلك العزم قدراً ، وكذا مكارمك وأعطياتك إنما تقاس على قدر كرمك وعلو نفسك ، فقد قيل :
عَلى قَدرِ أَهلِ العَزمِ تَأتي العَزائِمُ
وَتَأتي عَلى قَدرِ الكِرامِ المَكارِمُ
أما صغار النفوس فإن صغار الأمور كبيرة في عيونه وكذا كبار النفوس إنما تصغر في عينهم عظام الأمور ، فعليك أن تكبر أن تكون صغيراً فقد قيل :
وَتَعظُمُ في عَينِ الصَغيرِ صِغارُها
وَتَصغُرُ في عَينِ العَظيمِ العَظائِمُ
وتبصر طريقك إلى شيء غاية في الأهمية في حياتنا ، هو ما يسعى لتحقيقه الأخيار ، هو الإحسان ، وله أوجه متعددة ، وأياً كان وجه الإحسان فإنه مرغوب ومحبب عند أهل الفلاح والتوفيق ، وقديماً قيل : أحسن كما تحب أن يحسن إليك ، ولإحسان ثمرة كل عمل رفيع ، إذن ليكن لك أجر عن عملك وهو الإحسان ، لا أجر لمن لا حسنة له ، وليغتنم أحدنا فرصه السانحة لبسط يد الإحسان ، فلربما لا يكون بمقدورك فعله لعائقٍ ما ،
أحسن إذا كانَ إمكان وَمَقدِرَة فَالغافَلونَ عَن الإحسان عُميان
وَكُن إلى فُرصة الإمكان مُنتَهِزاً فَلا يَدومُ عَلى الإنسان إمكان
ولا إحسان كإحسانك إلى نفسك ؛ إذ بإحسانك لنفسك تحسن للناس أجمعين ، ولك الأمر في ذلك ، ناهيك عن أنه من لا يحسن إلى نفسه لا يحسن إلى غيره ، وأكثر ما يبتغيه الإنسان من أخيه هو الإحسان ، فبه يُسلم لك الإنسانُ محاسن ظنه وتنقاد لك مباهجه ؛ فقد قيل :
أحسِنْ إلى النّاسِ تَستَعبِدْ قُلوبَهُمُ فطالَما استبَعدَ الإنسانَ إحسانُ
ومن ألوان الإحسان وصنوفه العفو والمغفرة عن زلاتٍ تعرضت لها ،
وإنْ أساءَ مُسيءٌ فلْيَكنْ لكَ في عُروضِ زَلَّتِهِ صَفْحٌ وغُفرانُ
ولا تتوقع أن يضيع صنيعٌ ما عملته وإن قل ذلك الصنيع والإحسان ،
فمهما يصغر الإحسان فإنه لا يضيع .

فأنت لا تستطيع أن تعتمد على الناس في أمورك وخاصة فيما عظم منها
وَحيدٌ مِنَ الخُلّانِ في كُلِّ بَلدَةٍ
إِذا عَظُمَ المَطلوبُ قَلَّ المُساعِدُ

25.الاعتماد على النفس اولا
فإذا كان ذاك فاجعل الاعتماد على نفسك طريقك لنجاحك وتفوقك ،ولن يتسنى لك ذلك بغير عزمٍ قويٍ للشدائد ، ولربما خالط عزمك شيءٌ من الشك في وصولك أو تحقيقك المنى أو شككت في نفع هذا أو غير ذلك فإذا شككت فاجزم ، وإذا استوضحت فاعزم ، وثمة كلمة لا توجد في قاموس أهل العزم وهي : " الفشل " فعندهم أنه لا وجود لكلمة فشل ، وإذا لم تجد كلمة الفشل فإنك لن تر للمستحيل عندهم وجوداً ، فلسان حالهم يقول : لا للمستحيل ، ولا مستحيل عند أهل العزيمة ، ولا تكن كمن يفتخر بعزمه وقوته ، وجعل لنفسه مقياساً لا يقاس به العزم ، ولا تحدد به القوة كما في قول أحدهم وإن كان ذا طابع "كوميدي" :
ولي عزم يشق الماء شقاً ويكسر بيضتين على التوالي
وفي الهيجاء ما جربت نفسي ولكن في الهزيمة كالغزال
ولتضع نصب عينيك قول الشاعر :
تَهونُ عَلَينا في المَعالي نُفوسُنا
وَمَن خَطَبَ الحَسناءَ لَم يُغلِها المَهرُ
وقول القائل :
تسلح بالإرادة للمعالي وبالإصرار للرتب العوالي
وكن للسبق ذا قلبٍ قويٍ عصيٍ للشدائد لا يبالي
إرادتنا وعزمٌ واقتدارٌ وذا الإصرار شرط للمعالي

فلا التمني يبلغنا الأماني ولا الضعف يؤهلنا لمجابهة الشدائد ، فإياك والإتكال على المنى فإنها بضائع الموتى ، وتخلق بقول القائل :
فإنه لا نحقق الأعمال بالتمنيات .... إنما بالإرادة نصنع المعجزات
ولربما تعرض أحدنا للفشل في أمرٍ ما ، ولكن لا يعني هذا أن يقف مكتوف الأيدي لذلك ، فأسوأ من الفاشل من لا يحاول النجاح ، ولتعلم أن التعثر يعلم المشي ، وليس سقوط المرء فشلاً إنما الفشل أن يبقى حيث سقط ، ولكي تجد نفسك بعيداً عن الفشل ، على قمة النجاح انظر إلى الأمام دائماً فإنك لا ترى الفشل .
أخي القارئ هنالك شخص آخر لا يرى الفشل واحذر أن تكون أنت هو ، لأنه ليس كل من لا يرى الفشل هو ناجح ، فالشخص الوحيد الذي لا يعرف طعم الفشل هو الذي يعيش بلا هدف ، فاحذر أن لا يكون لك الهدف الذي تعيش من أجله .
وتوجه إلى الحياة بقلب ذي شغف للانطلاق بالحياة ، فإن لم تفعل فإن الحياة لا تنتظر من لا يبحر فيها بقلبه وعمله وإخلاصه
ألا انهضْ وسِرْ في سبيلِ الحَيَاةِ فمنْ نامَ لم تَنْتَظِرْهُ الحَيَاهْ
ولك في هذا عوائق كثيرة ، أولها وأهمها : " نفسك " .
وإذا سأل سائل : لم النفس أهم العوائق ؟، أجبه بأن الذي ينتصر على غيره قوي .. لكن الذي ينتصر على نفسه أقوى ، والنفس برغم قوتها فإنها تنقاد لصاحبها إذا داوم على تقويمها و تهذيبها ، ولن تعوزك الحيلة وتعجزك القدرة على قيادة نفسك .
وَالنَفسُ راغِبِةٌ إِذا رَغَّبتَها فَإِذا تُرَدُّ إِلى قَليلٍ تَقنَعُ
وإذا ما انقدت أنت للنفس فإنك ستكون لها العبد الذي لا يخرج عن أمر سيده .
قيل :
أَطَعتُ مَطامِعي فَاِستَعبَدَتني وَلَو أَنّي قَنِعتُ لَكُنتُ حُرّا
والمطامع مصدرها النفس واتباعها لما يشقيها ، فلكي تنطلق في حياتك تحكم بنفسك وقدها إلى ما يزكيك ويزكيها ، وانشد أهدافا لنفسك ، ولا تجعلها صغيرة فتصغر نفسك بصغرها ، والتعب في نيل الأهداف واحد ، سواءًا كان الهدف والمطمح صغيراً أم كبيراً ، فلن تدركه بغير جد وكد وتعب ؛ فلما لا يكون الطموح كبيراً ، يستحق تعبك وتضحياتك .
إِذا غامَرتَ في شَرَفٍ مَرومٍ
فَلا تَقنَع بِما دونَ النُجومِ
فَطَعمُ المَوتِ في أَمرٍ صَغيرٍ
كَطَعمِ المَوتِ في أَمرٍ عَظيمِ
ويصاحب سعيك إلى هدفك وسؤلك الصبر والمثابرة في طلبه ؛ فقد قيل :
إني رأيت وفي الأيام تجربة للصبر عاقبة محمودة الأثر
وقل من جد في أمر يحاوله واستصحب الصبر إلا فاز بالظفر
وهل يظن أحدٌ أن الأماني تدرك بغير التعب والمشقة ؟ لا .. بل لا تدرك إلا بالنصب والتعب والسهر . فقيل :
وَما نَيلُ المَطالِبِ بِالتَمَنّي وَلَكِن تُؤخَذُ الدُنيا غِلابا
وهل بلغ أحد مناه بغير ما قيل ؟
بَصُرتَ بِالراحَةِ الكُبرى فَلَم تَرَها تُنالُ إِلّا عَلى جِسرٍ مِنَ التَعَبِ

