بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ... أما بعد
فنحمد الله على هذا الأمن والأمان في ظل حكومتنا الرشيدة التي حكمت بشرع الله ، أطال الله في أعمار ولاتنا وعلى رأسهم الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - .
وسنورد بعض القصص التي حدثت في العهد الجائر الذي كان كل قوم يقتلون جيرانهم المسلمين ويسلبونهم أموالهم ويقتلون أبناءهم ويستحيون نساءهم . في بداية حكم آل سعود أدام الله عزهم وملكهم على شرع الله.
وما ذاك إلا للعبرة إما لسقوط ظالم ، أو قصة وفاء مع الصديق أوحسن الأخوة في الطريق ، ومن هذه القصص قصة الفارس المغوار سويدان العمر المسلم الجميلي وأخوانه سلمان وصياح وابنه عيد - رحمهم الله جميعا - مع ابن معلث المطيري والجنفاوي الشمري ومعيلي الحربي . وإليكم القصة ...
كان ابن معلث المطيري - أظنه أمير المريخات من مطير - يقطن في جراب جنوب هجرة ( قبة ) وكان كل من الجنفاوي ومعيلي جالين عنده . وزوجة ابن معلث ( تسمى شيخة ) كانت اخت سويدان العمر من الرضاعة .
ذهب سويدان وأخوانه وابنه كعادتهم إلى بيع بعض البضائع إلى القصيم ، فأرادوا أن يمروا بأختهم من الرضاعة للسلام عليها وعلى زوجها وكانت بضاعتهم منوعة وقد حملوا معهم بعض الصيد الوفير من الظبا وغيره ، فأتوا إلى ابن معلث في ديوانه ( رفة بيته ) وكانت مطير عنده ومن ضمنهم الجنفاوي ومعيلي الحربي وبعد فترة قصيرة من جلوسهم عنده فوجؤا بأن بضاعتهم أدخلت داخل البيت ولم يتبق إلا ركايبهم ليس عليها شيء. فتعجبوا من هذا الأمر وسأل سويدان ابن معلث أين بضاعتنا ؟ .
قال أخذناها وليس لكم بضاعة فاذهبوا من حيث أتيتم.
فأطرق سويدان قليلا وقال ، أتمنى لو أخذتها خارج بيتك ( بالخلا ) ولم تأخذها في بيتك وبين قومك . وتسرق ضيوفك .
فثارت ثائرة ابن معلث وقال ( ردوا إليهم بضاعتهم ) ، سنأخذها بالقوة ونقتلهم .
فقال سويدان إني ذاهب الآن إلى القصيم لبيع هذه البضاعة وشراء بعض اللوازم وفي عودتي سأشرب من هذا الجو وبعدها لكل حادث حديث.
فقال ابن معلث اذهب وبع بضاعتك وحين عودتك لك ثلاث أيام ( ثلاث المهربات ) وبعدها لا تأمن على نفسك من الموت .
ذهب سويدان وأخوانه وباعوا بضاعته وأثناء عودتهم مروا بنفس الجو وعندما كانوا يشربون على الجو أخذت شيخة قدرها على رأسها وكأنها تريد جلب الماء حتى وصلت لسويدان وقالت يا سويدان سيلحق بك ثلاثة هم : ابن معلث والجنفاوي ومعيلي فخذوا حذركم ، قال يا أختي بإذن الله لن يرجعوا إليكم .
فواصلوا مسيرهم وفي اليوم الثالث لحقوا بهم فرأوهم من مسافة بعيدة وكان سويدان وأخوانه في صحراء لا فيها حجر ولا شجر يستترون فيه ولكن أمامهم جال ( جبل ) ولكنه بعيد فحاولوا الوصول إليه قبل أن يلحق بهم ابن معلث وأصحابه ولكنهم لم يستطيعوا .
فأناخوا ركابهم وتجهزوا لهم وعندما أصبح ابن معلث قريبا منهم استتر هو وأصحابه خلف حصى صغير ( صفى ) وبدأوا اطلاق النار عليهم فقتلوا ذلولهم ثم بادلهم اطلاق النار سويدان وأحد أخوانه لأن ليس معهم إلا بندقين فكان سويدان لا يشق له غبار في اصطياد الهدف وكان واقفا والرصاص يمينه وشماله وبين رجليه ولكن الله سلم فأصاب الجنفاوي وقتله ثم أصاب معيلي مع أذنه فقطعها وهشم عظم ساقه وأصاب ابن معلث بإصابات بالغة .
فرفع ابن معلث يده وقال كف عنا يا سويدان من أجل أختك فرفع سلاحة وذهب إليهم وقال والله لولا أن أخاف أن تحاد أختي شيخة عليك لقتلتك ومن معك.
فمن الطريف أن معيلي الحربي إلتقى به قديما بعض شيباننا الآن وكان يريهم أذنه وقدمه التي كان أعرج منه منذ ذلك اليوم ويقول هذا فعل ابن عمكم سويدان.
فمن هذه القصة نستدل على أن الظلم لا يجوز وأن الله ينصر عبده المظلوم.
ومن القصائد التي قيلت في الفارس سويدان العمرهذه الابيات للشاعر ساكرالخمشي
وهي طويلة ولاكن لم احفظ منها سوى هذه الابيات :
[poem=font="times new roman,6,purple,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
عساك مايمناك يمنى سويدان= عوق الظليم وعوق حتى نطيحة
باماتقنطر من يمانيه فرسان = واكثر محاري حقتي من مطيحة[/poem]
والحمد لله رب العالمين