تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الشيخ السديس: المُواطَنَة الصالحة ليست هتافات تُردَّد ولا شعارات تُعدَّد


زعيم الملتقى
18-02-2011, 07:07 PM
http://cdn-arabic.alshahid.net/wp-content/uploads/2010/07/sss3.jpg

أكَّد إمام وخطيب المسجد الحرام بمكة المكرمة، الشيخ عبدالرحمن السديس أن المُواطَنَة الصالحة ليست هتافات تُردَّد ولا شعارات تُعدَّد، بل هي إخلاص وإيجابيات وشفافية ومصداقيات وقِيَم ومبادئ عصيَّة عن المساومات، أبِيَّة عن الإملاءات والتدخُّلات، مع الوعي بعواقِب الأمور، وألا يُعرَّض الأمن والاستقرار والمصالح العليا في الأوطان للفوضى والفساد والاضطراب، ولا المُقدَّرات والمُكتَسبات للنهب والسلب والاحتراق، وأن تتضافر الجهود، وتتَّحد المواقف على حماية الأوطان، ومعالجة قضاياها بكلِّ تَعقُّل وحكمة وتفطُّن ويقظة لمكائد الأعداء، داعياً إلى السعي؛ لتحقيق مصالح الوطن والوحدة ودرء المفاسد عنه، حَفِظ الله بلادَنا بلاد الحرمين الشريفين وسائر بلاد المسلمين من مُضلَّات الفتن ما ظهر منها وما بطن.

وأوصى فضيلته في خطبة الجمعة التي ألقاها في المسجد الحرام المسلمين بتقوى الله عز وجل في السر والعلن واتِّباع أوامره واجتناب نواهيه، وذلك ابتغاء لمرضاته سبحانه وتعالى، مُؤكِّداً فضيلته أن تقواه أعظم مِصداقاً، وأقوى ميثاقاً، مَن استعصَم بها فاز وفاق وحاز من البرِّ والخيرات أَنْفس الأطواق "وتزودوا فإن خير الزاد التقوى".

وقال فضيلته: "في عالم يموج بالفتن والأزمات والمِحَن والمُتغيِّرات، وتبصُّراً في خَلَجات النفس الإنسانية تتبدَّى في إشراق وبهاء ونضرة وصفاء صفة بديعة، جُبِل عليها الإنسان، انطوى عليها العباد والنبلاء والزُّهَّاد والأصفياء والخاصة والدهماء، إنها لم تُغادِر قلباً إلا تصبته، ولا وجداناً إلا سبته، بل اتَّصف بها الباري جل في علاه، وكذا حبيبه ومُصطفاه صلى الله عليه وسلم، هي صفة الحب والمحبَّة، وخالص الحب هو الوُدُّ، وفي منزلة الحب العليا الحب كم لبَّى له النبلاء" .

وبيَّن الشيخ السديس أن الله سبحانه وتعالى أودع في العقول معاقِد الفهم والإدراك، وعضَّدها بنصوص المنقول، ووشج الأفئدة بالعواطف والأشواق اللواطف، فانتشى الإنسان بحب ما فُطِر عليه كحب الرحمن الواحد الديَّان وحب القرآن وحب سيد ولد عدنان عليه الصلاة والسلام، وحب مكارم الخلال ومحاسن الجلال مما لا يُناسِب إلا جواهر النفوس الزكية، "والذين آمنوا أشد حبا لله"، وقال صلى الله عليه وسلم: "ولا تؤمنوا حتى تحابوا"، وهذا الحب المجتمعي المُتقارِب الذي حثَّ عليه المصطفى صلى الله عليه وسلم، هو مِن تآصر الأمم غرائزها، ومن نهضتها مقابسها، وما فرَّطت فيه المجتمعات إلا ظهرت فيها المِحَن والفِتن، وقال صلى الله عليه وسلم: "ثلاث مَن كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار".

وأضاف إمام وخطيب المسجد الحرام أن حب الله عز وجل وحب رسوله صلى الله عليه وسلم هو أعظم وأعلى وأزكى حب، ونُشهِد الله أننا نحبه، ونحب رسوله صلى الله عليه وسلم حبّاً يفوق حب النفس والولد والوالد والناس أجمعين، ومِن حب رسول الله صلى الله عليه وسلم اتِّباع سنته، واقتفاء سيرته في كل الأحوال؛ كي ننعَم بحب الكبير المتعال، فإحياء سنة النبي صلى الله عليه وسلم باتِّباعها الاتباع الصحيح الذي يرضاه الله سبحانه وتعالى، ويرضاه رسوله والبعد عن البدع.

وأكَّد فضيلته أن الحب الزاخر بأزكى العواطف وأنبل المشاعر خير مِهاد للتراحُم بين الآباء والأبناء والزوجين الكريمَين وسعادة الأسرة ومشاعر الرضا والوداد لا تنمو إلا في رياض الحب ورُباه ينأى بها عن الإجداب العاطفي الذي تسعَّرت به كثير من البيوتات؛ جرَّاء ويلات الفضائيات ورسائل الاتصالات التي بثَّت كثيراً من الزعازع والفتن والتحديات، فيا حملة الأقلام ورجال الفكر والإعلام لا بد من تأصيل ثقافة الحب روحاً ووجداناً وتعامُلاً وتخاطُباً وتِبياناً، أما السماسرة الإمِّعات فهم الذين يُفسِدون الأفئدة، ويُلوِّثون رقراق الأشواق من شباب الأمة وفتياتها بجراثيم الغرائز والفجور وقصص الإفساد والتزييف والزور المطوحة في الأوحال والشرور، وقد تجسرت خائنة الأعين وما تُخفي الصدور من الكيد والبهتان، وسلب الحياء والامتهان، ويخدعون الأغرار مُختلسين منهم نفيس الأوقات والأعمار؛ بوجد مُحرَّم صفيق خدَّاع بريق، لا بهاء له ولا رحيق، بل مآله الويل والحريق، إن هؤلاء لدمار الجيل وداؤه وشقوته وبلائه، ولكن هاهو الجيل الواعد بحمد الله شبَّ عن الأطواق، ولاحت مخايل يَنْعه وشموخه في الآفاق.

الأمير
18-02-2011, 07:25 PM
حَفِظ الله بلادَنا بلاد الحرمين الشريفين وسائر بلاد المسلمين من مُضلَّات الفتن ما ظهر منها وما بطن.

Falah
18-02-2011, 10:56 PM
بـآرك الله فـيـك

خلف المهدي
19-02-2011, 12:11 AM
جزاه الله خيرا

كلا ناصح أمين

بارك الله فيك

HAMOD
19-02-2011, 03:44 AM
كلام جميل وطرح أجمل

الله يحفظ بلادنااا

وجزيت خير الجزااااء

السامر
19-02-2011, 09:19 PM
بارك الله فيك

النداوي
19-02-2011, 09:30 PM
حفظ الله بلادنا من كل مكروه

الـراوي
21-02-2011, 08:57 AM
يعطيك العافية