سراييفو/ عبدالباقي خليفة
تحتفل البوسنة اليوم الخميس بكيانَيْها "جمهورية وفيدرالية" باليوم الوطني في يوم واحدٍ، لأول مرة منذ إعلان استقلالها قبل أكثر من 70 عامًا، بدلاً من الاحتفال باليوم الوطني في يومين، الأول للاحتفال ببدء تحرير البوسنة من الفاشية ووضع الأسس الأولى لجمهورية البوسنة في إطار يوغسلافيا السابقة في 25 نوفمبر 1943، والثاني يوم استقلال البوسنة عن يوغسلافيا السابقة عام 1992.
واحتفل الفنانون التشكيليون بهذه المناسبة على طريقتهم الخاصة، حيث اجتمع 157 فنانًا تشكيليًا لإحياء الذكرى، التي كان يقوم بها فنان واحد هو، أدميرموييكيتش، طوال الفترة الماضية، حيث كان يحلم بأن يكون يوم 25 نوفمبر يومًا وطنيًا في البوسنة.
وفي تصريحات خاصة لشبكة "الإسلام اليوم" قال أدمير موييكيتش اليوم الخميس: "كنت أستغرب كيف فات السياسيين، مغزى اليوم الوطني لجمهورية البوسنة في يوغسلافيا السابقة، فقد ولدت من جديد قبل 60 عامًا، وولدت مرة أخرى في أبريل 1992 بشكل أفضل، وميلادها الأول كان سببًا في ميلادها الأخير واستقلالها، فلو لم تكن جمهورية ضمن الجمهوريات الستة، لانتهى أمرها، ولربّما لم تحصل على استقلالها، كما حصل لكوسوفا في 2008 .
فهناك تباين كبير في الوضعين سياسيًا وديمغرافيًا لا سيما أن كوسوفا تسند ظهرها إلى ألبانيا.. ففرحتنا فرحتان، الأولى حصول إجماع بين مختلف مكونات البوسنة على جعل اليوم يومًا وطنيًا، وفرحة بتحقيق الحلم فقد كنت أحلم بهذا اليوم.
أما المحلل السياسي منصور بردار فقد، أشار إلى أنّ "الفن سبق السياسة في اكتشاف الحكمة، ولذلك يكتسِي اليوم الوطني في البوسنة من هنا فصادعًا بعدًا ثقافيًا بنكهة سياسية، وهذا جميل للفن فهو يخدم الغايات، وجميل للسياسة حتى تجمل نفسها وتكرس لخدمة الناس بأبعاد إنسانية "وكان في السابق يحتفل باليوم الوطني للبوسنة في ثلاث مناسبات مختلفة، منها 31 مارس من كل عام.
و"كان لتأخر الأمم المتحدة في الاعتراف باستقلال البوسنة دور في اندلاع حرب التسعينات في البوسنة "، كما يؤكد أغلب المؤرخين، مثل الدكتور أنس بيلديا، وأستاذ القانون الدولي الدكتور قاسم ترنكة وغيرهما.
وبمناسبة ذكرى الاستقلال وضع الرئيس البوسني باكر علي عزت بيجوفيتش، أكاليل من الزهور على قبر الجندي المجهول، وعلى الرمز التذكاري لضحايا سراييفو من الأطفال " تقديرًا لأولئك الشباب الأشاوس الذين قدموا أراوحهم من أجل أن تعيش البوسنة حرّة أبية مستقلة وذات سيادة" وقال باكر علي عزت بيجوفيتش: "نريد دولة قوية قادرة على مساعدة مواطنيها وحمايتهم، وأنا على يقين بأن معظم الشعب البوسني يرغب في ذلك".
وتحتفل البوسنة يوم 25 نوفمبر باليوم الوطني والذي يوافق بدء تحرير البوسنة من الفاشية ووضع الأسس الأولى لجمهورية البوسنة في إطار يوغسلافيا السابقة، ثم تحتفل البوسنة بيوم الاستقلال عن يوغسلافيا، والذي أجرت فيه استفتاءً على الاستقلال يوم 31 مارس و1 أبريل عام 1992، شارك فيه 66 % من سكان البوسنة ومن مختلف العرقيات، وأيّد 61 % ممن يحق لهم التصويت استقلال البوسنة.