تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : المسلم بين الخوف والرجاء


أبو عبدالله البسام
14-09-2011, 01:37 PM
المسلم بين الخوف والرجاء




إن المؤمن الموحد المحسن ، حبه لله تعالى مقرون بالإجلال والتعظيم إنه حب المملوك لمالكه ، حب العبد لسيده ، حب المخلوق المقهور الضعيف لله الواحد القهار. ولذلك فإن المحبين الصادقين هم في هذا المقام في مقام المحبة هم في مقام موزون بين الرجاء والخوف.
فرجاؤهم معلق برحمة الله تعالى ولا يخافون إلا الله هم أشد الناس خوفًا من الله تعالى، وقد جمع الله تعالى أركان هذا المقام الإيماني الإحساني الرفيع في وصفه للملائكة المقربين والأنبياء المرسلين والصالحين العابدين فقال جل جلاله :{أُولَـئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُوراً }الإسراء57 لكي يبقى المسلم مطمئناً ومتيقظاً ، يحدوه الأمل والرجاء في رحمة الله ومغفرته وهو كذلك يخشى ويخاف من الله سبحانه ، وهذا هو المنهج الوسط العدل .
فالرجاء منزلة عظيمة من منازل العبودية وهي عبادة قلبية تتضمن ذلاً وخضوعاً ، أصلها المعرفة بجود الله وكرمه وعفوه وحلمه ، ولازمها الأخذ بأسباب الوصول إلى مرضاته ، فهو) حسن ظن مع عمل وتوبة وندم (.
والخوف كذلك منزلة عظيمة من منازل العبودية وهو من عبادات القلوب التي لا تكون إلا لله سبحانه ، وصرفها لغيره شرك أكبر. إذ أنه من تمام الاعتراف بملكه وسلطانه ، ونفاذ مشيئته في خلقه .
أيها المسلم إليك طرفاً من الأسباب الباعثة على الخوف من الله والرجاء له جل جلاله:
أول تلك الأسباب وهو الجامع لكل ما يليه -: تدبر كلام الله تعالى وقد بين الله سبحانه هذا المنهج القويم حينما ذكر مجموعة من صفاته فقال ({نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ }ثم ذكر في المقابل {وَ أَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الأَلِيمَ }الحجر .
، هذا المنهج هو الذي كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام رضي الله عنهم ومن اتبعهم بإحسان .
من الأسباب الباعثة على الخوف من الله والرجاء له سبحانه تحقيق الإيمان بالله وبأسمائه وصفاته ، فمن أسمائه سبحانه وبحمده : الحليم والغفور والغفار و العفو وكذا التواب والكريم ومن اسمائه جل جلاله القوي ، المتين ،القادر والمقتدر والقدير ، القاهر والقهار ، وكذا اسمه العزيز والجبار والعليم .
وهذه الأسماء وغيرها تدعوا المسلم أن يكون خائفاً عالماً اطلاعه عليه ومراقبته له ، راجياً ماعند الله سبحانه إن هو أطاعه وتقرب إليه وإن هو تاب وأناب إليه .
عذب الله سبحانه امرأة حبست هرة فلم تطعمها وتجاوز عن امرأة بغي سقت كلباً رحمة به ، جعل الله لأبي طالب نعلين من نار في جهنم يغلي منهما دماغه وهذا أهون عذاب أهل النار وجعل لبلال رضي الله عنه نعلين يمشي بهما في الجنة جزاء عمله الصالح ، و من الأسباب الباعثة على الخوف من الله والرجاء له سبحانه التفكر في أمر الذنوب والمعاصي وخاصة الكبائر منها ، فمن تاب وأناب فربنا جل جلاله غفور رحيم يحب التوابين ويغفر الذنب العظيم ، قال الله تعالى ( إن الله غفور رحيم ) وقال صلى الله عليه وسلم (إن الله عز وجل يبسط يده بالليل ، ليتوب مسيء النهار . ويبسط يده بالنهار ، ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها )رواه مسلم.
لكن من أصر على المعاصي وخاصة الكبائر منها فقد توعده الله بالعذاب :
فقال صلى الله عليه وسلم في تارك الصلاة ( العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر ) رواه أحمد والترمذي والنسائي بسند صحيح .
وقال صلى الله عليه وسلم في آكل الربا( لعن الله آكل الربا وموكله ) رواه مسلم .
وقال صلى الله عليه وسلم في شارب الخمر ( لعن الله الخمر ، وشاربها ، وساقيها ، وبائعها ، ومبتاعها ، وعاصرها ، ومعتصرها ، وحاملها ، والمحمولة إليه ) رواه أبو داود بسند صحيح .
وقال صلى الله عليه وسلم في تصديق الكاهن والمنجم: قال ( من أتى عرافا أو كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد(رواه أحمد والحاكم بإسناد جيد .
قال الامام ابن القيم: رحمه الله ( من استقر في قلبه ذكر الدار الآخرة وجزاءها ، وذكر المعصية والتوعد عليها وعدم الوثوق بإتيانه بالتوبة النصوح هاج في قلبه من الخوف مالا يملكه ولا يفارقه حتى ينجو ) .
أيها المسلم الخوف والرجاء كجناحي الطائر كما ذكر أهل العلم متعاضدان مقترنان ، المسلم يرجوا ماعند الله ولكن يخافه ويخشاه .
قال تعالى { إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ }الأنبياء90 ومن الأسباب الباعثة على الخوف من الله والرجاء له سبحانه التفكر في الخاتمة والحساب فيما أعد الله سبحانه لأهل طاعته من النعيم المقيم الأبدي وما أعد الله لأهل معصيته إن هو عذبهم من العذاب الذي لايطيقه بشر .
فقال تبارك وتعالى في الجنة وأهلها ونعيمها : (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ ، فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ، يَلْبَسُونَ مِن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُّتَقَابِلِينَ ، كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ ، يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ آمِنِينَ ، لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ ، فَضْلاً مِّن رَّبِّكَ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) .
وقال الواحد جل جلاله في النار وأهلها وعذابها : ( فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِّن نَّارٍ يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُءوسِهِمُ الْحَمِيمُ يُصْهَرُ بِهِ مَا في بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ وَلَهُمْ مَّقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ كُلَّمَا أَرَادُواْ أَن يَخْرُجُواْ مِنْهَا مِنْ غَمّ أُعِيدُواْ فِيهَا وَذُوقُواْ عَذَابَ الْحَرِيقِ )

