تنبيه من غزارة الأمطار واحتمال تساقط حبات الْبَرَد الكثيف
عبدالله البرقاوي- سبق- الرياض: توقع -بمشيئة الله تعالى- خبراء في المناخ والطقس هطول الأمطار ونزول الخير في المملكة خلال اليومين القادمين، عبر حالة مطرية أسموها "البيضاء" تيمناً بهذا الاسم وتفاؤلاً بنزول رحمة الله على البلاد والعباد.
وأكدوا في تصريحات لوكالة الأنباء السعودية (واس) توافر وتضافر العوامل الجوية الإيجابية تتمثل بكتل هوائية رطبة قادمة من بحر العرب، وانتقال الرطوبة الاستوائية التي تمدد وتوغل عبر منخفض السودان إلى داخل أجواء المملكة.
وأبان عضو هيئة التدريس بقسم الجغرافيا في جامعة القصيم الدكتور عبد الله المسند أن الكتل الرطبة التي تندفع فوق أجواء المملكة في الطبقات الجوية المختلفة ستُلقح ـ بإذن الله تعالى ـ بأخاديد علوية باردة، بعد أن تسهم التيارات الصاعدة برفعها للطبقات الباردة، مشيراً إلى أن من هذه العملية تتشكل السحب الركامية والطبقية والمزن الركامي.
وأوضح الدكتور المسند أن المملكة ستشهد ارتفاعا طفيفا في درجات الحرارة ؛ ما يدفع الرطوبة إلى الصعود إلى الطبقات الباردة العليا التي عندها تتكثف السحب، وقد يأذن الله بالأمطار فتهطل.
وأطلقت "لجنة تسمية الحالات المناخية المميزة بالمملكة العربية السعودية" تسمية الحالة المطرية القادمة باسم "البيضاء" تفاؤلاً وتمييزاً لها عن غيرها، وهي من الأسماء المدرجة في جدول سابق ومعتمد من قِبل اللجنة، وذلك لسهولة الحديث عن الحالة حاضراً ومستقبلاً لدى المهتمين والمراقبين، وفقا للمسند.
وأشار المسند إلى أن التوقعات الجوية لمعظم مناطق المملكة ستنعم بأمطار متقطعة وغير متصلة خلال فترة الحالة المطرية "البيضاء" - بحول الله - التي تستمر لبضعة أيام، ابتداء من مساء الخميس 25 أبريل، ثم تشتد وتتسع يوم الجمعة والسبت والأحد.
وأفاد أن مخرجات النماذج المناخية تؤكد أن حالة "البيضاء" قد تطول وتمتد ليشمل تأثيرها وخيرها فترة زمنية تغطي معظم الأسبوع الأول من شهر مايو.
ولم يحدد المسند مدناً أو محافظات بعينها ستتأثر بحالة "البيضاء"، مستدركاً القول ووفقاً لقراءة يوم الأربعاء 24 أبريل تكشف أن منطقة الرياض وخاصة غربها وجنوب غربها ستكون في قلب الحدث ولها النصيب الوافر، معقباً على ألا تكون الأمطار ذات مقدار واحد وعلى خط واحد؛ لأنها ليست أمطاراً ناجمة عن التقاء جبهات، بل متفرقة ومتباينة بين المواقع الجغرافية، وفقاً لتوافر البيئة الجوية المناسبة لبناء السحب الممطرة.
ونبّه المسند إلى غزارة الأمطار في بعض المواقع واحتمال تساقط حبات البَرَد الكثيف والابتعاد عن الأماكن المرتفعة أو الأشجار والأعمدة في أثناء حدوث العواصف الرعدية، بالإضافة إلى خطر تدني وانعدام مدى الرؤية الأفقية بسبب الغبار المثار من الرياح الهابطة من سحب المزن الركامي.
وتوسع الباحث المناخي خالد بن محمد العوض في توقعه عن الحالة المطرية القادمة لتشمل أجزاء واسعة من المملكة، موضحاً تعرض هذه الأجزاء لتقلبات جوية عنيفة نسبياً يرافقها هطول أمطار قد تكون غزيرة جداً في بعض المناطق.
وتوقع العوض أن تبدأ الحالة المطرية اليوم جنوب المنطقة الشرقية وشرق منطقة الربع الخالي ثم تتوسع بشكل ملحوظ يوم الخميس لتشمل أجزاء من غرب منطقة الرياض ومنطقة عسير، وقد تشمل جنوب منطقة القصيم كما تستمر جنوب المنطقة الشرقية - بمشيئة الله تعالى.
ولاحظ العوض ضعف غزارة الأمطار يوم الخميس وليلة الجمعة متوقعاً أن تشتد حالة الأمطار نهار الجمعة وليلة السبت في منطقة الرياض، مستدركاً أن الحالة أقل كلما اتجهنا إلى الشمال من المنطقة الوسطى ناحية سدير والقصيم، متوقعاً أن تزيد رقعة الغيوم الماطرة لتشمل أجزاء واسعة من منطقة مكة المكرمة ومنطقة الباحة.
وأظهر العوض ما أشارت إليه المراصد العالمية إلى أمطار تفوق المعدل السنوي في مثل هذه الفترة من العام، ناقلاً توقعاتها التي تكشف ما تشهده معظم مناطق المملكة من أمطار غزيرة خلال الأسبوع المقبل وتستمر إلى نهاية الشهر الجاري.
واستدعى العوض حالات مشابهة لهذه الحالة في ربيع عام 1982م، والأعوام ما بين 1981 وحتى 1985وسال على أثرها العديد من الأودية الكبيرة في المملكة.
وجدّد المهتم في المناخ والطقس سليمان الدخيل التأكيد لما أشارت إليه مواقع الرصد العالمية للأحوال الجوية إلى تأثر أجزاء واسعة من المملكة.
وقال: من المتوقع أن تتأثر أجزاء واسعة من غرب الوسطى وجنوبها وعسير وشرقها والأخيرة ستتركز عليها السحب وغزارة الأمطار، مشيراً إلى أن الأمطار ستكون -بإذن الله- متوسطة في الأجزاء الشمالية من الوسطى وعسير والقصيم وأجزاء من المنطقة الشمالية.
وتوقع الدخيل أن تكون فرصة هطول الأمطار في المنطقة الشرقية والشمالية الشرقية ضعيفة، مستدركاً أن التغير وارد في أي لحظة.
واستبشر الدخيل بالحالة المطرية القادمة، سائلا المولى -عز وجل- أن يغيث البلاد والعباد.
يشار إلى أن وزارة الداخلية ممثلة في المديرية العامة للدفاع المدني سخرت إمكانياتها الآلية والبشرية والمادية لمواجهة الأخطار المحتملة جراء المتغيرات المناخية خلال الأيام القادمة.