الشاعر : عافت الاميّر ~ النفس ضاقت من المقعاد بالحاره

الشاعر / عافت الاميّر


النفس ضاقت من المقعاد بالحاره
و الرجل تنقاد للمشى عن الديره



يضيق بالي لا شفت القصر و جداره

و مبيّنٍ بي من الضيقات تاثيره



النفس من لايع الضيقات محتاره

منغثةٍ من كثر الاشغال و مغيره



و مكتمٍ حدي و الاعصاب منهاره
عفت البلد من بلاويه ومشاويره


النفس ماهي عن المقناص صبّاره

نفسي تلهّف على المقناص ما غيره


يرف قلبي رفيف الطير و طياره
لا شفت بالمزن برقٍ شع له نيره


و الا مثل عود منتزحٍ عن دياره
ثم سولفوا له عن الجيران و الجيره


و الوسم باول دخوله طاحت امطاره
و زافات سحب الوسم جنّك طوابيره


بكر عليها الوسم تاره باثر تاره
فضلٍ من الله و تصريفه و تدبيره


يا كنّ شعبانها تمشي به انهاره
سال الشعيب وتحدر مع محاديره


من سيل شعبانها تملت نقاره
و الناس قامت تناشد عن تباشيره


يوم استوى النبت باشجاره و نواره
تعجب العين من فنه و تصويره


لا جيت بالروض فاحت ريحه اشجاره
و تشوف من تدخله تلعب عصافيره


ما داج بالقاع حوليّة و مرّاره
قفرٍ من سنين ما داجت مداويره


ادوج بفياضها و اشرف على القاره
و اقف بريضانها و اقطف نواويره


يوم اختلط نبت عشب و زانت ازهاره
جوك القوانيص كلٍ جارد طيره


على جيوبٍ تفج القاع قهاره
حطوا عليها بقطع البر دويره


من يركب الجيب يستانس لمشواره
ايدني اللي بعيداتٍ مشاويره


على القنص كل واحد يعطي بشاره
امكتمينٍ من المقعاد و الحيره


كلٍ ضبط موتره و مضبّط عياره
شيك على زيته و شيك على سبيره


تبادلوا بينهم بالراي و اشواره
و الراي منهم بدابه طيب السيره


على القنص ربع شنديه و جباره
ما واحدٍ منهم يصرصر دنانيره


خويهم بالخلا محشومٍٍ وقاره
ينساح باله و لا تطري تعاكيره


تجمعوا بين رمّايه و صقّاره
مستعجلينٍ ما يبون اي تاخيره


تجهزوا للقنص با شكال مختاره
كل التكاليف مدفوعه فواتيره


بالعزبه مزودين البن و بهاره
و مكملينٍ حوايجهم بتوفيره


هذا طلع من دوام و ذاك من داره
مستعجلينٍ على الطلعه من الديره


توجهوا للربيع بحزه اقفاره
و اول مراويحهم عدوا عصيفيره


الصيد جاهم على توقيت معباره
من كل ما طار مختلفه مناقيره


القاع خضراء و فيها الصيد و اذكاره
قفر بها الصيد ما حوّش بتذييره


غدران و فياض تزهى العين منظاره
الصيد فيها تبي ترميه و تديره


و عسّوا مكانٍ ما يوصف منظر اشجاره
متشابك نبته و شايخ بتشجيره


داجوا على القاع سبّاره و فرّاره

داجوا على القاع مطلاعٍ و تحديره


محرين للخرب مدراجه و محداره
و بالقاع للجول محرينن على الطيره


اللي معه شوزله و امركّز انظاره
و اللي على الطلع في كفه نقل طيره


الطير فرخ ٍ و هو من ندّر احراره
قصير ساق افحج وساع مناخيره


عوقٍ على الخرب ابو تيلات بطياره
وقت الهدد يعجب و يطنخ صقاقيره


و مدوا درابيلهم بالقاع سباره
ما غرهم شي لو هو حبه اشْعيره


و شافوا على بعد جولٍ مرت اطياره
و غدى لهم مع هاك الديان تغبيره

ساقوا على الجيب لاما سكّر غباره
و صكوا على الجول تقديمه و توخيره


جيبٍ يمينه و جيبٍ جاء من يساره
و تراسلوا بينهم وزنه و تسكيره


سلاحهم جاهزٍ مع دقة الشاره
و رمّايهم ما هو بحاجه لتذكيره


كم مرةٍ حوّل اللى راح بطياره
لا مد نيشانها ودك بتصويره


يوم استوى الجول مرماه و دخل طاره
ثارت قفوش الفشق صفقٍ و تفجيره


حاموا على الجول من دقه و ندّاره
تكسّر الجول منهم خوش تكسيره


تمتعوا بالرمايه فن و اثاره
و استانسوا في مطاريده و تصخيره


صار الشبب بالهدد غاره باثر غاره
وناسةٍ من هدد طيرٍ وثويره


صادوا من انواع ما طار و من خياره
صادوه بالطير و الا صادوا بغيره


وزان العشاء و استوى كمّه و مقداره
و النار شبت حطبها و زان تجميره


و هشيم الارطى بحينه ولعت ناره
و اركوا عليها عقب شبه مباهيره


وبراد شاهي على مجذات مخداره
ساقوه بين النشامى عقب تخديره


و العزبه محوله من بدي سياره
كل يقول العشاء اسويه و اديره


ربعٍ نشامى مطانيخٍ و بيطاره
ما منهم اللي يبدي لك معاذيره


و تمر الحساء بينهم و دلال منداره
و سوالفٍ تطرب الرجال و تثيره


سوالف تجلي الاحزان و ادواره
في مجلسٍ من يجيه يشوف تقديره


في خايعٍ ما يوصّف جوّه و كاره
تنسى هموم البلد ومحاشر الديره


نبنوب عشب و خباري بقاع مختاره
حلاة بالعمر ذكراه و مشاويره


هذي طراة العمر و احلاه و اعماره
و الرزق عند الولي شونه و تدبيره