الشجاعه

[محمد الماجدي]

الشجاعه

موضوع يستحق منا الكثير من التأمل .

كثير ما يشغلني هذا الموضوع وقد اخذ منى الكثير من التأمل .... واحببت ان تشاركوني هذا التأمل وهذه الخاطره لعل الله ينفعنا وتعم الفائده للجميع .
الطرح الموجود في هذا الموضوع خاص فيني وهو تحليلي شخصي وقد يحتمل الصح والخطأ .....خاطرة .

الاسئله التي تحتاج الي اجابه والتي يختلف فيها الكثير عند الاجابه عليها للاعتبارات عديده ...................

1- ماهي الشجاعه ؟

2- وماهي فوائد الشجاعه ومضارها ؟

3- وهل هي صفة محموده او مذمومه ؟

4- وهل ممكن السيطره على هذه الصفه وتوجيهها ؟

5-وهل هي صفه مكتسبه او هبه من الله ؟

6-ومدي ارتباط هذه الصفه بالصفات المحموده او المذمومه الاخرى ؟

7- تعليقنا على الموضوع ؟



ما هي الشجاعه ؟


عند التامل الي هذه الصفه ( الشجاعه ) لمعرفة ماهيتها وابعادها والاجابه على الكثير من الاسئله التى تحوم حولها ..... يتضح لنا ان الميدان الحقيقي لهذا البحث او هذا التامل هو الغوص فى اعماق انفسنا لمحاولة كشف غموض هذه الصفه . ولعل البحث فى هذا الميدان هو السبب الذى يجعل الكثير يختلف فيما بينهم عند الاجابه عن تلك الاسئله . ( وان شاء الله ما نختلف ) . وذلك الاختلاف ناتج عن اختلاف الباحثين فى معرفتهم وتجاربهم وطبيعتهم ومعتقداتهم واختلاف ما تحتويه انفسهم من امور معروفه وغير معروف فى عالم النفس واسرارها.

اخواني الاعزاء هذه دعوه مني لكم لمشاركتى هذا التأمل ... واتمنى ان تتقبلوهذه الدعوه والتى هى رحله معى فى اعماق نفسى لمعرفة هذه الصفه التى قد يحتاجها البعض او يريد البعض التخلص منها لجلبها الكثير من المشاكل لهم . وهذا الرحله التى سنستغل فيها سفينة الصراحه فى بحر النفس لكشف التناقضات الغريبه والمتغيرات التي قد تطرى على الشخص فى مسيرة حياته . هى التى سنجيب من خلالها عن تلك الاسئله وذلك من خلال منظورى الخاص لتلك الصفة .

عزيزي المسافر على متن سفينة الصراحة الرجاء بعد ربط الاحزمه ومنع التدخين الرجاء اتباع التعليمات الصادرة من قبطان السفينه والخاصة بسلامتكم وسلامت الرحله :

التعليمات :
1-لا تقرء الموضوع وانت مرهق .
2- لا تقوم بعمل مقارنة بين ما نقول وما تقول .
3- الفائدة الحقيقيه لهذه الرحلة ان تقوم بتلك الرحله فى بحر نفسك ولوحدك ( ماجلان ) .
4-ان احسست بأرهاق او تعب او ملل توقف فورا . لتواصل فى وقت اخر .
5-الرجا ربط الاحزمه ومنع التدخين .


بعد قراءة دعاء المسافر سنبحر على بركت الله :::::: بوووووووووووووووووووووق
انطلقت السفينه

الشجاعه هذه الصفة التي ان كانت لدى الغير تتمنى ان تكون لديك وان كانت لديك او لدي ممن تهتم لامرهم تمنيت ان تزول منهم . لجلبها الكثير من المشاكل والمتاعب لهم وبالتالي لك . سبحان الله . تخيل عزيزي المسافر بان احدي اخوانك يتحلا بشجاعة ( عنتر او ابوزيد الهلالي او ذياب بن غانم ) . ماذا سيحل بك وبمن حولك . ( اعتقد كل يوم بمخفر ) .

تخيل عزيزي المسافر بان هناك مغتصب لحقك و سالب امرك . وان الظلم امر تعودت عليه بل اصبح جزء منك . وانك ترى في عيون المقربين منك تلك النظرة التي تقتل من دون سلاح . نظرة الاستنجاد بك . تلك النظرة التى كانها تقول لك اين انت واين شجاعتك . اليوم يومك فليس هناك يوم قد ذخرت له الا هذا اليوم . تخيل نفسك عزيزي المسافر بهذا الموقف - سبحان الله - اعتقد بانك ستقول فى هذا اليوم بان الشجاعه امر لا بد منه . بل تتمنى بان الشجاعه لم تخلق الا لك .

ماهى الشجاعه : هذا السؤال المحير .. هى كلمه ولكن تحمل فى طياتها الكثير . بل قد تكلفنا الكثير وقد تسلب منا ارواحنا واولادنا واموالنا . الشجاعه ما هي الشجاعه ؟
عندما اتعمق فى نفسي واسترجع الكثير من الحوادث والمواقف واقوم بتحليل ردود الفعل التى تصدر منى . واستجمع النتائج الحميده والسيئه لتلك الردود . واقوم بالمقارنه بين (ما كان ) و ( ما سيكون ) و (ماتمنيت ان يكون ) وبين ايضا ما كان من الاخرين من اقراني في تلك الحادثه . يتضح لى عزيزي المسافر امور غريبة وملاحظات مهمه .

يتضح لى بان صفة الشجاعه هى منطقة وسطى في خارطة النفس . لابد من التأمل في موقعها الجغرافي فى خارطة النفس ليتضح لك اهميتها و خطورتها ايضا .ويتضح لك ايضا ان تلك الصفة هى الجوكر بين جميع الصفات . ( فعلها كفعل الجوكر في لعبة الهند المشهوره فهي تحل محل الجوكر وتفعل فعله ولا بد من جود تلك الصفة لتمام اي صفه من الصفات الاخري ) .

