عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /منذ 18 ساعات   #1

 
شخصية مهمة

الصورة الرمزية محمد الخضيري

 

محمد الخضيري غير متواجد حالياً

 رقم العضوية : 4803
 تاريخ التسجيل : Jun 2010
 المشاركات : 1,055
 النقاط : محمد الخضيري will become famous soon enoughمحمد الخضيري will become famous soon enough
 تقييم المستوى : 303

مزاجي
رايق
إرسال رسالة عبر مراسل AIM إلى محمد الخضيري
افتراضي حين بكى احمد قصة قصيرة بقلم محمد الخضيري الجميلي

“حين بكى أحمد بصمت”


في صباح بدا ككل الصباحات، دخل أحمد إلى مكتبه كعادته، يحمل معه حقيبته الصغيرة وكوب القهوة التي لا يشرب منها شيئًا. كان يبدو عاديًا في نظر الجميع، يمشي بهدوء، يبتسم بابتسامة خفيفة، ويُجيب عن التحية بنبرة ثابتة. لكن لا أحد كان يعلم أن أحمد في داخله يصرخ.

أحمد الذي عُرف دومًا بهدوئه واتزانه، أصبح منذ أيام كمن يمشي وسط عاصفة لا تُرى. السبب؟ لا أحد سأل. فهم يظنون أن الرجال لا تبكي، وأن من يحمل شارة “القوة” على كتفه لا يُسمح له بالضعف.

القصة بدأت قبل أسبوع فقط، حين اتصل به الطبيب وأخبره أن والدته، التي طالما كانت روحه ونور بيته، قد دخلت في مرحلة حرجة من المرض. لم يكن أحمد مستعدًا لسماع تلك الكلمات، لكنه لم يملك رفاهية الانهيار. عاد إلى عمله، إلى زملائه الذين ما زالوا يضحكون ويسخرون من “حساسيته الزائدة”.

كان أحمد يشاركهم الضحكات أحيانًا، لكنه كان يعلم أنه لم يكن يضحك. كان قلبه مع والدته في المستشفى، وعقله غارق في ذكريات طفولته حين كانت تمسك يده وهو خائف، والآن هو من يقف عاجزًا أمام ألمها.

في أحد الأيام، أثناء اجتماع عادي، وجه له المدير ملاحظة قاسية عن “قلة تركيزه”. الجميع ضحك، منهم من ألقى بنكتة ساخرة، ومنهم من نظر له نظرة شماتة. أحمد لم يتكلم، فقط انحنى برأسه وأخفى دمعة سقطت دون إذن.

لكن هناك شخص واحد فقط لاحظ تلك الدمعة… “ليلى”، زميلته في العمل، التي لم تكن قريبة منه يومًا، لكنها كانت تملك قلبًا يرى ما لا يراه الآخرون. بعد الاجتماع، اقتربت منه وهمست: “أنا لا أعرف تفاصيل ما تمر به، لكن أريدك أن تعرف أن ما تشعر به ليس سخيفًا… وأنا أصدقك.”

كانت كلماتها بسيطة، لكنها كسرت الجدار الذي بناه حول نفسه منذ أيام. لم يردّ عليها، فقط اكتفى بنظرة امتنان وابتسامة مرتجفة، لكنها كانت كفيلة بأن تعيد له جزءًا من روحه.

في اليوم التالي، عاد أحمد إلى المكتب ومعه نفس الكوب، لكن هذه المرة شرب منه… لأن هناك من صدّق أن أوجاعه حقيقية.

ومنذ ذلك اليوم، أصبح يدرك أن الناس لا يحتاجون دائمًا إلى من يحلّ مشاكلهم، بل إلى من يصدق مشاعرهم، دون أن يسخر منها أو يقلل من شأنها








توقيع »





  رد مع اقتباس