حياته في المدينةجزء من سلسلة
الإسلام
العقائد والعباداتالتوحيد · الشهادتان · الصلاة · الصوم
الزكاة · الحج
تاريخ الإسلامصدر الإسلام · العصر الأموي
العصر العباسي · العصر العثماني
الشخصيات الإسلاميةمحمد · أنبياء الإسلام
الصحابة · أهل البيت
نصوص وتشريعاتالقرآن · الحديث النبوي
الشريعة الإسلامية . الفقه الإسلامي
فرق إسلاميةالسنة · الشيعة · الإباضية · الأحمدية
حضارة الإسلامالفن · العمارة
التقويم الإسلامي
العلوم · الفلسفة
تيارات فكريةالتصوف · الإسلام السياسي
حركات إصلاحية
الليبرالية الإسلامية
مساجدالمسجد الحرام · المسجد النبوي
المسجد الأقصى
مدن إسلاميةمكة المكرمة · المدينة المنورة · القدس
انظر أيضامصطلحات إسلامية
قائمة مقالات الإسلام
الإسلام حسب البلد
الخلاف السني الشيعي
عرض • نقاش • تعديل
[عدل] تأسيس الدولة الإسلامية
عانت يثرب قبل وصول محمد إليها من صراعات دامت قرابة مائة عام بين القبائل المختلفة التي تعيش بها، كانت آخرها حرب بُعاث التي شاركت فيها كافة القبائل. فأدرك قادة قبائل المدينة حاجتهم لقائد موحد ينظم العلاقات بين القبائل ويعمل على فض النزاعات،[84] مما دفعهم للقبول بمحمد كقائد للمدينة وتوفير الدعم والحماية له ولأتباعه المهاجرين.[15]
مكث محمد في قباء أربعة عشر يوماً حسب الروايات، وانتظر محمد على مشارف يثرب، التي صارت تعرف بالمدينة المنورة، إلى حين وصول علي بن أبي طالب، وحين وصل استقبله النبي ومكث معه ليلة أو ليلتين في بيت كلثوم بن هدم -وفي رواية علي بن أبي طالب مكثوا في بيت امرأة مسلمة لا زوج لها - ثم نزل إلى المدينة.
وكانت أول خطوة خطاها محمد في المدينة هي أمره ببناء مسجد عرف بالمسجد النبوي في المكان الذي بركت ناقته فيه. قام محمد بما عرف بالمؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، فاختار كل أنصاري أحد المهاجرين ليكون أخا له يأويه في بيته في خطوة أريد منها خلق روابط اجتماعية قوية بين أهل المدينة والوافدين ولإذابة العصبيات القبلية وترسيخ مبدأ التكافل الاجتماعي. فكان الأنصار يقتسمون أموالهم وبيوتهم بل وقيل حتى الزوجات مع إخوانهم من المهاجرين، ووصل بهم الأمر إلى التوارث بناءا على صلة الإخاء. وكان في البداية الأمر، إرث الإخاء مقدما على إرث القرابة.[85]
قام محمد بصياغة وثيقة عرفت بدستور المدينة، كانت أشبه بوثيقة تحالف بين العشائر والطوائف المختلفة بداخل المدينة وتحدد حقوق وواجبات المواطنين بالمدينة. وقد احتوت الوثيقة اثنين وخمسين بندا، خمسة وعشرون منها خاصة بأمور المسلمين وسبعة وعشرون مرتبطة بالعلاقة بين المسلمين وأصحاب الأديان الأخرى، ولاسيما اليهود وعبدة الأوثان. وقد دون هذا الدستور بشكل يسمح لأصحاب الأديان الأخرى بالعيش مع المسلمين بحرية، ولهم أن يقيموا شعاثرهم حسب رغبتهم، كما نص على تحالف القبائل المختلفة في حال حدوث هجوم على المدينة، على الرغم من التأكيد على الاستقلال المالي للقبائل المختلفة.[86]
اعتنق أغلب وثنيين المدينة الإسلام، حتى كبار القادة منهم مثل سعد بن معاذ، إلا أقلية صغيرة من الوثنيين بقت على ما كانت عليه ولم يكن لها تأثير واضح. عارضت تلك الأقلية انتشار الإسلام، فبحسب الواقدي قام بعض الشعراء الذين بقوا على وثنيتهم مثل عصماء بنت مروان وأبو عفك بنظم شعر في هجاء الرسول فأمر بقتلهما.[87