كلام ملوك الإسلام وأمرائه
معاوية بن أبي سفيان
.كان معاوية يقول نحن الزمان من رفعناه ارتفع ومن وضعناه اتضع. وكان يقول: ما غضبي على من أملك وما غضبي على من لا أملك أي لا ينبغي لي أن أغضب على من هو في ملكي فإن يدي تصل إليه وفي قدرتي التشفي منه. فما معنى إتعاب نفسي بالغضب على من هذه حاله ولا ينبغي لي أن أغضب على من هو فوقي أو مثلي ولست أقدر إلا على الاحتلام منه فإن ذلك يضرني ويضنيني. ولا يضر من لا تصل إليه يدي. وكان يقول في النساء: يغلبن الكرام. ويغلبهن اللئام. ويقول التسلط على المماليك من لوم القدرة.
عمرو بن العاص
من كثر أصدقاؤه. كثر غرماؤه أي وجب عليه قضاء حقوقهم. والحقوق ديون.
وكان يقول: الكلام كالدواء. إن أقللت منه نفع. وإن أكثرت منه قتل. ومن كلامه :عزة الغضب
تؤدي إلى ذل الاعتذار. وكان يقول: العاقل يعرف خير الشرين.
المغيرة بن شعبة
تارك الإخوان متروك. وكان يقول: العيش في إلقاء الحشمة: وكان يقول: الزيادة في كل شيء سرف إلا في المعروف.
زياد بن أبيه
من سعادة المرء أن يطول عمره. ويرى في عدوه ما يسره. وكان يقول: القدرة تذهب الحفيظة
ومن كلامه: يجب على المرء أن يتحفظ من حسد أصدقائه. ومكر أعدائه.
الأحنف بن قيس
من لم يصبر على كلمة يسمع كلمات. وكان يقول: الكامل من عدت هفواته. وكان يقول:
أبعد ما يكون الساعي من الله إذا صدق. ولما قال معاوية أولى الناس بالعفو أقدرهم على
العقوبة وأنقص الناس عقلاً من ظلم من دونه. قال الأحنف: وأحق الناس بالإحسان من
جار حكمه. فقال معاوية. هذه والله أحسن من الأولتين.
عبد الله بن الزبير
اذكر غائباً تره. وكان يقول: الوحدة خير من جليس السوء. ومن كلامه: أكلتم تمري وعصيتم أمري.
مصعب بن الزبير
المناكح الكريمة من مدارج الشرف. وكان يقول: إني لأعشق الشرف كما أعشق الجمال
في النساء ولما اشتد الحرب بينه وبين عبد الملك بن مروان أرسل إليه عبد الملك اخاه
محمد بن مروان بالأمان فقال مصعب مثلي لا ينصرف عن مثل هذا المكان إلا غالباً أو مغلوباً.
عبد الملك بن مروان
أفضل الناس من عفا عن قدرة وتواضع عن رفعة. وأنصف عن قوة ومات له ولد فقال
الحمد لله الذي يقتل أولادنا ونحبه. وكتب إلى الحجاج في أمر أهل السواد أترك لهم لحوماً يعقدون بها شحوماً.
الحجاج بن يوسف
العفو عن المقر لا عن المصر. وكان يقول : سلطان تخافه الرعية خير لهم من سلطان
يخافهم. ومن كلامه: جور السلطان خير من ضعفه. لأن ذلك يختص وهذا يعم. وكان
يقول: رب حق أخرج من باطل. وكان يقول: مثل الكوفة كامرأة حسناء فقيرة تخطب
لجمالها ومثل البصرة كعجوز شوهأ غنية تخطب لمالها.
قتيبة بن مسلم
كتب إليه الحجاج يأمره بغزو خوارزم فكتب إليه أنها شديدة الطلب قليلة السلب. ولما
أشرف على سمرقند قال: كأنها السماء في الخضرة أو كأن سورها النجوم الزاهرة. وكأن
أنهارها المجرة ولما قدم من خراسان قال: من كان في يده شيء من مال بن حازم فلينبذه فإن كان في فيه فليلفظه وإن كان في صدره فلينفثه فعجب الناس من حسن تفصيله وتقسيمه.
المهلب بن أبي صفرة
عجبت لمن يشتري العبيد بما له ولا يشتري الأحرار بفعاله. وقال لبنيه أحسن ثيابكم ما كان على غيركم. وخير دوابكم ما كان تحت سواكم. ومن كلامه: الإقدام على الهلكة تغرير. والإحجام عن الفرصة جبن شديد.
يزيد بن المهلب
قال لإخوته استكثروا من المحامد فإن المذام قل من ينجو منها. وكان يقول: وددت لو أن
كاساً بألف دينار وأن كل منكح في جهة أسد فلا يشرب إلا جواد. ولا ينكح إلا شجاع.
عمر بن عبد العزيز
لولا أن ذكر الله فرض عليّ لما ذكرته إجلالاً له ولم أسمع أحسن وأوجز من قوله ويروي لغيره أن الليل والنهار يعملان فيك فاعمل فيهما وكتب إليه عامل حمص يقول: أنها تحتاج إلى حصن فقال حصنها بالعدل والسلام.
يزيد بن عبد الملك
ما الطمع فيما لا يرجى. وما الخوف مما لا بد منه. وكان يقول: لو دام الملك لم يصل إلينا.
هشام بن عبد الملك
قيل له أتطمع في الخلافة وأنت جبان بخيل فقال. كيف لا أطمع وأنا عفيف حليم. وكتب
إلى مسلمة بن عبد الملك: طهر عسكرك من أهل الفساد فإن الله لا يصلح عمل المفسدين.
مسلمة بن عبد الملك
ما لمت نفسي على خطأ افتتحته بحزم ولا حمدتها على صواب افتتحته بعجز. وكان يقول: عونك اللهم على أعباء السودد.
