عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /31-05-2010   #1

 

الصورة الرمزية غيور

 

غيور غير متواجد حالياً

 رقم العضوية : 4769
 تاريخ التسجيل : May 2010
 المشاركات : 51
 النقاط : غيور is on a distinguished road
 تقييم المستوى : 177

مزاجي
رايق
افتراضي تقرير مصور (أثارعيون الأفلاج)

تقريرمصور( أثارعيون الأفلاج)


منطقة الأفلاج لا زالت تفاجئنا بكثرة أثارها وأطلالها وكانت لنا زيارة لهذه المنطقة اطلعنا فيها على مفاجئات اثرية غير متوقعة سننشرها على جزئين ان شاء الله .نحن لسنا أكاديميين متخصصين بالاثار لكن في ضوء النقص الكبير في اثاريي المملكة على كبر حجمها وكثرة اثارها فان الباحثين المثقفين والرحالة المحترفين عليهم مسئولية في بحث وتوثيق اثار المملكة حتى يأتي دورها في “التنقيب” والذي قد يكون بعد عقود. ونرجو أن نكون ممن يساهم في توثيق هذه الاثار خاصة في زمن تتسارع في ايدي التخريب المقصود وغير المقصود باسم التطوير العمراني او الزراعي كان هدفنا الأساس هو الاطلاع على القنوات المائية المدفونة (الخرز)أو الفقار أو الكظائم مثل التي رأيناها في الخرج لكن كلما توسعنا في الاطلاع والبحث أخرجت لنا ارض الافلاج مزيدا من التحدي وفي النهاية تغلبت علينا فما سنقدمه في هذا التقريري المتواضع هو جزء من حقيقة اكبر نتركها لذوي الاختصاص.

يمكن أن نلخص ما ما استكشفناه بما يلي ان بلاد الأفلاج كانت تحوي عيوناً (أو بحيرات) أكثر مما وجد في هذه القرون المتأخرة وأن هذه المياه والعيون كانت تقل عبر القرون.ان نظام الري بالقنوات المدفونة (الخرز) في الافلاج أعظم من أي مكان آخر في جزيرة العرب فهو (كان) عبارة عن شبكة عظيمة تخرج من مختلف العيون وأن ما كان يجري في القرون المتأخرة من قنوات وسيوح لا يمثل 10% من القنوات القديمة يمكن تحديد ثلاث مستوطنات أو قرى أو مدن سمها ما شئت كانت تغذيها القنوات واما الان فقد غطتها الرمال والغبارولا:عيون الأفلاج كم عدد عيون الأفلاج؟ رحم الله عبدالله فلبي فقد قدم الكثير من الوثيق لبلادنا وما زلنا نستفيد من كتاباته رغم مضي الزمن فيم فشلنا نحن في تأريخ وتوثيق بلادنا خلال الخمسين عاما الماضية حتى اننا لا نعرف التاريخ الحقيقي لنضوب العيون الذي لو حصل في بلاد أخرى لأُلفت عنه الكتب والتقاريرفي سنة 1918 قام فلبي بزيارة الافلاج برعاية من الملك عبدالعزيز رحمه الله وقد دار فلبي على كل العيون من ام الجبل الى السيح وكانت البحيرة الكبرى لا تستخدم لكن لاحظ قنوات قديمة تخرج منها باتجاه الحنوب ثم مر بعيون سماها “ام الهباب” “ام العظام” ثم ” ام الذيابة” وكل هذه العيون لم تكن تسيح او تستخدم ثم مر بالقناة الرئيسية التي كانت قيد الاستعمال ولكن حصل اضطراب في التسميات…وقد عاود فلبي زيارة الأفلاج في فبراير 1948م وخيم عندها ورسم حارطة مهمة توثق هذه العيون أكد فلبي ان عين موافق هي أم السواقي ويخرج منها قناة مفتوحة 60م الى عين “وجّاج” وقناة من وجاج الى عين “مدسوس” ومن مدسوس تخرج 6 قنوات خرزية كلها مهملة ماعدا واحدة هي التي قيد الاستخدام في زمنه وبعد مسافة تصبح قناة مفتوحة ثم تتوزع منها السواقي الى السيح الشمالي والجنوبي .