كيف يتم ذلك :

عند المقارنة بين صفة المقامرة وبين صفة التهور في خارطة النفس .. نجد بأن الشجاعه هى منطقة وسطى بين صفة المقامرة وبين صفة التهور ... ونجدها ايضا منطقة وسطى ايضا بين منطقة المقامرة والتهور من جهة وبين منطقة التردد والجبن من جهة اخرى .
والفرق بين المقامره وبين التهور كصفة . هى ان المقامر حين يقدم على امر ويتحلا بصفة المقامر فانه يكون في وضع يسمح له بقرائة ابعاد الموضوع ( المقامربه ) من 60 الي 70 بالميه قراءه موضوعيه ومنطقيه للاحداث والوسائل والنتائج .وتكون بنسبة من 30 الى 40 بالميه بعض الامور غامضه ومجهوله لديه .
والتهور كصفة هى عكس المقامره كنسبة و تناسب للتقييم . يعني من 60 الى 70 الامور مجهوله . ومن 30 الى 40 الامور واضحه بالنسبة للشخص .
والشجاعه هي منطقة وسطى بين المقامره والتهور ...... فان قلة نزلت عن منزلة المقامره وان زادت دخلت منطقة التهور . ومن وجهة نظري هي تقل احيانا وتزيد احيانا . فان اصاب الشخص في امر من امور الشجاعه قالو عنه مقامر وان فشل فى امر من امور الشجاعه قالو عنه متهور ........... سبحان الله ..........

وكما قلنا بان الشجاعة هى منطقة وسطى بين الصفة المقامر وصفة التهور من جهة ... وبين صفة التردد والجبن من جهة اخرى .
فاذا وقعت حادثة لشخص مثلا في امر من امور الحياة ز فلا بد من ردت فعل تجاه تلك الحادثة فان كانت تتسم ردة الفعل بالتردد وليس التريث كصفة: للتوضيح :

( التردد ) : هو ان تتوقف عن ردت الفعل او لا تقوم بفعل وذلك بسبب ان الامور الخاصة بتلك الحادثة لديك معلومه كحدث و وسيلة ونتيجة . مع احتمال القيام بردت فعل
( التريث ) : هو ان تتوقف عن ردت الفعل او لا تقوم بفعل وذلك بسبب ان الامور الخاصة بتلك الحادثة مجهوله كحدث و وسيله ونتيجة . مع الاحتمال بالقيام بردت فعل
( الحذر ) : هو ان تقوم بردت الفعل او تقدم على فعل وانت متربص للحداث ومراقب لجميع ما يدور فى فلكه ومتيقض لما قد يحدث مع الاستعداد له بوسائل مضادة وسريعه وفعاله .
( الجبن ) :هى ان تتوقف عن ردة فعل او لا تقوم بفعل او قد تقوم بفعل مكره او مجبور للقيام به وتكون الامور الخاصة بجوانب الفعل معلومه ومعروفه لديك كوسيله وحدث ونتيجة .

فان علا موقع الفعل فى خارطة النفس اصبح مقامرة او تهور .................... وان نزل موقع الفعل فى خارطة النفس اصبح تردد او تريث او جبن .

الشجاعه هي : المنطقة الوسطى بين منطقة المقامرة والتهور ........ وبين منطقة التردد والتريث والجبن .
وهي : اما القيام بفعل او الامتناع عن فعل ........ والفعل اما ان يكون سئ او يكون حسن . ولعل السئ لك يكون حسن لغيرك . والعكس صحيح قد يكون السئ لغيرك حسن لك .
فأن قام شخص مثلا بفعل ان قام بسرقة بنك وهذا الفعل يعتبر مقامره ان نجح بفعله وتمت السرقه.... وقد يكون فعل تهور ان لم ينجح بفعله وتم ضبطه .وهنا يكون الفعل سئ للبنك ان نجح وحسن للفاعل . وحسن للبنك ان فشل وسئ للفاعل . وبالمجمل هو لدي الاخرين فعل مذموم وان كان حسن لدي الفاعل فى حالة ان نجح بالسرقة . او حسن للبنك فى حالة فشل الفاعل . فليس كل حسن محمود بل قد يكون الحسن مذموم .

فالشجاعه هى المقامرة ان نجح الفعل .... وهى التهور ان لم ينجح الفعل ... فمن قال لك او قال عنك بأنك متهور .... فانه سيقول لك بانك مقامر جيد ان نجح الفعل .
ولا تلوم من قال عنك متردد او جبان ان كانت الامور لديك معلومه كحدث و وسيله و نتيجة ولم تقم بفعل او بردة فعل .وان كانت الامور لديك مجهولة كحدث و وسيلة ونتيجة ولم تقم بفعل او ردة فعل فلا فلا فلا تسمع له فأنت متريث وليس متردد او جبان ....


هنا اعتقد بأننا اعزائى المسافرين قد اجبت عن السؤال الاول : ماهى الشجاعه .
ونوجه عناية المسافرين بأننا الان لازلنا في حدود المنطقة الوسطى ( الشجاعه ) .
والتى سنقدم خلال هذه الرحلة وجبة العشاء واستراحة قصيرة وسنبحر ان شالله بعد انتهاء استراحة العشاء .
وتقبلوا تحيات القبطان اخوكم محمد الماجدى
ولنا عوده

[الكـ،،،،،،ايف]

انتها زمانها الشجاعة اليوم بمن يحفظ نفسه من كل شيء
اليوم لراعيها (( قايد مسيرتنا )
تحياااااتي

[محمد الماجدي]

