ابووليد القباني
22-11-2012, 11:20 PM
حديث: ((لا تظهر الشماتة بأخيك فيعافيه الله ويبتليك)) تخريجاً وفوائد
الحمد لله ، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله أما بعد:
فقد سمعت من بعض الإخوة هذا الحديث : ((لا تظهر الشماتة بأخيك فيعافيه الله ويبتليك)).
فكتبت هذا البحث ، أسأل الله التوفيق والسداد.
وأسأله تعالى أن ينفع به كاتبه وقارئه.
روي من حديث واثلة بن الأسقع ، وابن عباس -رضي اللهُ عنهم- ، ويُذكَر له شاهد من حديث معاذٍ -رضي اللهُ عنه- .
أولاً: حديث واثلة بن الأسقع -رضي اللهُ عنه- :
رواه الترمذي في سننه(4/662رقم2506)، وابن أبي الدنيا في "ذم الحسد" -كما في المغني عن حمل
الأسفار(2/863-864)-، والطبراني في المعجم الكبير(22/53 رقم127)، وفي المعجم الأوسط(4/
11رقم3739)، وفي مسند الشاميين(1/ 214رقم384، 4/305رقم3379)، وابن حبان في المجروحين(1/355، 2/ 213)، وابن الأعرابي في معجمه(2/788-789رقم1612)، ويعقوب بن سفيان الفسوي في المعرفة والتاريخ(3/357)، والبرذعي في سؤالاته لأبي زرعة(2/470-471)، وأبو الشيخ في الأمثال(ص/ 240رقم202)، والخرائطي في اعتلال القلوب(ص/333)، والبيهقي في شعب الإيمان(5/315رقم6777)، والخطيب في تاريخ بغداد(9/95)، وفي موضح أوهام الجمع والتفريق(1/517)، والقضاعي في مسند الشهاب(2/77-78رقم917، 918،919)، والديلمي في مسند الفردوس(5/72رقم7493-بدون سند)، وابن الجوزي في الموضوعات(3/528 رقم1755)، وعزاه الشيخ الألباني في الضعيفة(11/707رقم5426) للمخلص في الفوائد المنتقاة، وأبي الحسن الحربي في الأمالي، والماليني في الأربعين، والطبراني في المنتقى منه، وأبي جعفر الطوسي في الأمالي- كلهم من طريق من طريق حفص بن غياث عن برد بن سنان عن مكحول عن واثلة بن الأسقع -رضي اللهُ عنه- به.
وعلقه البغوي في شرح السنة(13/140-141) بصيغة التمريض "روي".
ورواه عن حفص خمسة رواة :
1- القاسم بن أمية الحذاء ، ورواه عنه : إسماعيل بن عبد الله، وسلمة بن شبيب عند الترمذي، علي بن عبد العزيز البغوي، وعثمان بن عمر الضبي، عند الطبراني، محمد بن حفص عن القضاعي وكلهم لم يصرح عندهم مكحول بالسماع من واثلة.
إلا في رواية أبي يعلى الساجي عند ابن الأعرابي وفي روايةٍ عند القضاعي في مسند الشهاب؛ فصرح بالسماع في جميع طبقات السند.
فالتصريح بالسماع رواية شاذة، إضافة إلى ما قيل في القاسم ..
تنبيه: وقع اسمه عند الترمذي: أمية بن القاسم ، وهو خطأ من الترمذي أو شيخه سلمة بن شبيب. انظر : تحفة الأشراف(9/80).
2- عمر بن إسماعيل الهمداني عند الترمذي وغيره.
3- السري بن عاصم . عند ابن حبان في المجروحين(1/355) ، وأبي الشيخ في اعتلال القلوب، وقال عنه ابن حبان: يسرف الحديث ويرفع الموقوفات لا يحل الاحتجاج به
4- فهد بن حيان ، عند الخطيب في الموضح، وأبو الشيخ في اعتلال القلوب ، وفهد ضعيف.
5- خارجة بن مصعب عند البرذعي في سؤالاته لأبي زرعة.
ثانياً : حديث ابن عباس -رضي اللهُ عنهما- :
رواه الخطيب في المتفق والمفترق(1/276) من طريق إبراهيم بن الحكم بن أبان عن أبيه عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال رسول الله -صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- : ((لا تشمت بالمصيبة فيرحمه الله ويبتليك)).
