عنوان الخاطرة: "عندما يهمس الزمن"
في زحام الأيام، هناك لحظات تختبئ بين طيات الزمن، تنتظر من يكتشفها، من يصغي إلى نبضها الخافت، من يمنحها حق الوجود وسط صخب الحياة. ليست كل لحظة تمرّ علينا مجرد ثانية تُضاف إلى العمر، فبعض اللحظات توقظنا، تعيد تشكيلنا، تترك في أعماقنا بصمة لا تمحى.
ذات مساء، جلستُ أتأمل الغروب، فشعرت أن الشمس لا تغيب وحدها، بل تأخذ معها شيئًا من أحلامنا المؤجلة، من كلماتنا التي لم تُقال، ومن مشاعر خبأناها خشية الفقد. أدركتُ أن الحياة ليست بعدد الأيام التي نحياها، بل بعدد اللحظات التي نشعر فيها أننا أحياء حقًا.
نحن نركض وراء الغد، بينما يسرق منا اليوم، ننتظر الفرح كما لو كان محطة بعيدة، بينما هو يسكن التفاصيل الصغيرة: ابتسامة عابرة، دفء يد تمتد إلينا، كلمة صادقة تُقال من القلب.
لعل أجمل ما في الحياة أنها تمنحنا دومًا فرصة جديدة، شمسًا أخرى تشرق، حلمًا آخر يولد، ووقتًا يكفي لنبدأ من جديد. فليكن لنا في كل يوم لحظة نعيشها كأنها الأولى… وكأنها الأخيرة.