المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : محمد بن أبي العباس السفاح:::::


أبو نايف
03-07-2011, 02:56 PM
السلام عليكم ورحمة وبركاته

يقول : الصولي
في كتابه (أشعار أولاد الخلفاء وأخبارهم)


أبو عبدالله
محمد بن أبي العباس السفاح

له شعر قليل، وكان المنصور ولاه إمارة البصرة في أول خلافته وأمه أم سلمة بنت يعقوب بن سلمة بن عبد الله بن الوليد بن المغيرة المخزومي.
حدّثنا الحسن بن عُليَل العنزي قال حدثني إسحاق بن عبد الله الحمراني، قال ولي المنصور محمد بن أبي العباس البصرة فقدمها ومعه حماد بن عمر المعروف بعجرد مولى بني عقيل.وكان كثير الطيب يملأ لحيته بالغاية إذا ركب، فلقبوه بأبي الدِّبس وفيه يقول بعض أهل البصرة يهجوه:
صِرنا مِنَ الرِّبح إلَى وَكْسِ = إذْ وَلِيَ المصْرَ أَبو الدِّبْسِ
ما شِئْتَ مِنْ لَوْمٍ عَلَى نَفْسِهِ = وَجِنْسُهُ مِنْ أَكْرَمِ الجِنْسِ

حدثنا أبو خلفية الفضل بن الحباب، قال حدثنا التوجي قال: مر أعرابي بحماد عجرد،وهو يلعب مع الصبيان في يوم شديد البرد وهو عريان، فقال تعجردت يا غلام، فسمي عجردا
قال أبو حليفة والمتعجرد المتعري والعجرد أيضا الذهب


حدثني يحيى بن علي قال حدثني أبي عن إسحاق الموصلي قال: كان حماد عجرد في ناحية محمد بن أبي العباس أمير المؤمنين وهو أدبَّه وكان محمد يهوي زينب بنت سليمان بنعلى لما قدم البصرة أميرا عليها من قبل عمه أبي جعفر المنصور، فخطبها فلم يزوجوه لشيء كان في عقله، وكان حماد عجرد، وحكم الوادي المغنى ينادمانه، فقال محمد لحمادقل فيها شعرا، فقال حماد على لسان محمد، وغنى فيه حكم الوادي في طريقه خفيف الثقيل ليس عن يحيى الطريقة
زَيْنَبُ ماذَنْبِي ومَاذا الذَّي = غَضِبْتُمْ فيِه وَلَمْ تُغْضَبُوا
وَاللهِ ما أَعْرِفُ لِي عِنْدَكُمْ = ذَنْباً فَفِيمَ الهَجْرُ يا زَيْنَبُ

فجعل أهل البصرة يغنون فيه، فلما مات محمد بن أبي العباس طلب محمد بن سليمان أخو زينب بنت سليمان حماداً ليقتله، فهرب منه واستجار بقبر سليمان بن علي، وكتب إلى محمد.
مِنْ مُقِرّ بِالذَّنْبِ لَم يُوجِبِ اللهُ = عَلَيْهِ بِسَىِّءٍ إقرارَا
يا ابْنَ بِنْتِ النَّبِيِّ إنِّيَ لاَ أَجْعَلُ = إلاَّ إلَيْك مِنْكَ الْفِرارَا

وهي أبيات كثيرة، فلم يؤمنه فرجع إلى جعفر بن أبي جعفر المنصور فأجاره وقال لاأرضى أو تهجو محمد بن سليمان فهجاه فقال:
قُلْ لِوَجْه اَلخِصيِّ ذِي اْلعارِ إنِّي = سَوْفَ أُهْدي لزَيْنَبَ الأْشْعارا


حدثنا الحسن بن يحيى الكاتب قال سمعت عمرو بن بانة يقول من شعر محمد بن أبي العباس في زينب بنت سليمان:
قُولاَ لِزَيْنَبَ أَوْ رَأَيْتِ = تَشَوُّقِي لَكِ وَاشْتِرافِي
وَتَلُّفتِي خَوْفَ الْوُشاةِ = وَكانَ حُبُّكِ غَيْرَ خاِف

قال وفيه لحكم الوادي لحن فيه في طريقة الثقيل الأول، ومن أشعار محمد فيها:
أَحْبَبْتُ مَنْ لاَ ُينْصفُ = وَرَجَوْتُ مَنْ لاُ يُسْعِفُ
نَسَبٌ تَلِيدٌ بَيْنَنَا = ووَدِادُنا مُسْتَطْرَفُ
بِاللهِ أَحلِفُ جاهداً = وَمُصَدَّقٌ مَنْ يَحْلِفُ
إنِّي لأَكْتُمُ حُبَّها = جَهْدي لَمِا أَتَخَوَّفُ
وَالْحُبُّ يَنْطِقُ إنْ سَكَتُّ = بِما أُجِنُّ وَيُعْرَفُ

