الوقف على (فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ) فيه فائدة قد لا تظهر لبعض الناس
_____
قال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله - :
وفي الآية التي بعدها (فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ ) [القمر : 9]
 
قف ما تصل ،لأنّك لو وصلت (وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ) صار قوله (وَازْدُجِرَ)
من قولهم وليس كذلك ، ولكن (وَازْدُجِرَ) معطوفة على ( قالوا)
أي قالوا مجنون وازدجروه ، ومثل هذه الأشياء في الواقع يا إخواننا 
يجب على الإنسان أن يتنبه لها ، لأن القرآن الكريم ليس كالكلام الذي 
نكتبه نحن أو نقوله ، نحن نحاول أن يكون الكلام على نسق واحد 
لكن في القرآن ، سبحان الله وهو من إعجازه أنك ترى أحيانا كلمة 
 
ليس بينها وبين الأخرى صلة من أجل أن يتنبه المخاطب ويتـأمل ويتفكر . 
 
 
وهذه نقطة لا يحس بها كثير من الناس ، تجده يقرأ قراءة مرسلة 
 
ولا يتنبه للمواقف ، ونحن تعلمنا هذا من شيخنا عبد الرّحمان بن ناصر
السّعدي - رحمه - كان يقوم بنا في رمضان التّراويح والقيام ،
ويقف المواقف اللائقة ، فنتعجّب كيف هذا ؟ وكنّا من الأول نقرؤها 
نقرأ قراءة مرسلة ولا نلتفت للمعنى حتى أن قوله تعالى
(فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ) [الماعون : 4 ، 5]
هل تقف على( فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ) ؟؟؟ تقف ، تقف لأن الله جعلها موقفا
فإذا قلت سبحان الله إذا قلت فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ ، كيف ؟؟ 
نعم قال الشاعر الملحد : 
 
ماقال ربك ويل للألى سكروا ** بل قال ويل للمصلينا 
 
نقول : نعم قاله ، ولكنه ملحد ، ما قرأ الآية الثانية ، الوقف على
(فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ) فيه فائدة قد لا تظهر لبعض الناس ، 
لأنه إذا سمع القارئ يقرأ فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ ووقف ، تجد إيش ؟؟
تشويش كيف فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ ثم تأتيه (الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ)
فتكون كأنها الغيث على أرض يابسة ، 
وهذا هو السرّ بأن الأَولى اتباع الآيات إذا أمكن تقف على كل آية
 
ولو تعلق ما بعدها بها .
 
انتهى