الشرقاط… حين يتحدث النهر عن وطن
في الشرقاط، لا يُعدّ الزمنُ بالساعات، بل بنبض القلب، ورائحة الأرض بعد المطر.
هناك، حيث يشقّ دجلة طريقه كما يشقُّ الأبُ دربَ الحياة لأولاده،
وحيث الجبالُ تصطفّ كأنها تحرس ذاكرةَ مدينةٍ ولدت من طين الكرامة.
الشرقاط… تلك المدينة التي لا تُشبه إلا نفسها،
بوجوه رجالها السمر، ونسائها اللواتي يغزلن الصبر من خيوط الشمس.
كل حجرٍ فيها حكاية،
وكل نخلة فيها شاهدة على عهدٍ من الحب والعزّ لا يُنسى.
في سوقها القديم، تختلطُ ضحكات الأطفال بصوت الباعة،
وفي زوايا بيوتها الطينية، تسكن الحكايات التي ترويها الجدّات على ضوء الفانوس.
مدينة لا تعرف النفاق، ولا تتقن التزييف…
وجهها نقيّ كالماء، وقلبها دافئ كحضن الأم.
يا شرقاط… يا أملَ العائدين من تعب المنافي،
أنتِ لستِ مكاناً فقط، بل وطنٌ بحجم الذكرى،
وعشقٌ لا يعرف غروباً
بقلم محمد الخضيري الجميلي