حكايتي في تأسيس صحيفة آنباء
د.محمد الخضيري الجميلي
كان طموحي كبيرا حيث نما معي منذ شبابي لتاسيس اول صحيفة في مدينتي وقبل ان وجهت الدعوة الى المختصين والهواة للاجتماع واكملت كافة الترتيبات اللازمة للبدء بالعمل ,لتاسيس جريدة اشور , ابتداء من مصدرالتمويل للجريدة حتى الاتفاق مع صاحب المطبعة لغرض الطبع وفي يوم الاجتماع استيقضت عند اذان الفجر ,صليت الفريضة وقرات سورة (يس )من القران الكريم كعادتي لانني كنت قد وصلت عندها في اليوم السابق , واهملت كافة واجباتي في ذلك اليوم وكرست وقتي لحضور الاجتماع ومعي بعض الزملاء لغرض الاتفاق لتاسيس الجريدة ,وقد حضر الكثير من المجتهدين في مجال الاعلام وكانت لجاجتي لها اسبابها وفي الاجتماع تم اختيار الاكبر سنا لرئاسة الجلسة لم أكن أعرف أن بعض الأشخاص ممن دعوتهم يحملون الضغينة داخلهم وبين ثناياهم ولم أكن أعلم أن حب الذات يسيطر على البعض منهم لذلك قد اسطدمت رغبتي بعوامل عديدة لم يكن من السهل علي ان اتخلص منها او اتجاوزها وبدا الاجتماع ياخذ طريقا اخر, ولم يكن موازيا لما اراه صحيحا حسب تقديري انا على الاقل , ويختلف عن ما كان مخطط له وقد اكون لم استطيع ان اعرض جميع افكاري على الحاضرين الا انني عرضت ماكان مطلوبا ,او على الاقل ماكان ظروريا للطرح في ذلك الوقت من اجل كبح الصراعات على المناصب في الجريدة ,عندها شعرت ان افكاري غريبة على بعض الحاضرين لذلك قررت الانسحاب عندما وجدت الطريق مسدودا وكان احد اهم اسباب انسحابي هو عدم موافقة اغلب الحضور لتكون احدى صفحات الجريدة اسلامية, وعدم موافقة البعض على إضافة صفحة لخدمة المواطن في بلدتي وقد شجعهم من تم اختياره لرئاسة الجلسة لكونه الاكبر سنا هذا ما شجعني على الانسحاب وترك الجلسة ,وكان هذا القرار قاسيا على طموحي الذي احتبسته لاعوام عديدة ,لقد كان الانسحاب افضل من المشاركة في عمل يخالف سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم, او ان يكون مبني على الصراعات من اجل اعتلاء المناصب عن طريق الضغط , او المساومة او في عمل لا يخدم المواطن ولا يرضي ربي وهذا ما دفعني ومعي بعض الزملاء للاصرار على اكمال المشروع وفعلا عقدنا الاجتماع في دائرتي وتم الاتفاق على كل شئ وتغيير اسم الجريدة من (عاشور) الى (انباء ) لترى النور بعد ذلك ,ولتكون الجريدة الابرز والاطول عمرا بين مثيلاتها من الصحف .

د. محمد الخضيري الجميلي
الشرقاط 2005