الشرقاط… سيدةُ التاريخ وهمسُ الحضارات
يا شرقاطُ، يا نغمةً عذبةً على وترِ دجلة،
يا مهدَ المجدِ حين كانت آشورُ ترفعُ راياتها،
وحين نطقَ الترابُ بأسماءِ الملوكِ، ودوّت الخطى في بوّاباتِ الحضارة.
فيكِ قامت مملكة، وسجدَ الزمانُ على عتباتِك،
وعلى أرضِك خطّت الجيوشُ أقدارَها،
من تلّ الشرقاط إلى خرائب آشور،
كلُّ حجرٍ فيكِ يتكلّم… كلُّ نسمةٍ تحفظُ سِرًّا من أسرارك.
أيا ابنة دجلة،
هل نسيتِ كيف مرّ بكِ القادةُ والأنبياء؟
وكيف سجدَ القلمُ على رُقُمِ الطين، يخطّ أول حرفٍ من إنسان؟
أم كيف احتضنتِ أبناءك في المحن،
ورفعتِ الجباهَ رغم الرمادِ والسنين؟
فيكِ الأصالةُ شمسٌ لا تغيب،
وفيكِ الكرمُ والحياءُ، والوقارُ في العيون،
وفيكِ من بسالةِ الأهلِ ما يكفي كي تقفي،
شامخةً، وإن انحنى العالم
بقلم محمد الخضيري الجميلي