موقع سعودي يشكك في حقيقة راوي أحاديث الرسول الصحابي أبو هريرة

جدة -الوفاق- خالد سامي-
شكك كاتب انترنتي في شخصية الصحابي الجليل ابي هريرة رضي الله عنه، لينظم الى قافلة المشككين في هذه الشخصية التي نقلت لنا سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام وسطرتها كتب الاحاديث الصحيحة أمثال صحيحي البخاري ومسلم.

الكاتب والمسمي نفسه "الاعشى" طرح موضوعا حول شخصية ابو هريرة في منتديات الشبكة الليبرالية السعودية وقال في مستهله " لا أدري هل هناك بالفعل رجل يُقال له " أبو هريرة " أم أن هذهِ الشخصيّة اقتضتها ظروف تدوين الحديث فجاءت لتملأ الكتب بالأحاديث الكثيرة التي تُنسب لهذا الرجل !"

وتابع يقول " هذا احتمال يعزّزه عدم معرفة الناس بالإسم الحقيقي لهذا الرجل واختلافهم فيه , إذ ليس من المعقول أن يكون اسم هذا الرجل الخارق للعادة في الحفظ والرواية مجهولاً أو مختلفاً فيه وهو من نقل لأمة محمد هذا التراث الديني الضخم ؟".

وجاء في موضوعه أن أبا هريرة لم يُسلم كما تقول الأخبار إلا عام خيبر السنة السابعة للهجرة ! ورغم ذلك روى المجلّدات عن النبي , مع أنه لم يكن لصيقاً بالنبي ولا من خاصته فكيف استطاع رواية كل هذهِ الأحاديث ؟.

وذكر احتمال آخر حول شخصية الصحابي الجليل وهو الذي يميل اليه الكاتب كما يقول " احتمال آخر – أميل إليه – وهو أن هذهِ الشخصيّة حقيقيّة أبتلاه الله بقصّاص كذّابين قاموا بتأليف الأحاديث على لسانه , فأصبح اسمه مطيّة لكل من أراد الكذب والتدليس على الإسلام والنبي محمد . وسبب اختياره أن الصحابة الكبار مثل أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وغيرهم ليس سهلاً الكذب عليهم والنقل عنهم لهذا لا نجد لهم إلا قليل من الأحاديث ".

واشار الكاتب في موضوعه الى أن ابو هريرة روى أكثر من 5300 حديث وتفرّد بأكثر من 1100 حديث وعاش في حياة النبي 1400 يوما تقريباً ! وقال " ولو كان يسمع من النبي كل يوم حديثاً ما بلغت الأحاديث التي رواها كل هذا الكم فكيف إذا عرفنا أنه لم يكن يختلط بالنبي يومياً ! ".

وفي جزئية حاول الكاتب أن يضفي على ابو هريرة الشك في حقيقته وعلى حقيقة نسبة الاحاديث المروية عنه قال الكاتب " رغم أن النبي محمد عليه الصلاة والسلام ينسى وكذلك الأنبياء وبقيّة الناس ولم يبلغنا أن أحداً من الناس عصمه الله من النسيان : ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله واذكر ربك إذا نسيت وفي الحديث إنما أنا بشر مثلكم أنسى كما تنسون ( رواه الشيخان) ". ومضى يقول " لكن أبا هريرة لم يكن ينسى مثل بقيّة البشر يقول عند البخاري مؤكّداً هذهِ الحقيقة العلميّة: يا رسول الله ، إني سمعت منك حديثا كثيرا فأنساه ، قال : ( ابسط رداءك ) . فبسطته ، فغرف بيديه فيه ، ثم قال : ( ضمه ) . فضممته ، فما نسيت حديثا بعد. وفي رواية: قلت يا رسول الله إني أسمع منك أشياء لا أحفظها ، قال : ابسط رداءك فبسطته ، فحدث حديثا كثيرا فما نسيت شيئا حدثني به" .

