بسام الجميلي
22-04-2011, 09:36 AM
كانت ليبيا على مدى عقود بلدا للأسرار الغامضة، فقد كان المظلوم فيها يؤثر الصمت خوفا من التعذيب أو القتل، أما الآن وبعد أن فقد العقيد القذافي سيطرته على شرق بلاده فقد بدأ الصندوق الأسود الليبي ينفتح شيئا فشيئا لتظهر منه أهوال، قصص عن العنف والبطش والاستبداد والسادية.
http://www.alyaum.com/News/thumbnail.php?file=2011/04/sg1_218661207.jpg&size=article_large
مظهر القذافي يتعدد لكن لقسوته بحق شعبه لغة واحدة AFP
لم يجرؤ الشاب محمد عبدالله دارس علم الاجتماع على السؤال عن حال صاحبه الطالب وما حدث معه بعد أن تجرأ قبل خمس سنوات على السؤال بصراحة: «أين هي إذن الثروات والأسلحة. أنا لم أحصل على شيء منها». وبعد أسبوع من هذا السؤال حملت أسرة الطالب ابنها وشيعته للقبر ولم يتجرأ أحد على السؤال عن سبب الوفاة ولم يعد أقرانه من الطلاب يذكرون اسمه. وعن ذلك قال عبدالله الذي اصيب في اجدابيا: «لم يكن أحد يعرف أي الأشخاص يمكن الثقة بهم، فقد اختفى الكثيرون للأبد بسبب التفوه بكلمة واحدة». ولا يزال عبدالحميد بوليفا (45 عاما) يشعر وكأن هذه الحرية الجديدة غريبة عليه، فلا يكاد هذا الرجل ذو الشعر الأحمر والنظرة الحزينة يتحدث عن الماضي حتى تدمع عيناه. ومع ذلك فهو سعيد في الوقت ذاته بأنه استطاع أخيرا أن يتحدث بصراحة عن السنوات المخيفة والتي رأى أنها صنعت منه رجلا فقد الإيمان بوجود الخير في الناس حيث قبع في سجن بوسليم سيئ السمعة في الفترة من عام 1994 حتى عام 2003.
لم يصرح له في السنوات الأولى أن يستقبل زائرين ولم ير ضوء النهار على الإطلاق، وكان مع 9 إلى 15 شخصا آخرين في زنزانة مظلمة بلا نافذة، وكان يحصل كل منهم يوميا على طبق به 100 جرام من الأرز وماء كوجبة غذاء «لدرجة أن الجوع كان يدفعنا لأكل القش مثل الحيوانات، ذلك القش الذي كانوا يفرشون به الزنزانة».
ويحكي بوليفا بصوت خفيض: «كانوا يحضروننا ليلا واحدا واحدا من الزنزانة، كان علي أن أرتمي على الأرض ووجهي لها ثم يضع حارس السجن قدمه فوق رقبتي، في حين كان آخر يضرب ظهري بسلك، لقد كان تعذيبا محضا، بلا استجواب، لم يوجهوا أسئلة إلينا». ثم حكم قاض ليبي لبوليفا بالبراءة عام 2003، دون أن يعرف بوليفا ومهنته فني سبب سجنه أصلا. أما الآن فهو يكسب رزقه بعمل يده في السوق الرئيسي لبنغازي. وعن سبب سجنه قال بوليفا: «أعتقد أنه كان بسبب إطلاقي اللحية وترددي بشكل منتظم على المسجد».
http://www.alyaum.com/News/thumbnail.php?file=2011/04/sg1_218661207.jpg&size=article_large
مظهر القذافي يتعدد لكن لقسوته بحق شعبه لغة واحدة AFP
لم يجرؤ الشاب محمد عبدالله دارس علم الاجتماع على السؤال عن حال صاحبه الطالب وما حدث معه بعد أن تجرأ قبل خمس سنوات على السؤال بصراحة: «أين هي إذن الثروات والأسلحة. أنا لم أحصل على شيء منها». وبعد أسبوع من هذا السؤال حملت أسرة الطالب ابنها وشيعته للقبر ولم يتجرأ أحد على السؤال عن سبب الوفاة ولم يعد أقرانه من الطلاب يذكرون اسمه. وعن ذلك قال عبدالله الذي اصيب في اجدابيا: «لم يكن أحد يعرف أي الأشخاص يمكن الثقة بهم، فقد اختفى الكثيرون للأبد بسبب التفوه بكلمة واحدة». ولا يزال عبدالحميد بوليفا (45 عاما) يشعر وكأن هذه الحرية الجديدة غريبة عليه، فلا يكاد هذا الرجل ذو الشعر الأحمر والنظرة الحزينة يتحدث عن الماضي حتى تدمع عيناه. ومع ذلك فهو سعيد في الوقت ذاته بأنه استطاع أخيرا أن يتحدث بصراحة عن السنوات المخيفة والتي رأى أنها صنعت منه رجلا فقد الإيمان بوجود الخير في الناس حيث قبع في سجن بوسليم سيئ السمعة في الفترة من عام 1994 حتى عام 2003.
لم يصرح له في السنوات الأولى أن يستقبل زائرين ولم ير ضوء النهار على الإطلاق، وكان مع 9 إلى 15 شخصا آخرين في زنزانة مظلمة بلا نافذة، وكان يحصل كل منهم يوميا على طبق به 100 جرام من الأرز وماء كوجبة غذاء «لدرجة أن الجوع كان يدفعنا لأكل القش مثل الحيوانات، ذلك القش الذي كانوا يفرشون به الزنزانة».
ويحكي بوليفا بصوت خفيض: «كانوا يحضروننا ليلا واحدا واحدا من الزنزانة، كان علي أن أرتمي على الأرض ووجهي لها ثم يضع حارس السجن قدمه فوق رقبتي، في حين كان آخر يضرب ظهري بسلك، لقد كان تعذيبا محضا، بلا استجواب، لم يوجهوا أسئلة إلينا». ثم حكم قاض ليبي لبوليفا بالبراءة عام 2003، دون أن يعرف بوليفا ومهنته فني سبب سجنه أصلا. أما الآن فهو يكسب رزقه بعمل يده في السوق الرئيسي لبنغازي. وعن سبب سجنه قال بوليفا: «أعتقد أنه كان بسبب إطلاقي اللحية وترددي بشكل منتظم على المسجد».