تنبيه: وقع في المطبوع من المتفق والمفترق سقط لمعظم الإسناد والتصحيح من اللآلئ(2/356).
ثالثاً: حديث معاذٍ -رضي اللهُ عنه- :
رواه أحمد بن منيع في مسنده، والترمذي في سننه(4/661رقم2505)، وابن أبي الدنيا في الصمت(ص/ 169-170رقم288)، وابن عدي في الكامل(6/172)، والطبراني في المعجم الأوسط(7/191رقم7244)، وابن حبان في المجروحين(2/277)، والبيهقي في شعب الإيمان(5/293رقم6697)، والخطيب في تاريخ بغداد(2/340)، وغيرهم من طريق محمد بن الحسن بن أبي يزيد الهمداني عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله -صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- : ((من عيَّر أخاه بذنبٍ لم يمت حتى يعمله)).
قال أحمد بن منيع وهو شيخ الترمذي وابن أبي الدنيا في الحديث: قالوا: من ذنب قد تاب منه.
الحكم عليه:
الحديث ضعيف ، وقال بعض الأئمة: لا أصل له.
أما حديث واثلة بن الأسقع فيه آفتان :
الآفة الأولى : الانقطاع بين مكحول وواثلة ..
فقد قال البخاري: لم يسمع منه.
وقال أبو حاتم : مكحول لم يسمع من واثلة ، دخل عليه.
المراسيل لابن أبي حاتم (ص/213)
وهذا بخلاف ما قاله الترمذي إنه سمع منه ، لأن قول البخاري وأبي حاتم مقدم على قول الترمذي، ولعل مستند الترمذي رواية ضعيفة وهذا نفسه وقع في هذا الحديث .
فقد رواه أبو يعلى الساجي شيخ ابن الأعرابي مصرحاً بالسماع ولكنه شاذ كما سبق ذكره ..
وقد وصف مكحول بالتدليس لكنه مقل منه.
الآفة الثانية: الرواة عن حفص كلهم مقدوح فيه.
وهم خمسة رواة :
1- القاسم بن أمية الحذاء : قال عنه أبو حاتم: ليس به بأس صدوق ، وقال أبو زرعة الرازي: كان صدوقاً انظر: الجرح والتعديل(7/107).
وقال ابن حبان في المجروحين(2/213) : "شيخ يروي عن حفص بن غياث المناكير الكثيرة لا يجوز الاحتجاج به إذا نفرد".
فالراجح أنه صدوق وحديثه حسن إلا ما أنكره عليه المحدثون ، وهذا الحديث أنكره أبو زرعة وابن حبان كما سيأتي -إنْ شاءَ اللهُ تعالَى- .
2- عمر بن إسماعيل الهمداني : متروك الحديث، كذاب.
قال ابن معين –كما في الجرح والتعديل(6/99)- : ليس بشيء كذاب رجل سوء خبيث. وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث. وقال النسائي في الضعفاء والمتروكين(1/82) : ليس بثقة متروك الحديث. وقال الدارقطني: متروك.
3- السري بن عاصم . قال عنه ابن حبان: يسرف الحديث ويرفع الموقوفات لا يحل الاحتجاج به.
4- فهد بن حيان ، عند الخطيب في الموضح، وأبو الشيخ في اعتلال القلوب ، وفهد ضعيف.
قال على بن المديني: فهد بن حيان ذهب حديثه. وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث. وقال أبو زرعة: منكر الحديث. الجرح والتعديل(7/88).
وقال العجلي: ضعيف الحديث وقد كتبت عنه. انظر: معرفة الثقات(2/208)
وقال ابن حبان في المجروحين(2/210) : كان ممن يخطئ حتى يجيء بأحاديث مقلوبة خرج عن حد الاحتجاج به لما كثر منه ذلك.
5- خارجة بن مصعب : متروك، منكر الحديث وكذبه يحيى بن معين.
انظر : تهذيب التهذيب(3/67).
وقد استنكر بعض العلماء هذا الحديث وحكموا عليه بأنه موضوع لا أصل له.
