فن الإصغاء والتوقيت في التواصل”
⸻
المقدمة:
نبدأ بتأمل في المقولة:
“الإنسان الناجح، هو الذي يغلق فمه قبل أن يغلق الناس آذانهم، ويفتح أذنيه قبل أن يفتح الناس أفواههم.”
هذه العبارة تختصر أحد أهم أسرار النجاح في العلاقات الإنسانية والقيادة، وهو التوقيت الذكي في الحديث والاستماع.
⸻
المحور الأول: أغلق فمك قبل أن تُغلق الآذان
• معنى العبارة:
النجاح في التواصل لا يعني أن تتكلم كثيرًا، بل أن تعرف متى تتوقف عن الكلام.
• الرسائل تفقد أثرها حين تُكرر أو تُطيل:
المستمع يفقد التركيز بعد فترة قصيرة، فلا تترك له فرصة للملل.
• قيمة الصمت:
في بعض الأحيان، الصمت أبلغ من الكلمات. التوقف عند اللحظة المناسبة يترك أثرًا أقوى.
أمثلة واقعية:
• خطب قصيرة خلدها التاريخ، في مقابل خطب طويلة نُسيت.
• قادة ناجحون كان الصمت أحد أدواتهم الفعالة.
⸻
المحور الثاني: افتح أذنيك قبل أن تُفتح الأفواه
• الاستماع الفعّال مفتاح الفهم الحقيقي:
الناس لا يحتاجون دائمًا إلى نصيحة، بل إلى من يصغي إليهم بصدق.
• الاستماع يولد الثقة والاحترام:
حين تُشعر الآخرين بأنك تستمع إليهم، فإنك تمنحهم قيمة وإنسانية.
• الإنصات قبل الحكم:
كثير من القرارات الخاطئة تصدر لأننا نستعجل الرد قبل الفهم.
تطبيقات قيادية:
• القائد الذي يستمع أولاً، يُكسب ولاء فريقه.
• المدير الناجح يُشرك موظفيه بالقرار من خلال الإصغاء لآرائهم.
⸻
خلاصة المحاضرة:
• التواصل الفعال لا يعتمد فقط على مهارة التحدث، بل يتطلب ذكاءً في التوقيت وحكمة في الإصغاء.
• الصمت أداة، والاستماع فن، والكلام المدروس هو ما يصنع الفرق بين إنسان عادي وإنسان ناجح.
بقلم الأستاذ محمد الخضيري الجميلي