26. بلوغ الهدف
ليست الراحة الكبرى أن يكون المرء في راحة بلا عمل ، إنما يقصد بها ما يبلغه الرجل من الراحة بفضل بلوغه مبتغاه وهدفه ، أما من عكف عن العمل فلا راحة له ؛ من تعود الكسل ومال إلى الراحة .. فقد الراحة ، ولن يصل إلى كينونة المجد إلا من شحذ همته وطار إلى المجد والفخار بجناح العمل ، وزاده قوةُ عزيمتِهِ ؛جاعلاً من الصعاب التي تقف في طريقه سلماً يصل به إلى ما يطلبه وعندما تصل الى اهدفك حافظ عليها وفكر بالاهداف القادمة على ان ذات مستوى اعلى من الاهداف التي وصلتها وثابر في عملك وابتعد عن الغرور فهو افة النجاح ؛ فقد قيل :
لن يدرك المجد من خارت عزائمه
عند الصعاب ألا فلتشحذِ الهممُ
والمثابرة أساس به تدرك مبتغاك ، والتواني مما يبعدك عنه فاحذره
وَلا أَدرك الحاجاتِ مِثلُ مثابِر وَلا عاق مَنها النَجح مِثل ثَوانِ
وثمة أمر مهم ؛ فقد يبلغ المرء بعض شأنه فيأخذه الغرور والتوهم بأنه قد بلغ أمره كله ، فيتسرب إليه ما يؤدي إلى ترك العمل والمثابرة والجد ، وهو شعوره بانتهاء السبق وفوزه . فقل له :
ما الفوز بالسبق أن تزهو بأوله إن المفازة أن بالزهو يختتم
.
ومما يفخر به الإنسان ، ومما يثني المرء على أخيه به هو الكرم والعطاء والبذل .
مَنْ جادَ بالمالِ مالَ النَّاسُ قاطِبَةٌ إلَيهِ والمالُ للإنسان فَتّانُ
فالناس عادةً يميلون إلى من هو كثير العطاء ، ليس بالضرورة طمعاً في ما عنده ؛ بل حباً له ، فهو متخلق بصفة يحبها الله ورسوله وهي الكرم ، وقد قال الشاعر :
وَكُلُّ اِمرِئٍ يولي الجَميلَ مُحَبَّبٌ وَكُلُّ مَكانٍ يُنبِتُ العِزَّ طَيِّبُ
وما يقف حيلولة بين البذل والعطاء هو النفس ، فإن النفس مجبولة على مجانبة فعل الخير إلا من هدى الله ، فهي الأمارة بالسوء ، ومن كرمت عليه نفسه هان عليه ماله .
وهناك ثمرتان و أمران ، ثمرة القناعة الراحة ، وثمرة التواضع المحبة ، وقيل في ذلك :
فَاِقنَع فَفي بَعضِ القَناعَةِ راحَةٌ وَاليَأسُ مِمّا فاتَ فَهوَ المَطلَبُ
وَإِذا طَمِعتَ كُسيتَ ثَوبَ مَذَلَّةٍ فَلَقَد كُسِي ثَوبَ المَذَلَةِ أَشعَبُ
ومن يبحث عن السعادة فإن القناعة منتهى السعادة ؛ ذلك أن الغنى غنى النفس ، قيل : ليس الغنى عن كثرة العرض ولكن الغنى غنى النفس ، وعلى الإنسان أن يحمل على عاتقه أخاه الإنسان ، تميط عن طريقه العوائق من صفات غير محمودة وما إلى ذلك ، ومعاملة الصديق من الأمور التي هي من الأهمية بمكان ، ولذا قيل : عاتب صديقك بالإحسان إليه واردد شره بالإنعام عليه ، وثمة من يكرر : " اتق شر من أحسنت إليه " ولم يدر أن لها تكملة تتم معناها وتظهره بالصورة المثلى ، والعبارة كاملة هي : " اتق شر من أحسنت إليه بدوام الإحسان إليه " وهناك من لا يسمع لصديقه نصحاً ولا عظة ، فليحذر كلٌ منا أن يدخل ضمن من قال فيهم الشاعر :
لَقَد أَسمَعت لَو نادَيت حَياً وَلَكن لا حَياةَ لِمَن تُنادي
وَلَو نار نفخت بِها أَضاءَت وَلَكن أَنتَ تَنفخ في رَماد
ومعاملة باقي الناس بالحسنة لا تقل أهمية عن غيرهم من أصدقاء وأهل وغير ذلك ، ، يقول نبينا الكريم ( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ) ولا تتطاول على من فوقك فيستخف بك من دونك ، كما أنه لا تفرح بسقوط غيرك فلا تدري ما تضمر لك الأيام ، واجعل نهجك خير الأمور ، فقد قيل : خير الأمور الوسط . وقيل : تكمن الفضيلة في الوسط ، ولتكن مرآة أخيك فقد دخل بعضهم على إبراهيم بن صالح فقال له: عظني. فقال له الولي: بلغني رحمك الله أن أعمال الأحياء تعرض على أقاربهم الموتى، فانظر ماذا تعرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم من عملك. فبكى إبراهيم حتى سالت دموعه ، والناس صنفان ، متفائلٌ ومتشائمٌ ، فالمتشائم يرى الصعوبة في كلّ فرصة , أما المتفائل فيرى الفرصة في كلّ صعوبة. وبعض الناس لهم المتعة شيء آخر ؛ فهم يرون أن هناك نوع من المتعة وهو أن تفعل المستحيل ، وبين البشر من هو موهوب ومن هو عبقري ، فمن هذا ومن ذاك ؟ الموهوب يفعل ما يستطيع فعله، العبقري يفعل ما يجب فعله.
وقد قال أحد الناجحين : يومياً أستيقظ وأبحث في قائمة فوربس لأغنياء أمريكا. إذا لم اجد اسمي، أذهب للعمل ، ولكي تكون لك المكانة بين الجموع فإن الأمر الأساسي هو أن تحسن عملك وتتقنه ، فحاول المستحيل لكي تحسّن عملك ، وهناك ممن تصاحبهم أناس يجعلون نصب أعينهم الحد من طموحاتك ؛ فابق بعيدًا عن الناس الذين يحاولون أن يستهينوا بطموحاتك .ولم يفعلون ذلك ؟ لأنهم صغار النفوس ، فالصغيرون يفعلون ذلك دائما , لكنّ العظام فعلاً يجعلونك تشعر أنك أيضاّ يمكن أن تصبح عظيما، فاختر من تخالط من بين هؤلاء.