فأما قوله المشهور فيها وقد روى لحماد عجرد مما يرويه أكثر الناس له أنشدنيه أبو ذكوان وأبو حليفة والغلابي لمحمد بن العباس.
يا قَمَرَ الُمِربَد قَدْ هِجْتَ لِي = شَوْقاً فَما أَنْفَكُّ بِالُمرَبِد
أُراِقُد الفْرَقْدَ منْ حُبِّكُمْ = كأَنَّني وكُلِّتُ بِالفْرَقْدِ
أَهيمُ لَيْلِي وَنَهارِي بِكُمْ = كَأَننَّيِ مِنْكُمْ عَلَى مَوْعِدِ
عُلِّقْتُها رِيَّ الشَّوَى طِفْلةً = قَرِيبةَ اَلْموَلْدِ مِنْ موَلْدِي
جَدِّي إذا ما نُسِبَتْ جَدُّها = فِي الْحَسَبِ الثَّاقِبِ وَالُمَحْتِدِ
سَوْفَ أُوافِي حُفْرَتِي عاجِلاً = يامُنْيِتي إنْ أَنْتِ لَمْ تُسعِدي
وَاللهِ لا أَنْساكِ فيِ خَلْوةٍ = يا نُورَ عَيِني وَلا مَشهَدِ

حدثني أحمد بن علي قال لما قال عمرو بن سندي مولى ثقيف في حماد عجرد، ويعرض بمحمد بن أبي العباس
ما امْرُؤٌ يَصْطَفِيكَ يا عُقْدَةَ = الْكَلْبِ لاِ يداعِ سِرِّه بِبَصيِر
لا وَلا مَجْلْسٌ أَجَنَّكَ للِذَّاتِ = يا عَجْرَدَ الْخَنا بِسَتيِر
قال المنصور لمحمد بن أبي العباس ما لي ولعجرد يدخل عليك


حدثنا الحارث بن أبي أسامة قال حدثنا المدائني قال كان محمد بن أبي العباس نهاية فيالشدة، فعاتبه المهدي فغمز محمد بركابه حتى انضغطت رجل المهدي في الركاب، فلم يخرج حتى رد محمد الركاب بيده فأخرجها، وولاه عمه المنصور إمارة البصرة سنة سبع وأربعين ومائة، فخطب زينب بنت سليمان فلم يزوجوه إياها ولم ترده، فكان يعمل فيها الأشعار فمن شعره فيها:
قُولاَ لِزيَنْبَ لَوْ رَأَيْتِ = تَشَوُّقي لَكِ وَاشْترافيِ
وَتَلَذُّذِي كَيْما أَراِك = وَكانَ شَخْصُكِ غَيْرَ خافِ
وَوَجَدْتُ رِيحَكِ ساطِعاً = كَالْبيْتِ جُمِّرَ للطَّوافِ
وَتَرَكْتِنِي وَكَأَنَّما = قَلْبِي يُغَرَّزُ بِالأْشافِي

حدثنا الغلابي قال حدثنا عبد الله بن الضحاك عن هشام ابن محمد قال دخل دحمان المغنى بني مخزوم ويعرف بالأشقر على محمد بن أبي العباس وعنده حكم الوادي ونسب إلى ذلك لأنه من وادى فأحضر محمد عشرة آلاف درهم وقال من سبق منكما إلى صوت يطربني فهذه له فابتدأ دهمان فغنى شعر قيس بن الحطيم في طريقة الثقيل الأول:
حواء ممكورة منعمة = كالماء شق وجهها نزف

فلم يهش له مغنى حكم الوادي في شعر لمحمد قوله في زينب في لحن خفيف:
زَيْنَبُ مالِي عَنْكِ مِنْ صَبْرِ = وَلَيْسَ لِي مِنْكِ سِوَى الهَجْرِ
وَجْهُكِ وَاللهِ وَإنْ شَفَّنِي = أَحْسَنُ مِنْ شَمْسٍ وَمِنْ بَدْرِ
لَوْ أَبْصَرَ الْعاِذلُ مِنْكِ الَّذِي = أَبْصَرْتُهُ أَسْرَعَ باْلعُذْرِ
فطرب وضرب برجله وقال خذها، وأمر لدحمان بخمسة آلاف درهم، وفي غير هذا الخبر:
أنه سمي حكم الوادي لكثرة غنائه.