شكرا موصول بشكرا
ومرورك اخي الكيف

ملاحظه جيد ه وتعليق رائع
اخي الكيف كما قلنا . كل شخص يرى الشجاعه كمفهوم حسب منظوره الشخصي لتلك الصفه وذلك من خلال تجاربه وطبيعته ومعتقداته. فانت هنا خير مثال قد ضربت لنا مثلا عن كيفية رؤيتك لصفة الشجاعه حسب طبيعتك ومنظورك .....................
الشجاعه لديك هى صفة قد قد ولى زمنها . فليس لها وجود او دور فى حياتنا . واعتقد والله اعلم بانك ترى الشجاعه بانها الافعال التى نقوم بها اثناء الحروب والغزوات والقتال مع الاعداء . وتلك الامور من وجهة نظرك بأنها قد ولت وان ان الموضوع برمته محصور فى الدولة والمتمثله برموزها ادامهم الله .....
ولكن اخي عزيزى الشجاعه ليست محصوره فى تلك الامور فقط ..... فكما ان القيام بفعل فى امر من امور الحياة قد يتطلب منا الشجاعه لتمامه ( كشراء بيت مثلا ) او الامتناع عن فعل فى امر من امور الحياة قد يتطلب منا الشجاعه ( كعدم الاقتراض لشراء بيت ) . والشجاعه فى اتخاذ قرار او القيام بعتذار قد تحتاج شجاعه او التنازل عن حق كالعفو عن المقدرة قد تحتاج الى شجاعه . او التحدث امام الملك عبدالله حفظه الله قد تحتاج الى شجاعه .. فالشجاعه انواع ...... وانواع كثيره ...... واعتقد بانها تحتاج بحث خاص لمعرفتها . .......
وهذا ما سنقوم به معك وع الاخوان الاعزاء ان شالله لمعرفته والكشف عن غموضه ............
مالفرق بين الجراءه و الشجاعه .................................................. ....... وهل قيامك برد على هذا الموضوع يحتاج منك شجاعه او المشاركات الحميده التى تقوم بها فى هذا المنتدي المبارك ان شاء الله هى من الشجاعه ... وهل تواصلك الدائم فى الشبكه العنكبوتيه تحتاج لشجاعه ...... قد يقل نظرك مثلا او تتغير معتقداتك او تتعرض لانتقادات حاده مثلا او قد يتم لاسمح الله تشويه صورتك .


موضوع شيق ويحتاج الى الكثير من البحث
وكما قلت للموضوع تكمله

وشكرا لمرورك

[الحسين محمد]

انتظرني موضوع



رائع

[الكـ،،،،،،ايف]

شراء البيت ليس شجاعه ولكنها ,,,,اصرار أو عزيمه،،،،،،
الشجاعه هي اللامبالاه بالامر أي ان كان حتى ولو تصل الى درجة النهاية من الوجود


أخي الماجدي انا من ردودك ومن خلال شرحك المفصل اعتقد والله أعلم بأنك معلم تخصص علم نفس أو علم اجتماع
والاكيد ان موضوع الشجاعه الذي كتبته لم يكتبه الا شجاعتك وشجاعة اصلك
تقبل وافر ودي واحترامي

[محمد الماجدي]

شكرا موصول بشكرا
اولا : اخي الكايف انا لست معلم ( مدرس ) ولست متخصص فى هذاالمجال .
ثانيا : شكرا على هذا الاطراء الجميل .
ثالثا : هناك فرق بين الامبالاه وبين الشجاعه وقد تكون صفة الشجاعه مصاحبه لصفةالامبالاه .
رابعا : الموضوع هي خاطره وقد تختلف من شخص لشخص .

[محمد الماجدي]

نود ان نلفت انتباه اخواني واخواتي المسافرين الى ربط الاحزمه ومنع التدخين وذلك لسفر ونطلاق رحلة سفينة الصراحة والمتوجهه الى اعماق النفس
علما باننا الان فى المنطقه الوسطى ( الشجاعه ) من خارطة النفس ويتمني لكم قبطان السفينه محمد الماجدي وافراد الطاقم رحلة سعيده.
كما نعلم بان موضوعنا هو ( الشجاعه ) وان هناك اساله لا بد من الاجابه عليها من خلال هذه الرحلة على متن سفينة الصراحة والمتجهه الى اعماق النفس .
وتلك الاسئلة هى :
1- ما هي الشجاعه ؟ تمت الاجابة عليه
2- وما هي فوائد الشجاعه ومضارها ؟
3- وهل هي صفه محموده او مذمومه ؟
4- وهل ممكن السيطرة على هذه الصفه وتوجيهها ؟
5- وهل هي صفة مكتسبه ام هبه من الله ؟
6- ومدى ارتباط هذه الصفه بالصفات الاخري المحموده او المذمومه ؟
7- تعليقنا ؟
السؤال الثاني : وما هي فوائد الشجاعه و مضارها ؟
المقصود بالفوائد الدنياويه وليست في الاخرة و التى عند الله فتلك الفوائد لا يعلمها اللى هو سبحانه .


عزيزي المسافر الرجاء التيقض و التركيز لان هناك مطبات هوائيه ناتجه عن امواج عاتيه قادمه من الجهة الشمالية للنفس ........... الرجاء التاكد من ربط الاحزمه وذلك لسلامتكم وسلامة الرحلة ....
نعم هناك رياح قادمه من جهة الشمال وذلك نتيجة حتمية لمدى صعوبة الاجابة على هذا السؤال الذي لا يتجاوز الخمس كلمات ولكن يحتاج الى خمسة مجلدات للاجابة عنه .
ماهى فوائد الشجاعة وهل للشجاعة فوائد اصلا وهل تستحق منا كل تلك التضحيات التى قد تذهب اموالنا واولادنا وارواحنا ........سبحان الله ..........
تخيل عزيز المسافر بأن هناك حرب قد اندلعت فى البلد التى تعيش به ....... وكنت ممن يطلق عليهم الشجعان ...... تخيل عزيز المسافر ذلك ...... وان شجاعتك قد حتمت عليك الذهاب الى ساحة المعركة لترضي شجاعتك وتعطيها ما طلبت ..... وان لديك بيت جميل و زوجة جميله واولاد بارين ودخلا من تجارة مجزي واصدقاء لا تستطيع الاستغناء عنهم ..... ولديك عدو واحد تمغته وتكرهه ولا تطيق رؤيته او مجالسته بل مجرد ذكر بأنه قد مر من ذلك الطريق الذي يمر بالقرب من عملك يصيبك بالاشمئزاز والقشعريره ....... وذلك لكرهك له ....... تخيل عزيز المسافر كل ذلك .......
وقد قدر لك بأن تنصاع لشجاعتك التى تدفعك دفعا الى المعركة والتضحية بالنفس والنفيس للذود عن الوطن و اثبات رجولتك ورضاء شجاعتك ........ وانك بعد المعارك الشرسة والتى ابليت فيها بلاء حسن وكنت ممن يضرب بهم المثلا فى بطولاتهم وشجاعتهم . بل ان شجاعتك اثناء قيام معركة جانبية مع العدو ومع مجموعة صغيرة من زملائك قد دفعتك بان تضحى بنفسك لاجل الوطن وتفدي اصدقائك بروحك فقد تلقيت بصدر رحب وبكل شجاعه الكثير من الرصاص لتحمي وتنقذ ارواح زملائك و التي لولا قيامك بتلك التضحيه الشجاعه لما نجو من الرصاص الذي انهال عليهم كالمطر ........... وكنت اول شجاع يضحى بحياته لاجل الوطن و زملائه .

