كشف مترجم يعمل في الديوان الملكي، وعاصر أربع ملوك، تفاصيل طريفة وغريبة من زيارات الرؤساء والزعماء إلى المملكة بينهم معمر القذافي وصدام حسين.
وأكد نائب رئيس المراسم السابق في عهد الملك فهد بن عبدالعزيز، منصور الخريجي أن الملك فهد حذره من مشكلات قد يحدثها الزعيم الليبي المخلوع معمر القذافي بعد وصوله إلى الرياض في زيارة رسمية له إلى المملكة.
وقال الخريجي في لقاء المعرفة الذي نظمته وزارة الخارجية أمس الثلاثاء، إن الملك فهد كانت له نظرات ثاقبة في معرفة الأشخاص وهيأتهم، وكان له توجيه في كل زيارة مسؤول صعب إلى المملكة.
وأضاف "بعد أن وصل الزعيم السابق القذافي طلب مني أن أرافقه إلى جدة كون القذافي يريد أن يؤدي مناسك العمرة، وقال لي الملك، (انتبه، هذا صاحب مشكلات) وبعد أن وصلنا إلى جدة ذهبنا رأساً إلى الحرم وفور دخوله طلب من جميع مرافقيه أن يهتفوا لمصلحة الفاتح من سبتمبر فقلت له مباشرة.. يا فخامة الرئيس الناس هنا يلبون إلى الله سبحانه وتعالى".
وتابع الخريجي "غادرنا بعدها إلى المدينة المنورة، وبعد وصولنا المسجد النبوي قال القذافي لسفيره المرافق إذ دخلت إلى الحجرة النبوية فاسمح لجميع المصورين أن يلتقطوا لي الصور، فقلت لسفيره وهو يسمع... هذا الشيء لا يجوز دينياً".
وسرد نائب رئيس المراسم السعودي السابق الذي عمل مع 4 من الملوك السعوديين (فيصل - خالد - فهد - عبدالله) قصصه مع بعض القادة العرب ومنهم الرئيس العراقي صدام حسين وقال "صدام رجل غريب الأطوار كان يأتي بالعشرات من الحراس في زيارته إلى المملكة وجميعهم مسلحون، ولا يصطحب معه الوزراء".
وأضاف "عندما وصلت طائرته في إحدى زياراته طلعت للطائرة من أجل الترحيب به، وبعد أن دخلتها خضعت للتفتيش من الضباط العراقيين بشكل سريع فقلت لهم، هل صعدت لكم لأقتل الرئيس؟".
وتابع "الموقف الآخر هو عندما خرج الرئيس صدام مع الملك فهد من أحد اللقاءات، وجرت العادة أن يتوجه رجال القهوة (القهوجية) لأن يصبوا للرئيس والملك فنجالاً في الوقت نفسه، وقبل أن يتوجهوا أوقفهم حارس لصدام حسين وسألني، أين الدلة التي يشرب بها ملككم!، فقلت له، لا يوجد، فقال حدد فاخترت له واحدة وسمح بها، ثم دفعت الرجل الآخر حتى لحق بزميله".
وبخصوص الحديث الذي كان يشغل الملك فيصل بن عبدالعزيز أثناء حضور المسؤولين الغربيين إلى لقائه قال "الملك فيصل كان يتكلم دوماً عن فلسطين ورجوعها إلى أهلها وعن حلمه بالصلاة في المسجد الأقصى".