حدثنا أبو ذكوان قال حدثنا العتبي قال كان محمد بن أبي العباس جواداً قوياً وكان يلوي العمود ويلقيه إلى أخته ريطة فترده، قال وكان ممدحا، وفيه يقول حماد عجرد:
أَرْجُوكَ بَعْدَ أَبِي اْلَعَّبِاس إْذ بانَا = يا أَكْرَمَ النَّاسِ أعْراقاً وَعِيدَانا
فَأَنْتَ أَكْرَمُ مَنْ يَمشِي عَلَىَ قَدمٍ = وَأَنْضَرُ النَّاسِ عِنْدَ الَمْحِل أَغْصانا
لَوْ مَجَّ عُودٌ عَلَى قَوْمٍ غَضارَتَهُ = لَمَجَّ عُودُكَ فِينا المِسْكَ والَبْانَا

ومما يغنى فيه من شعر محمد وهو عندي من ملح كلامه أنشدنيه أبو موسى محمد بن موسى مولى بني هاشم بالبصرة سنة أربع وسبعين ومائتين:
أَسْعِدِ الصَّبَّ يا حَكَمْ = وَأَعنْهُ عَلَى الأْلَمْ
وَأَدِرْ فِي غِناِئِه = نَغَماً تُشْبِهُ النَّعَمْ
أَجَمِيلٌ بِأَنْ تُرَى = نائِماً وَهْوَ لَمْ يَنمْ
لائِمي فِي هَوَى زَيْنَبَ أَنْصِفْ وَلا تَلُمْ
لَبِسَ الجِسْمُ حُلَّةً = فِي هَواها مِنَ السَّقَمْ

ومن شعره
بِنَفْسيَ مَنْ مَنَعَتْ نَفْعَها = الْمُحِبَّ ومَا مَنَعَتْ ضَيْرَها
لَها صَفْوُ وُدِّي وَلِكنَّنِي = حُرِمْتُ عَلىَ وُدِّها خَيْرَها
سَقَتْني عَنْ غَيْرِها سَلْوَةً = فَلَسْتُ أَرَى حَسَناً غَيْرَها


حدثنا الغلابي قال حدثنا محمد بن عبد الرحمن قال لما أراد محمد ابن أبي العباس الخروج من البصرة قال:
أَيا وَقْفَةَ الْبَيْنِ ماذا شَبَبْتِ =مِنَ النَّارِ في كَبِدِ المُغْرَمِ
رَمَيْتِ جَواِنحهُ إذْ رَمَيْتِ = بِقَوْسٍ مُشَدَّدَةِ الأْسُهِم
وَقَفْنا لِزَيْنَبَ يَوْمَ الْوَداعِ = عَلَى مِثْلِ جَمْرِ الْغَضا الْمُضْرَمِ
فَمِنْ صَرْفِ دَمْعٍ جَرَى لْلِفِراقِ = وَمُمْتَزِجٍ بَعْدَهُ بِالَّدمِ


ومات محمد بن أبي العباس في أول سنة خمسين ومائة، فقال حماد عجرد يرثيه:
صِرْتُ للدَّهْرِ خاشِعاً مُسْتَكِينا = بَعْدَما كُنْتُ قَدْ قَهَرْتُ الدُّهُورا
حِينَ أَوْدَى الأْمِيرُ ذاَك الذَّيِ = كُنْتُ بِه حَيْثُ كُنْتُ أُدْعَى أمِيرا
كُنْتُ فِيما مَضَى أُجِيرُ بِه = الدَّهْرَ فَأَصْبَحْتُ بَعْدَهُ مُسْتَجِيرا
ياسَمَّي الَّنِبِّي يا اْبَن أِبي الْعَبَّاِس = حَقَّقتَ عِنِدي الْمَحْذُورا
سَلَبَتْنِي المَنُونُ إْذ سَلَبْتِنيكَ = سُرُورِي فَلَسْتُ أَرْجُو سُرُورا
لَيْتَنِي مُتُّ حِينَ مُتَّ لا بَلْ = لَيتْنَيِ كُنْتُ قَبْلَكَ المَقْبُورا
أَنْتَ ظَلَّلْتَنِي الْغَمامَ بِنُعْماكَ = وَوَطَّأْتَيِ وِطاَء وَثيِرا
لَمْ تَدَعْ إذْ مَضَيْتَ فِينا نَظِيراً = مِثْلَ ما َلْم يَدَعْ أَبوكَ نَظِيرا