خارطة فلبي لعيون الأفلاج 1949م



]

















لاحظ في الصوره أعلاه أن المنخفض الرئسي في الغضراء وهو المحدد باللون البرتقال يحتوي داخله على حوالي 7-9 عيون أكبرها في اقصى الغرب وهي المسماة بحيرة ام جبل او ام راس وهناك عين أخرى تقع 2.5كم شمال شرق منها (الدائرة الخضراء) لكنها جفت في عصور مضت وهناك اثار عيون أخرى تقع بعيداً الى الغرب سنتحدث عنها لاحقاً.

يبدو لنا من مشاهدة العيون وطبيعتها الجيولوجية انها كانت عين واحدة تشكل بحيرة ضخمة تمتد من الشرق الى الغرب ومن استقراء ما كتبه القدماء انه في العهود الاسلامية المبكرة قبل عشرة قرون كانت هذه العيون كلها تكون بحيرة واحدة فقد نقل الأصفهاني (القرن الثالث الهجري) عن ابي الأزهر الجعدي:الفلج به عين يقال لها الزباء يخرج منها 17 نهرا وهي شبه خسفة في الأرض وهي في غضراء .



وفي القرن الرابع اصبحت تتكون من عينين متصلتين (الدائرة البرتقالية) وهي التي سماها الهمداني بعين الزباء وعين أصمع والعين الأخرى المستقلة (الدائرة الخضراء) كانت تسمى عين الناقة
ذكر الهمداني أن لبني جعدة سيحان يقال لأحدهما الرَّقادي والآخر الأطلس، وأما سيح قشير ‏فاسمه سيح إسحق، فأما الرقادي فإن مخرجه من عين يقال لها عين ابن أصمع ‏ومن عين يقال لها عين الزبّاء مختلطتين، وأما الأطلس فإن مخرجه من عين يقال ‏لها عين الناقة
ويبدو لنا أنه مع تقدم الزمن واستمرار تدفق الماء يقل مستوى البحيرة الكبرى فينخفض مستوى الماء ببطء حتى تختفي البحيرة العظمى وتبقى على شكل عيون متفرقة حوالي 9 هي التي شاهدها فلبي ولم يبق قيد الاستخدام الا العين الشرقية التي وثقها فلبي عام 1918.




اضغط على الملف لمشاهدة بعض العيون القديمة والتي تبعد مسافة كبيرة عن العيون الرئيسية



عين الناقة؟


عين جافة تماما في ذاكرة الاجيال لكن نلاحظ خروج قنوات منها اي انه كانت حية في القرون الأولى من الهجرة,وهذا الانخفاض طبيعي اذا عرفنا ان مصدر الماء هو طبقة مياه أحفورية غير متجددة ولا تزيد بالسيل فكلما تقدم الزمن استهلكت المياه ونزل مستواها فمن الواضح لمن يتمعن ان اغلب عيون الأفلاج كانت بحيرة ضخمة واحدة تمتد ثم انحسر الماء حتى تقلصت بالتدريج عبر القرون قبل الثورة الزراعية الحديثة التي سحبت كميات هائلة من الماء لسقي القمح في الثلاثين عاماً الماضية.





عين الراس بالأفلاج-المصدر مجلة قافلة الزيت 1393هجري
——-

هذه صور التقطها الزميل أحمد الدامغ عام 1402 هجري توضح مسوى الماء والبحيرة الجميلة التي كانت مقصد السياح.
————–

نفس العين عام 1404 هجري,مصدر الصورة عبدالله بن عبدالرحمن الموسى مع الشكر
أما الوضع الآن كما شاهدناه في زيارتنا للمنطقة فهو محزن ويشعرك بالكئابة فقد جفت كل عيون الماء وأصبحت حفراً تصفق الهبايب في قيعانها ويعشش الحمام في جدرانها. منظر مؤلم ولا شك بل أصبح من غير المنطقي أن نسميها عيون الأفلاج وهي مجرد حفر يابسة.مررنا بالعين الكبرى التي (كانت) تسمى بحيرة يقدر طولها بكيلومتر كامل, رأينا هناك شاليهات أو فندق فخم يبدو أنه اكتمل مع اختفاء آخر قطرة ماء فلم يستخدم أبدا فترك خراباً محزناً لا يعلم عنه شيء ومن يدري فقد يأتي في قادم العصور من ينقب اثاره ليتسائل عن كنه هذه الغرف الجميلة التصميم التي لم يستخدمها بشر.