وقد تم اسرك في ساحة المعركة ........ ولأنسحاب زملائك لظروف خاصة بتكتيكات حربية فقد تم التخلي عنك جريح في ساحة المعركة .... واستولت الاعداء على الساحة التى انت فيها ...... وتم تركك وحيد لا حوله لك ولا قوة ....... وقد مثلو فيك تمثيلا ...... لدرجة بان من نظر اليك لا يكاد يعرف ملامحك ......
تخيل عزيزي المسافر ....... ذلك .....
ولاسباب خاصة بشئون الحرب تم اعتبارك من المفقودين وتم اخبار زوجتك واولادك ذلك وبعد انتهاء الحرب والبحث عنك دون جدوى .......... فقد تم اعتبارك من المتوفين فى المعركة ....... وتم طوي ملفك .
وبعد سنوات ليست ببعيده فقد اصبحت الحياة صعبة على زوجتك التى عانت الكثير فى غيابك وكثرت لديها المشاكل التى لا تسطيع معاها موجهتها الى بالزواج ..... وتم ذلك بعد ان قام ذلك العدو الشامت بك والحاقد عليك بخطبة زوجتك من اهلها الذين لا يعلمون بكرهك له .... وتم الزواج دون معارضه من احد .. حتى اولادك لم يعارضو الزواج لصغر سنهم .. بل حتي زملائك الذين ضحية بحياتك لاجلهم كانو اول الحضور في زفاف زوجتك لاعتقادهم بان ذلك من البر لك ولاولادك ........
تخيل عزيزي المسافر ذلك ......
وبعد مضى سنوات ليست بكثيره ..... فقد سيطر ذلك العدو على دخلك وعملك بل حتى اولادك الذي لم يعود يذكرون ملامحك ويقولون له ..... ابي ..... سبحان الله ..... فقد تربع ببيتك واخذ زوجتك واستولا على مالك واولادك ........ كان كما كنت مع فارق الاسماء فقط ................مع أ نجابه الكثير من الاولاد من زوجتك ..................
وبعد زمن عدت الى الوطن الذي لا يذكر من شجاعتك سوى اسمك ذلك .. الوطن الذي ضحية من اجله بحياتك والذي لم يستطع ان يعيدك له بل اعتبرك من الغائبين ... ذلك الوطن الذي لم يحافظ لك عى بيتك وزوجتك واولادك ومالك .................
وسالت نفسك عزيزي المسافر ذلك السؤال ....... ما الفائدة من شجاعتى التى جعلتني اضحى بكل شى ...... ولم اجني شى ..... بل خسرت كل شي .............. ما الفائدة من تلك الشجاعه .
ضحية بنفسك ومالك وبيتك وزوجتك واولادك بل الامر من ذلك قد ملك كل ذلك من لا يستحق ذلك ......... عدوك الدود ....... سبحان الله ,
اي لعنة حلت بك ....... اي وطن اراد لك ذلك .... وتحت اي مسمي ...... اي شجاعة قد اوصلتني لذلك .

ولعل السؤال الذي سيتبادر للذهن هو .... هل الشجاعه لها فوائد واضرار او لا ؟
والاجابة من وجهة نظرى الخاصة هي ........... ليس للشجاعة اضرار بل كل شئ تاتي به يكون له فائدة ............. كيف يتم ذلك :
الشجاعة ليست صفة يتحلا بها الانسان لتكون لتلك الصفة فائدة كصفة او مضار مباشرة من جراء التحلى بها .................

::::: ولبيان ذلك ::::::
ان الشجاعه من وجهة نظري هى روح لكل صفة حميدة ..... كالروح بالنسبة الانسان ..... والصفة المذمومة هى الصفة التى خالية من الروح .... فهى كالميت التي تنبعث منه الروائح الكريهه والتى لا يتحمل الانسان استنشاقها ....... فالناس دائما تنفر ممن يحمل تلك الرائحه وبالتالي تنفر ممن يحمل تلك الصفة ......
ولتوضيح ذلك لا بد لنا ان نستعرض بعض الصفات الحميدة والصفات المذمومة على سبيل المثال وليس الحصر........

الصفات الحميدة : الكرم . الوفاء . العفو . الحلم . العلم . الصدق . الامانة . المقدام . الجرءة . الرضي . التريث . الصيت .
الصفات المذمومة : البخل . النكران . الانتقام . الغضب . الجهل . الكذب . الخيانة . التردد . الجبن . السخط . العجله . النكره .

يتضح لنا بان تلك الصفات المتضاده فى مفعولها واثارها هى صفات ان علا موقعها الجغرافي فى خارطة النفس اصبحت حميدة وان دنت او نزل موقعها الجغرافي من خارطة النفس اصبحت مذمومه .....
ولنأخذ على سبيل المثال صفة ( الكرم ) كصفه حميدة .. وصفة ( البخل ) كصفة مذمومة . تلك الصفات هى صفات متضادات بطبيعتهما ....... ولكن السؤال هل ممكن ان تتوجدان تلك الصفات ( الكرم والبخل ) معا فى شخص واحد ... بمعتي هل يكون الشخص بخيل فى موضع وكريم فى موضع اخر .............................

وللتوضيح اكثر ......... سنضرب هذا المثال :
تخيل عزيزي المسافر بان شخص لا تعرفه قد دخل عليك الدار ليطلب منك مبلغ من المال لمساعدته فى ازمه ملحه وكان الدافع لقدومه عليك هو ما سمعه من الغير من كرمك على الرقم من حاجتك الماسه لذلك المبلغ ...... تخيل ذلك ...... فأنت فى هذا المثال ان اعطيته المبلغ وتحليت بصفت الكرم قد تكون جنيت على نفسك وقد تعانى من ذلك التصرف اشهر وان وفرت لنفسك ذلك المبلغ وتحليت بصفة البخل فقد تكون قد جنبت نفسك الكثير من المتاعب وحافظت على مالك . فهنا ما يجعل الفعل محمود كصفة تتمتع بها هى الشجاعة التى لا بد ان تصاحب صفة الكرم لتستغني عن ذلك المبلغ لهذا الشخص القاصد كرمك وبهذاينطبق عليك صفة الكريم ....... والعكس صحيح فى حالت رد الشخص الذى قصد دارك لسد حاجته وحافظت على مالك وانتحلت صفة البخل والتى لا تحتاج للشجاعه عندما تريد ان تكون بخيل ......فقط اغلق الباب فى وجهه ...
وتخيل عزيزي المسافر بانك تحليت بصفة الكريم وقمت .................................................. ................................................