تحياتي لكم،،،،،،،،

الأمير
03-07-2011, 03:31 PM
ابو نايف ... موضوع قيم .... وفقك الله

دمت متألقاً ومبدعاً

النداوي
03-07-2011, 03:44 PM
بارك الله فيك على الموضوع الرائع

خلف المهدي
03-07-2011, 05:22 PM
وفقك الله أبا نايف وهذه لك wrd12


واسمح لي بهذا التعليق البسيط


وقد تولى الخلافة قبل أخيه أبو جعفر المنصور بحوالي 4 سنوات ، وسمي بالسفاح لأنه قال عن نفسه : أنا السَّفَّاح المبيح والثائر المنيح ( يقصد أنه كريم جواد )

وهذه هي القصة :

توجه "أبو العباس" إلى مسجد الكوفة عقب مبايعته بالخلافة فى الثانى عشر من ربيع الأول سنة 132هـ/ 750 م، وألقى على الملأ خطبة كانت بمثابة الإعلان الرسمى عن قيام الدولة العباسية، ومما جاء فى تلك الخطبة:
"الحمد لله الذى اصطفى الإسلام لنفسه، وكرمه وشرفه وعظَّمه، واختاره لنا، زعم الشامية أن غيرنا أحق بالرياسة والسياسة والخلافة منا، شاهت وجوههم، بِمَ ولم أيها الناس؟ وبنا هدى الله الناس بعد ضلالتهم، وبصرهم بعد جهالتهم، وأنقذهم بعد هلكتهم، وأظهر بنا الحق، ودحض الباطل، وأصلح بنا منهم ما كان فاسدًا، ورفع بنا الخسيسة، وتمم النقيصة، وجمع الفرقة، حتى عاد الناس بعد العداوة أهل التعاطف والبر والمواساة فى دنياهم، وإخوانًا على سرر متقابلين فى آخرتهم، فتح الله ذلك -مِنَّةً وبهجة -لمحمد (، فلما قبضه الله إليه، وقام بالأمر من بعده أصحابه، وأمرهم شورى بينهم، حَوَوْا مواريث الأمم، فعدلوا فيها ووضعوها مواضعها وأعطوها أهلها، وخرجوا خماصًا منها، ثم وثب بنو حرب وبنو مروان فابتزُّوها وتداولوها، فجاروا فيها واستأثروا بها، وظلموا أهلها، وقد أملى الله لهم حينًا حتى آسفوه، فلما آسفوه انتقم منهم بأيدينا، وتدارك بنا أمتنا، وَوَلِىَ نصرنا والقيام بأمرنا، لَيمُنَّ بنا على الذين استضعفوا فى الأرض، فختم بنا كما افتتح بنا، وإنى لأرجو ألا يأتيكم الجور من حيث جاءكم الخير، ولا الفساد من حيث جاءكم الصلاح، وماتوفيقنا أهل البيت إلا بالله، فاستعدوا أيها الناس، فأنا السَّفَّاح المبيح والثائر المنيح (يقصد أنه كريم جواد) ".

ومن هذه المقولة التصقت به صفة السفاح، فقيل أبو العباس السفاح، مع أنه ما قصد ذلك المعنى الذى شاع على الألسنة.


wrd11

زعيم الملتقى
03-07-2011, 08:24 PM
تسلم أبونايف على الطرح الرائع
والشكر موصول للأخ خلف على التعليق البسيط

الأطلس
03-07-2011, 08:33 PM
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً .

أبو نايف بعد التخرج مبدع ماشاء الله عليك الله يزيدك علماً لأن الفائدة تعود علينا نحن المتواجدين باالملتقى .

تقبل مروري ,,, ودمت بصحة وسلامة .

الملا
03-07-2011, 09:11 PM
http://www.aljmeel.net/vb/mwaextraedit4/extra/49.gif

أبو عبدالله البسام
04-07-2011, 12:23 AM
بارك الله فيك ابانايف دائماً متألق وفقك الله

صلاح المحارب
20-09-2011, 08:49 AM
موضوع جميل وانتقاء أجمل

شكرا لك يا ابا نايف

ابو ضاري
20-09-2011, 09:38 AM
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً .

شبيه الريح
20-09-2011, 07:56 PM
بارك الله فيك على الموضوع الرائع أبا نايف

والشكر موصول لـ أخينا / خلف المهدي على التعليق

تحياتي

متعب صلفيق
20-09-2011, 10:48 PM
بارك الله فيك على الموضوع الرائع

أبوديمه
21-09-2011, 06:49 AM
الف شكر لك يابو نايف

بسام الجميلي
21-09-2011, 12:16 PM
بارك الله فيك ...