27. الخاتمة

مما تقدم تبين لنا ان النجاح يتطلب ان يكون الانسان عرفا بنفسه قبل ان يكون عرفا بغيره وان يكون متفائلا ذا فكر ايجابي بمعنى انه ينظر الى الجوانب المشرقة في الحياة وان يحذر التشائم والفكر المحبط وياتي في الاهمية تحديد الاهداف وأن يبذل الإنسان جهوداً لا تعرف اليأس ، فالإصرار عنصرٌ ضروري يجب أن يعود الإنسان نفسه على التفكير الدقيق ليحقق أهدافه وطموحاته ، فكثيرٌ من الناس يعيش في الحياة بفكر مشوشٍ ومبعثرٍ يظهر في استنتاجات خاطئة ، و قناعاتٍ لا تتسم بعمق الرؤية وعسف النفس وتربيتها وتعويدها على الالتزام أمراً في غاية الأهمية حتى يمكن للإنسان أن يقوم بالأعمال الصعبة التي يتطلبها مشوار النجاح ، فالإنسان الذي يقوده هواه وتتحكم فيه رغباته ، لا يستطيع تحقيق ما يريد من طموحات نتقصى الحكمة أينما وجدت ، تطبيقا لقول النبي محمد عليه الصلاة والسلام ، الحكمة ضالة المؤمن ، وعملاً بهذا الحديث الشريف ؛ فرأينا أن نجمع في هذا الكتاب في الأقوال والامثال التي من شأنها أن ترفع الهمم وتعلي النفوس وتصنع النجاح ، والتي تغير بالانسان الى الافضل إذا ما سعى لتغيير نفسه ، وقد قال الله تعالى : ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) الرعد 11، ونرتقي بالمجتمعات ما نطمح اليه من التطور والتقدم , إذا ما كان الهدف هو النجاح والرقي بالمجتمع فالإدارة سر النجاح ، ولربما تساءل أحد : هل يكفي الرأي السديد بغيرها ؟ ـ أي بغير الإرادة ـ فأجبه بأنه لا رأي لمن لا إرادة له ، وإذا ما حددت وجهتك في أمرٍ ما فإن إرادتك وإصرارك هما أولُ زادكَ ، فقد قيل : الإرادة نصف الطريق ، وإن صادف وتعثرت نتيجة أمرٍ ما أو عائق طبيعي أو مفتعل من غيرك فإن هذا مما يزيدك إصراراً ورغبةً في الصمود والوقوف ؛ فليس العيب أن تقع ؛ إنما أن تبقى مكانك ، فامضي في طريقك ، اسع ولا ترجع بخفي حنين ،
28. اجعل للإعتداد بنفسك في نفسك موضعاَ ، واعتمد في شؤونك على نفسك ، لا على غيرك ؛ فقد قيل قديماً : من يمتطي جمل جاره لا يصل إلى داره ، وقيل أيضاً : من اتكل على زاد غيره طال جوعه ومجتمعنا هذه المادية التي نعيشها، ولذلك كان التوازن لكي يعيد الأمور إلى نصابها ويحفظ حالة من الاتزان، لذلك كان حريا بكل واحد منا أن يزود كينونته النفسية بجهاز إنذار يعلمه بأي خلل في ذاك التوازن الذي نرتضيه لأنفسنا(وكذلك جعلناكم أمتا وسطا لتكونوا شهداء على الناس) فعندماأحقق الاكتشاف الذاتي سأصل إلى الأجزاء الناقصة في علاقتي مع ربي وأبدأ بعملية البناء لكي أنهض ببناء أقوى، بمعنى أنني مثلا قد أجد عندي نقصا في حفظ القرآن الكريم مما يعني بسبب معرفتي بنفسي وعلاقتي الصادقة معها سيكون لزام علي أن أحسن هذا الجانب، أيضا عندما أشعر بنقص في عدد مرات الاستغفار اليومية سيكون لزاما علي أن أزيدها لأنني أعلم الداء وبيدي أصبح الدواء ، وكذلك ينطبق الأمر على قيام الليل وقراءة القرآن….هذا من الناحية التعبدية ،، أما من ناحية أخرى،فإنك مثلا بعد أن اكتشفت نفسك وجدت أنك تميل يإتجاه العلم في المجال الهندسي مثلا، فلذلك سوف ينصب اهتمامك على الإبداع في هذا المجال لأنك صاحب رسالة وفي نيتك أنك تعبد رب الأرباب بسعيك إلى خدمة الإسلام في مجالك هذا ، وهكذا في العديد في الأمور الحياتية ومن كثر كلامه قل احترامه ، والصمت من شيم الأكارم ، فلا يقل أحدنا إلا ما هو خير وصحيح وما الوصول لعزة النفس وارتفاعها عن ما يشينها بسهل البلوغ ؛ الرأس المرفوع بشمم يتطلب نفساً عالية الإباء ، وكن كما قال الشاعر مفتخراً بنفسه وقومه ، وما الافتخار بمجرد العبارات فقط ؛ إنما بالعمل والخلق القويم وبإيثار النفس وبرفعها عن الدنيء من الفعل وذلك لان الامير هو من استطاع التاثير بالحكمة وحسن التدبير وليس بازجر وسوء التعبير .فعندما ترى الفرص تلوح من امامك فكن كالصقر في اقتناص الفريسة والانقضاض عليها .واقطف من كلام الناس وافعالهم احسنها واترك سيئها وكن كمن يقطف الازهار يبحث عن اطيبها ويترك الرديء منها واعلم ان من راقب الناس مات هما وهد بدنه وتجهد فكره واعلم ان من نقل كلام الناس لك بسوء فسينقل عنك السوء للناس وكافيء نفسك على كل انجاز تقوم به ولا تنتظر المكافاة من الغير
واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الاولين والاخرين وعلى اله وصحبه اجمعين ..
.



أ‌. محمد خضيري علي ال سناح الجميلي
العراق / الشرقاط /2012




















الملحق (أ)
المراجع


أ. القران الكريم عن رواية حفص بن سليمان بن المغيرة الأسدي الكوفي لقراءة عاصم بن أبي النجود الكوفي التابعي عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن حبيب السلمي عن عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب وزيد بن ثابت وأبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم: هذا وقد اعتمدنا مصحف المدينة النبوية الذي طبعه مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة بإشراف وزارة الحج والأوقاف بالمملكة العربية السعودية

ب‌. الاحاديث القدسية /1ــ2/دار الفكر للنشر والتوزيع
ت‌. رياض الصالحين /الامام النووي /تحقيق محمود بن الجميل
ث‌. مختار الصحاح . محمد بن ابي بكر بن عبد القادر الرازي
ج‌. قوة التحكم في الذات . الدكتور ابراهيم الفقي
ح‌. سيطر على حياتك . الدكتور ابراهيم الفقي
خ‌. قوة الحب والتسامح. الدكتور ابراهيم الفقي
د‌. سحر الكلمة . الدكتور ابراهيم الفقي
ذ‌. اسرار قادة التميز. الدكتور ابراهيم الفقي
ر‌. قوة التفكير . الدكتور ابراهيم الفقي
ز‌. الطريق الى الامتياز . الدكتور ابراهيم الفقي
س‌. كلمة وكليمة ــ مصطفى صادق الرافعي
ش‌. دليل التدريب القيادي، المعهد العالمي للفكر الإسلامي. د. هشام طالب
ص‌. بحوث العمليات اعداد الدكتور عبد الستار احمد الالوسي
ض‌. اقوال صنعت كبارا / إعداد: علي الطاهر عبد السلام
ط‌. I know What You’re Thinking ـ (أعرف ما تفكر به ) ليليان جلاس
ظ‌. تنمية المهارات الإشرافية والإدارية. إعداد: مركز الخبرات المهنية للإدارة (بيمك)
ع‌. تنمية التفكير. إعداد: د. عبد العزيز الحر.
غ‌. ايقظ الملاق داخلك ــ انتوني روبينز ــ Awaken the Giant Within".
ف‌. النجاح من خلال التفكير الإيجابي ـ نابليون هل ، كلمنت ستون
ق‌. الكتاب الرائع حتى لا تكون كلا ــ د.عوض القرني ـــــ
ك‌. محاضرات تحليل الشخصية . الشيخ المحامي خضيري علي الجميلي
ل‌. محاضرات كلية الاركان العراقية ــ فن القيادة ــ أ. محمد خضيري الجميلي
م‌. كن ناجحا في عبادتك . اعداد . الشيخ المحامي خضيري علي الجميلي
ن‌. محاضرات كلية الاركان العراقية ــ فن ادارة الوقت ــ أ. محمد خضيري علي الجميلي
ه‌. طريق المعالي ــ أ.محمد خضيري الجميلي
و‌. محاضرات الدكتور طارق السويدان
ي‌. ادارة وتنظيم الوقت .أ.محمد خضيري علي الجميلي






أ‌. محمد خضيري علي السناح الجميلي
العراق / الشرقاط /2012









توقيع »





  رد مع اقتباس
قديم منذ /22-08-2012   #5

 
شخصية مهمة

الصورة الرمزية محمد الخضيري

 

محمد الخضيري غير متواجد حالياً

 رقم العضوية : 4803
 تاريخ التسجيل : Jun 2010
 المشاركات : 782
 النقاط : محمد الخضيري will become famous soon enoughمحمد الخضيري will become famous soon enough
 تقييم المستوى : 259

مزاجي
رايق
Best الدرر الصحاح في تحقيق النجاح /أ. محمد خضيري الجميلي ج 4

22التواضع

اعلم اخي القاري انه يجب أن يكون الإنسان حكيماً في الوقت المناسب ، ولكل شيء آفة وآفة العلم الغرور ، وبغالب الأمور مرض التشائم ، فالتشاؤم ينخر الذكاء ، وإذا أردت أن تنتصر فانتصر على نفسك أولاً بعدم ظلمك غيرك ؛ فقد قيل : تعلمت كيف أكون مظلوماً فانتصرت ، فإذا انتصرت لا تتكبر، بل اجعل التواضع مسلكك في أمورك كلها ، والتواضع لا يزيد العبد إلا رفعة ، ولا أعظم من قلب نزيه متواضع ، ولا يأتي الكبر والترفع على الناس إلا من جهل ، فالجهل مصيبة ، فإياك أن يصفك الناس بالجهل و الصغر ، والجهل مطية ، من ركبها ذل ومن صحبها ضل ، والجهل موت الأحياء .