الوليد بن يزيد
كان يقول: يعجبني نشاط على غب. ومن كلامه: ولا تؤخر لذة اليوم إلى غد فإنه غير مأمون.
يزيد بن الوليد
كان يقول: أنا أعرق الملوك في الملك لأن أباه الوليد بن عبد الملك بن مروان وأمه سهفرتك بنت فيروز بن يرذجرد بن شهريار وأم أمه بنت شبرويه بن أبرويز وام شبرويه مريم بنت قيصر وأم فيروز بنت خاقان ملك الترك وهو القائل: أنا ابن كسرى وأبي مروان وقيصر جدي وجدي خاقان. وكان يقول: أخاف على نفسي عين الكمال وعودة الشرف وآفةالسودد. فكانت مدة ملكه خمسة أشهر.
مروان بن محمد بن مروان آخر ملوك بني مروان
أيام القدرة وإن طالت قصيرة والمتعة بها وإن كثرت قليلة. وكتب إلى الخارجي الشيباني
أنا وإياك كالحجر والزجاجة إن وقع عليها رضها، وإن وقعت عليه فضها. وعرض بظاهرسبعين ألف فارس عربي ثم قال إذا انقضت المدة لم تنفع العدة. وكان يقول: كنزنا الكنوز فما وجدنا كنزاً أنفع من كنز معروف في قلب حر.
نصر بن سيار
كل شيء يبدو صغيراً ثم يكبر إلا المصيبة فإنها تبدو كبيرة ثم تصغر. وكل شيء يرخص إذا رخص ما خلا الأدب فإنه إذا كثر غلا.
إبراهيم بن محمد الإمام
قال لأبي مسلم كفى بظاهر فعلك دليلاً على نيتك. ومن قوله: شمر عن ساق الجد والبس
مرة جلد الضأن.ومرة جلد النمر.
أبو مسلم صاحب الدولة
ما تاه إلا وضيع. ولا فاخر إلا لقيط. ولا تعصب إلا دخيل. وكان يقول: أشد أهل القتال
متغضب من ذلة ومحام على ديانة أو غيور على حرمة ومن كلامه: إياك والشاعر فإنه يطلب على الكذب مثوبة. وكان يقول: الجماع جنون ويكفي الرجل أن يجنن نفسه في السنة مرة.
أبو العباس السفاح أول خلفاء بني العباس
ما أقبح بنا أن تكون الدنيا لنا وأولياؤنا خالون من حسن آثارنا. وكان يقول: إذا كان
الحلم مفسدة كان العفو معجزة. ومن كلامه: إذا عظمت القدرة قلت الشهوة.
أبو جعفر المنصور
أعظم الناس مؤونة أكثرهم مروءة. ورفع إليه رجل قصة في شكاية بعض عماله فوقع على ظهرها. اكفني أمره وإلا كفيته أمرك. ووقع إلى آخر. قد كثر شاكوك وقل حامدوك. فإماعدلت وإما عزلت.
عبد الله بن علي
لما يئس مروان بن محمد من نفسه كتب إليه يوصيه بحرمه فوقع إليه: الحق لنا في دمك وعلينا في حرمك
المعتصم بالله
إذا نصر الهوى بطل الرأي ولما نكب الفضل بن مروان فقال عصى الله في طاعتي فسلطني
عليه وذكر التيه عنده فقال: حظ صاحبه من الله المقت ومن الناس اللعن.
الواثق بالله
دخل إليه هارون بن زياد مؤدبه فبالغ في إكرامه فلما خرج قيل له يا أمير المؤمنين. من هذا
الذي أهلته بكل هذا الإجلال؟ فقال هو أول من فتق لساني بذكر الله. وأدناني من رحمة
الله. وكان يقول في السماع: قد مدحه الأوائل واشتهاه أصحاب رسول الله صلى الله عليه
وسلم. وكثر في مهاجر رسول الله وحرمه ومضجعه.
المتوكل على الله
كان يقول: أنا ملك الناس والورد ملك الرياحين وكل واحد منا أولى بصاحبه.
إسحاق بن إبراهيم المعصي
كيما الملوك العمارة ولا تحسن بهم التجارة. وكان يقول: لذة الدنيا في السعة والدعة.
وكان يقول: المقادير تجري بخلاف التدبير.
المستعين بالله
لما خلع وأدخل عليه القضاة والعدول ليشهدوا عليه. أخذ ابن أبي الشوارب كتاب
الخلع. وقال له يا أمير المؤمنين أتشهد على إقرارك بما فيه قال بلى قال خار الله لك يا أبا
العباس فبكى المستعين. وقال: يا رب إن كنت خلعتني من خلافتك فلا تخلعني من رحمتك.
المعتز بالله
لما خلع أدخل عليه العدول ليشهدوا. قال: لا مرحباً بهذه الوجوه التي لا ترى إلا في الكسوف.
ولما حرضته أمه قبيجه على طلب ثأره من الأتراك الذين قتلوا المتوكل وأبرزت
قميصه المضرج بدمه قال لها: ارفعيه وإلا صار القميص قميصين فما عادت لعادتها تلك.
المهتدي بالله
لما أخرج ليبايع لم يكن المعتز خلع نفسه بعد ذلك فقال لا يجمع أسدان في غابة. ولا فحلان
في عانة. وقال مرة: عاون على الخير تسلم ولا تؤخره تندم فقيل له: هذا بيت شعر فقال:
والله ما تعمدته.
المعتمد على الله
من عرف بالحلم كثرت الجراءة عليه. وكان يقول: لم يطع الله من عصى سلطانه.
أنظر : (الأعجاز والإيجاز/أبو منصور الثعالبي)ت:350_429هجري