كان مستوى الماء عند الشاليهات







البحيرة الكبرى لعين أم راس.


وهناك عين صغيرة غرب جنوب الكبرى بها تكوينات جميلة من الحجر الجيري





عين بحران








العيون الشرقية:





————–
ثانياً: القنوات المدفونة المسماة خرز او فقاير


أربع قنوات خرزية تخرج من العيون الشرقية الى السيح القديم



عين بحران التي تعتبر ميتة في القرون المتأخرة نشاهد قنوات تخرج منها باتجاه الشمال نواحي الخرفة مما يدل على انها كانت مستغلة في القدم.

————-


اكتشفنا ان نظم الري في الأفلاج متطورة جدا وأن القنوات الخرزية المدفونة (الكظائم) أكثر بكثير من التي بالخرج.لا شك ان اوقاتاً اسعد وتطورا اعظم مر على الافلاج في عصور ماضية خاصة في القرون الثلاثة الأولى بعد الاسلام هذا ما توحيه لنا الكمية الهائلة من القنوات التي تخرج من عيون الافلاج الى الشرق والى الشمال وقد قدرنا عدده بحوالي 20 قناة خرزية وهناك قنوات مفتوحة . الغالبية من هذه القنوات تتجه شرقا وشرق شمالي وقليل منها الى وسط الشمال نواحي مزارع الخرفة وقد اهملت القنوات بالتدريج مع ضعف الدولة وعدم سيطرتها على منطقة نجد فبعد الوصف الشيق من قبل الهمداني لحضارة الفلج (راجع الرابط) وسيوحه نجد ناصر خسرو الذي مر بالأفلاج مُكرها في القرن الخامس يذكر انه لا يعمل الا 4 قنوات خرزية (سماها كريز في النص الفارسي)

هناك أربع قنوات يسقى منها النخيل أما زرعهم ففي أرض ‏عالية يرفع إليها معظم الماء من الآبار وهم يستخدمون في زراعتهم الجمال لا ‏الثيران ولم أرها هناك وزراعتهم قليلة وأجر الرجل في اليوم عشرة سيرات من غلة ‏يخبزها أرغفة ولا يأكلون إلا قليلاً من صلاة المغرب حتى صلاة المغرب التالية كما ‏في رمضان

واستمر التدهور حتى لم يبق الا قناة خرزية واحدة هي التي ذكرها فلبي سنة 1336هجري.

هذا مخطط مبسط يبين توجه قنوات الخرز (الكظائم) من العيون الى المستوطنات وأغلبها تتوجه شمال وشرق.


قنوات خرزية رائعة أثرية تتجه شمال شرق بطول 5 كم دفنت الرمال اجزاء منها.

وهناك اثار قنوات خرزية متقنة تخرج من العين المستقلة (عين الناقة؟) التي كانت تعتبر ميتة وهذه القنوات تتجه شمالاً حوالي 5 كم ولو تتبعنا اثاره وجدنا انها تغذي مزارع وقد غطت الرمال والطعوس كثيرا من اثارها وكذلك مزارع الرشاشات المحورية,لكن لازالت قنوات الأفلاج محتفظة بجمالها ومعالمها مقارنة بقنوات الخرج التي تم تدمير أغلبها.






مبدأ الخرز


المسافة بين كل خرزة وأخرى حوالي 5 أمتار والعمق هنا حوالي 10متر أو اكثر ثم يقل بالتدريج.




لاحظ في الصورة أعلاه عدة أمور أولها طبيعة الأرض المبيضّة ------ وهي المسماة (الغضراء) ثم لاحظ عدة قنوات من ازمان قديمة والأيسر اقدم فلم يبق الا رسمه اما اليمنى فلا زالت فتحاتها واضحة

———



بعض الخرزات وخاصة العميقة طويت باللبن مما يزيد في قوتها وهذا يعطي صورة عن الجهد المبذول لانشاء قنوات تمتد 7 الى 10 كم مع العلم ان الخرزات توضع كل حوالي 7 الى 10 أمتار, وهذا الاتقان في الخرزات الافلاجيه لم نلاحظه في قنوات الخرج.
————-

هذه هي القناة الخرزية الوحيدة التي كانت تعمل في القرن الأخير وتمتد الى السيح لكنها تصبح مكشوفة قبل ان تصل مزارعة.

