النجاح في مواجهة الحسد والغيرة المهنية
المقدمة
الحمد لله الذي جعل النجاح ثمرةً للسعي، وجعل لكل مجتهد نصيبًا، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، الذي أرشدنا إلى العمل بجد وإخلاص، أما بعد...
في حياتنا العملية، نواجه نوعين من الزملاء: الأول هم الداعمون الذين يفرحون لنجاح غيرهم، والثاني هم أولئك الذين يشعرون بالغيرة والحسد إذا تقدم زميلهم وحقق إنجازًا. هؤلاء لا يرون النجاح على أنه فرصة للتعلم أو الإلهام، بل يعتبرونه تهديدًا شخصيًا لهم.
في هذه المحاضرة، سنتناول الأسباب التي تدفع بعض الزملاء إلى معاداة النجاح، وطرق التعامل معهم، وكيف نحافظ على نجاحنا رغم العقبات.
لماذا يعادي بعض الزملاء النجاح؟
1. الشعور بالنقص: بعض الزملاء يرون نجاح غيرهم كدليل على فشلهم الشخصي.
2. البيئة التنافسية السلبية: في بعض أماكن العمل، يتم تحفيز الموظفين على التنافس غير الصحي، مما يؤدي إلى الغيرة والصراعات.
3. ضعف الروح الرياضية: البعض لا يستطيع تقبل تفوق غيره، ويعتبر ذلك إهانة أو ظلمًا له.
4. الاعتماد على العلاقات بدل الكفاءة: بعض الأشخاص يعتمدون على الوساطات، وعندما ينجح شخص بكفاءته، يشعرون بالتهديد.
علامات أعداء النجاح في بيئة العمل
التقليل من الإنجازات والتشكيك فيها.
نشر الشائعات والتشويه المتعمد للصورة.
محاولة إحباط الناجحين وإضعاف ثقتهم بأنفسهم.
خلق بيئة سلبية مليئة بالمؤامرات والعداوات.
كيف تحافظ على نجاحك رغم الأعداء؟
1. ركز على عملك، ولا تلتفت للحاقدين.
2. لا تدخل في صراعات لا طائل منها، بل اجعل نجاحك هو ردك.
3. احط نفسك بزملاء إيجابيين يدعمون النجاح.
4. كن متواضعًا، فالتواضع يقتل الغيرة والحسد.
5. لا تتردد في الدفاع عن نفسك بأسلوب محترم واحترافي.
6. اعمل بذكاء، ودع النتائج تتحدث عنك.
الخاتمة
النجاح ليس مجرد تحقيق الأهداف، بل هو القدرة على الاستمرار رغم الحسد والغيرة. الناجح لا يسمح للمحبطين بإيقافه، بل يجعلهم وقودًا لمزيد من الإنجازات. وكما قال أحد الحكماء:
"إذا كثر حسادك، فاعلم أنك في الطريق الصحيح."
استمروا في النجاح، ودعوا الحاقدين يتحدثون، فالوقت كفيل بإظهار الحقائق. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بقلم محمد الخضيري الجميلي