ولا يحسن بك الترفع على من حولك لكونه يحط من قدرك ، قد يكون ترفعك على غيرك لأجل مكانة أو مادة أو منصب أو لا شيء ، لذلك فالتواضع امر مهم جدا ، ومن هو المتواضع ، العالم متواضع ، القوي متواضع ، الكريم متواضع ، الشجاع كذلك ، الغني أيضاً ، كل هؤلاء وما كان في مسلكهم وسمتهم فهو متواضع ، أما المترفع الذي ينظر بتكبر وترفع وتعالي فهو كل صغير قدر يشعر بالنقيصة والدونية ، قليل العلم ، فارغ ، قيل :
ملأى السنابل ينحنين تواضعا والفارغات رؤوسهن شوامخ
فاعمل على أن تكون ممن يحني رأسه تواضعاً ؛ كي يرفعه الله عز وجل ، وأجمل ما يكون عليه المرء أن يكون ذا نفسٍ طيبة ، يتعايش مع كل ذي طبع ، والطبع إنما هو المسلك الذي نجد أنفسنا سائرين به ، ولو نظرنا الخلق لوجدنا أنهم يبذلون قصارى جهدهم ليرفعوا من شأنهم ، غير أن طباعهم التي جبلوا عليها تقودهم إلى غير مقصدهم ، فلنحرص على زرع الطبع القويم والصالح لأنفسنا ، فتسير عليه بكل انسياب .
وَكُلٌّ يَرى طُرقَ الشَجاعَةِ وَالنَدى وَلَكِنَّ طَبعَ النَفسِ لِلنَفسِ قائِدُ
وطيب النفس وطهارة القلب والعفاف مراد كل ذي لب ،
والقلب أطهر ما يكون على التقى والنفس أطيب ما تراها شاكرة
وما هذا ببعيد عن أحد ، فقط اسع لأن تكون كما أردت ، خيِّراً عفيفاً ، من يستعفف يعفه الله ومن يستغن يغنه الله ومن يتصبر يصبره الله
واحرص على أن تظلم أحداً ؛ فهو ظلمات ، نم مظلوماً ولا تنم ظالماً ،
وأوف بالوعد ، وإذا كنت تعلم أنك لا تستطيع للوفاء بالوعد سبيلاً فلا تقطع الوعد وتكبل به نفسك ، فأنت حر ما لم تعد ، فوعد الحر دين عليه، الوعود هي الشَّرك الذي يقع فيه الحمقى ، واحرص على تدوين كل شيء ، خاصة الوعود ، فلربما نسيت وعداً ، ولآخر يظنك تتجاهله ، كما أن الكتاب هي الفن الذي يتقنه القليل ، من يكتب يقرأ مرتين ، وكل إنسان يسعى للنجاح في أموره ، ولكي تعرف النجاح انجح ، النجاح أفصح الخطباء ، وهو ليس من السهل الوصول إليه ، وليس من المحال تحقيقه ، فالنجاح سلم لا تستطيع تسلقه ويداك في جيبك ، واعرف من الناجح في حياته ، إنه من يغلق فمه قبل أن يغلق الناس آذانهم ، ويفتح أذنيه قبل أن يفتح الناس أفواههم ، ومن أسباب النجاح أداؤك للواجب بكل أمانة ،
من قام بواجبه لا يضيع

23.الشجاعة

ان الشجاعة امر مهم في صنع نجاح المرء اذ انها الاداة المهمة في اتخاذ القرار ويجب ان تكون الشجاعة مبنية على اسس علمية وإذا خفت أن تهلك ولم تسعفك الشجاعة على مواجهة الأمر
فاحرص على الموت توهب لك الحياة ، وما بدنيانا راحة ، غير أنه إذا أردت أن لا تتعب .. اتعب ، ويشقى الجسد في خدمة النفوس الأبية . قيل :
إذا كانت النفوس كباراً تعبت في مرادها الأجسامُ
فدبر الأمور ، خطط لها ، أحسم أمرك ، ودع التردد جانباً ، وإلا فلن تكون ذا رأي سديد :
إذا كنت ذا رأي فكن ذا عزيمةٍ فإن فساد الرأي أن تترددا
وما عمر الإنسان قياساً بما عاشه من سنين وإن كانت كثيرة ، غير أننا عندما نعيش لأنفسنا تصبح أعمارنا قصيرة ، وعندما نعيش لأنفسنا وللآخرين تمتد أعمارنا إلى ما بعد موتنا . فعلى الإنسان أن لا يعيش لنفسه فحسب بل للآخرين ما استحق أن يولد من عاش لنفسه
والنجاح لا يأتي بدون جهد ، ولا يجنى من غير زرع ، وإذا ما زرعته فإنك جانيه ، لا شك من زرع النجاح جناه ، والنجاح لا يأتي إلا من النفوس القوية ، التي تتحلى بالإرادة وقوة العزم ، ولربما رأى أحد أن القوة هي أن تطيح بخصمك ، ذاك جانب من القوة ، ليس الشديد بالصرعة .. إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب ، أي بمعنى أن القوة في النفس والتحكم بها ، وإذا ما تحكمت بنفسك وكنت سيدها فإن ذلك يؤهلك لتكون سيداً على العالم ، ذلك بحفظك نفسك ، وتحكمك بتصرفك ، لتكون سيد العالم كن سيد نفسك ، وسُئِلَ أحدُهم : بم سدت قومك ؟ قال : لم أخاصم أحداً إلا تركت للصلح موضعاً ،ومما يعرف به السيد تركه الشتم واللعن وتفاتف الأمور ونقائص النفوس ومعاداة الخلق من غير حق : فقد قال أحد كبار النفوس : ما شاتمت رجلاً مذ كنت رجلاً لأني لم أشاتم إلا أحد رجلين إما كريم، فأنا أحق أن أجله، وإما لئيم فأنا أولى أن أرفع نفسي عنه. وحسب المرء أن يكف أذاه عن غيره فمن رزقه الله مالاً فبذل معروفه وكف أذاه فذلك السيد ، ومما يعرف به السيد رجحان العقل واكتماله ، وقد قيل :
لَيسَ الغَبِيُّ بِسَيِّدٍ في قَومِهِ لَكِنَّ سَيِّدَ قَومِهِ المُتَغابي