وقال الكاتب " هذا المعجزة لم نسمع من يتحدّث بها إلا أبو هريرة رغم أنها من أعظم المعجزات فقد آتى الله أبا هريرة ما لم يؤت أحداً من العالمين ولا حتى الأنبياء والصدقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا !".

وتابع يقول " أعظم من هذا يخبرنا أبو هريرة أنه لم يقل كل ما سمعه ففي البخاري : حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم وعاءين : فأما أحدهما فبثثته ، وأما الآخر فلو بثثته قطع هذا البلعوم . أي أنه صمت وخاف من رواية بعض الأحاديث وكتم العلم الشرعي نسأل الله السلامة !".

ويقول أن ابا هريرة كان يعلم أن هناك من يُشّكك في روايته وحديثه عن النبي , نظراً لهذا الكم الهائل من الأحاديث التي يرويها , واتهمه بانه كان ( يُرقّع ) ويدافع عن نفسه بنفسه ويقول الكاتب على لسان ابي هيريرة " : إِنَّ النَّاسَ يَقُولُونَ أَكْثَرَ أَبُو هُرَيْرَةَ وَلَوْلا آيَتَانِ فِي كِتَابِ اللَّهِ مَا حَدَّثْتُ حَدِيثًا ثُمَّ يَتْلُو إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنْ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى إِلَى قَوْلِهِ الرَّحِيمُ ، إِنَّ إِخْوَانَنَا مِنْ الْمُهَاجِرِينَ كَانَ يَشْغَلُهُمْ الصَّفْقُ بِالأسْوَاقِ وَإِنَّ إِخْوَانَنَا مِنْ الأَنْصَارِ كَانَ يَشْغَلُهُمْ الْعَمَلُ فِي أَمْوَالِهِمْ وَإِنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ كَانَ يَلْزَمُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِشِبَعِ بَطْنِهِ وَيَحْضُرُ مَا لا يَحْضُرُونَ وَيَحْفَظُ مَا لا يَحْفَظُونَ ".

وختم مقاله ليقول " فالسبب عدم انشغاله بالدنيا والأموال والنساء كبقيّة الصحابة الذين أشغلتهم الدنيا يلهثون ورائها ويسعون طلباً لها نسأل الله الثبات ".

هذا ما قاله الكاتب الاعشى ، نساله الله ان يرده الى رشده ، منضما الى قافلة المشككين في السنة من بعض الكتاب والمغرضين الذين لا يفتؤا الا ان يسطروا مقالاتهم للشك في الاحاديث من خلال الطعن في رواتها ، ومعلوم ان السنة هي المصدر الثاني للتشريع ، وقد روى اباهريرة كثيرا من الاحاديث الصحيحة في الصحاح الستة واجلها صحيحي البخاري ومسلم، فلو سلمنا بهذا المنطق والشك في الصحابي الجليل فهذا يعني نسف نصف السنة المطهرة ، وبلا شك نحن على استعداد لنسف الاحاديث متى ما ثبت حقا حقيقة ما يقوله هذا الكاتب وأمثاله.

وان الانسان ليقف مشدودها ، هل يعقل ان التراث الاسلامي الزاخر بالسنة المطهرة والتي وثقها علماء اجلاء رحمهم الله لم يفطنوا الى حقيقة الصحابي الجليل أبو هريرة حتى ياتي بعض الدخلاء في هذا الزمان ليشكك في صحابة رسول الله ورواة سنته الذين اجمع اهل السنة على صحتها ووضعوا علما مستقلا للجرح والتعديل في الاحاديث ورواتها عرفوا من خلاله الاحاديث الصحيحة والموضوعة والحسنة ...

ولا أخفيكم ان سبب طرح هذا الموضوع ، لم يكن اهتماما بالموضوع ذاته ، بقد ما يؤلم النفس من تلك التعليقات التي أوردها أعضاء الشبكة والتي انجرفت لتطعن بالصحابي وتصفه باوصاف غير لائقة تجرح مشاعر كل مسلم بغض النظر أكان المستهدف ابو هريرة او غيره ، لكن يبقى ان ابا هريرة صحابي جليل يجب عدم التعرض به رغم أنف كل طاعن وشاك في سنة المصطفى عليه افضل الصلاة والتسليم.