..........وللحديث تكمله ......

[محمد الماجدي]

تخيل عزيزي المسافر...... بانك تحليت بصفة الكرم واعطيت ذلك الشخص المبلغ الذي انت فى امس الحاجه له ...........
تخبل ذلك ...............

فالصفة التى ستطلق عليك من قبل الشخص او الغير الذي سمع بالواقعه .................. هي : ان فلان كريم لا يرد من قصده ...
ولبيان ذلك وتوضيحه ....
سنتكلم هنا عن الصفات الحميدة والصفات المذمومة :
ان الصفات الحميدة هى ناتجة عن افعال تصدر منا ولا بد ان تكون تلك الافعال تتمتع بروح الشجاعه حتى تتسم بالحميدة .( . الكرم . الوفاء . العفو . الحلم . العلم . الصدق . الامانة . المقدام . الجرءة . الرضي . التريث . الصيت .)
وايضا الصفات المذمومة هى ناتجة عن ردود افعال تصدر منا وليست لها روح بل هى ميته ولذلك تتسم بالذم ( البخل . النكران . الانتقام . الغضب . الجهل . الكذب . الخيانة . التردد . الجبن . السخط . العجله . النكره .)
فالافعال التى تصدر منا لا بد ان تتسم بالشجاعه حتى تصبح حميدة ... وهو القيام بعمل مصحوب بالشجاعة .....
وردود الافعال التى تصدر منا نتيجة قيام الاخرين بافعال تجاهنا دائما لا تتسم بالشجاعه وذلك تكون مذمومه ......
معنى ان قام شخص بفعل بأعطائك مبلغ من دون مقابل وان كان بمقابل لا يكون كرم بل اقراض ( سلف ) وقمت اكراما لفعله بتزويجه ابنتك..... فانت لم تقم بردة فعل لكرمه بل قمت بفعل.....
كيف ذلك : لكل فعل ردة فعل ..... قاعدة وان كنت اشك فى صحتها ,,,,والصحيح ان لكل فعل اما ردة فعل ( وهى السلبية ) ...او فعل مضاد ( وهى الايجابيه ) .
فان كان ردة فعل ( فهو مذموم ) وان كان فعل مضاد ( فهو محمود ) .
بمعني ...... ان قام احد الاشخاص بفعل ( كرم ) وهو اعطائك مبلغ من المال من دون مقابل .... وقمت انت بردة فعل ( البخل ) بخلت عليه بالاطراء او ذكر محاسنة او قصدك بامر ولم تكرمه بخلت عليه.. فقد قمت بردة فعل مذمومه وبالتالي سيطلق عليك بخيل .
............ وان قام احد الاشخاص بفعل ( كرم ) وهو اعطائك مبلغ من المال دون مقابل ...... وقمت انت بفعل مضاد ( كرم ) بأن قمت بتزويجه من ابنتك لكرمه فقد قمت بفعل مضاد وليس ردة فعل وهو امر محمود وبالتالى سيطلق عليك كريم .
ودائما الافعال مصحوبة بشجاعة وهى روح الفعل لتعطية صبغه حميدة فجميع الصفات الحميدة هى افعال تتمتع بالشجاعه ...... ودائما ردود الافعال تكون خاليه من الشجاعه كالميت من دون روح وبالتالى تعطيه صبغه مذمومه وجميع الصفات المذمومه هى ردود افعال لا تتحلى بالشجاعة .



ولنا عودة

.


ان كل صفة تلتصق بالشخص من جراء القيام بعمل او بالمتناع عن عمل ........
فعند قيامك بعمل وهو اعطاء ذلك الشخص المبلغ قد صاحب العمل روح خفيه وهى الشجاعه التى دفعتك بالتخلى عن المبلغ لذلك الشخص مع حاجتك له ........
وهذه الروح ( الشجاعه ) قد صاحبة العمل لتعطيك بالتالى صفة وهى صفة الكرم ........
فان اعطيت الشخص ذلك المبلغ ان كان بدون مقابل لذك العطاء

[محمد الماجدي]

عزيزي المسافر ....... اوشكت الرحلة على الانتهاء.........
ولكن بعد ان نجيب عن الاسئلة التالية:3- وهل هي صفة محموده او مذمومه ؟

4- وهل ممكن السيطره على هذه الصفه وتوجيهها ؟

5-وهل هي صفه مكتسبه او هبه من الله ؟

6-ومدي ارتباط هذه الصفه بالصفات المحموده او المذمومه الاخرى ؟

7- تعليقنا على الموضوع ؟

الجواب على السؤال الاول : هل ممكن السيطره عليى الشجاعه .

نعم ممكن السيطرة عليها وان لم تستطيع السيطرة عليها بالسالب وهو نزول موقع الفعل من خارصة النفس للاسفل ستفقد جسد الفعل من الروح ويصبح الفعل جسد بلا روح ( أي فعل بلا شجاعه ) وبالتالي عند نزوله الي الاسفل من خارطة النفس فأن الفعل ينتقل من المنطقه الوسطى الى المنطقة السفلية ويالتالي يفقد الفعل الصبغة الحميدة ( وهي صفة الكرم مثلا ) ويصبغ الفعل بالصبغة المذمومة ( وهي صفة البخل مثلا ) ان فقد الفعل الشجاعة ........
وان لم تستطع السيطرة عليها بالموجب وهو صعود موقع الفعل من خارطة النفس للاعلى ستفقد جسد الفعل روحه ( وهي الشجاعة ) ويصبح جسد بلا روح أي فعل بلا شجاعه وبالتالى صعوده الى اللاعلى من خارطة النفس فأن الفعل ينتقل من المنطقة الوسطى الى المنطقة العليا فان الفعل يفقد الصبغة الحميدة ( وهى الكرم مثلا ) ويصبغ الفعل بصبغة مذمومة لا تختلف عن البخل ( وهى صفة الاسراف مثلا )ان نزعة الشجاعة من الفعل .... واصبح جسد بلا روح ....