وليحذوك الأمل فيما عزمت على إنجازه وإن كان صعب المنال ؛ فبالأمل تدرك الحاجات وأفقر الناس من عاش بلا أمل ، واحذر من لا يعرف الأمل إلى بواطنهم دروباً ، فهم يقودونك إلى ما لا يحسدونك عليه ، يقال : اتبع البوم يقودك إلى الخرائب ، ولربما كان الأقرب منك يقودك إلى حيث لا تحب ، ولا أقرب من النفس لصاحبها ، أحمق الناس من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني ، كما أن الأمل ذاته ربما يكون مضرة ، وسترة لبعض الأنفس فقيل : الأمل غذاء المنفيين ، واسع لحفظ نفسك ، بحفظك خالقك ، احفظ الله يحفظك ، ولا حفظ كأن يكون إيمانك كاملاً ،ولا يكون ذلك إلا بالخلق الحسن ؛ فأكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً ، وللمؤمن ضالة ينشدها حيث كانت ، فالحكمة ضالة المؤمن ، واحرص على أن يغلب حياؤك إقبالك وإدبارك ؛ الحياء لا يأتي إلا بخير ، والكلمة الطيبة صدقة ، وقيل : الأفواه الجائعة أحق بالصدقات من بيت الله الحرام ، وانظر إلى غيرك وخذ من تجاربهم عظات ، السعيد من وعظ بغيره ، واحذر أن يأخذك للغرور بدنياك فسحتها ؛ فالريح والنعمة لا يدومان ، واحرص على نفسك ولا تكون إلا غيثاً أو ليثاً ، فالسيد من يكون للأولياء كالغيث الغادي، وعلى الأعداء كالليث العادي ، واجعل الصواب نصب عينيك ، وإن أخطأت فعد يغفر الناس لك ، الصيت الحسن يغطي كل الأخطاء ويكفي المخطئ حسن نيته الصواب ،
24.العمل بجد
فالعمل سعي الأركان إلى الله، والنية سعي القلوب إلى الله، والقلب ملك والأركان جنود ولا يحارب الملك إلا بالجنود، ولا الجنود إلا بالملك. الدنيا كلها ظلمات إلا موضع العلم، والعلم كله هباء إلا موضع العمل، والعمل كله هباء إلا موضع الإخلاص، هذا هو العمل.
اعلم أن الكلمة الطيبة تفتح الأبواب الحديدية ، وإذا ما أردت أن تعالج أمراً ما فلا تعالجه بتشدد وتعصب فالرفق لا يكون في شيء إلا زانه ، وتحرى العمل الجالب للخيرات والدافع للمضرات ، واعلم أن الحياة الدنيا إلى فناء ؛ فاعمل لما بعدها فالكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت و العاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني ولا يخلو قلبك من أمرين أحدهما دنياك فعش عزيز النفس بها ، وآخرتك لتي إليها معادك فالله تعالى يبغض كل فارغ من أعمال الدنيا والآخرة ، وقد أعطاك الله العافية والصحة ؛ فلا تبخل على نفسك بهما ، واشغل نفسك بما يغنيك عوده ؛ إن الله تعالى يبغض العبد الصحيح الفارغ
وثمة حلاوة لا يذوقها إلا من كان الحب مسلكه ، وهي حب الناس ؛ أن تحب كل الناس شيء جميل فحاول تجربته ، واحذر من أن تأخذك الفاقة إلى حيث المذلة ، فلا عيب في الفقر ، وإذا فقدت المال فلا تفقد عزتك ، وإن كان جيبك فارغاً فحاول أن يكون رأسك شامخاً ، أما أفعالك فلا يلام غيرك عليها ، فلسان العاقل يقول : أنا مسؤول عن عقلي .. إذن أنا مسؤول عن أفعالي ولا تجعل التسويف يفوق عملك ؛ أنذرتكم سوف ؛ فإنها جند من جنود إبليس . وتوخ أن تكون في منأى عن دخولك فيما لا يخصك ولا منه لك مصلحة ولا نافع ، واجعل هذه كلمة " بخلاف ما فيك " نصب عينيك ؛ فقد سأل رجلٌ الأحنف قائلاً : بم سدت قومك، وما أنت بأشرفهم بيتاً، ولا أصبحهم وجهاً، ولا أحسنهم خلقاً؟ فقال الأحنف : بخلاف ما فيك، قال: وما ذاك؟ قال: تركي من أمرك ما لا يعنيني، كما عناك من أمري ما لا يعنيك .
احرص على استغلال وقتك وجدك ، ولا تجعل للكسل إليك منفذاً ، وعلى قدر جدك يكون إنجازك .
بقدر الجد تكتسب المعالي ومن طلب العلا سهر الليالي
واعلم أنه لا كيان بلا نظام ، لكي تشيد صرحك ، وتقيم أمرك فلا مناص من ترتيب أمرك ، وتنظيم شؤونك ، وهكذا الأمر ، بني الكون على النظام ، وتعلم في هذه الدنيا من أي شيء ، فاجعل من الحجر معلماً لك يعلمك كيف يكون عزمك ، ومن السماء كيف يكون قلبك ، ومن الماء كيف يكون تدبيرك ، تعلم ولو من خصمك ، وليكن عقلك متحمساً في شأن الخير والصلاح ، فحماس العقل لا يشيب ، وتزود من دقيقتك هذه للدقيقة الآتية و خذ من يومك لغدك وإياك والخجل من السؤال فمن يسأل فهو غبي لخمس دقائق لا أكثر ، ومن لا يسأل غبي طول عمره ، فاختر ما تكون ، وخير لك أن تسأل مرتين من أن تخطئ مرة واجعل مخافة الله الحكمة التي تنشدها والتي تطلبها دائماً ف رأس الحكمة مخافة الله ، وستلاقي في مسيرتك من يشدك إلى الخلف فلا تأبه وإن قيل لك :
ولو أن بان خلفه هادم كفى ــــــ فكيف ببانٍ خلفه ألف هادم

فقل: أنا الباني ولكني بعزم ألف هادم ،
واحذر من أمرين فهما شر ما في الرجل ، وهما منقصة لكل من حمل الرجولة على كاهله ، وهما البخل والجبن فشر أخلاق الرجال البخل والجبن . واعمل بقول القائل : صَبَرتُ نَفسي عِندَ أَهوالِها وَقُلتُ مِن هَبوَتِها لا بَراح
إِمّا فَتىً نالَ العُلى فَاِشتَفى أَو بَطَلٌ ذاقَ الرَدى فَاِستَراح
ولا تنس نصيبك من دنياك ، ولا تهمل معادك وآخرتك عش لدنياك كأنك تعيش دوماً واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً ، أما العزم فاحرص على أن تكون ممن عزائمهم قوية ، هممهم عالية ؛ لتكون غاياتك على مستوى هممك وعزمك ، ؛ إذ لو كان عزمك صغيراً فلن تتجاوز غاياتك ذلك العزم قدراً ، وكذا مكارمك وأعطياتك إنما تقاس على قدر كرمك وعلو نفسك ، فقد قيل :
عَلى قَدرِ أَهلِ العَزمِ تَأتي العَزائِمُ
وَتَأتي عَلى قَدرِ الكِرامِ المَكارِمُ
أما صغار النفوس فإن صغار الأمور كبيرة في عيونه وكذا كبار النفوس إنما تصغر في عينهم عظام الأمور ، فعليك أن تكبر أن تكون صغيراً فقد قيل :
وَتَعظُمُ في عَينِ الصَغيرِ صِغارُها
وَتَصغُرُ في عَينِ العَظيمِ العَظائِمُ
وتبصر طريقك إلى شيء غاية في الأهمية في حياتنا ، هو ما يسعى لتحقيقه الأخيار ، هو الإحسان ، وله أوجه متعددة ، وأياً كان وجه الإحسان فإنه مرغوب ومحبب عند أهل الفلاح والتوفيق ، وقديماً قيل : أحسن كما تحب أن يحسن إليك ، ولإحسان ثمرة كل عمل رفيع ، إذن ليكن لك أجر عن عملك وهو الإحسان ، لا أجر لمن لا حسنة له ، وليغتنم أحدنا فرصه السانحة لبسط يد الإحسان ، فلربما لا يكون بمقدورك فعله لعائقٍ ما ،
أحسن إذا كانَ إمكان وَمَقدِرَة فَالغافَلونَ عَن الإحسان عُميان
وَكُن إلى فُرصة الإمكان مُنتَهِزاً فَلا يَدومُ عَلى الإنسان إمكان
ولا إحسان كإحسانك إلى نفسك ؛ إذ بإحسانك لنفسك تحسن للناس أجمعين ، ولك الأمر في ذلك ، ناهيك عن أنه من لا يحسن إلى نفسه لا يحسن إلى غيره ، وأكثر ما يبتغيه الإنسان من أخيه هو الإحسان ، فبه يُسلم لك الإنسانُ محاسن ظنه وتنقاد لك مباهجه ؛ فقد قيل :
أحسِنْ إلى النّاسِ تَستَعبِدْ قُلوبَهُمُ فطالَما استبَعدَ الإنسانَ إحسانُ
ومن ألوان الإحسان وصنوفه العفو والمغفرة عن زلاتٍ تعرضت لها ،
وإنْ أساءَ مُسيءٌ فلْيَكنْ لكَ في عُروضِ زَلَّتِهِ صَفْحٌ وغُفرانُ
ولا تتوقع أن يضيع صنيعٌ ما عملته وإن قل ذلك الصنيع والإحسان ،
فمهما يصغر الإحسان فإنه لا يضيع .

