تنفس اللبنانيون الصعداء، واستقبلت شوارع بيروت بترحيب كبير الأنباء التي وردت من الدوحة عن توصل الأكثرية والمعارضة إلى اتفاق الأربعاء 21-5-2008، يضع حدا لأزمة سياسية غير مسبوقة شهدها لبنان منذ أكثر من 18 شهرا.
ففي أحياء العاصمة اللبنانية, كانت انظار اصحاب المقاهي والمتاجر شاخصة الى التلفزيونات لمتابعة وقائع الجلسة الختامية لمؤتمر الحوار اللبناني في الدوحة، والتي اعلن خلالها الاتفاق بين الفرقاء المتنازعين.
اما السائقون في سياراتهم فكانوا يستمعون الى كلمات المسؤولين اللبنانيين التي نقلت مباشرة من العاصمة القطرية
واخذ المارة يتبادلون كلمة "مبروك" احتفاء بالاتفاق الذي اعاد رسم الابتسامة على وجوه اللبنانيين.
وقال ابو فادي الذي يبيع اوراق اللوتو في شارع الحمراء "منذ اعلان الاتفاق ازدادت المبيعات, علما ان احدا لم يشتر ورقة واحدة خلال اليومين الاخيرين. اليوم, يعتقد الناس ان الاتفاق سيجلب لهم الحظ". في متجرها لبيع ملابس البحر, لم تخف جوزيان نكد فرحتها وعلقت "انا متفائلة جدا لاننا سنتمكن اخيرا من متابعة حياتنا في شكل طبيعي. بالكاد بعت بعض الاشياء هذا الموسم لان الناس كانوا محتارين, هل سيمضون الصيف على البحر ام تحت القنابل؟". واضافت "آمل ان يكون ما حصل في الدوحة اتفاقا دائما وليس مجرد هدنة".
كما تزاحم الزبائن أمام محل لبيع المأكولات السريعة، لشراء العصير والسندويشات. وقال محمد مرزوق رافعا كوبه من العصير "في صحة السلام ولبنان". ثم بادر الى دعوة مجموعة من العابرين الى تناول فنجان قهوة. وعلق مالك المحل "هذه المشروبات على حسابنا, لن نتفق كل يوم".
لكن بعض اللبنانيين لا يزال حذرا وفضل عدم الافراط في التفاؤل. وقال ايلي (85 عاما) "لقد شهدت امورا كثيرة. الوضع يهدأ لفترة ثم تتجدد النزاعات. ربما اكون محظوظا واموت في زمن السلام".
وفي وسط بيروت حيث بدأ مناصرو المعارضة رفع اعتصامهم الذي بدأ في ديسمبر 2006 للمطالبة باسقاط الحكومة, تسمر العديد من المواطنين على جسر قريب او على شرفاتهم لمشاهدة الحدث المنتظر.
وقالت لبنانية تقطن في بلجيكا وطلبت عدم ذكر اسمها "جئنا لمشاهدة بلدنا. يبدو انه يعود الى الحياة".
من جهتهم, انهمك موظفو المطاعم التي كانت مغلقة في تنظيف زجاج ابوابها ونوافذها. وقال احدهم "اغلق المطعم منذ 18 شهرا وسنعاود فتحه هذا المساء". وعلق الياس راشد الخمسيني "اخيرا جاء الامل. يبدو ان قادتنا فتحوا اعينهم وشعروا بالمسؤولية حيال شعبهم".
اما اليكو عساف فأمل "الا يكون الحل موقتا وان يستمر فترة طويلة, فالناس يحتاجون الى العيش بسلام".
وفي عمشيت شمال بيروت, البلدة التي يتحدر منها قائد الجيش العماد ميشال سليمان الذي سينتخب رئيسا خلال ايام, سار جمع من المواطنين رافعين صورة عملاقة للرئيس العتيد الذي طال انتظاره. اما في صور (جنوب), فخرج عصام عبدالله من متجره مصفقا وهاتفا "لقد اتفقوا, لبنان ولد مجددا"، واضاف "قفزت من مقعدي فرحا حين اعلنوا الاتفاق".
منقول