بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخواني واخواتي الكرام
اسعد الله اوقاتكم بالخير والمسرات
هناك مثل قديم
قد سمع به البعض وقد عرف قصته البعض
وهو ( معايد القريتين ) وقصة هذا المثل :
هناك عادة قديمة ولا زالت موجودة في نجد ، وهي إخراج الطعام
صباح العيد في الشوارع ، يخرج ربَّ الأسرة هو وأبنائه ومعهم آنية كبيرة
عليها الأرز واللحم ، ويضعونها أمام بيتهم ويأتي جارهم ومعه طعام العيد
ويضعها ، يفعل هذا جميع الجيران المتقاربين، حتتى تتكامل الأعياد جميعها ،
ثم يبدؤون في الأكل ، وكان المقصود من هذه الطريقة هو ربما لوجود
مسافر قد يشاركهم فرحة العيد أو بعض الفقراء والمساكين الذين يجدون
في طعام العيد سدًّا لحاجتهم من الطعام ، إضافة إلى أنها عادة قديمة
تعارف عليها الآباء فحرص عليها الأبناء من بعدهم
كان الدهر في السابق شحيحًا في الأرزاق ، ولقمة العيش عزيزة
على كثير ممن عاشوا في تلك الفترة ، وفي ذلك الوقت كانت مناسبة
العيد لها أهمية كبيرة في نفوس الكثيرين الذين يبيتون أيامًا ولياليَ
قد أضناهم الجوع ، ففي حلول العيد يجد هؤلاء ( وما أكثرهم ) العيد فرصة
للحصول على الطعام وخاصة من الموسرين الذين يقدمون الطعام .
و في أحد الأعياد قرر أحد الفقراء أن يغتنم فرصة إخراج الطعام
في الشارع ، وكان ذلك لشدة فقره ، وكان يسكن في قرية ،
وإلى جوار هذه القرية قرية أخرى ليست بعيدة عنها ، فكر هذا الفقير
في حيلة تمكنه من مشاركة كلا القريتين عيدهما ، فقرر أن يذهب
إلى القرية المجاورة باكرًا فيتناول معهم طعام العيد ، ثم يرجع إلى قريته
ويتناول مع أهلها طعام العيد ، وبذلك يصيد عصفورين بحجر .
و جاء صباح يوم العيد فخرج من قريته لكي يدرك عيد القرية الأخرى ،
وحث المسير ، فلما وصل إلى القرية المجاورة وجدهم قد انتهوا
من طعام العيد ولم يبقَ له شيء من طعامهم ، فأدار ظهره لهم
ليعود إلى قريته ليشاركهم بعيدهم فلما وصل إلى قريته وجدهم
قد انتهوا من الطعام ،
فلا هو شارك أهل قريته في عيدهم ولا هو شارك القرية
التي في الجوار عيدهم ، فأصبح هذا المثل يضرب للرجل
الذي يريد أن يستفيد من شيئين ولا يحصل على أي واحدٍ منها ،
قال الشاعر :
غديت مثل معايد القريتين **** لا صاد خير ولا سِلِمْ من ملامه
فلا تكونوا كمعايد القريتين في أموركم 
*************************
احتــرامي للجميـــع
********************