فأنت لا تستطيع أن تعتمد على الناس في أمورك وخاصة فيما عظم منها
وَحيدٌ مِنَ الخُلّانِ في كُلِّ بَلدَةٍ
إِذا عَظُمَ المَطلوبُ قَلَّ المُساعِدُ

25.الاعتماد على النفس اولا
فإذا كان ذاك فاجعل الاعتماد على نفسك طريقك لنجاحك وتفوقك ،ولن يتسنى لك ذلك بغير عزمٍ قويٍ للشدائد ، ولربما خالط عزمك شيءٌ من الشك في وصولك أو تحقيقك المنى أو شككت في نفع هذا أو غير ذلك فإذا شككت فاجزم ، وإذا استوضحت فاعزم ، وثمة كلمة لا توجد في قاموس أهل العزم وهي : " الفشل " فعندهم أنه لا وجود لكلمة فشل ، وإذا لم تجد كلمة الفشل فإنك لن تر للمستحيل عندهم وجوداً ، فلسان حالهم يقول : لا للمستحيل ، ولا مستحيل عند أهل العزيمة ، ولا تكن كمن يفتخر بعزمه وقوته ، وجعل لنفسه مقياساً لا يقاس به العزم ، ولا تحدد به القوة كما في قول أحدهم وإن كان ذا طابع "كوميدي" :
ولي عزم يشق الماء شقاً ويكسر بيضتين على التوالي
وفي الهيجاء ما جربت نفسي ولكن في الهزيمة كالغزال
ولتضع نصب عينيك قول الشاعر :
تَهونُ عَلَينا في المَعالي نُفوسُنا
وَمَن خَطَبَ الحَسناءَ لَم يُغلِها المَهرُ
وقول القائل :
تسلح بالإرادة للمعالي وبالإصرار للرتب العوالي
وكن للسبق ذا قلبٍ قويٍ عصيٍ للشدائد لا يبالي
إرادتنا وعزمٌ واقتدارٌ وذا الإصرار شرط للمعالي

فلا التمني يبلغنا الأماني ولا الضعف يؤهلنا لمجابهة الشدائد ، فإياك والإتكال على المنى فإنها بضائع الموتى ، وتخلق بقول القائل :
فإنه لا نحقق الأعمال بالتمنيات .... إنما بالإرادة نصنع المعجزات
ولربما تعرض أحدنا للفشل في أمرٍ ما ، ولكن لا يعني هذا أن يقف مكتوف الأيدي لذلك ، فأسوأ من الفاشل من لا يحاول النجاح ، ولتعلم أن التعثر يعلم المشي ، وليس سقوط المرء فشلاً إنما الفشل أن يبقى حيث سقط ، ولكي تجد نفسك بعيداً عن الفشل ، على قمة النجاح انظر إلى الأمام دائماً فإنك لا ترى الفشل .
أخي القارئ هنالك شخص آخر لا يرى الفشل واحذر أن تكون أنت هو ، لأنه ليس كل من لا يرى الفشل هو ناجح ، فالشخص الوحيد الذي لا يعرف طعم الفشل هو الذي يعيش بلا هدف ، فاحذر أن لا يكون لك الهدف الذي تعيش من أجله .
وتوجه إلى الحياة بقلب ذي شغف للانطلاق بالحياة ، فإن لم تفعل فإن الحياة لا تنتظر من لا يبحر فيها بقلبه وعمله وإخلاصه
ألا انهضْ وسِرْ في سبيلِ الحَيَاةِ فمنْ نامَ لم تَنْتَظِرْهُ الحَيَاهْ
ولك في هذا عوائق كثيرة ، أولها وأهمها : " نفسك " .
وإذا سأل سائل : لم النفس أهم العوائق ؟، أجبه بأن الذي ينتصر على غيره قوي .. لكن الذي ينتصر على نفسه أقوى ، والنفس برغم قوتها فإنها تنقاد لصاحبها إذا داوم على تقويمها و تهذيبها ، ولن تعوزك الحيلة وتعجزك القدرة على قيادة نفسك .
وَالنَفسُ راغِبِةٌ إِذا رَغَّبتَها فَإِذا تُرَدُّ إِلى قَليلٍ تَقنَعُ
وإذا ما انقدت أنت للنفس فإنك ستكون لها العبد الذي لا يخرج عن أمر سيده .
قيل :
أَطَعتُ مَطامِعي فَاِستَعبَدَتني وَلَو أَنّي قَنِعتُ لَكُنتُ حُرّا
والمطامع مصدرها النفس واتباعها لما يشقيها ، فلكي تنطلق في حياتك تحكم بنفسك وقدها إلى ما يزكيك ويزكيها ، وانشد أهدافا لنفسك ، ولا تجعلها صغيرة فتصغر نفسك بصغرها ، والتعب في نيل الأهداف واحد ، سواءًا كان الهدف والمطمح صغيراً أم كبيراً ، فلن تدركه بغير جد وكد وتعب ؛ فلما لا يكون الطموح كبيراً ، يستحق تعبك وتضحياتك .
إِذا غامَرتَ في شَرَفٍ مَرومٍ
فَلا تَقنَع بِما دونَ النُجومِ
فَطَعمُ المَوتِ في أَمرٍ صَغيرٍ
كَطَعمِ المَوتِ في أَمرٍ عَظيمِ
ويصاحب سعيك إلى هدفك وسؤلك الصبر والمثابرة في طلبه ؛ فقد قيل :
إني رأيت وفي الأيام تجربة للصبر عاقبة محمودة الأثر
وقل من جد في أمر يحاوله واستصحب الصبر إلا فاز بالظفر
وهل يظن أحدٌ أن الأماني تدرك بغير التعب والمشقة ؟ لا .. بل لا تدرك إلا بالنصب والتعب والسهر . فقيل :
وَما نَيلُ المَطالِبِ بِالتَمَنّي وَلَكِن تُؤخَذُ الدُنيا غِلابا
وهل بلغ أحد مناه بغير ما قيل ؟
بَصُرتَ بِالراحَةِ الكُبرى فَلَم تَرَها تُنالُ إِلّا عَلى جِسرٍ مِنَ التَعَبِ