والدليل على ذلك ( والله أعلم ) وهو حديث الرسول ص ((( خير الامور اوسطها ))) .... والدليل ايضا هي طبيعة الامور ... التى لا تستوي الا بالوسطيه ... ولاعتدال .....
فالفعل عندما ينتقل الى الاعلى من خارطة النفس ...... يفقد روحه ويصبح مذموم ... وينقلب الكرم الى اسراف ان علا.... والجراءة الى تهور ان علت ..... والعفو الى تخاذل ان علا .... والغيرة الى شك ان علت ... والرضي الى خنوع ان علا ...... والوفاء الى سذاجة اذا علا ..... والعلم الى جنون اذا علا ..... وهكذا
والفعل ايضا انتقل الى الاسفل من خارطة النفس ...... يفقد روحه ويصبح مذموم ..... وينقلب الكرم الى بخل وان نزل .... والجرءة الى جبن ان نزل ......... والعفو الى انتقام ان نزل .... والغيرة بلاده وان نزلت.....
والرضي الى سخط ان نزل ..... والوفاء الى غدر ان نزل ........ والعلم الى جهل ان نزل ..... وهكذا

وضبط الفعل من حيث الموقع فى خارطة النفس بحيث لا يعلو ولا ينزل الى الاسفل يحتاج منا الى شجاعه فان صاحبت الشجاعه الفعل اصبح محمود وان لم تصاحبه اصبح مذموم حتى وان علا .....

ومن حيث السيطرة على الشجاعة هي بالسيطره على مخاوفنا فالخوف ليست صفة يكتسبها الانسان بل هى حالة نفسيه يعيشها الانسان ..... كالامن ايضا .
فان كنت في امان فانت شجاع فان افعالك فى اغلب الاحيان تتمتع بالشجاعه فتتسم بالصفات الحميدة وانت كنت فى حالة خوف وهلع فانت لست بشجاع .وغالبا لا تتمتع افعالك بالشجاعة وبالتالى لا تتسم بالصفات الحميدة بل بالصفات المذمومة.
مثال : ان طلب من شخص مبلغ وكانت لديك مخاوف من صدق حاجته او مخاوف من انك لا تحصل على هذا المبلغ مره اخرى وبالتالي تخسره او مخاوف من المستقبل تفضل الاحتفاظ بالمبلغ لليوم الاسود ...... فانك لا تعطيه ذلك المبلغ ...... والسبب تلك المخاوف ...... وبالتالى تنحرم من صفة الكرم وتتسم بالبخل .....
اما ان لم تكن لديك مخاوف وانك تحس بالامان من كل شئ وفي كل شئ...... فانك ستعطيه ذلك المبلغ ....... وتتسم بالتالى بالكريم .
ايضا العفو ..كمثال ..... ان استطعت ان تظفر بعدوك اللدود ...... فاذا كانت لديك مخاوف من انك لا تستطيع ان تظفر به مره اخرى ان عفوت عنه .... او مخاوف من انك قد تتفاقم خسائرك بمجرد العفو عنه .... فانك هنا ستنتقم منه وبالتالى تفقد صفة العفو..... وتتسم بصفت الانتقام ......
وان احسست بالامان من انك لا تزيد خسائرك بمجرد العفو عنه او احسست بالامان من انك تستطيع ان تظفر به مرة اخرى ..... فان ذلك الامان سيبدد مخاوفك وبالتالى ستعفو عنه .....

فالامان هي حالة يعيشها الانسان ومن أثار الامان ان جميع افعال الشخص ستتسم بالشجاعه وبالتالى تتسم بالصفات الحميدة ...... والخوف حاله تفقد افعال الانسان الشجاعه وبالتالى وتصبح مذمومة .

وصدق رسول الله ص بقوله بان الامن والصحة نعمتان يسئل عنهما الانسان ...........
فاذا اراد الشخص ان يصبح شجاع فلابد ان يتمتع بالامان وعلى قدر نسبة الامان لديه فى حياته ستكون نسبة الشجاعه مصاحبة لتلك النسبة.......... فهي علاقة طرديه .......
وتوفرالامان للانسان كحالة يعيشها وينعم بها ليصبح بالتالى شجاع....... مرتبطه ارتباط كلي بالقدرة على تحقيق ذلك الامان ...... فالقدرة بصفة عامه على تحقيق الشى او حالة معينه او وضع معين.....
لا تكون الا بالمعرفة في الاشياء والامور ...... والمعرفة هنا قد تكون معرفة تامه او معرفة نسبية حسب الاشياء وطبيعتها ........
والمعرفة هنا ليس بان تكون عارف في كل شي ....... بل يفضل .... ان تعرف في كل شئ شئ واحد فقط .. وتعرف فى شئ واحد كل شئ ( تتخصص فى شئ ).
فعلى قدر المعرفة التى يتمتع بها الانسان تكون قدرة الانسان على تحقيق الاشياء ( كحالة الامان مثلا ) .........................................
فان كنت عارف ستكون قادر على تحقيق وضع امني تستقر به نفسك .... ( تكون فى الامان ) ...... وبالتالى فجميع افعالك ستكون مصحوبه يالشجاعه بالشجاعه وبالتالي تتسم افعالك بالصفات الحميدة .

نعم نستطيع السيطرة عليها من خلال ذلك....................ززز

هل الشجاعة مكتسبة ام هبة من الله ؟

هي مكتسبة وقد بينا كيفية اكتسبها .......... بالمعرفة بالاشياء وبالتالى بالقدرة على تحقيق جو امني لتستقر به النفس لتصدر افعال مصحوبة بالشجاعة وتتسم بالصفات الحميدة .

وعن مدي ارتباط هذه الصفه بالصفات المحموده او المذمومه الاخرى ؟

هي مرتبطة بالصفات الحميدة وهي الرابط بين الفعل و بين الصفة الحميدة ...... فهى روح الفعل اللى يضفى عليه صفة ان يكون محمود .......
فكل فعل لا يصاحبة شجاعه يكون مذموم وكل فعل مصحوب بشجاعه يكون محمود .....

لنا عودة مع تعليقنا
الموضوع

[محمد الماجدي]

عزيزي المسافر ....... اوشكت الرحلة على الانتهاء.........
ولكن بعد ان نجيب عن الاسئلة التالية:3- وهل هي صفة محموده او مذمومه ؟

4- وهل ممكن السيطره على هذه الصفه وتوجيهها ؟

5-وهل هي صفه مكتسبه او هبه من الله ؟

6-ومدي ارتباط هذه الصفه بالصفات المحموده او المذمومه الاخرى ؟

7- تعليقنا على الموضوع ؟

الجواب على السؤال الاول : هل ممكن السيطره عليى الشجاعه .

