كل الشكر لك على هذا الطرح واسمح لي ان اضيف بعض الاوصاف التي وصفها بهن ابن القيم رحمه الله
[poem=font=",6,,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
يا خاطب الحور الحسان وطالبا = لوصالهن بجنة الحيوان
لو كنت تدري من خطبت ومن طلبت = بذلت ما تحوي من الأئمان
أو كنت تعرف أين مسكنها جعلت = السعي منك لها على الأجفان
أسرع وحث السير جهدك إنما = مسراك هذا ساعة لزمان
فاعشق وحدث بالوصال النفس = وابذل مهرها ما دمت ذا إمكان
واجعل صيامك دون لقياها ويوم = الوصل يوم الفطر من رمضان
واجعل نعوت جمالها الحادي وسر = نحو الحبيب ولست بالمتواني
واسمع إذن أوصافها ووصالها = واجعل حديثك ربة الإحسان
يا من يطوف بكعبة الحسن التي = حفت بذاك الحجر والأركان
ويظل يسعى دائما حول الصفا = ومحسر مسعاه كل أوان
ويروم قربان الوصال على منى = والخيف يحجبه عن القربان
فلذا تراه محرما أبدا ومو = ضع حلة منه فليس بدان
يبغي التمتع مفردا عن حبه = متجردا يبغي شفيع قران
ويظل بالجمرات يرمي قلبه = هذي مناسكه بكل زمان
والناس قد قضوا مناسكهم وقد = حثوا ركائبهم إلى الأوطان
وحدت بهم همم لهم وعزائم = نحو المنازل ربة الإحسان
رفعت لهم في السير أعلام الوصا = ل فشمروا يا خيبة الكسلان
ورأوا على بعد خياما مشرفا = ت مشرقات النور والبرهان
فتيمموا تلك الخيام فآنسوا = فيهن أقمارا بلا نقصان
من قاصرات الطرف لا تبغي = سوى محبوبها من سائر الشبان
قصرت عليه طرفها من حسنه = والطرف منه مطلق بأمان
ويحار منه الطرف في الحسن الذي = قد أعطيت فالطرف كالحيران
ويقول لما أن يشاهد حسنها = سبحان معطي الحسن والإحسان
والطرف يشرب من كؤوس جمالها = فتراه مثل الشارب النشوان
كملت خلائقها وأكمل حسنها = كالبدر ليل الست بعد ثمان
والشمس تجري في محاسن وجهها = والليل تحت ذوائب الأغصان
فيظل يعجب وهو موضع ذاك من = ليل وشمس كيف يجتمعان
ويقول سبحان الذي ذا صنعه = سبحان متقن صنعة الإنسان
لا الليل يدرك شمسها فتغيب = عند مجيئه حتى الصباح الثاني
والشمس لا تأتي بطرد الليل بل = يتصاحبان كلاهما أخوان
وكلاهما مرآة صاحبه إذا = ما شاء يبصر وجهه يريان
فيرى محاسن وجهه في وجهها = وترى محاسنها به بعيان
حمر الخدود ثغورهن لآلئ = سود العيون فواتر الأجفان
والبرق يبدو حين يبسم ثغرها = فيضيء سقف القصر بالجدران
ريانة الأعطاف من ماء الشبا = ب فغصنها بالماء ذو جريان
لما جرى ماء النعيم بغصنها = حمل الثمار كثيرة الألوان
فالورد والتفاح والرمان في = غصن تعالى غارس البستان
والقد منها كالقضيب اللدن في = حسن القوام كأوسط القضبان
في مغرس كالعاج تحسب أنه = عالي النقا أو واحد الكثبان
لا الظهر يلحقه وليس ثديها = بلواحق للبطن أو بدوان
لكنهن كواعب ونواهد = فثديهن كأحسن الرمان
والجيد ذو طول وحسن في بيا = ض واعتدال ليس ذا نكران
يشكو الحلي بعاده فله مدى = الأيام وسواس من الهجران
والمعصمان فإن تشأ شبههما = بسبيكتين عليهما كفان
كالزبد لينا في نعومة ملمس = أصداف در دورت بوزان
والصدر متسع على بطن لها = والخصر منهما مغرم بثمان
وعليه أحسن سرة هي زينة = للبطن قد غارت من الأعكان
حق من العاج استدار وحشوه = حبات مسك جل ذو الإتقان
[/poem]