26. بلوغ الهدف
ليست الراحة الكبرى أن يكون المرء في راحة بلا عمل ، إنما يقصد بها ما يبلغه الرجل من الراحة بفضل بلوغه مبتغاه وهدفه ، أما من عكف عن العمل فلا راحة له ؛ من تعود الكسل ومال إلى الراحة .. فقد الراحة ، ولن يصل إلى كينونة المجد إلا من شحذ همته وطار إلى المجد والفخار بجناح العمل ، وزاده قوةُ عزيمتِهِ ؛جاعلاً من الصعاب التي تقف في طريقه سلماً يصل به إلى ما يطلبه وعندما تصل الى اهدفك حافظ عليها وفكر بالاهداف القادمة على ان ذات مستوى اعلى من الاهداف التي وصلتها وثابر في عملك وابتعد عن الغرور فهو افة النجاح ؛ فقد قيل :
لن يدرك المجد من خارت عزائمه
عند الصعاب ألا فلتشحذِ الهممُ
والمثابرة أساس به تدرك مبتغاك ، والتواني مما يبعدك عنه فاحذره
وَلا أَدرك الحاجاتِ مِثلُ مثابِر وَلا عاق مَنها النَجح مِثل ثَوانِ
وثمة أمر مهم ؛ فقد يبلغ المرء بعض شأنه فيأخذه الغرور والتوهم بأنه قد بلغ أمره كله ، فيتسرب إليه ما يؤدي إلى ترك العمل والمثابرة والجد ، وهو شعوره بانتهاء السبق وفوزه . فقل له :
ما الفوز بالسبق أن تزهو بأوله إن المفازة أن بالزهو يختتم
.
ومما يفخر به الإنسان ، ومما يثني المرء على أخيه به هو الكرم والعطاء والبذل .
مَنْ جادَ بالمالِ مالَ النَّاسُ قاطِبَةٌ إلَيهِ والمالُ للإنسان فَتّانُ
فالناس عادةً يميلون إلى من هو كثير العطاء ، ليس بالضرورة طمعاً في ما عنده ؛ بل حباً له ، فهو متخلق بصفة يحبها الله ورسوله وهي الكرم ، وقد قال الشاعر :
وَكُلُّ اِمرِئٍ يولي الجَميلَ مُحَبَّبٌ وَكُلُّ مَكانٍ يُنبِتُ العِزَّ طَيِّبُ
وما يقف حيلولة بين البذل والعطاء هو النفس ، فإن النفس مجبولة على مجانبة فعل الخير إلا من هدى الله ، فهي الأمارة بالسوء ، ومن كرمت عليه نفسه هان عليه ماله .
وهناك ثمرتان و أمران ، ثمرة القناعة الراحة ، وثمرة التواضع المحبة ، وقيل في ذلك :
فَاِقنَع فَفي بَعضِ القَناعَةِ راحَةٌ وَاليَأسُ مِمّا فاتَ فَهوَ المَطلَبُ
وَإِذا طَمِعتَ كُسيتَ ثَوبَ مَذَلَّةٍ فَلَقَد كُسِي ثَوبَ المَذَلَةِ أَشعَبُ
ومن يبحث عن السعادة فإن القناعة منتهى السعادة ؛ ذلك أن الغنى غنى النفس ، قيل : ليس الغنى عن كثرة العرض ولكن الغنى غنى النفس ، وعلى الإنسان أن يحمل على عاتقه أخاه الإنسان ، تميط عن طريقه العوائق من صفات غير محمودة وما إلى ذلك ، ومعاملة الصديق من الأمور التي هي من الأهمية بمكان ، ولذا قيل : عاتب صديقك بالإحسان إليه واردد شره بالإنعام عليه ، وثمة من يكرر : " اتق شر من أحسنت إليه " ولم يدر أن لها تكملة تتم معناها وتظهره بالصورة المثلى ، والعبارة كاملة هي : " اتق شر من أحسنت إليه بدوام الإحسان إليه " وهناك من لا يسمع لصديقه نصحاً ولا عظة ، فليحذر كلٌ منا أن يدخل ضمن من قال فيهم الشاعر :
لَقَد أَسمَعت لَو نادَيت حَياً وَلَكن لا حَياةَ لِمَن تُنادي
وَلَو نار نفخت بِها أَضاءَت وَلَكن أَنتَ تَنفخ في رَماد
ومعاملة باقي الناس بالحسنة لا تقل أهمية عن غيرهم من أصدقاء وأهل وغير ذلك ، ، يقول نبينا الكريم ( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ) ولا تتطاول على من فوقك فيستخف بك من دونك ، كما أنه لا تفرح بسقوط غيرك فلا تدري ما تضمر لك الأيام ، واجعل نهجك خير الأمور ، فقد قيل : خير الأمور الوسط . وقيل : تكمن الفضيلة في الوسط ، ولتكن مرآة أخيك فقد دخل بعضهم على إبراهيم بن صالح فقال له: عظني. فقال له الولي: بلغني رحمك الله أن أعمال الأحياء تعرض على أقاربهم الموتى، فانظر ماذا تعرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم من عملك. فبكى إبراهيم حتى سالت دموعه ، والناس صنفان ، متفائلٌ ومتشائمٌ ، فالمتشائم يرى الصعوبة في كلّ فرصة , أما المتفائل فيرى الفرصة في كلّ صعوبة. وبعض الناس لهم المتعة شيء آخر ؛ فهم يرون أن هناك نوع من المتعة وهو أن تفعل المستحيل ، وبين البشر من هو موهوب ومن هو عبقري ، فمن هذا ومن ذاك ؟ الموهوب يفعل ما يستطيع فعله، العبقري يفعل ما يجب فعله.
وقد قال أحد الناجحين : يومياً أستيقظ وأبحث في قائمة فوربس لأغنياء أمريكا. إذا لم اجد اسمي، أذهب للعمل ، ولكي تكون لك المكانة بين الجموع فإن الأمر الأساسي هو أن تحسن عملك وتتقنه ، فحاول المستحيل لكي تحسّن عملك ، وهناك ممن تصاحبهم أناس يجعلون نصب أعينهم الحد من طموحاتك ؛ فابق بعيدًا عن الناس الذين يحاولون أن يستهينوا بطموحاتك .ولم يفعلون ذلك ؟ لأنهم صغار النفوس ، فالصغيرون يفعلون ذلك دائما , لكنّ العظام فعلاً يجعلونك تشعر أنك أيضاّ يمكن أن تصبح عظيما، فاختر من تخالط من بين هؤلاء.

27. الخاتمة

مما تقدم تبين لنا ان النجاح يتطلب ان يكون الانسان عرفا بنفسه قبل ان يكون عرفا بغيره وان يكون متفائلا ذا فكر ايجابي بمعنى انه ينظر الى الجوانب المشرقة في الحياة وان يحذر التشائم والفكر المحبط وياتي في الاهمية تحديد الاهداف وأن يبذل الإنسان جهوداً لا تعرف اليأس ، فالإصرار عنصرٌ ضروري يجب أن يعود الإنسان نفسه على التفكير الدقيق ليحقق أهدافه وطموحاته ، فكثيرٌ من الناس يعيش في الحياة بفكر مشوشٍ ومبعثرٍ يظهر في استنتاجات خاطئة ، و قناعاتٍ لا تتسم بعمق الرؤية وعسف النفس وتربيتها وتعويدها على الالتزام أمراً في غاية الأهمية حتى يمكن للإنسان أن يقوم بالأعمال الصعبة التي يتطلبها مشوار النجاح ، فالإنسان الذي يقوده هواه وتتحكم فيه رغباته ، لا يستطيع تحقيق ما يريد من طموحات نتقصى الحكمة أينما وجدت ، تطبيقا لقول النبي محمد عليه الصلاة والسلام ، الحكمة ضالة المؤمن ، وعملاً بهذا الحديث الشريف ؛ فرأينا أن نجمع في هذا الكتاب في الأقوال والامثال التي من شأنها أن ترفع الهمم وتعلي النفوس وتصنع النجاح ، والتي تغير بالانسان الى الافضل إذا ما سعى لتغيير نفسه ، وقد قال الله تعالى : ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) الرعد 11، ونرتقي بالمجتمعات ما نطمح اليه من التطور والتقدم , إذا ما كان الهدف هو النجاح والرقي بالمجتمع فالإدارة سر النجاح ، ولربما تساءل أحد : هل يكفي الرأي السديد بغيرها ؟ ـ أي بغير الإرادة ـ فأجبه بأنه لا رأي لمن لا إرادة له ، وإذا ما حددت وجهتك في أمرٍ ما فإن إرادتك وإصرارك هما أولُ زادكَ ، فقد قيل : الإرادة نصف الطريق ، وإن صادف وتعثرت نتيجة أمرٍ ما أو عائق طبيعي أو مفتعل من غيرك فإن هذا مما يزيدك إصراراً ورغبةً في الصمود والوقوف ؛ فليس العيب أن تقع ؛ إنما أن تبقى مكانك ، فامضي في طريقك ، اسع ولا ترجع بخفي حنين ،
28. اجعل للإعتداد بنفسك في نفسك موضعاَ ، واعتمد في شؤونك على نفسك ، لا على غيرك ؛ فقد قيل قديماً : من يمتطي جمل جاره لا يصل إلى داره ، وقيل أيضاً : من اتكل على زاد غيره طال جوعه ومجتمعنا هذه المادية التي نعيشها، ولذلك كان التوازن لكي يعيد الأمور إلى نصابها ويحفظ حالة من الاتزان، لذلك كان حريا بكل واحد منا أن يزود كينونته النفسية بجهاز إنذار يعلمه بأي خلل في ذاك التوازن الذي نرتضيه لأنفسنا(وكذلك جعلناكم أمتا وسطا لتكونوا شهداء على الناس) فعندماأحقق الاكتشاف الذاتي سأصل إلى الأجزاء الناقصة في علاقتي مع ربي وأبدأ بعملية البناء لكي أنهض ببناء أقوى، بمعنى أنني مثلا قد أجد عندي نقصا في حفظ القرآن الكريم مما يعني بسبب معرفتي بنفسي وعلاقتي الصادقة معها سيكون لزام علي أن أحسن هذا الجانب، أيضا عندما أشعر بنقص في عدد مرات الاستغفار اليومية سيكون لزاما علي أن أزيدها لأنني أعلم الداء وبيدي أصبح الدواء ، وكذلك ينطبق الأمر على قيام الليل وقراءة القرآن….هذا من الناحية التعبدية ،، أما من ناحية أخرى،فإنك مثلا بعد أن اكتشفت نفسك وجدت أنك تميل يإتجاه العلم في المجال الهندسي مثلا، فلذلك سوف ينصب اهتمامك على الإبداع في هذا المجال لأنك صاحب رسالة وفي نيتك أنك تعبد رب الأرباب بسعيك إلى خدمة الإسلام في مجالك هذا ، وهكذا في العديد في الأمور الحياتية ومن كثر كلامه قل احترامه ، والصمت من شيم الأكارم ، فلا يقل أحدنا إلا ما هو خير وصحيح وما الوصول لعزة النفس وارتفاعها عن ما يشينها بسهل البلوغ ؛ الرأس المرفوع بشمم يتطلب نفساً عالية الإباء ، وكن كما قال الشاعر مفتخراً بنفسه وقومه ، وما الافتخار بمجرد العبارات فقط ؛ إنما بالعمل والخلق القويم وبإيثار النفس وبرفعها عن الدنيء من الفعل وذلك لان الامير هو من استطاع التاثير بالحكمة وحسن التدبير وليس بازجر وسوء التعبير .فعندما ترى الفرص تلوح من امامك فكن كالصقر في اقتناص الفريسة والانقضاض عليها .واقطف من كلام الناس وافعالهم احسنها واترك سيئها وكن كمن يقطف الازهار يبحث عن اطيبها ويترك الرديء منها واعلم ان من راقب الناس مات هما وهد بدنه وتجهد فكره واعلم ان من نقل كلام الناس لك بسوء فسينقل عنك السوء للناس وكافيء نفسك على كل انجاز تقوم به ولا تنتظر المكافاة من الغير
واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الاولين والاخرين وعلى اله وصحبه اجمعين ..
.