قال البرذعي : قلت: خارجة بن مصعب؟ قال-أي: أبا زرعة الرازي- : منكر الحديث، يحدث بكذا، ويحدث بكذا-فجعل يعدد-. قلت: يحدث عن حفص عن برد عن مكحول عن واثلة: ((لا تظهر الشماتة بأخيك)) فقال: حدث بهذا؟ قلت: نعم. حدثني بهذا عنه حجاج بن حمزة. فقال: ليس لهذا أصل. ثم قال: حديثان بالبصرة عن حفص ليسا من حديثه؛ هذا..."وذكر أحاديث أخرى.
سؤالات البرذعي(2/470-471).
وقال مؤكداً هذه النكارة مبيناً أن نقده للمتن قوله في المجروحين(1/355) : "السري بن عاصم بن سهل الهمداني أبو عاصم مؤدب المعتز كان ببغداد يسرف الحديث ويرفع الموقوفات لا يحل الاحتجاج به روى عن حفص بن غياث عن برد بن سنان عن مكحول عن واثلة بن الأسقع عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تظهر الشماتة لأخيك فيعافيه الله عز وجل ويبتليك" ثُمَّ قال عن هذا الحديث : "رواه القاسم بن أمية عن حفص بن غياث فسرقه ... فيما يشبه هذا من الأشياء التي لا ينكرها من الحديث صناعته".
وضعفه السيوطي بإبراهيم بن الحكم في اللآلئ(2/356).
وقال الشيخ الألباني -رحمهُ اللهُ- في الضعيفة(11/710) : "أن السيوطي ذكر له شاهداً من حديث ابن عباس، وضعفه بإبراهيم بن الحكم بن أبان. وقد ضعفه البخاري جداً فلا يستشهد به".
فالخلاصة أن الحديث ضعيف لا يثبت.
تنبيه: ذكر الثعالبي في التمثيل والمحاضرة(ص/3) عبارة ( لا تظهر الشماتة بأخيك فيعافيه الله ويبتليك ) منسوبة لزبور داود عليه السلام ، فلعل هذا أصل العبارة نسبت للنبي -صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- خطأ.
يمكن مراجعة المصادر الاتية
http://www.dorar.net/hadith.php (http://www.dorar.net/hadith.php)
الحمد لله ، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله أما بعد:
فقد سمعت من بعض الإخوة هذا الحديث : ((لا تظهر الشماتة بأخيك فيعافيه الله ويبتليك)).
فكتبت هذا البحث ، أسأل الله التوفيق والسداد.
وأسأله تعالى أن ينفع به كاتبه وقارئه.
روي من حديث واثلة بن الأسقع ، وابن عباس -رضي اللهُ عنهم- ، ويُذكَر له شاهد من حديث معاذٍ -رضي اللهُ عنه- .
أولاً: حديث واثلة بن الأسقع -رضي اللهُ عنه- :
رواه الترمذي في سننه(4/662رقم2506)، وابن أبي الدنيا في "ذم الحسد" -كما في المغني عن حمل
الأسفار(2/863-864)-، والطبراني في المعجم الكبير(22/53 رقم127)، وفي المعجم الأوسط(4/
11رقم3739)، وفي مسند الشاميين(1/ 214رقم384، 4/305رقم3379)، وابن حبان في المجروحين(1/355، 2/ 213)، وابن الأعرابي في معجمه(2/788-789رقم1612)، ويعقوب بن سفيان الفسوي في المعرفة والتاريخ(3/357)، والبرذعي في سؤالاته لأبي زرعة(2/470-471)، وأبو الشيخ في الأمثال(ص/ 240رقم202)، والخرائطي في اعتلال القلوب(ص/333)، والبيهقي في شعب الإيمان(5/315رقم6777)، والخطيب في تاريخ بغداد(9/95)، وفي موضح أوهام الجمع والتفريق(1/517)، والقضاعي في مسند الشهاب(2/77-78رقم917، 918،919)، والديلمي في مسند الفردوس(5/72رقم7493-بدون سند)، وابن الجوزي في الموضوعات(3/528 رقم1755)، وعزاه الشيخ الألباني في الضعيفة(11/707رقم5426) للمخلص في الفوائد المنتقاة، وأبي الحسن الحربي في الأمالي، والماليني في الأربعين، والطبراني في المنتقى منه، وأبي جعفر الطوسي في الأمالي- كلهم من طريق من طريق حفص بن غياث عن برد بن سنان عن مكحول عن واثلة بن الأسقع -رضي اللهُ عنه- به.