نعم ممكن السيطرة عليها وان لم تستطيع السيطرة عليها بالسالب وهو نزول موقع الفعل من خارصة النفس للاسفل ستفقد جسد الفعل من الروح ويصبح الفعل جسد بلا روح ( أي فعل بلا شجاعه ) وبالتالي عند نزوله الي الاسفل من خارطة النفس فأن الفعل ينتقل من المنطقه الوسطى الى المنطقة السفلية ويالتالي يفقد الفعل الصبغة الحميدة ( وهي صفة الكرم مثلا ) ويصبغ الفعل بالصبغة المذمومة ( وهي صفة البخل مثلا ) ان فقد الفعل الشجاعة ........
وان لم تستطع السيطرة عليها بالموجب وهو صعود موقع الفعل من خارطة النفس للاعلى ستفقد جسد الفعل روحه ( وهي الشجاعة ) ويصبح جسد بلا روح أي فعل بلا شجاعه وبالتالى صعوده الى اللاعلى من خارطة النفس فأن الفعل ينتقل من المنطقة الوسطى الى المنطقة العليا فان الفعل يفقد الصبغة الحميدة ( وهى الكرم مثلا ) ويصبغ الفعل بصبغة مذمومة لا تختلف عن البخل ( وهى صفة الاسراف مثلا )ان نزعة الشجاعة من الفعل .... واصبح جسد بلا روح ....

والدليل على ذلك ( والله أعلم ) وهو حديث الرسول ص ((( خير الامور اوسطها ))) .... والدليل ايضا هي طبيعة الامور ... التى لا تستوي الا بالوسطيه ... ولاعتدال .....
فالفعل عندما ينتقل الى الاعلى من خارطة النفس ...... يفقد روحه ويصبح مذموم ... وينقلب الكرم الى اسراف ان علا.... والجراءة الى تهور ان علت ..... والعفو الى تخاذل ان علا .... والغيرة الى شك ان علت ... والرضي الى خنوع ان علا ...... والوفاء الى سذاجة اذا علا ..... والعلم الى جنون اذا علا ..... وهكذا
والفعل ايضا انتقل الى الاسفل من خارطة النفس ...... يفقد روحه ويصبح مذموم ..... وينقلب الكرم الى بخل وان نزل .... والجرءة الى جبن ان نزل ......... والعفو الى انتقام ان نزل .... والغيرة بلاده وان نزلت.....
والرضي الى سخط ان نزل ..... والوفاء الى غدر ان نزل ........ والعلم الى جهل ان نزل ..... وهكذا

وضبط الفعل من حيث الموقع فى خارطة النفس بحيث لا يعلو ولا ينزل الى الاسفل يحتاج منا الى شجاعه فان صاحبت الشجاعه الفعل اصبح محمود وان لم تصاحبه اصبح مذموم حتى وان علا .....

ومن حيث السيطرة على الشجاعة هي بالسيطره على مخاوفنا فالخوف ليست صفة يكتسبها الانسان بل هى حالة نفسيه يعيشها الانسان ..... كالامن ايضا .
فان كنت في امان فانت شجاع فان افعالك فى اغلب الاحيان تتمتع بالشجاعه فتتسم بالصفات الحميدة وانت كنت فى حالة خوف وهلع فانت لست بشجاع .وغالبا لا تتمتع افعالك بالشجاعة وبالتالى لا تتسم بالصفات الحميدة بل بالصفات المذمومة.
مثال : ان طلب من شخص مبلغ وكانت لديك مخاوف من صدق حاجته او مخاوف من انك لا تحصل على هذا المبلغ مره اخرى وبالتالي تخسره او مخاوف من المستقبل تفضل الاحتفاظ بالمبلغ لليوم الاسود ...... فانك لا تعطيه ذلك المبلغ ...... والسبب تلك المخاوف ...... وبالتالى تنحرم من صفة الكرم وتتسم بالبخل .....
اما ان لم تكن لديك مخاوف وانك تحس بالامان من كل شئ وفي كل شئ...... فانك ستعطيه ذلك المبلغ ....... وتتسم بالتالى بالكريم .
ايضا العفو ..كمثال ..... ان استطعت ان تظفر بعدوك اللدود ...... فاذا كانت لديك مخاوف من انك لا تستطيع ان تظفر به مره اخرى ان عفوت عنه .... او مخاوف من انك قد تتفاقم خسائرك بمجرد العفو عنه .... فانك هنا ستنتقم منه وبالتالى تفقد صفة العفو..... وتتسم بصفت الانتقام ......
وان احسست بالامان من انك لا تزيد خسائرك بمجرد العفو عنه او احسست بالامان من انك تستطيع ان تظفر به مرة اخرى ..... فان ذلك الامان سيبدد مخاوفك وبالتالى ستعفو عنه .....

فالامان هي حالة يعيشها الانسان ومن أثار الامان ان جميع افعال الشخص ستتسم بالشجاعه وبالتالى تتسم بالصفات الحميدة ...... والخوف حاله تفقد افعال الانسان الشجاعه وبالتالى وتصبح مذمومة .

وصدق رسول الله ص بقوله بان الامن والصحة نعمتان يسئل عنهما الانسان ...........
فاذا اراد الشخص ان يصبح شجاع فلابد ان يتمتع بالامان وعلى قدر نسبة الامان لديه فى حياته ستكون نسبة الشجاعه مصاحبة لتلك النسبة.......... فهي علاقة طرديه .......
وتوفرالامان للانسان كحالة يعيشها وينعم بها ليصبح بالتالى شجاع....... مرتبطه ارتباط كلي بالقدرة على تحقيق ذلك الامان ...... فالقدرة بصفة عامه على تحقيق الشى او حالة معينه او وضع معين.....
لا تكون الا بالمعرفة في الاشياء والامور ...... والمعرفة هنا قد تكون معرفة تامه او معرفة نسبية حسب الاشياء وطبيعتها ........
والمعرفة هنا ليس بان تكون عارف في كل شي ....... بل يفضل .... ان تعرف في كل شئ شئ واحد فقط .. وتعرف فى شئ واحد كل شئ ( تتخصص فى شئ ).
فعلى قدر المعرفة التى يتمتع بها الانسان تكون قدرة الانسان على تحقيق الاشياء ( كحالة الامان مثلا ) .........................................
فان كنت عارف ستكون قادر على تحقيق وضع امني تستقر به نفسك .... ( تكون فى الامان ) ...... وبالتالى فجميع افعالك ستكون مصحوبه يالشجاعه بالشجاعه وبالتالي تتسم افعالك بالصفات الحميدة .

