http://www.youtube.com/watch?v=zVrLzkkTk2Q
"التويجري" طالب الوزير الجديد بعدم الإصغاء لـ "المطبلين"
خالد بن طلال: أيها الدعاة المتوجسون من خالد الفيصل .. مهلاً
دعاء بهاء الدين- سبق- جدة: عبّر الأمير خالد بن طلال، في مداخلةٍ له في برنامج "حراك"، عن سعادته بتعيين خالد الفيصل وزيراً للتربية والتعليم، وقال: "سررت بتعيين الأمير خالد الفيصل؛ وإن اختلفت معه بعض الشيء, وأضاف الأمير خالد "تعليمنا فاشل, ولم يصل إلى منافسة الدول العالمية، ويجب إعادة هيكلة التعليم بالكامل، كما أن المعلم يحتاج إلى أن يعيش حياةً كريمةً في راتبه وباقي شؤون حياته".
جاء ذلك في البرنامج الذي يقدّمه الاعلامي عبد العزيز قاسم، على قناة "فور شباب" الفضائية في حلقة بعنوان (وزارة التربية.. رحيل أمير ومقدم أمير)، وكان ضيفاها الدكتور أحمد التويجري، عميد كلية التربية سابقاً، والدكتور طارق كوشك، أكاديمي في جامعة الملك عبد العزيز، وحظيت الحلقة بمداخلةٍ هاتفيةٍ من الأمير خالد بن طلال بن عبد العزيز، والدكتورة هدى الدليجان، الأكاديمية والمستشارة بوزارة التعليم العالي، وبعض التربويين والتربويات.
وأضاف خالد بن طلال: إن بعض المعلمين يسخر منه الطلاب لصغر سنه, وقال أيضاً: إن "هناك محاربة على الأمير خالد من بعض أصحاب الدعوة بناءً على مواقف سابقة, فالرجل له حسناتٌ وعليه سيئاتٌ مثلنا، وقد عمل جميع ما عليه في الإمارة, فقام بالواجب ودفعه، والواجب على الدعاة والعلماء أن يفتحوا باباً جديداً مع الفيصل".
وتساءل خالد بن طلال، وقال: هل نستقبل رجلاً جاء إلى الوزارة بهذه الطريقة التي قُوبل بها من هجومٍ في مواقع التواصل الاجتماعي؟ واستغرب أيضاً من بعض الدعاة المتوجسين الذين يتلمسون السيئات ولا يذكرون الحسنات، طالباً منهم التمهل وإعطاء الفيصل فرصة ليعمل.
كما نوّه خالد بن طلال، بأن الوزير هو عادة أعلى من أمير المنطقة, والأهم من ذلك هو وجود خالد الفيصل في مجلس الوزراء، وقريب جداً من اتخاذ القرار, وهذا لمصلحة الدولة مستقبلاً تعليمياً وسياسياً بشكلٍ عام.
وطلب خالد بن طلال، من الوزارة، تقليل الحشو في المناهج حتى يستوعب الطالب ما تعلمه ويبقى معه, وألا يكون هناك تساهلٌ في المواضيع الشرعية، وأن تُعطى لكل مرحلة موضوعاتها المناسبة.
فيما قال الدكتور أحمد التويجري عميد كلية التربية سابقاً: إن هناك أمنيات أوجّهها لوزير التربية الجديد خالد الفيصل، وهي: "ألا يلتفت للمطبلين، ولا يأتي بمواقف مُسبقة أياً كانت؛ بل يبني على الواقع, كما أؤكد أن إدارة إمارة تختلف تماماً عن إدارة قطاع مهم كوزارة التربية والتعليم, فالأولى تحتاج إلى سلطة سياسية من حزمٍ وهيبة، والأخرى تكون بالعلم والفكر والأخلاق والقيم والمبادئ".
وأضاف التويجري أن هناك واجبات على الوزير الجديد خالد الفيصل، لا بد أن يرعاها وهي: "إن الوزارة مرهون بها مستقبل أبنائها ومستقبل أبناء هذا البلد, وأن يتذكر أن الإسلام بمبادئه أنه أصل في حياتنا, وأقول كذلك إننا نرفض كل مَن لا يريد مبادئ الإسلام، أو مَن لا يرى الدين إلا بأفق ضيق أو المنغلقين حول رؤاهم الضيقة".