وعلقه البغوي في شرح السنة(13/140-141) بصيغة التمريض "روي".
ورواه عن حفص خمسة رواة :
1- القاسم بن أمية الحذاء ، ورواه عنه : إسماعيل بن عبد الله، وسلمة بن شبيب عند الترمذي، علي بن عبد العزيز البغوي، وعثمان بن عمر الضبي، عند الطبراني، محمد بن حفص عن القضاعي وكلهم لم يصرح عندهم مكحول بالسماع من واثلة.
إلا في رواية أبي يعلى الساجي عند ابن الأعرابي وفي روايةٍ عند القضاعي في مسند الشهاب؛ فصرح بالسماع في جميع طبقات السند.
فالتصريح بالسماع رواية شاذة، إضافة إلى ما قيل في القاسم ..
تنبيه: وقع اسمه عند الترمذي: أمية بن القاسم ، وهو خطأ من الترمذي أو شيخه سلمة بن شبيب. انظر : تحفة الأشراف(9/80).
2- عمر بن إسماعيل الهمداني عند الترمذي وغيره.
3- السري بن عاصم . عند ابن حبان في المجروحين(1/355) ، وأبي الشيخ في اعتلال القلوب، وقال عنه ابن حبان: يسرف الحديث ويرفع الموقوفات لا يحل الاحتجاج به
4- فهد بن حيان ، عند الخطيب في الموضح، وأبو الشيخ في اعتلال القلوب ، وفهد ضعيف.
5- خارجة بن مصعب عند البرذعي في سؤالاته لأبي زرعة.
ثانياً : حديث ابن عباس -رضي اللهُ عنهما- :
رواه الخطيب في المتفق والمفترق(1/276) من طريق إبراهيم بن الحكم بن أبان عن أبيه عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال رسول الله -صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- : ((لا تشمت بالمصيبة فيرحمه الله ويبتليك)).
تنبيه: وقع في المطبوع من المتفق والمفترق سقط لمعظم الإسناد والتصحيح من اللآلئ(2/356).
ثالثاً: حديث معاذٍ -رضي اللهُ عنه- :
رواه أحمد بن منيع في مسنده، والترمذي في سننه(4/661رقم2505)، وابن أبي الدنيا في الصمت(ص/ 169-170رقم288)، وابن عدي في الكامل(6/172)، والطبراني في المعجم الأوسط(7/191رقم7244)، وابن حبان في المجروحين(2/277)، والبيهقي في شعب الإيمان(5/293رقم6697)، والخطيب في تاريخ بغداد(2/340)، وغيرهم من طريق محمد بن الحسن بن أبي يزيد الهمداني عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله -صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- : ((من عيَّر أخاه بذنبٍ لم يمت حتى يعمله)).
قال أحمد بن منيع وهو شيخ الترمذي وابن أبي الدنيا في الحديث: قالوا: من ذنب قد تاب منه.
الحكم عليه:
الحديث ضعيف ، وقال بعض الأئمة: لا أصل له.
أما حديث واثلة بن الأسقع فيه آفتان :
الآفة الأولى : الانقطاع بين مكحول وواثلة ..
فقد قال البخاري: لم يسمع منه.
وقال أبو حاتم : مكحول لم يسمع من واثلة ، دخل عليه.
المراسيل لابن أبي حاتم (ص/213)
وهذا بخلاف ما قاله الترمذي إنه سمع منه ، لأن قول البخاري وأبي حاتم مقدم على قول الترمذي، ولعل مستند الترمذي رواية ضعيفة وهذا نفسه وقع في هذا الحديث .
فقد رواه أبو يعلى الساجي شيخ ابن الأعرابي مصرحاً بالسماع ولكنه شاذ كما سبق ذكره ..
وقد وصف مكحول بالتدليس لكنه مقل منه.
الآفة الثانية: الرواة عن حفص كلهم مقدوح فيه.