نعم نستطيع السيطرة عليها من خلال ذلك....................ززز

هل الشجاعة مكتسبة ام هبة من الله ؟

هي مكتسبة وقد بينا كيفية اكتسبها .......... بالمعرفة بالاشياء وبالتالى بالقدرة على تحقيق جو امني لتستقر به النفس لتصدر افعال مصحوبة بالشجاعة وتتسم بالصفات الحميدة .

وعن مدي ارتباط هذه الصفه بالصفات المحموده او المذمومه الاخرى ؟

هي مرتبطة بالصفات الحميدة وهي الرابط بين الفعل و بين الصفة الحميدة ...... فهى روح الفعل اللى يضفى عليه صفة ان يكون محمود .......
فكل فعل لا يصاحبة شجاعه يكون مذموم وكل فعل مصحوب بشجاعه يكون محمود .....

لنا عودة مع تعليقنا
الموضوع

[ابوعمر]

موضوع مميز اخوي محمد الماجدي ويعطيك العافيه على الطرح القيم

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

[محمد الماجدي]

مشكور بو عمر ...... على تعليقك .....
جميع ماذكرت في تلك المقاله هو راي شخصى وتحليل خاص قد يحتمل الصح والخطا .
ولكن هكذا ارى الامور ............... وانتظر تعليقنا على الموضوع .
وشكرا

[ابوعمر]

بارك الله لك على طرحك القيم اخوي محمد الماجدي

[محمد الماجدي]

مشكور على مرورك بو عمر .

[خاص]

بصراحة من أجمل المواضيع بارك الله فيك اخي محمد


ومالي إلا أن أتأمل واقرأ واستفيد وعلني افيد..



1- ما هي الشجاعه ؟

الشجاعة كفعل جسدي ..
سأضرب لك مثالا : يقال راكان بن حثلين شجاع ... ولكن في الحقيقة هو صعلوك وقاطع طريق
يستغفل المارين وينهبهم ويغزو على قبيلة ويسرق مالديها ليس إلا ليعيش فقط ..
ومثاله من كانوا آنذاك كانوا يغيرون على القوافل التي لاتحمل أسلحة ... فيسرقونها ,,, وهلم جرا ..
ولكن الملك عبدالعزيز كان له هدفا من حرب القوم وانتصاراته عليهم فهو يجابههم ويخبرهم قبل مجيئه فهذه شجاعة وسياسة وحكمة .. إلخ


والشجاعة كفعل نفسي لها عدة مدلولات وتعريفات منها : هو قول الحق ولو على نفسك .. ومنها أن تملك نفسك عند الغضب .. ومنها التحلي بالحكمة قبل ردة الفعل والانتقام ..


2- وما هي فوائد الشجاعه ومضارها ؟

من فوائدها : تحرير دولة ، إرجاع الحق لأهله ، وردع الظالم ، والسير على نظام آمن وتوفر الأمن والأمان والحماية.
وتغيير الروتين المعاش وتغيير الحياة للأفضل .

من مضارها : لا مضار لها إذا كانت شجاعة على اهداف سامية .

3- وهل هي صفه محموده او مذمومه ؟

محمودة إذا كان هدفها سامي .
ومذمومة إذا وجد الظلم فيها .


4- وهل ممكن السيطرة على هذه الصفه وتوجيهها ؟

بل هي تسيطر على الانسان أحيانا فالانسان الشجاع قد يكون متهورا وظالما أحيانا إذا لم يوجه شجاعة توجيها صحيحا .

5- وهل هي صفة مكتسبه ام هبه من الله ؟

الله أعلم انها هبة من الله ولها مسببات لإيجادها في النفس فالتربية دور أساسي في غرس هذه الصفة في نفس الطفل .
(( وقد تكون صفة مكتسبة ولها مسببات مثل تولي المنصب والمركز المرموق ربما وهذا قليل .))

6- ومدى ارتباط هذه الصفه بالصفات الاخري المحموده او المذمومه ؟

ربما ترتبط بغيرها من الصفات وربما لاتجتمعان البتة ..وليس شرطا أن يكون شجاعا وكريما بنفس الوقت .. وليس شرطا أن يكون شجاعا
وحكيما بنفس الوقت ..وليس شرطا ان يكون شجاعا وظالما بنفس الوقت .. قلما تجتمع في إنسان ..

آمل ان أكون وفقت في ماطرحت حسب وجهة نظري التي لاتتعداني ..
وشكرا لك أخي الشاعر محمد الماجدي على طرحك الجميل

[محمد الماجدي]

شكرا اخي الاديب على تناولك لذلك الموضوع وشرح ما يجول فى نفسك لتعريفك للشجاعه ...... واخذتنا فى رحلة نفسيه الى اعماق نفسك من خلال سفينة الصراحة .
اولا نحن لا بد ان نحترم وجهة نظرك من خلال تعريفك للشجاعه .... وسبحان الله .... فهي تختلف بالتعريف من شخص لاخر . كما اعتقدت سابقا .
والملاحظ هنا انك تناولت الشجاعة من خلال شخص الملك عبد العزيز رحمه الله مثاثرا به كرمز بالنسبة لك .... من جهة .
ومن جهة اخرى من خلال جهالة القبايل فى العصر الجاهلى الحكم بين تصرف ذلك وتصرف هذا لتميز بالتالى بالفعل الشجاع او الغير شجاع .
الشجاعه : هل هي فعل ام ردة فعل ام صفة ام حاله ؟
هل لها استغلاليه ام لها ارتباط بعنصر او صفه او هى نتيجة ؟
عرف كل من :
التهور :
المقامره :
التردد :
التريث :
الجبن :
اللامبالاه:
الشجاعه :
وذلك وفق منظورك الشخصي ................................ وشكرا لتناولك الموضوع والتفاعل معاه .