رحلة الصيد في حاوي أجميلة
كان صباحًا شتويًا باردًا، عندما قرر عبد الله الحويش وصديقه محمد السناح الانطلاق في مغامرة صيد الطيور في حاوي أجميلة، إحدى المناطق الساحرة في مدينة الشرقاط. امتدت الحاوي كلوحة فنية، حيث نهر دجلة ينساب بهدوء، والأشجار الكثيفة تحتضن الطبيعة بأصوات العصافير وأثر خطوات الطيور البرية.
عبد الله، وهو صياد ماهر، حمل بندقيته القديمة التي ورثها عن جده، بينما كان محمد يحمل حقيبة مليئة بالمؤن وعدة الصيد. كانا يخططان لاصطياد طيور الدراج، التي تشتهر برشاقتها وسرعتها، واعتبرا هذا اليوم فرصة لإثبات مهارتهما في الصيد.
بداية المغامرة
عند وصولهما إلى الحاوي، شرعا بالسير بهدوء لتجنب إزعاج الطيور. كان عبد الله يراقب الأرض بعين الخبير، باحثًا عن آثار الطيور، بينما محمد كان يمزح قائلًا:
"عبد الله، إذا فشلنا في الصيد، سألوم طريقتك في المشي!"
ضحك عبد الله وأجاب: "لا تقلق، سترى اليوم كيف يُصطاد الدراج على أصوله."
بعد فترة من المشي، لمح محمد حركة خفيفة بين الأعشاب. أشار إلى عبد الله، الذي ثبت بندقيته وأطلق رصاصة دقيقة. تحركت الطيور فجأة، وطار الدراج في كل اتجاه، مما أثار الحماس في قلوب الصديقين.
التحدي في الصيد
كان عبد الله يتقدم بخطوات ثابتة، مستفيدًا من خبرته، بينما كان محمد يحاول مجاراته، لكنه أطلق عدة طلقات لم تصب الهدف. قال عبد الله بخبث:
"يا محمد، يبدو أن الدراج أسرع منك!"
رد محمد: "انتظر، سأريك مهارتي الآن."
استجمع محمد تركيزه، وعندما ظهرت مجموعة جديدة من الطيور، أطلق رصاصة أسقطت أحدها. صاح بفخر:
"ها قد أثبت نفسي، يا عبد الله!"
مواجهة غير متوقعة
بينما كانا يستمتعان بصيدهما، سمعا فجأة صوت خطوات غريبًا خلفهما. التفتا ليجدا ذئبًا صغيرًا يراقبهما من بعيد. تجمد محمد للحظة، لكن عبد الله أشار إليه بالهدوء.
قال: "لا تخف، الذئب ربما يبحث عن طعام، ولن يهاجمنا إذا لم نشعره بالخطر."
بذكاء، أشعل محمد نارًا صغيرة لإخافة الذئب، وبعد فترة قصيرة انسحب الحيوان إلى عمق الحاوي. قال محمد بابتسامة ساخرة:
"أعتقد أن هذا الذئب أراد أن يشاركنا في صيد الدراج!"
العودة إلى الديار
بعد يوم طويل من المغامرات، جمع الصديقان صيدهما وقررا العودة إلى القرية. جلسا قرب النار يتبادلان أطراف الحديث ويستعيدان لحظات المطاردة والضحك.
قال عبد الله: "هذه المغامرة لن تُنسى. الصيد ليس فقط عن الطيور، بل عن الصداقة والشجاعة."
رد محمد: "معك حق. وأعدك أن المرة القادمة سأكون أنا الصياد الأفضل."
وهكذا، عادا إلى ديارهما محملين بالصيد وذكريات لا تُنسى من حاوي أجميلة، ليحكيا لأهلهما عن مغامرة فريدة في أحضان الطبيعة الساحرة لمدينة الشرقاط.
بقلم محمد الخضيري الجميلي