بسم الله الرحمن الرحيم
قصة الملاعين الثلاثة ... الاستراتيجي الصبور ... و البليغ الفصيح .... والمحاور المفوه !!!؟
الأشرار دائما أذكياء ومتفوقون ويفهمون الواقع أكثر بكثير من البقية ...
ولكن مصيبتهم في الكبر والحسد .... خذ الشيطان مثلا ...
من يظن أن الشيطان كان غبياً ... أبداً لم يكن غبيا .... ولكن كان متكبرا حسودا ...
وهذا الذي أهلكه وجعل مأواه النار وبأس المصير ....
فقد توعد إبليس ادم وذريته بثلاث أعمال شائنة ... وهي استراتيجيه إبليس الدائمة والأبدية ...
وهي مذكوره بسورة النساء ....
أولا ً ... بإضلالهم ... و ثانيا ً ...بتزيين الأماني الكاذبة ...
وثالثا ... أن يبتكن أذان الالنعام والهدف منها تغيير خلق الله ...
فأن كان منذ أول يوم وهو يحاول أن ينفذ ما وعد فيه في إستراتيجيته الأولى والثانية ... وبشكل فوري ومباشر ...
من إضلال أدام وذريته من بعده ....
وزرع الأماني الكاذبة من طول الأمل بالبقاء على الذنوب والمعاصي والتوبة مستقبلا ...
إلا أن وعيده الثالث ... وإستراتيجيته الأخيرة .... بقيت محفوظة في نفسه .... لآلاف السنوات ...
حتى شاهدنا تطبيق هذا الوعيد في السنوات القليلة الأخيرة .... مع ظهور ما يسمى ( الاستنساخ ) ...
وهو استخراج (الشريط الوراثي ) من خلايا الحيوانات ... لاستنساخ كائن حي جديد ....
ومن أين تظنون سوف يتم أخذ هذه الخلايا .... بالطبع من ( أذان الأنعام ) ....
والهدف منها ... ماذا !!!؟
تغيير خلق الله !!!؟
لينفذ إبليس لعنه الله ...... إستراتيجيته الثالثة ... بعد الآلاف السنوات من تهديده لأدم وذريته بهذا الشي المشين !!!؟
فما كل هذا الصبر وما هذا الإصرار الذي عند ابليس اللعين ...
بل ما كل هذا الحقد و كل هذا الحسد ... على أدم وذريته !!!؟
وثاني أولائك الملاعين ... الوليد بن المغيرة ...
فهل كان غبيا أحمقا ... لا يفهم القران الكريم !!!؟
لا وربي .... كان من أذكاء العرب و من أكابر قريش ....
ولكن ما الذي يجعل رجل بهذا الذكاء لا يصدق الرسول صلى الله عليه وسلم ...
أنه أيضاً .... الكبر والحسد !!!؟
ليس على أدم وذريته .... بل كبراً على الحق .... وحسدا على الرسول محمد صلى الله عليه وسلم أن يبعث رسولا ....
كلنا بأذن الله مسلمون ... ونقرا القران الكريم ... فهل يستطيع أحد منا أن يصف القران الكريم ...
بأروع وأجمل من هذا الوصف وهذا الكلام البليغ ...
( َوَاللَّهِ ، إِنَّ لِقَوْلِهِ الَّذِي يَقُولُ حَلاوَةً ، وَإِنَّ عَلَيْهِ لَطَلاوَةً وَإِنَّهُ لَمُثْمِرٌ أَعْلاهُ ، مُغْدِقٌ أَسْفَلُهُ ، وَإِنَّهُ لَيَعْلُو وَمَا يُعْلا ، وَأَنَّهُ لَيَحْطِمُ مَا تَحْتَهُ )
نعجب عندما نكتشف أن من يصف القران الكريم بهذا الوصف البليغ ... مات كافرا مشركا ....
ومصيره مثل مصير صاحبة الأول إبليس لعنهم الله ...
ولا تسأل عن السر انه ... الحسد والحقد والتكبر !!!؟
و فرعون لعنه الله ... هل كان غبياً لا يفهم ...
أبدا .... والله .... ومن يقرأ بداية سورة الشعراء وسوره طه ....
يتأكد أنه كان رجلا محاورا ومتحدثاً من الدرجة الأولى .....
فقد أستخدم كل صنوف الخداع في محاورته لنبي الله موسى عليه السلام ....
مثل الشخصنه والتشتيت و التوبيخ واسترجاع أخطاء الماضي والاستفهام بطريقة التصغير والتحقير والتهكم
والسخرية والتهديد ...
مثلا شخصنه موضوع النقاش بإحراج موسى واتهامه بجحود النعمة
بقوله (قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ )
والتوبيخ بقوله (وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ)
و استرجاع أخطاء الماضي بقوله (وَأَنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ )
وتشتيت موضوع النقاش بقوله (قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الأُولَى )
والاستفهام بطريقة التصغير والاحتقار بقولة ( وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ )
والتهكم بغرض التشكيك بصدق كلام موسى عليه السلام ....
بقوله (قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلا تَسْتَمِعُونَ )
والسخرية بقوله (قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ )
والتهديد بقوله ( قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهًا غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ )
و معظم هذا الحوار نقراه في سورتي طه والشعراء ...
والتي تبرز ما لدى هذا الملك من قدرة عظيمه في الحوار وفي قلب الحقائق وتشويهها ....
وأن رجلا يملك مثل هذا القدرات و الذكاء الخارق والقدرة الكبيرة في الخطابة و المحاورة والأيمائات التمثيلية ...
لهو خليق بتباع الحق وتصديق كلام موسى عليه السلام ومن أول لحظة ....
ولكن .... عندما يتغلغل الكبر في قلب العبد .... فأنه يغيب عقله وقدرته على التفكير ....
وأن كان يملك عقلا وذكاء مثل عقول هؤلاء الثلاثة الملاعين ....
إبليس و فرعون والوليد بن المغيرة ...
لعنة الله عليهم جميعا ....
ودمتم بحفظ الله ورعايته
والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته
( منقول )