وتابع التويجري حديثه، وقال "لا يمكن أن يتطور مجتمعٌ دون تطور واهتمام بلغته, فالعناية باللغة العربية هي عناية بالأمة, كذلك الاهتمام والعناية بالجانب الأخلاقي وأن تؤصل مناهجنا هذه الأخلاق, والاهتمام بالعلم المادي والدنيوي، فنحن تأخرنا كثيراً في هذا المجال, كذلك أتمنى أن أرى تعليمنا يؤسِّس التوحيد الصحيح للطالب والطالبة وتنمية العدالة وغرس قيم النزاهة والفضيلة والأمانة وأن تؤصل قيم الشورى, كما أتمنى أن يُعلم فقه الاختلاف, كما أؤكد ضرورة تعليم المنظومة الأخلاقية الكبرى وأن نلمسها ونعيشها, كما أتمنى أن تُعقد سلسلة طويلة من الندوات بوجود الخبراء والمختصّين وتدرس كل الجوانب التعليمية ودراسة تجاربنا السابقة".
وقال التويجري "أشكر وزير التربية والتعليم السابق الأمير فيصل بن عبد الله، على ما قدّمه لوزارة التربية التي أُبتلي بها".
ثم وجّه التويجري رسالةً خاصةً للمحتسبين الذين يحملون هَم الدعوة والشريعة الذين يتخوفون نتيجة مواقف سابقة ألا يجعلوه الأساس الذي يتعاملون معه، كما أتمنى من المجتمع أيضاً أن يعطي الأمير هذه الفرصة وأن يبتعد عن المشاحنات والمواقف المسبقة أياً كانت ولنكن متفائلين.
كما أكّد التويجري أنه لا يوجد أحد أكبر من وزارة التربية والتعليم ومَن يتولاها فهذا شرف كبير له ومسؤولية عظيمة عليه, وما عُين الفيصل إلا لنجاحاته في الإمارة وهو الشاعر والمثقف.
ثم سأله مقدم البرنامج عبد العزيز قاسم، عن ما الذي قدّمه الوزير السابق الأمير فيصل بن عبد الله وفريقه ويسجله تاريخه له؟
قال التويجري سنترك هذا السؤال للتاريخ الذي يرصد ويسجل ما قدّمه, لكني أعتقد أنه قدم الكثير للوزارة مع أني لم أكن على اطلاعٍ كبيرٍ على عمل الوزارة في أثناء فترة توليه لها.
ثم رد عليه مقدم البرنامج بأنه قابل قبل ليلتين بعض المعلمين والمهتمين بالشأن التعليمي وسألهم عن إنجازات الوزير السابق، وأبدوا عدم رضاهم على الوزارة، وقال أحدهم لا نذكر عن وزيرنا السابق إلا إعلان الدراسة من المغرب، وقال ثانٍ: أهم إنجاز له هو شعار الوزارة الذي غيّره بأربعين مليون ريال, وقال معلم ثالث إن اعترافه بأن لا معرفة له بالتعليم قبل مجيئه الوزارة هو أكبر إنجاز يُحسب له.
ثم نادى التويجري الوزير الفيصل أن يؤمّن لكل معلم منزلاً يسكنه وأن يعمل له نظام تأمين مناسب, حتى يؤدي واجبه على أكمل وجه, كذلك وجّه الفيصل بأن يستفيد من الشركات المتخصّصة التي تبني المدارس في وقت قصير وبأحدث التصاميم المدرسية العالمية.
ثم استغرب التويجري من حالات تعيين المعلمين والمعلمات لمناطق بعيدة, فكثير منها لا يوجد لها أي مبرر وعبّر عنها التويجري بأنها "جريمة في حق المعلمة التي تقطع مئات الكيلو مترات لمدرستها".
كما أيّد التويجري اقتراح أحد المعلمين الممتعضين من سوء وإهدار ميزانية الوزارة وقال: لو خصّصت ميزانيات كل إدارة تعليم من ميزانية الوزارة ومثلها تُخصص لكل مدرسة نصيبها من الميزانية بشكلٍ شفافٍ لاستطعنا القضاء على الفساد ومحاسبة كل مقصّر.
ثم اختتم التويجري حديثه بأن تعليمنا له إيجابياتٌ كثيرة وما أردنا إلا تطويره فهو خرّج جموعاً غفيرة من الأطباء والمهندسين والقضاة.. كما يجب أن نضع أيدينا في يد الفيصل ونعينه على هذه الوزارة.
وفي مشاركةٍ أخرى قال الدكتور طارق كوشك إن "خالد الفيصل تربى وتعلّم في مدارس مكة, وتعلّم أيضا في الخارج وعنده قبولٌ للمذاهب وتعدّدها, كما أن الفيصل شرسٌ جداً ولا عنده تهاونٌ ومثابر ويعشق تشجيع الشباب وأنا أسميه (نصير الشباب،) كما هو شاعر ومثقف".
