تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الحجر والماء


زعيم الملتقى
21-02-2010, 08:39 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
ـــ يحكى أن رجلاٌ مثُل بين يدي الخليفة أبي جعفر المنصور، مستعرضاٌ بعض براعته، فراح يرمي إبرة فغرزت في الحائط ، ثم أخذ يرمي الواحدة بعد الأخرى، فكانت كل
إبره تدخل في ثقب سواها، حتى بلغ عدد الإبر خمسين، فأعجب المنصور ببراعته وأمر له بمائة دينار.. وحكم عليه بمائة جلدة.
ارتاع الرجل، متسائلاٌ عن السبب.. فقال له الخليفة: إن الدنانير مكافأة لك على براعتك ، أما الجلدات فهي جزاء لك ، لأنك أضعت الوقت في شيء غير ذي نفع.
وهذا درس في البراعة الضائعة ، أو الطاقة المهدورة.. تلك التي لاتعود بجدوى ولا فائدة على الناس، ولا يجنون منها سوى ضياع الجهد والوقت وربما المال احياناٌ.
يث أنني أجدني أختلف تمام الاختلاف مع اولئك الذين يرون في (سيزيف) مثالاٌ للبطولة والصمود والإرادة والتحدي، فلست أراه سوى أنموذج للحمق المطلق، إذ اضاع
الطاقة والوقت ــ وربما الصحة ــ في دحرجة صخرة من السفح الى السطح ، مهدراٌ وقتاٌ وجهداٌ كافيين لبناء قصر او لتدبير امر يعود بالنفع الكبير عليه او على واقعه
واهل مجتمعه.
وفي واقعنا نماذج من (سيزيف)وأمثلة من زائر المنصور.. غير أن افدح صورها حين تكون مثل هذه النماذج والأمثلة متسيدة على بعض مواقع القرار في المجتمع وفي الأمة.. فإذا بالمجتمع يتقهقر، وإذا بالأمة تتدهور.. وإذا بقانون التطور يصاب في بعض مفاصله الهامة، فنتأخرــ اكثر مما تأخرنا ــ عشرات السنين..
إن المشوار امامنا طويل في صحراء الوعي وفي بيضة الواقع على حد سواء.. غير إن القاء حجر في ماء راكد اجدى ألف مرة من صب ماء راكد على حجر..
موفقين بإذن الله ... لكم مني أجمل تحية .

ENGINEER
21-02-2010, 09:01 PM
أختلف معـك أخي في بعض الامور
إن مثل هؤلاء الرجال صنعوا مجد أمتهم بالعلم والاختراعــات واستفادوا من أوقاتهم ولكن ما تقول عن أمـة ما زالت تتحدث عن أبو جعفر المنصور وعن صلاح ولا تتحدث عن نفسها وعن واقعها !!!
يعطيك العافية على الموضوع

أخوك المهندس

مرماوي من نصيف
22-02-2010, 03:21 AM
يعطيك العافية يا بو راشد
إي والله
لم أبدعنا في الانشغال بما لا ينفع
وليتنا اكتفينا بذاك
فقد حوينا التفنن في الانشغال بكل ما يضر تضييع كل ما ينفع
وبارك الله بك أخي المهندس
لازالت أمتنا عاجزة عن اللحاق بركب الآباء والأجداد
ولا تحسن سوى الثناء عليهم
وأعطيناهم خيار مالنا

سعود البناقي
22-02-2010, 11:35 AM
فاترك هم ما يُرى في هذه الدنيا، وألزم نفسك هم ما يُرى في الآخرة، ولا يُرى في الدنيا تكن ناجحاً بإذن ربك..

وقفـــــة

عن زيد بن ثابت http://www.kalemat.org/gfx/article_ratheya.gif قال: سمعت رسول الله http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif يقول: { من كانت الدنيا همه، فرّق الله عليه أمره، وجعل فقره بين عينيه، ولم يأته من الدنيا إلا ما كُتب له، ومن كانت الآخرة نيّته، جمع الله له أمره، وجعل غناه في قلبه، وأتته الدنيا وهي راغمة } [رواه ابن ماجه وابن حبان].

يعطيك العافية وتقبل مروري ,,,,

خلف المهدي
22-02-2010, 03:22 PM
احسنت أبا راشد

وياليتنا نصل إلى ربع ما وصلوا

بارك الله فيك

الأمير
22-02-2010, 07:05 PM
يعطيك العافية يابا راشد على هذا الموضوع الهادف . فالعلم النافع مطلوب سواء كان شرعيا اوغيره بشرط ان يكون نافعا
فالمؤمنين يتفاوتون في الخيرية، ومحبة الله والقيام بدينه، وأنهم في ذلك درجات {وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِّمَّا عَمِلُواْ} ويجمعهم ثلاثة أقسام: السابقون إلى الخيرات، وهم الذين قاموا بالواجبات والمستحبات، وتركوا المحرمات والمكروهات، وفضول المباحات وكملوا ما باشروه من الأعمال، واتصفوا بجميع صفات الكمال. ثم المقتصدون الذين اقتصروا على القيام بالواجبات وترك المحظورات. ثم الظالمون لأنفسهم، الذين خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيِّئاً.
وقوله صلى الله عليه وسلم : "احرص على ما ينفعك واستعن بالله" كلام جامع نافع، مُحِتوٍ على سعادة الدنيا والآخرة.