[frame="1 98"]المملكة تواكب التطور الإعلامي بـ 4 قنوات جديدة
خادم الحرمين وجه بقناتين للقرآن والسنة وقناة للثقافة والحوار وأخرى للاقتصاد تنطلق الجمعة المقبل
خوجة وإلى جانبه وزير الإعلام الأسبق محمد عبده يماني بعد افتتاح مؤتمر الأدباء الثالث في الرياض أمس
الرياض: عبدالعزيز العطر
بتوجيه كريم من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز تنطلق أربع قنوات تلفزيونية جديدة في الأول من محرم المقبل (الجمعة المقبل) مواكبةً للتطور المتلاحق في إعلام اليوم، حسبما أعلن وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة عقب افتتاحه – نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - مؤتمر الأدباء السعوديين الثالث الذي انطلقت فعالياته بالرياض أمس.
وقال الدكتور خوجة: إنه من منطلق اهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بدينه وأمته، فقد وجهني أن تكون هناك قناتان للقرآن الكريم والسنة النبوية تنطلقان من الحرمين الشريفين، هدية منه للعالم الإسلامي، ليواصل بذلك خدمة دينه وأمته وخاصة ما يخدم كتاب الله وسنة نبيه (صلى الله عليه وسلم)، وأن تعطى هاتان القناتان أهمية خاصة لخدمة الرسالة المناطة بهذه البلاد المباركة. كما وجهني (حفظه الله) بالاهتمام أيضاً بإنشاء قناتين أخريين تخصان الاقتصاد والثقافة والحوار.
وأوضح وزير الثقافة والإعلام أن المملكة العربية السعودية تعد محط أنظار العالم في كل التوجهات، ومنها الاقتصاد والثقافة، وقال: إن بلادنا تحتل مكانه مرموقة في اقتصاديات العالم، وهذا ما نحاول نقله في قناة الاقتصادية بمهنية وجودة، وكذلك الحال بالنسبة للثقافة والحوار الذي حرص عليه رائد الحوار الأول خادم الحرمين الشريفين، وجعل هذه القناة منبراً للمثقفين في المجتمع السعودي وأداة حوار تسهم في إنجاح مجالاته لتكون هذه القناة وعاءه. وتوجه الدكتور خوجة بالشكر الخالص لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني على تهيئة كافة الإمكانات التي تحقق الفرصة لوزارة الثقافة والإعلام لتسهم في هذه النقلة السريعة والمتجددة بما يحقق إيصال رسالة خادم الحرمين الشريفين في المجتمع السعودي والوطن العربي والأمة الإسلامية والعالم أجمع.
المؤتمر الذي عقد بمركز الملك فهد الثقافي وسط حضور كثيف من أطياف المجتمع بشتى توجهاته وطبقاته، زف خلاله وزير الثقافة والإعلام البشرى للمثقفين والمثقفات بصدور التوجيه الكريم من خادم الحرمين الشريفين بإنشاء القناة الثقافية السعودية، تعبيراً من لدنه عن الدور الكبير الذي تقوم به الثقافة في نهضة الأمم والشعوب، وإيماناً بأن الثقافة هي الطريق الأنجح لإقامة الجسور بين الشعوب، على أن تعنى القناة بالثقافة والحوار.
وأكد الدكتور خوجة في كلمته التي ألقاها فور الافتتاح أن المؤتمر يتبوأ مكانة سامقة ومنزلة رفيعة من الرعاية السامية الكريمة لخادم الحرمين الشريفين، ناقلاً تحياته ومباركته لهذا المؤتمر وتمنياته بأن يخرج المتحدثون والمثقفون من هذا المؤتمر بما يعود بالنفع والخير على البلاد وتراثها الثقافي والأدبي والفكري. وقال الدكتور خوجة إن خادم الحرمين يؤمن بأن الفكر والثقافة يقدمان للعالم رؤية نحو المستقبل، وهذا ما تعبر عنه إنجازاته ذات البعد الثقافي، وإيمانه بأن لا سبيل للإنسانية يفوق سبيل الحوار، فكان مشروعه العظيم للحوار الوطني بين أطياف المجتمع السعودي ودعوته إلى حوار عالمي بين أتباع الديانات السماوية والحضارات، وقد لقي هذا المشروع قبولاً ضخماً من الساسة والمفكرين والمثقفين والأدباء في العالم أجمع.
