قديما كان هناك حرصا على (( الأصدقاء))
والنفس اجتماعية بالطبع
فقد تكون زيارته لينجلي مافي الصدر من الظلمة أو لينشرح بقصده ضيق الصدر
وليوسع خاطر كأنه أضيق من سّم الخياط
ولربما كان لتوافق بين الزائر والمزار والطيور على أشباهها تقع لشغل وقت بالأصل أنه فارغ
هذا طبعا كان قديمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــا
أما اليوم فمتى حصل ذرة من صدق أو بشاشة في لقاء
أو لطافة في روح أو تهليلا وترحيبا في زيارة
أو وجد إخلاصا بالمعنى للصداقة في داخل القفص
أو كان بنيته أن يجد مجمعا لهمه أو منظما لشتاته
حتى يحرص على الزيارة أو على الأصدقاء
والله إن قصدت من يومأ إليه من الأصدقاء وجدت عنده البطالين
يجري معهم ويهذي مجاريا لهم دون أن يكون ضابطا لمجلسه
ورأيت صورته صورة ملبس ومتنمق ومداهن
وأهون ماعليه تضييع الأوقات في الحديث الفارغ ولا ترى له همة لأي قمة
فمايرجع قاصد الزيارة عن ذلك ذلك الموطن والوطن إلا وقد اكتسب ظلمة في القلب
وشتاتا في العزم وغفلة عن ذكر الآخرة وربما تعرض لكلمة نابية من حسود يننتظرها على أحر من الجمر
فيعود مريض القلب فيتعب في معالجتها أياما كثيرة حتى يعود الى ماكان عليه ولربما فقد الزائر
سرعة البديهة وحضور القلب والفطنة فيكون بين نارين إما أن يتحين الفرص للرد عليه وهذا مستحيل لأن الفرصة انتهت
وأما أن يقلل من الزيارة وربما لم يعد لموطن أوقد فيه فرنا داخليا ووقع فيه وهذا هو الواقع لكيّس فطن
ولربما كانت هذه الزيارة فتنة له فقد يتعلق بشيء لم يكن له بالحسبان ولم يمر له ببال
ولربما حصل له من هذه الزيارة موت الهمة والبطالة والتعلق بالأمور التافهة التي تشغل عن علياء الأمور
والصاحب ساحب والطبع لايؤمن عليه التأثر
فالأولى للباحث عن الصداقة أن لايحرص عليها ولايهتم لسد خلة في هذا الزمان
والله لايجد إلا شامتا لمصيبة عدوا في الباطن صديقا في الظاهر حسودا على النعمة أو ثقيلا ملولا
فاشتر العزلة بما تباع وإن كانت هناك مخالطة فبمقدار فبمقدار فبمقدار
حتى وإن كان هناك صديق تثق به فأحببه هونا
يقول علي رضي الله عنه ( أحبب حبيبك هونا ما فلربما انقلب الصديق عدوا وأبغض بغيضك هونا ما فلربما انقلب البغيض صديقا )
أما مسألة الثقة بكل أحد ...... فمن كان الناس عنده سواء فليس لعلته دواء
مما جربت وسمعت وشاهدت وقرأت
سطره قلم أخوكم