تحت عنوان العسكرية مزيج من العلم الدقيق والفن الاستراتيجي والتي يمكن تنميتها من خلال الأكاديميات العسكرية نقدم لكم نبذة مختصرة من سيرة حياة العميد الركن محمد خضيري علي الجميلي
المقدمة
يعد العميد الركن محمد خضيري علي الجميلي شخصية بارزة في العراق، حيث جمع بين الخبرة العسكرية العميقة والإسهامات الفكرية والأكاديمية الواسعة. شغل مناصب عسكرية وإدارية مهمة وساهم في إعداد وتأهيل القادة العسكريين في وزارة الداخلية العراقية. يتميز بتنوع إسهاماته، حيث كتب في التاريخ العسكري، وألف كتبًا في تاريخ الشرقاط، وأنتج أدبًا متنوعًا، مما يجعله شخصية فريدة تستحق البحث والدراسة.
تهدف هذه الأطروحة إلى تسليط الضوء على مسيرة العميد الركن الجميلي من خلال استعراض نشأته، تعليمه، مسيرته العسكرية، إسهاماته الأكاديمية، ودوره في تطوير القادة العسكريين.
أولًا: النشأة والتعليم
1. الخلفية العائلية
وُلد العميد الركن محمد خضيري علي الجميلي في مدينة الشرقاط بمحافظة صلاح الدين، ونشأ في كنف عائلة عراقية أصيلة. كان والده، المحامي الشيخ خضيري بن علي بن حسين بن سناح الجميلي، شخصية معروفة بالنزاهة والتقوى والعلم، حيث أسس نقابة المحامين في الشرقاط عام 1978، واشتهر بحرصه على العدل وخدمة الناس.
2. التعليم المبكر
أكمل محمد الجميلي تعليمه الابتدائي في الشرقاط، ثم انتقل إلى مدينة الموصل لإكمال دراسته الثانوية. كان شغوفًا بالعلم منذ صغره، وتأثر بوالده في تبني المبادئ والقيم الأخلاقية.
3. التعليم العسكري
التحق بالكلية العسكرية العراقية، حيث تخرج في الدورة 73، حاصلًا على شهادة البكالوريوس في العلوم العسكرية. لاحقًا، التحق بكلية الأركان العراقية، حيث تخرج في الدورة 68. حصل أيضًا على درجة الماجستير في العلوم العسكرية، ثم الدكتوراه في العلوم الاستراتيجية، مما أهّله ليكون خبيرًا في التخطيط الاستراتيجي والإدارة العسكرية.
ثانيًا: المسيرة العسكرية
1. بداية الخدمة العسكرية
بدأ الجميلي حياته العسكرية ضابطًا في الجيش العراقي، حيث تدرج في الرتب والمناصب القيادية. عمل في وحدات مختلفة، مما أكسبه خبرة ميدانية وإدارية واسعة.
2. المناصب القيادية
تولى عدة مناصب مهمة، منها:
مدير مركز المعلومات في صلاح الدين: حيث أسهم في تطوير نظم المعلومات العسكرية.
مدير مركز الدراسات المستقبلية: حيث أجرى بحوثًا حول الأمن القومي والاستراتيجيات الدفاعية.
مدير مركز المعلومات اللوجستية: حيث أشرف على تطوير أنظمة الإمداد والتموين للقوات المسلحة. في صلاح الدين
رئيس قسم التدريس في أكاديمية إعداد القادة: حيث ساهم في تدريب وتأهيل ضباط الجيش والشرطة.
3. تأسيس مركز إعداد القادة
في 1 حزيران 2023، قام الجميلي بتأسيس مركز إعداد القادة، وهو مركز متخصص في تأهيل وتطوير القادة العسكريين. قام بإعداد دورات نوعية مثل:
دورة إعداد آمري الوحدات
دورة إعداد الضباط القادة
دورة تطوير الضباط خريجي كلية الأركان المصرية
دورة آمري التشكيلات التي تستهدف إعداد آمري ألوية .
تميزت هذه الدورات بالمستوى العالي من التدريب النظري والعملي، وأسهمت في تطوير كفاءة الضباط القياديين.
ثالثًا: الإسهامات الأكاديمية والفكرية
إلى جانب مسيرته العسكرية، كان للجميلي إسهامات أكاديمية وثقافية متميزة.
1. الكتب والمؤلفات
ألّف الجميلي عددًا من الكتب في التاريخ العسكري والتاريخ العام، منها:
"تاريخ إمارة قبيلة اجميلة": الذي يوثق تاريخ قبيلته.
"تاريخ مدينة الشرقاط": الذي يتناول تاريخ مدينته بشكل دقيق وموثق.
"القواعد الصحاح في أساليب النجاح": وهو كتاب في التنمية البشرية والإدارة.
"تاريخ (مارد الاقتصاد العربي) دولة الإمارات العربية المتحدة": الذي يستعرض تطور الاقتصاد الإماراتي.
2. الأبحاث والدراسات
قدم عدة بحوث علمية متخصصة، منها:
"إعداد الدولة للحرب"
"الإعجاز العلمي في القرآن الكريم"
"ظاهرة الحقد والكراهية بين الرئيس والمرؤوس"
"إدارة وتنظيم الوقت في الإدارة"
3. الإسهامات الأدبية
كتب الجميلي في الأدب العربي، حيث ألف قصصًا قصيرة مثل:
"اللقاء في الزوراء"
"الكبش في الباص"
"عندما تسقط المروءة"
كما كتب شعرًا في مختلف الأنواع، منها:
الشعر الحر: "هذه حياتي"، "قلوب حائرة"
الشعر العمودي: "حديث الروح"، "حبي لمدينتي"
الشعر الشعبي العراقي: "قصيدة ثمانين"، "تذكرين"
رابعًا: التأثير والإنجازات
1. تطوير التعليم العسكري
أسهم الجميلي في تطوير برامج إعداد القادة في وزارة الداخلية، وترك بصمة واضحة في تحسين مستوى التدريب العسكري في العراق.
2. الاستخدام المبتكر للتكنولوجيا
كان أول من استخدم الهاتف النقال في الشؤون الإدارية والمالية بدلًا من الحاسبة الإلكترونية، مما ساهم في تسريع الإجراءات الإدارية.
3. عضويته في الجمعيات الثقافية
رئيس مجلس الإدارة في المركز الثقافي العربي
عضو في جمعية الخطاطين
عضو في رابطة شعراء العرب
عضو في الرابطة العربية للآداب والثقافة
الخاتمة
تمثل سيرة السيد محمد خضيري علي الجميلي نموذجًا للقيادة العسكرية المتفوقة، والباحث الأكاديمي المبدع، والمثقف الذي أثرى المشهد العراقي بمؤلفاته وأفكاره.
لقد ساهم بفعالية في تطوير التعليم العسكري، وإعداد القادة، وترك إرثًا فكريًا وأدبيًا غنيًا. إن مسيرته تعكس تفانيه في خدمة بلده، وجهوده المستمرة في تطوير المؤسسة العسكرية والثقافية في العراق.
المصادر
بقلم عبدالله السنافي