أ‌. محمد خضيري علي ال سناح الجميلي
العراق / الشرقاط /2012




















الملحق (أ)
المراجع


أ. القران الكريم عن رواية حفص بن سليمان بن المغيرة الأسدي الكوفي لقراءة عاصم بن أبي النجود الكوفي التابعي عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن حبيب السلمي عن عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب وزيد بن ثابت وأبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم: هذا وقد اعتمدنا مصحف المدينة النبوية الذي طبعه مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة بإشراف وزارة الحج والأوقاف بالمملكة العربية السعودية

ب‌. الاحاديث القدسية /1ــ2/دار الفكر للنشر والتوزيع
ت‌. رياض الصالحين /الامام النووي /تحقيق محمود بن الجميل
ث‌. مختار الصحاح . محمد بن ابي بكر بن عبد القادر الرازي
ج‌. قوة التحكم في الذات . الدكتور ابراهيم الفقي
ح‌. سيطر على حياتك . الدكتور ابراهيم الفقي
خ‌. قوة الحب والتسامح. الدكتور ابراهيم الفقي
د‌. سحر الكلمة . الدكتور ابراهيم الفقي
ذ‌. اسرار قادة التميز. الدكتور ابراهيم الفقي
ر‌. قوة التفكير . الدكتور ابراهيم الفقي
ز‌. الطريق الى الامتياز . الدكتور ابراهيم الفقي
س‌. كلمة وكليمة ــ مصطفى صادق الرافعي
ش‌. دليل التدريب القيادي، المعهد العالمي للفكر الإسلامي. د. هشام طالب
ص‌. بحوث العمليات اعداد الدكتور عبد الستار احمد الالوسي
ض‌. اقوال صنعت كبارا / إعداد: علي الطاهر عبد السلام
ط‌. I know What You’re Thinking ـ (أعرف ما تفكر به ) ليليان جلاس
ظ‌. تنمية المهارات الإشرافية والإدارية. إعداد: مركز الخبرات المهنية للإدارة (بيمك)
ع‌. تنمية التفكير. إعداد: د. عبد العزيز الحر.
غ‌. ايقظ الملاق داخلك ــ انتوني روبينز ــ Awaken the Giant Within".
ف‌. النجاح من خلال التفكير الإيجابي ـ نابليون هل ، كلمنت ستون
ق‌. الكتاب الرائع حتى لا تكون كلا ــ د.عوض القرني ـــــ
ك‌. محاضرات تحليل الشخصية . الشيخ المحامي خضيري علي الجميلي
ل‌. محاضرات كلية الاركان العراقية ــ فن القيادة ــ أ. محمد خضيري الجميلي
م‌. كن ناجحا في عبادتك . اعداد . الشيخ المحامي خضيري علي الجميلي
ن‌. محاضرات كلية الاركان العراقية ــ فن ادارة الوقت ــ أ. محمد خضيري علي الجميلي
ه‌. طريق المعالي ــ أ.محمد خضيري الجميلي
و‌. محاضرات الدكتور طارق السويدان
ي‌. ادارة وتنظيم الوقت .أ.محمد خضيري علي الجميلي






أ‌. محمد خضيري علي السناح الجميلي
العراق / الشرقاط /2012









توقيع »





  رد مع اقتباس
قديم منذ /22-08-2012   #6

 

الصورة الرمزية زعيم البسام

 

زعيم البسام غير متواجد حالياً

 رقم العضوية : 5612
 تاريخ التسجيل : Aug 2011
 المشاركات : 576
 النقاط : زعيم البسام is on a distinguished road
 تقييم المستوى : 212

مزاجي
رايق
افتراضي

يعطيك العافيه








توقيع »
مسجد نيروبي في كينيا
  رد مع اقتباس
قديم منذ /22-08-2012   #7

 

الصورة الرمزية أبو اطياف

 

أبو اطياف غير متواجد حالياً

 رقم العضوية : 5834
 تاريخ التسجيل : Dec 2011
 المشاركات : 4,230
 النقاط : أبو اطياف has a reputation beyond reputeأبو اطياف has a reputation beyond reputeأبو اطياف has a reputation beyond reputeأبو اطياف has a reputation beyond reputeأبو اطياف has a reputation beyond reputeأبو اطياف has a reputation beyond reputeأبو اطياف has a reputation beyond reputeأبو اطياف has a reputation beyond reputeأبو اطياف has a reputation beyond reputeأبو اطياف has a reputation beyond reputeأبو اطياف has a reputation beyond repute
 تقييم المستوى : 1095
 اوسمة :

الألفية الرابعة

مشرف مميز

الحضور الدائم

مزاجي
رايق
افتراضي

بارك الله فيك وفي قلمك

وكل عام وانت بخير








توقيع »

  رد مع اقتباس
قديم منذ /22-08-2012   #8

 
رئيس مشرفين في الملتقى

الصورة الرمزية متعب صلفيق

 

متعب صلفيق غير متواجد حالياً

 رقم العضوية : 757
 تاريخ التسجيل : Mar 2010
 المشاركات : 6,444
 النقاط : متعب صلفيق has a reputation beyond reputeمتعب صلفيق has a reputation beyond reputeمتعب صلفيق has a reputation beyond reputeمتعب صلفيق has a reputation beyond reputeمتعب صلفيق has a reputation beyond reputeمتعب صلفيق has a reputation beyond reputeمتعب صلفيق has a reputation beyond reputeمتعب صلفيق has a reputation beyond reputeمتعب صلفيق has a reputation beyond reputeمتعب صلفيق has a reputation beyond reputeمتعب صلفيق has a reputation beyond repute
 تقييم المستوى : 1046
 اوسمة :

الألفية السادسة

العضو المميز

عضو ذهبي

شعلة الملتقى

مزاجي
رايق
افتراضي

بارك الله فيك








توقيع »
  رد مع اقتباس
إنشاء موضوع جديد  إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
تاريخ الشرقاط, ج2,قرية الجميلة أ.محمد خضيري الجميلي محمد الخضيري مجلس نسب وتاريخ القبيلة 60 12-05-2017 04:41 PM
الحضارة الاشورية /د محمد خضيري الجميلي محمد الخضيري مجلس نسب وتاريخ القبيلة 12 10-06-2014 03:52 PM
محاضرة البداية والنهلية /د محمد خضيري الجميلي محمد الخضيري ۞ مجلس الشريعة الإسلامية ۞ 10 07-06-2014 06:23 AM
قصة مثل (عيدو صلاتكم يا اجميلة )/د محمد خضيري الجميلي محمد الخضيري المجلس العــام 8 04-02-2012 07:17 PM

facebook twetter youtube
Google
 
ملتقى ومجالس قبيلة الجميل

الساعة الآن 03:16 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By World 4Arab
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi
حقوق النشر محفوظة لملتقى ومجالس قبيلة الجميل الهلالية( الموقع الرسمي )