سعود البسام
14-09-2011, 01:46 PM
بارك الله فيك .

علي الموضوع النافع للجميع....

ابومجرد
14-09-2011, 03:25 PM
بارك الله فيك .

علي الموضوع النافع للجميع

زعيم الملتقى
14-09-2011, 04:10 PM
جزاك الله خير ونفع بك ياشيخ

متعب صلفيق
14-09-2011, 09:04 PM
بارك الله فيك
ابوعبدالله

الرمح
14-09-2011, 11:45 PM
بارك الله فيك .

علي الموضوع النافع للجميع....

الاصيله
14-09-2011, 11:56 PM
أخي شيخ الملتقى بارك الله فيك
ابو عبدالله البسام

فقال تبارك وتعالى في الجنة وأهلها ونعيمها : (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ ، فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ، يَلْبَسُونَ مِن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُّتَقَابِلِينَ ، كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ ، يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ آمِنِينَ ، لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ ، فَضْلاً مِّن رَّبِّكَ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ )

وعسانا من أهلها وأشكرك على المواضيع المميزه ياشيخنا وفقك الله من حيث ماشأت

الأطلس
15-09-2011, 12:14 AM
الذي لايخاف الله يجب الخوف منة .

بارك الله فيك على الموضوع النافع ياشيخنا .

تقبل مروري ,,,,, ودمت بصحة وسلامة .

الملا
15-09-2011, 12:54 AM
جزاك الله خير ونفع بك ياشيخنا الفاضل

ابو ضاري
15-09-2011, 03:15 AM
جزاك الله خير ونفع بك ياشيخ

بسام الجميلي
15-09-2011, 10:56 AM
جزاك الله خير ...

فهد سعيد
15-09-2011, 01:48 PM
http://www.aljmeel.net/vb/mwaextraedit4/extra/29.gif


http://www.aljmeel.net/vb/mwaextraedit4/extra/108.gif

أبوديمه
15-09-2011, 01:52 PM
جزاكـ الله خير ياشيخ

0القناص0
15-09-2011, 02:39 PM
يعطيك العافيه ياشيخ الملتقى
دمت بود

نمر السعيد
15-09-2011, 11:51 PM
http://www.aljmeel.net/vb/mwaextraedit4/extra/70.gif

أبو عبدالله البسام
16-09-2011, 03:18 AM
اشكركم على وقوفكم وتعليقكم على موضوعي
وفقكم الله لكل خير ونفعنا الله بما قلنا

الاحترام
16-09-2011, 06:13 AM
يارك الله فيك ياشيخنا مأجور باذن الله



تحياتي

المايسترو
16-09-2011, 07:58 AM
جزاك الله الف خير وفقه الله