السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
كيف حالكم وعساكم طيبين أن شاء الله
يقول : أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد
في كتابه ( وصف المطر والسحاب) الذي جمع فيه ما ذكرته العرب في جاهليتها وإسلامها من وصف المطر والسحاب، وما نعتته العرب الرواد من البقاع،
يقول أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد:
أخبرنا عبد الرحمن بن عبد الله ابن أخي الأصمعي عن عمه قال:
سئل أعرابي عن مطر
فقال:إستقل سد مع انتشار الطفل فشصا واخزأل، ثم اكفهرت أرجاؤه، واحمومت أرحاؤه،وابذعرتفوارقه، وتضاحكت بوارقه، واستطار وادقه، وارتتقت جوبه، وارثعن هيدبه،وحشكت أخلافه، واستقلت أردافه، وانتشرت أكنافه، فالرعد مرتجس، والبرق مختلس،والماءمنبجس فأترع الغدر، وأنبت الوجر، وخلط الأوعال بالآجال، وقرن الصيران بالرئال،فللأوديةهدير، وللشراج خرير، وللتلاع زفير، وحط النبع والعتم من القلل الشم إلى القيعان
الصحم، فلم يبق في القلل إلا معصم مجرنثم، أو داحض مجرجم، وذلك من قضاء رب العالمين على عباده المذنبين.
قال أبو بكر
قوله:إستقل:ارتفع في الهواء، والسد السحاب الذي يسد الأفق،
والطفل :اختلاط الظلام بعدغروب الشمس،
وشصا: ارتفع يعني السحاب،
واحزأل: أي انتصب،
واكفهرت :راكم وغلظ،
وأرجاؤه :نواحيه،
احمومت :اسودت، وهو سواد تخلطه حمرة،أرحاؤهأوساطه،
وابذعرت تفرقت،والفوارق الواحدة فارق، وهي قطعه من السحاب تتفرق عنه مثل فرق الإبل، وهي النوق إذا أرادت الولادة فارقت الإبل وبعدت عنها حيث لا ترى فأنتجت؛
تضاحكت بوارقه :شبه لمعان البرق بالضحك،
واستطار انتشر:والودق قطركباريخرج من خلل السحاب قبل احتفال المطر،
ارتتقت جوبه :أي تلاءمت، والجوب الفرج،الواحدةجوبة،
والهيدب:ما تدلى من السحاب في أعجازه فكأنه كالهدب له،
وحشكت أخلافه :هذا مثل،يقال حشك ضرع الناقة إذا امتلأ لبناً، والأخلاف: الواحد خلف،وهوالضرعلل ناقة خاصةً،
وأردافه: مآخيره،
وأكنافه:نواحيه؛
قوله: الرعد مرتجس :أي تسمع لهرجساً، وهو الصوت بهدة شديدة،ومنبجس منصب؛ والبرق مختلس كأنه يختلس الأبصارمنشدة لمعانه،
فأترع الغدر:أي ملأها. والغدر جمع غدير،
وأنبت الوجر:أي حفرهاوخربها، والوجر جمع وجار، وهو سرب الضبع، وللذئب والثعلب؛
وقوله: خلط الأوعال وبالآجال :يريد أنه حط تلك الأوعال من رؤوس الجبال فخلطها بالآجال، والآجال واحدها إجل، وهي قطعان الوحش، وأنه حطتلك من رؤوس الجبال،فجمع بينها وبين البقر التي مراتعها القيعان لاحتمال السيل لها؛
وقوله: قرن الصيران بالرئال،والصيران: جمع صوار، وهو القطيع منبقر الوحش، والرئال: واحدها رأل، وهي فراخالنعام؛ وإنما يريد بهذا كله أن السيل غرق هذه الوحوش فجمع بين السهلي والجبلي؛
وقوله:للأودية هدير: أي تهدركهدير الإبل لكثرة السيل؛
والشراج:الواحد شرج، وهي مجاري الماء من الغلظ إلى بطون الأودية.
والتلاع :أفواهالأودية، الواحد تلعة، أي تزفر بالماء لفرط امتلائها،
والنبع والعتم:ضربان منالشجر لا ينبتان إلى في الجبل،يقول: فحط السيل هذا الشجر من رؤوس الجبال إلى القيعان؛
وقوله لم يبق إلا معصم :يريد أن الوعول خافت الغرق واستعصمت بالصخور، فنجا مااستعصم منها،
وتجرجم :ما لم يعتصم: أي صرع فاحتمله السيل؛
والمجرنثم :المتقبض.
ويقولأيضاً أبو بكر في كتابه:
أخبرنا أبو حاتم وعبد الرحمن عن الأصمعي قال:
سألت أعرابياً من بني عامر بنصعصعة عن مطر صاب بلادهم،
فقال:نشا عارضاً فطلع ناهضاً، ثم ابتسم وامضاً،فأعتن في الأقطار فأشجاها، وامتد في الآفاق فغطاها، ثم ارتجز فهمهم، ثم دوىف أظلم،فأرك ودث وبغش وطش، ثم قطقط فأفرط، ثم ديم فاغمط، ثم ركد فأثجم، ثم وبل فسجم،وجاد فأنعم، فقمس الربى، وأفرط الزبى، سبعاً تباعاً، ما يريد انقشاعاً، حتىإذا
ارتوت الحزون، وتضحضحت المتون، ساقه ربك إلى حيث شاء، كما جلبه من حيث شاء.
قال أبو بكر:
قوله نشا عارضاً: أي استقل، والعارض سحابي عترض في أفق السماء؛
وقوله:طلع ارتفع، والوامض البرق، يقال: ومض السحاب وأومض: إذا رأيت البرق فيعرضه يلمع لمعاناً خفياً كالتبسم؛
وقوله:فأشجاها: أي ملأها؛
وقوله ارتجز: يعني ارتجاز الرعد، وهمهم وهو أن تسمع للرعدهمهمة كهمهمة الأسد؛
وقوله دوى أي سمعت لهدوياً؛
وقوله:فأرك: أي مطر ركا، والرك: مطر ضعيف،وكذلك الدث والجمع دثاث وركاك؛
والبغش: دون الطش،
والقطقط قطر :متتابع أكثر من قطر الطش؛
وقوله:ديم الديمة: الديمة مطر يبقى أياماًلا يقلع؛
وقوله أغمط أي دام، وركوده دوامه ثابتاً لايتحرك،
وقوله أثجم :أي أقام؛ وبل من الوابل، والوابل: المطر للكبار القطر، الشديد الوقع؛والسجم: الصب؛
وقوله أنعم أيبالغ فيه، ومنه قولهم: دقاً نعماً: أي مبالغاً؛وله: قمس الربى أي غوصها في الماء،والربى جمع رابية؛
وقوله أفرط :أي ملأ، والزبى جمع زبية، وهي الحفرة تحفر للأسد والذئب أيضاً، والزبية لا تحفر إلا في موضع مرتفع، فإذا بلغ السيل إلى موضع الزبية فقد بلغ الغاية؛
وقوله ارتوت الحزون افتعلتمن الري، والحزون الغلظ من الأرض، الواحد حزن؛
وقوله تضحضحت المتون: أي صار فوقها ضحضاح منالماء، وهو الماء يجري على وجه الأرض رقيقاً، والمتن: صلابة من الأرض فيها ارتفاع، وهو
دونا لحزن.
تحياتي لكم ،،،،،،،