———-



هذه قناة خرزية أخرى قديمة وقد دفنت الرمال أغلب أجزائها ماعدا هذا المقطع


———



تنتهي القنوات المدفونة تحت الأرض (الخرز) لتصبح قنوات مفتوحة وهي التي كانت تسمى “سيح” ثم أن كل سيح يغذي مزارع القرى عن طريق تفرعات “سيوح” أخرى

——–
ويبدو أنه مع تقدم الزمن ورحيل الخبراء بالقنوات الخرزية تم حفر قنوات مكشوفة عادية وهذه طريقة بسيطة لكنها تبخر جزءاً كبيراً من الماء وتحتاج الى ميول أرضية ونشاهد احياناً قنوات مفتوحة كثيرة متقاربة مما يدل على انها اقصر عمراً من القنوات الخرزية
.
في يسار الصورة هناك قنوات مكشوفة عادية.


————–


من بنى هذه القنوات؟
الذي نراه هو انها تعود للقرون الثلاثة الأولى من الاسلام اي عهد الدولة الأموية وأول العباسية وقد وثق علماء المسلمين جزئاً من هذا التطور ففي القرن الثالث يقول الأصفهاني (225هجري):أن في الفلج عين يقال لها الزباء يخرج منها 17 نهرا وهي شبه خسفة في الأرض وهي في غضراءوقد ابتسمت حين قرأت غضراء هذه لأن أحد سكان المنطقة أشر على اماكن القنوات وفال انها “هناك في الغضراء” ويقصدون بالغضراء هذه الأرض البيضاء الخشنة تحسبها سبخة لكنها صلبة جداً كالصخر وهي لا تنبت الا القليل.ومما يدل على ازدهار منطقة الأفلاج ذلك الزمن ماذكره القاضي وكيع (توفي 306هجري) في كتاب الطريق. فعند ذكره لمنابر نجد (اي بلدانها المهمة) كانت اكثر الاقاليم منابرا هي الأفلاج وهذا نص كلامه:


وبالصدارة منبر لبني جعدة

وبحراضة منبر لبني جعدة
ومنبر بالغيل لبني جعدة
ومنبر بالأكمة لبني جعدة
ومنبر بصداء لبني قشير
ومنبر بحرم لني قشير
ومنبر بالفلج لبني قشير وجعدة

والفلج مدينة هذه المنابر,منابر كعب بن ربيعة بن عامر كما حجر مدينة ربيعة,وبالفلج ملوك.


2-ان اثار المسوطنات والحصون التي تغذيها القنوات لا يتجاوز هذه الفترة لأنه من الطين ولا زال جدرانه ومبانيه واضحه كما سنذكر في الجزء الثاني.

3-ان هذه القنوات تحتاج الى أمن مستتب ودولة قوية لأن العدو يستطيع ايقاف الماء بكل سهولة ومحاصرة اهل البلاد وهذه القنوات تمتد الى عدة أميال في البر
4-عرف عن خلفاء بني أميه اهتمامهم باحياء الأراضي الزراعية في الجزيرة العربية واستخدام نظام القنوات الخرزية كما رأينا في الخرج و ومنطقة المدينة المنورة.هذه القنوات الخرزية تحتاج الى عمال أشداء ومهندسين متخصصين (قنواتية) وفي تلك الفترة كانت الدولة الاسلامية في أوج قوتها وفي طفرة اقتصادية عظيمة مع سيطرتها على بلاد الشام وفارس وشرقا الى بخارى فتم جلب كثير من العمال (الموالي) والمهندسين اما جبرا أو بالتعاقد وقد انتشر الموالي في الزراعة والتعدين.

مواضيع ذات علاقة
مراجع:

بلاد العرب للأصفهاني_دار اليمامة
صفة جزيرة العرب-الهمداني-تحقيق الشيخ الأكوع
سفرنامة تأليف ناصر خسرو
Two Notes from Central Arabia
H. St. J. B. Philby
The Geographical Journal, Vol. 113, (Jan. – Jun., 1949), pp. 86-93
Philby, H. B.
THE HEART OF ARABIA: A RECORD OF TRAVEL & EXPLORATION

1922



مع تحيات الغيور(منقول)







توقيع »

 

  رد مع اقتباس