وهم خمسة رواة :
1- القاسم بن أمية الحذاء : قال عنه أبو حاتم: ليس به بأس صدوق ، وقال أبو زرعة الرازي: كان صدوقاً انظر: الجرح والتعديل(7/107).
وقال ابن حبان في المجروحين(2/213) : "شيخ يروي عن حفص بن غياث المناكير الكثيرة لا يجوز الاحتجاج به إذا نفرد".
فالراجح أنه صدوق وحديثه حسن إلا ما أنكره عليه المحدثون ، وهذا الحديث أنكره أبو زرعة وابن حبان كما سيأتي -إنْ شاءَ اللهُ تعالَى- .
2- عمر بن إسماعيل الهمداني : متروك الحديث، كذاب.
قال ابن معين –كما في الجرح والتعديل(6/99)- : ليس بشيء كذاب رجل سوء خبيث. وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث. وقال النسائي في الضعفاء والمتروكين(1/82) : ليس بثقة متروك الحديث. وقال الدارقطني: متروك.
3- السري بن عاصم . قال عنه ابن حبان: يسرف الحديث ويرفع الموقوفات لا يحل الاحتجاج به.
4- فهد بن حيان ، عند الخطيب في الموضح، وأبو الشيخ في اعتلال القلوب ، وفهد ضعيف.
قال على بن المديني: فهد بن حيان ذهب حديثه. وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث. وقال أبو زرعة: منكر الحديث. الجرح والتعديل(7/88).
وقال العجلي: ضعيف الحديث وقد كتبت عنه. انظر: معرفة الثقات(2/208)
وقال ابن حبان في المجروحين(2/210) : كان ممن يخطئ حتى يجيء بأحاديث مقلوبة خرج عن حد الاحتجاج به لما كثر منه ذلك.
5- خارجة بن مصعب : متروك، منكر الحديث وكذبه يحيى بن معين.
انظر : تهذيب التهذيب(3/67).
وقد استنكر بعض العلماء هذا الحديث وحكموا عليه بأنه موضوع لا أصل له.
قال البرذعي : قلت: خارجة بن مصعب؟ قال-أي: أبا زرعة الرازي- : منكر الحديث، يحدث بكذا، ويحدث بكذا-فجعل يعدد-. قلت: يحدث عن حفص عن برد عن مكحول عن واثلة: ((لا تظهر الشماتة بأخيك)) فقال: حدث بهذا؟ قلت: نعم. حدثني بهذا عنه حجاج بن حمزة. فقال: ليس لهذا أصل. ثم قال: حديثان بالبصرة عن حفص ليسا من حديثه؛ هذا..."وذكر أحاديث أخرى.
سؤالات البرذعي(2/470-471).
وقال مؤكداً هذه النكارة مبيناً أن نقده للمتن قوله في المجروحين(1/355) : "السري بن عاصم بن سهل الهمداني أبو عاصم مؤدب المعتز كان ببغداد يسرف الحديث ويرفع الموقوفات لا يحل الاحتجاج به روى عن حفص بن غياث عن برد بن سنان عن مكحول عن واثلة بن الأسقع عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تظهر الشماتة لأخيك فيعافيه الله عز وجل ويبتليك" ثُمَّ قال عن هذا الحديث : "رواه القاسم بن أمية عن حفص بن غياث فسرقه ... فيما يشبه هذا من الأشياء التي لا ينكرها من الحديث صناعته".
وضعفه السيوطي بإبراهيم بن الحكم في اللآلئ(2/356).
وقال الشيخ الألباني -رحمهُ اللهُ- في الضعيفة(11/710) : "أن السيوطي ذكر له شاهداً من حديث ابن عباس، وضعفه بإبراهيم بن الحكم بن أبان. وقد ضعفه البخاري جداً فلا يستشهد به".
فالخلاصة أن الحديث ضعيف لا يثبت.
تنبيه: ذكر الثعالبي في التمثيل والمحاضرة(ص/3) عبارة ( لا تظهر الشماتة بأخيك فيعافيه الله ويبتليك ) منسوبة لزبور داود عليه السلام ، فلعل هذا أصل العبارة نسبت للنبي -صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- خطأ.
يمكن مراجعة المصادر الاتية
http://www.dorar.net/hadith.php (http://www.dorar.net/hadith.php)