وبين وزير الثقافة والإعلام أن الأدب قيمة إنسانية عليا لما يشيعه من أفكار ترنو، حتى لو اختصمت يميناً أو يساراً، إلى إشاعة قيم الحق والخير والجمال، فالأدب والفكر الإنساني عامة إنما يستمد قوته ونماءه وسطوته على الأذواق من التصاقه بالذات الإنسانية في كل شؤونها وشجونها، بالإضافة إلى أن الأدب وإن كان أرقى الفنون فهو الضمير الحي للأمم والبوصلة التي يقرأ بها قوة أمة ما أو ضعفها، مدركاً تلك الهالة السحرية التي يضيفها الأدب على من عانى صعابه وكابد مشاقه ولا أدل على ذلك من احتفال الثقافة العربية التي أُسست على الكلمة، بالأديب، شاعراً وناثراً.
وأضاف أن الأدب في ثقافتنا العربية ضرب من المروءات، وصفة من صفات الكمال الإنساني، مبيناً أن العرب ونحن في مهد العرب ومنبع ثقافتهم لم تكن لتفخر كما في القول الأدبي المأثور "إلا بفرسٍ تنتج أو شاعرٍ ينبغ" وأن القبيلة لتهنأ بأن نبغ فيها شاعرٌ، إذ إن هذا القول يجعل الأدب والشعر بخاصة ضرباً من الفروسية ومأثرة من مآثر البطولة. وقال "لا يحسبن أحد أن العلم والاختراع قللا من شأن الأدب والفن، فإن ذلك لم يحدث في التاريخ كله، فهنيئاً للأدباء والفلاسفة والمفكرين والفنانين أن انتخبتهم أممهم وبلدانهم ليكونوا ضميرها الحي وتراثها الذي تزهو به، وحسبكم أن يلخص شاعرٌ ما أمة بكاملها كما فعل المتنبي معنا نحن العرب، وشكسبير مع الإنجليز، وجوته مع الألمان، وهوجو مع الفرنسيين".
وشكر أدباء الرعيل الأول ومن تلاهم من رواد الأدب والفكر في البلاد على كل ما كابدوا من صعاب وهم يضعون أساساً لثقافة تحتفي بالإنسان وتحترمه قائلاً "لقد أكرمني الله أن أكون شاهداً على ولادة مؤتمر الأدباء السعوديين حين عقدت دورته الأولى قبل 36 عاماً وبالتحديد في عام 1394، فقد رأيت كيف يؤسس أدباء الرعيل الأول ومن تلاهم من رواد الأدب والفكر أهم مؤتمر أدبي شهدته البلاد في تاريخها، وكيف كانوا يتأملون واقعهم الأدبي ويعيدون النظر في تراثهم وثقافتهم، شاكراً الجهود المبذولة من قبل مدير جامعة الملك عبدالعزيز في تلك الفترة الدكتور محمد عبده يماني الذي حقق بفكره الثاقب ورؤيته المستنيرة للمؤتمر في دورته الأولى ما حقق من نجاح وسمعة طيبة في الأوساط الأدبية في بلادنا". ونثر وزير الثقافة والإعلام تأملاته عن الساحة الأدبية في المملكة بعد أن أمعن النظر بها لمدة 25 عاماً خصوصاً وأنه يعتبر محايداً - حسب قوله، بأنه خلال الفترة ما بين انعقاد المؤتمر الأول عام 1394 ومؤتمر هذا العام مليئة بالتحولات، معتبراً أن ما شهدته العقود الأربعة يعد تحولاً جذرياً في حياتنا الثقافية، وأبرز ما يشد الانتباه اتساع دائرة الأدب والكتابة في مختلف مناطق المملكة، وصعود نجم المرأة الكاتبة بقوة لم تكن معهودة من قبل، وبلورة الخطاب النقدي باستلهام المناهج النقدية الجديدة في النقد العالمي، وولادة قصيدة النثر حتى باتت حاضرة في الذائقة الشعرية الشابة لدينا، واشتعال الخصومة الأدبية بين دعاة التجديد ودعاة الأصالة، بالإضافة إلى الانفجار الروائي الذي فاجأ الجميع بروايات سعودية مختلفة تتحلى بالمثابرة وأصبحت أكثر مقروئية في الأوساط الأدبية العربية، ونشوء ما يمكن تسميته بالأدب الإلكتروني.
