قصيدة الشاعر : باطح بن فهيد الباطح الجميلي التي أسندها للشاعر الكبير: كليب بن حامد الهزيمي رحمه الله
لو الليالي يا أبو حامد على الكيف
ليت السنين الماضية يرجعني
عصر الشباب اقفت ركابه مناكيف
اقفت ولا ضنيتهن يقبلني
اليوم كثر الشيب في لحيتي شيف
حتى السنون من الجما شلعني
والشوف قصّر ما نخص الأشاويف
ليا نظرت بشوفهن سرّبني
حتى العظام الصم صارت مناحيف
كل المفاصل ليا مشيت أوجعني
عقب التمشي مع فروع القفاقيف
وشوف الفياض ليا أخضرن وأنبتني
ويا ما رقيت العاليات المشاريف
نط الرجوم النايفه ما اتعبني
العمر مثل العشب لا لافه الهيف
لو إن عروقه بالثرى يابسني
تلوفه الخفقه هبوبه صواعيف
لين الورق بغصونهن يقرشني
من عاش بالدنيا يشوف التكاليف
سود الليال لغيرنا ما صفنّي
اقفت على اللي يتعبون المواجيف
اليوم بس علومهم يذكرني
اللي يفكون البكار المشاعيف
لامن دكلات السبايا مشني
وخذت رجالٍ تكرم الجار والضيف
لفعالهم حتى السباع اشهدني
كم فرّقت بين القلوب المواليف
وكم من عيونٍ من سببها بكني
وانا على الماضي كثير التحاسيف
ولا ينفع المحتار كثر التمني
مالي جدا إلا اقول يا حيف يا حيف
ليت الليالي بغيبها علمني
يوم الهوى مع لابسات النفانيف
اللي بسود عيونهن صوبني
ياما ضحكنا مع حسين التواصيف
وياما ازْعلن مني وياما ازعلني
وياما سقني من ثمانٍ مراهيف
وياما على حوض المنايا رمني
واليوم راحت كل ابوها سواليف
ما ادركت منه إلا الشقا والتعني
اليوم مالي بالعذارى تصاريف
فاختهن يوم انهن فاختني
اشكي لمن هو فاهمٍ بالمواقيف
شاعر وبالمعنى خبيرٍ وفني
كليب ابو حامد كفيت الصواديف
لعل عمرك بالحياة متهني
واسلم وسلم لي على الربع بطريف
عدت حروفٍ بالقلم يكتبني