عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /25-04-2010   #1

 
عضو إداري
ثقة الملتقى

الصورة الرمزية الأمير

 

الأمير غير متواجد حالياً

 رقم العضوية : 215
 تاريخ التسجيل : Mar 2009
 المشاركات : 17,335
 النقاط : الأمير has a reputation beyond reputeالأمير has a reputation beyond reputeالأمير has a reputation beyond reputeالأمير has a reputation beyond reputeالأمير has a reputation beyond reputeالأمير has a reputation beyond reputeالأمير has a reputation beyond reputeالأمير has a reputation beyond reputeالأمير has a reputation beyond reputeالأمير has a reputation beyond reputeالأمير has a reputation beyond repute
 تقييم المستوى : 2348
 اوسمة :

الحضور الدائم

الألفية الرابعة عشر

متميز في فن العلاقات

وسام التميز

مزاجي
رايق
افتراضي كيف تنشأ الفتن بين الناس؟

قال شيخ الإسلام ابن تيمية في"منهاج السنة النبوية" (5/174 ـ 175):

«وقد أمَرَ اللهُ نَبِيَّه بالصَّبْر على أَذَى المشركين في غَيْرِ مَوْضِعٍ ـ وهو إمامُ الآمٍرِين بالمعروف، النَّاهين عن المنْكَرِ

فإنَّ الإنسانَ عليْه :
أوَّلاً ـ أنْ يكونَ أمْرُهُ لله، وقَصْدُهُ طاعَةُ الله فيما أمَرَهُ بِهِ، وهو يُحِبُّ صَلاَح المَأْمُورِ، أوْ إقَامَةَ الحُجَّةِ عَلَيْهِ.

فإنْ فَعَلَ ذلك لِطَلَبِ الرِّياسَةِ لنَفْسِهِ، ولِطَائِفَتِهِ، وتَنْقِيصِ غَيْرِه: كان ذلك حَمِيَّةً لا يَقْبَلُه اللهُ!

وكذلك إذا فَعَلَ ذلك لطَلَبِ السُّمْعَةِ والرِّيَاءِ: كان عَمَلُه حَابِطًا!

ثم إذا رُدَّ عليْهِ ذلك، وأوذِيَ، أوْ نُسِبَ إلى أنَّهُ مُخْطِئٌ، وغَرَضُهُ فَاسِدٌ: طَلَبَتْ نَفْسُهُ الانْتِصَارَ لِنَفْسِه، وأَتَاهُ الشَّيْطان.

فكانَ مَبْدَأُ عَمَلِهِ لله، ثُمَّ صَارَ لَهُ هَوًى يَطْلُبُ بِهِ أنْ يَنْتَصِرَ على مَنْ آذَاهُ، ورُبَّمَا اعْتَدَى على ذلك المُؤْذِي.

وهكذا يُصِيبُ أصْحَابَ المقالاتِ المُخْتَلِفَةِ ـ إذا كان كُلٌّ مِنْهُم يَعْتَقِدُ أنَّ الحقَّ مَعَه، وأنَّه على السُّنَّة ـ؛ فإنَّ أكْثَرَهُمْ قد صَارَ لهَمُ ْفي ذلك هَوًى أنْ ينْتَصِرَ جاهُهُم، أو ريَاسَتُهُم، وما نُسِبَ إلَيْهِم؛ لا يَقَصِدُون أنْ تَكُونَ كَلِمَةُ الله هي العُلْيَا، وأنْ يكونَ الدِّينُ كُلُّه لله؛ بَلْ يَغْضَبُونَ على مَنْ خَالَفَهُم ـ وإنْ كانَ مُجْتَهِدًا مَعْذُورًا لا يَغْضَبُ اللهُ عليْهِ ـ، ويَرْضَوْنَ عَمَّنْ يُوَافِقُهُم ـ وإنْ كان جاهِلاً، سَيِّءَ القَصْدِ، ليْسَ لَهُ عِلْمٌ، ولا حُسْنُ قَصْدٍ ـ؛ فَيُفْضِي هذا إلى أنْ يَحْمَدُوا مَنْ لَمْ يَحْمَدْهُ اللهُ ورسُولُه، ويَذُمُّوا مَنْ لَمْ يَذُمَّهُ اللهُ ورسُولُه، وتصيرُ مُوَالاتُهُم ومعاداتُهُم على أهْواءِ أنْفُسِهِم، لا على دِينِ الله ورَسُولِه.

وهذا حالُ الكفار الذين لا يَطْلُبُون إلاَّ أهواءَهُم، ويقولون: "هذا صديقنا، وهذا عدونا"، وبلُغَةِ المَغُل: "هذا بال، هذا باغي"، لا يَنْظُرون إلى مُوَالاة الله ورسُولِه، ومُعَادَاة الله ورسوله.

ومِنْ هنا تَنْشَأُ الفِتَنُ بَيْنَ النَّاسِ؛ قال الله تعالى: (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ)؛ فإذا لَمْ يَكُنِ الدِّينُ كُلُّه لِلهِ: كانَتْ فِتْنَةٌ».


( منقول
)








توقيع »
  رد مع اقتباس