ولم يبقى لي الا أن أنقل عرضا نشره موقع العربية نت عن الصحابي الجليل ابي هريرة بحسب الحلقة 26 من برنامج رجال حول الرسول، الذي بثته قناة "العربية" يوم الأربعاء 16-9-2009 ، وجاء فيه :

المسجد النبوي في المدينة المنورة، كان فيه موضعٌ مرتفعٌ قليلا اشتُهر بالصُفّة. وكان يَأوي إليها في الغالب فقراءُ المسلمين ممن لا مأوى لهم، أو عابرو السبيل، أو المنقطعون للعبادة والذكر، وتلقِّي الوحي والحكمةِ من رسول الله صلى الله عليه وسلم. وغَالبُ مَن عُرفوا من الصحابة بأهل الصُفَّة، كانوا من حفظة القرآن ورواةِ أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم. ومن أشهرهم، أبو هريرة رضي الله عنه.

أبو هريرة، من قبيلة دُوُس، التي كانت تسكنُ في سهول تِهامة بين البحرِ الأحمر وجبال الحجاز. وكان اسمه في الجاهلية عبدُ شمس بن صخر، ولما أسلم في السنة السابعة للهجرة، سمَّاه رسولُ الله عبدَ الرَّحمن بنَ صخر الدُوسي. هذا الصحابي الجليل، رغم دخوله في الإسلام متأخرا، إلا أنه تفرغ تماماً لمتابعة أقوالِ النبي صلى الله عليه وسلم وأفعالِه وسِيرته بِدِقَّة.

ورواها لآخرين من الصحابة، أو لمن بَعدَه من التابعين، حتى صار أكبرَ راوٍ لأحاديث النبي صلوات الله وسلامه عليه. وهناك آخرون يشاركون أبا هريرة في هذه الميزة، لكنه انفرد من بينهم بالتفرغِ الكاملِ لتوثيق آثارِ النبي عليه الصلاة والسلام.

شهد أبو هريرةَ حروبَ الرِّدَّةِ في عهد أبي بكر. ثم ولاه عمرُ بنُ الخطاب على البحرين. ثم مكث أبو هريرة زمناً في دمشق، بصحبة معاويةَ بنِ أبي سفيان. وهذا يفسرُ وجودَ مقامٍ له في هذه المدينة.

عُمِّرَ أبو هريرة بعد الرسول صلى الله عليه وسلم سبعةً وأربعين عاما. وتوفي رحمه الله في المدينة المنورة ودفن في البقيع سنة سبع وخمسين للهجرة، وكان عُمُرُه ثمانيةً وسبعين عاما. أما مَقامُه في دمشق فهو يَرمُزُ إلى إقامته في هذه المدينة.

تَعَرَّض أبو هريرة لكثيرٍ من الطعون التي تُشكِّكُ في الأحاديث التي رواها عن النبي صلى الله عليه وسلم. لكنَّ المتابعين لسيرته رضي الله عنه، يردون على هذه الطعون بأنه كان متفرغا تماماً لهذا الأمر، مع ما حباه اللهُ من قوةِ الحفظ والذاكرة. وهو بذلك كالمؤرخين الذين يُوَثِّقون أنباءَ وأحداثَ حِقْبة أو عَهْد، ولا يَطعنُ أحدٌ فيما يقولون، بل يَعُدُّونهم مراجعَ في ذلك.

و"الوفاق" تطالب الجميع بحملة شعبية لااغلاق هذا الموقع الذي يسىء لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ويسىء للاسلام

الرجاء الضغط هنا وكتابة رابط الموقع


رابط الموقع
http://www.montdiatna.com:8686/forum....php?p=3019848