السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وددت أن ألقي ضوء على أمر يتوجب منا التنبه منه وأرشاد الأخوة الذين يسعون في الأرض الى كسب الشهرة ، فنقول لأخواننا الأحباء والأعزاء لا تحرص على الشهرة فان لها ضريبة من الكدر والهم والغم ، فالشهرة مثلا كأنك تبحث عن منصب تترفع به عما هم من حولك ولعل المتسلقين في هذا الضمار يدركون ما نصبوا اليه ، فمن متاعب الحياة البحث عن المنصب قال ابن الوردي:
نصب المنصب أوهى جلدي ................ يا عنائي من مدارات السّفل
والمعنى ان ضريبة المنصب غالية لأنها تأخذ ماء الوجه والصحة والراحة وقليل من ينجو من تلك الضرائب التي يدفعها يوميا من عرقه ودمه من سمعته وعزته من شرفه وكرامته (( لا تسأل الامارة))
قال الشاعر :
هب الدنيا تصير اليك عفوا ......... اليس مصير ذلك للزوال
وقال أحدهم لأبنه:
لا تكن يا بني رأسا فان الرأس كثير الاوجاع
والمعنى لا تحب التصدّر دائما والترأس ، فان الانتقادات والشتائم والاحراجات والضرائب لا تصل الى الى هؤلاء المتقدمين
اذا لنفرض ان الدنيا اتتك بكل شي فالى اين تذهب ؟؟؟؟؟ الى الفناء
(( ويبقى وجه ربك ذو الجلال والأكرام)) لذلك يا من تسأل عن الشهرة او المنصب
ان نصف الناس أعداء لمن ............. ولي السلطة هذا ان عدل
واعلم ان ما يهم القلب ويكّدر صفاءه واستقراره وهدوءه هو الحرص على الظهور والشهرة وطلب رضا الناس
قال أحدهم :
من أخمل النفس أحياها وروّحها ....................... ولم يبت طاويا منها على ضجــــــر
ان الرياح اذا اشتدت عواصفـها ........................ فليس ترمي سوى العالي من الشجر
(( ثوب الرياء يشف عما تحته ........فاذا التحفت به فانك عاري ))