وتساءل الدكتور خوجة: هل تتفقون معي بأن أدوات جديدة في الكتابة الأدبية حدثت بسبب النصوص الشبكية التي تسبح في الفضاء مؤسسة لأشكالها الجديدة وبلاغتها المختلفة ومبشرة بمبدعين جدد، لم يعد يهمهم الأدب الرسمي والأشكال الأدبية التي ضمخها التاريخ بعبقه؟ مؤكداً أن هذا الأدب الجديد أوجد قُراءه ومنابره بعيداً عن الحرس القديم من مشرفي الصفحات الأدبية في صحفنا ومجلاتنا، وضربت هذه الأشكال الأدبية المختلفة صفحاً عن كل ما نشأت عليه الأجيال الأدبية. وقال: إننا نعيش مع الأدباء الرواد نفس الاسم "مؤتمر الأدباء السعوديين" غير أنه ينتمي إلى عصر أدبي جديد يختلف كل الاختلاف عن أذواقهم ومشاربهم، طارحاً تساؤلات على المثقفين من قبيل: هل باستطاعتنا أن نبعث أدبنا فتياً جديداً؟ وهل بمقدور أدبنا الصمود في عالم يضج بالأشكال والقيم؟.
من جانبه، أوضح وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية الدكتور عبدالعزيز السبيل أن اللجنة المنظمة رأت أن يكون موضوع المؤتمر ذا أفق أوسع من حيث الزمن والفنون والاتجاهات، ولذا أصبح عنوان المؤتمر "الأدب السعودي: قضايا وتيارات".
وبين السبيل في كلمته أن اللجنة العلمية أجازت 50 بحثاً يتمحور هذا المؤتمر حولها، وكان نصيب المرأة 11 بحثاً بعد أن كان خمسة أبحاث فقط في المؤتمر الثاني، مضيفاً أن المؤتمر نجح في هذه الدورة بإصدار سبعة كتب حول الأدب السعودي، خمسة منها لباحثات يمثلن جامعات مختلفة. وفي نهاية الحفل كرم وزير الثقافة والإعلام كلاً من: الدكتور إبراهيم بن فوزان الفوزان، والدكتور حسن بن فهد الهويمل، والدكتور حسن محمد باجودة، وعبدالعلي بن يوسف آل يوسف، والشيخ عبدالله بن عبدالعزيز بن إدريس، والدكتور عبدالله بن محمد أبو داهش، والدكتور عبدالله الغذامي، والدكتور محمد بن سعد بن حسين، والدكتور محمد بن عبدالرحمن الشامخ، والشيخ أبو عبدالرحمن محمد بن عقيل، والدكتور منصور إبراهيم الحازمي، بالإضافة إلى المكرمين من مؤتمري الأدباء الأول والثاني الدكتور محمد عبده يماني، والدكتور سهيل قاضي، والدكتور محمد زيان عمر، والدكتور محمد مريسي الحارثي. [/frame]