بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على المبعوث الأمين ، وعلى آله وصحبه أجمعين
فكما ذكرنا سابقا بأن ذكر القصص الهدف الأول منه هو العبرة ، فإليكم اليوم قصة أحد فرسان قبيلة الجميل الهلالية وهم :
الفارس / سعيّد بن بريكان المحطب
والفارس / خالف القماش الدمعاني
فقد كانوا في رحلة داخل النفود بالقرب من لينة لغرض ما ، وبينما هم يمشون في طريقهم إذ صادفهم ظبي ( تيس ) فقال سعيّد لزميله سألحق بهذا الظبي لنتعشاه الليلة وابق في هذا المكان حتى أرجع إليك وكان وقتهم بين العصر والمغرب ، فانتظر خالف في المكان ، فبينما هو كذلك إذ ظهر عليه ظبي آخر من جهة أخرى فهرب .
ثم لحق به الفارس خالف القماش وترك راحلته وراحلة زميله وعفشهما ، وفي حالة غيابهما جاء مجموعة من قطاع الطريق عددهم أربعة أشخاص فأخذوا ركايبهم وعفشهم ورحلوا به .
وقبل غروب الشمس بدقائق معدودة رجع سعيّد المحطب إلى المكان ومعه الظبي وفوجأ بأن المكان خالي ولم يجد أحد ، ووجد جرة قطاع الطريق وقد ساقوا ركايبهم فقال أخذوا زميلي والركايب ، فرمى الظبي في المكان ولحق يطلبهم على أثرهم .
وبعد مدة قصيرة جاء خالف القماش إلى المكان ومع الظبي الثاني فلم يجد إلا الظبي الذي رماه ابن محطب ، وفكر بأن زميله قد أخذ مع الركايب .
فرمى الظبي وتبع جرتهم ، وبينما هو كذلك فقد رأى زميله أمامه وعرفوا القصة ، وقد غابت الشمس.
فتبعوا جرة قطاع الطريق ( فكان الأثر واضح لأنهم في النفود ) .
ومن جهة أخرى قام قطاع الطرق بعد فترة من الليل وقطع مسافة بعيدة بالمبيت وعمل العشاء وتركوا على جرتهم شخص ( رقيبة ) ليرقب من يلحق بهم من خلفهم. فقد كان الرقيبة مجهز بالسلاح .
فجاء سعيّد وخالف على جرتهم في ظلمة الليل فشعر بهم الرقيبة وتربص لهم حتى كانوا على بعد أمتار منه فأطلق بندقه نحوهم ، ومن حسن الحظ فقد كان سعيّد المحطب يرتدي حزام للرصاص في جهته الأمامية حديد ، فأصابت الرصاصة هذا الحزام وغيرت مسارها على أحد جهتيه فسببت آثارا بسيطة .
وقد كان سعيد جاهزا بسلاحه فأطلق على الرقيبة النار فأرداه قتيلا ، أما بالنسبة لأصحاب الرقيبة فظنوا أن زميلهم أطلق رصاصتين وقتل من يطلبهم. واطمأنوا لذلك وأخذوا ينادونه بعبارات التشجيع . فبينما هم كذلك إذا صوب كل من خالف وسعيد بنادقهم نحو اثنين منهم فأردوهم قتلا فهرب الثالث ولحقوا به . وجعلوه بجوارهم ليس مكتوفا ، فبينما هم يجمعون أغراضهم قفز هذا الرجل على أحد البنادق ليطلقها عليهم ولكن أحدهم كان له في المرصاد فأرداه قتيلا . وردوا ركايبهم.
فمن الفوائد من هذه القصة أن السرقة واللصوصية ونهب الناس ليست من شيم العرب ولا الصالحين . وسلط الله عليهم
والله ولي التوفيق