ثم استعرض كوشك أبرز المشكلات والعقبات في الوزارة خلال الستين سنة الماضية, وقال: "عدم توافر الأراضي للمدارس في القارة السعودية, وانعدام الصيانة والنظافة, وعدم تطبيق الأنظمة الحديثة وما زال طلابنا يحملون (الشنطة) حتى تضرّرت أبدانهم, وضياع هيبة المعلم وتعدي الطالب عليه, وانتشار ظاهرة الشواذ (الإيمو, والبويات وغيرهما), وانعدام التعليم الترفيهي، ووجود ظاهرة الإلحاد والتكفير, وضعف الكتابة والبحث لدى طلابنا".
وأضاف كوشك أن الوزير السابق (فيصل بن عبد الله) لم يقدم شيئاً للتعليم هو وفريقه, وتساءل كوشك: هل المديرون والمشرفون في الوزارة هم أصحاب علمٍ حديث؟ أو لديهم خبرة عالمية في التعليم؟ أو لديهم إمكانات معاصرة؟
وقال كذلك لا ننسى أن الوالدين أصبحا مشغولين في متاعب الحياة المختلفة مع تردي أوضاعهما الاقتصادية. ثم استغرب أيضاً من تعيين المعلم لتدريس الأطفال وهو أساساً غير متزوج ولا يعرف طريقة التعامل معهم, بل بعض الطلاب يضحكون على شكل المعلم في ثوبه أو شماغه أو حتى لحيته!
وأكّد كوشك أن بعض المعلمين ليس عنده إخلاصٌ في عمله والسبب هو عدم أخذ المعلم حقوقه.
ثم سخر المقدم قاسم، وتأسف من خبر إغلاق الطلاب في طبرجل بوابة مدرستهم على المعلمين, فلم يستطع المعلمون والمدير الخروج إلا بعد اتصالهم بالشرطة.
كما قدّم كوشك مجموعة من الحلول للارتقاء بالتعليم، وهي كما قال: "البحث عن العقول الديناصورية والإخونجية والمتعصبين في الوزارة والتخلص منهم, وتجهيز المدارس وفق المدارس العالمية والتخلص من المستأجرة, وتحديد حقوق المعلمين وإعطاؤهم لها وتحديد واجباتهم ومحاسبتهم عليها, كذلك تأهيل المعلمين بشكل مناسب ثم قياس ذلك بشكل مستمر, والأهم من ذلك إعادة الهيبة للمعلم, فلا علم دون هيبة للمعلم".
وأضاف كذلك "إلغاء الشنطة واستبدالها بـ (CD), وتحديد حقوق وواجبات الطالب بشكلٍ واضحٍ, وإلغاء التقويم المستمر, وتحديد أولويات المناهج وليس التعمق فيها فالطلاب قدراتهم مختلفة, وإعادة تشكيل ثقافة الأعمال الحرة والأعمال المهنية, واحترام تعدد المذاهب حتى لا نفاجأ بالتكفيريين أو يأتي من يقول البنطلون حرام.. كذلك تثبيت الولاء للوطن وليس للقبيلة أو المنطقة".
وعارض الدكتور التويجري بعض ما جاء به كوشك وقال: إنه لا يوجد هناك تضييق مذهبي في السعودية، بل هو الدليل مُقدم على كل شيء.
ثم تداخلت الدكتورة هدى الدليجان الأكاديمية والمستشارة بوزارة التعليم العالي، وقالت إن التعليم الجامعي يعاني مخرجات التعليم العام, وتقول إنها بحثت في موقع وزارة التربية والتعليم عن الخطة الإستراتيجية التعليمية للوزارة فلم تجدها ولا أدري إلى أين نحن نسير؟!
وقالت إن هناك نمواً وتزايداً سكانياً كبيراً والوزارة غير قادرة على استيعابهم بشكل جيد.
كما طالبت المتحدثة باسم المعلمات البديلات أمل الشاطري، أن تقابل الوزير خالد الفيصل والاجتماع على طاولته حتى نشرح معاناتنا وحقوقنا المسلوبة.
ونوّهت إحدى المشرفات إلى ضرورة الاهتمام بالطفل, وإنشاء روضات مناسبة لهم ترعى حقوقهم وتراعي ذوي الاحتياجات الخاصّة.
وفي مداخلة أخيرة من أحد المتقاعدين الذين أبدوا انزعاجهم من قرار الوزارة وحرمانهم من المكرمة الملكية في تقاعدهم وأنه لا يجوز الجمع بين هذه المكرمة وبين الستة الرواتب الإضافية مع أن القرار لم ينص على ذلك.
ثم ختم عبد العزيز قاسم برنامجه برسالة وجّهها للأمير خالد الفيصل، وهي "أكرم المعلم ثم حاسبه, وأقترح على سموه أن ينشئ لجنة خارجية لتقيس مدى رضا المعلمين عن مهنتهم ومدى الانزعاج والتذمّر اللذين يشعران به وستتفاجأ حتماً بالنتيجة".