تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : كذبت علي .... أمي


الـراوي
17-01-2011, 04:37 PM
كنْ في الحيآة كعابِر سَبيل




وأتركـْ ورآءكـْ كُل أثر جميِل



فًمآنحنُ في الدُنيآ إلآضيوف



ومآ علي الضيفِ إلآ الرحيلْ









ثماني مرات : كذبت أمي عليّ !!!... (http://www.adaweya.net/redirector.php?url=http://www.adaweya.net)







ثماني مرات (http://www.adaweya.net/redirector.php?url=http://www.adaweya.net): كذبات (http://www.adaweya.net/redirector.php?url=http://www.adaweya.net) أمي عليّ!!!...







للكاتب : الدكتور مصطفى العقاد











ليس دائما ً: تقول أمي الحقيقة !!..








ثماني مرات (http://www.adaweya.net/redirector.php?url=http://www.adaweya.net): كذبت (http://www.adaweya.net/redirector.php?url=http://www.adaweya.net) أمي عليّ (http://www.adaweya.net/redirector.php?url=http://www.adaweya.net)!!!...








تبدأ القصة عند ولادتي ، فكنت الابن الوحيد في أسرة شديدة الفقر








فلم يكن لدينا من الطعام ما يكفينا ....








وإذا وجدنا في يوم من الأيام بعضا ًمن الأرز لنأكله ويسد جوعنا :








كانت أمي تعطيني نصيبها .. وبينما كانت تحوِّل الأرز من طبقها إلى








طبقي كانت تقول : يا ولدي تناول هذا الأرز ، فأنا لست جائعة ..








وكانت هذه كذبتها الأولى








وعندما كبرت أنا شيئا قليلا كانت أمي تنتهي من شئون المنزل وتذهب








للصيد في نهر صغير بجوار منزلنا ، وكان عندها أمل أن أتناول سمكة قد








تساعدني على أن أتغذى وأنمو ، وفي مرة من المرات استطاعت بفضل








الله أن تصطاد سمكتين ، أسرعت إلى البيت وأعدت الغذاء ووضعت








السمكتين أمامي فبدأت أنا أتناول السمكة الأولى شيئا فشيئا ، وكانت أمي








تتناول ما يتبقى من اللحم حول العظام والشوك ، فاهتز قلبي لذلك،








وضعت السمكة الأخرى أمامها لتأكلها ، فأعادتها أمامي فورا وقالت :








يا ولدي تناول هذه السمكة أيضا ، ألا تعرف أني لا أحب السمك ..








وكانت هذه كذبتها الثانية








وعندما كبرت أنا كان لابد أن ألتحق بالمدرسة ، ولم يكن معنا من المال








ما يكفي مصروفات الدراسة ، ذهبت أمي إلى السوق واتفقت مع موظف بأحد








محال الملابس أن تقوم هي بتسويق البضاعة بأن تدور على المنازل








وتعرض الملابس على السيدات ، وفي ليلة شتاء ممطرة ، تأخرت أمي في








العمل وكنت أنتظرها بالمنزل ، فخرجت أبحث عنها في الشوارع المجاورة


ووجدتها تحمل البضائع وتطرق أبواب البيوت ، فناديتها : أمي ، هيا نعود













إلى المنزل فالوقت متأخر والبرد شديد وبإمكانك أن تواصلي العمل في الصباح ،








فابتسمت أمي وقالت لي : يا ولدي.. أنا لست مرهقة ..








وكانت هذه كذبتها الثالثة








وفي يوم كان اختبار آخر العام بالمدرسة ، أصرت أمي على الذهاب معي ،








ودخلت أنا ووقفت هي تنتظر خروجي في حرارة الشمس المحرقة ،








وعندما دق الجرس وانتهى الامتحان خرجت لها فاحتضنتني بقوة ودفء








وبشرتني بالتوفيق من الله تعالى ، ووجدت معها كوبا فيه مشروب كانت








قد اشترته ليكي أتناوله عند خروجي ، فشربته من شدة العطش حتى ارتويت ،








بالرغم من أن احتضان أمي لي : كان أكثر بردا وسلاما ، وفجأة نظرت








إلى وجهها فوجدت العرق يتصبب منه ، فأعطيتها الكوب على الفور وقلت لها :








اشربي يا أمي، فردت : يا ولدي اشرب أنت ، أنا لست عطشانة ..








وكانت هذه كذبتها الرابعة








وبعد وفاة أبي كان على أمي أن تعيش حياة الأم الأرملة الوحيدة ، وأصبحت








مسؤولية البيت تقع عليها وحدها ، ويجب عليها أن توفر جميع الاحتياجات ،








فأصبحت الحياة أكثر تعقيدا وصرنا نعاني الجوع ، كان عمي رجلا طيبا








وكان يسكن بجانبنا ويرسل لنا ما نسد به جوعنا ، وعندما رأى الجيران








حالتنا تتدهور من سيء إلى أسوأ ، نصحوا أمي بأن تتزوج رجلا ينفق








علينا فهي لازالت صغيرة ، ولكن أمي رفضت الزواج قائلة :








أنا لست بحاجة إلى الحب ..








وكانت هذه كذبتها الخامسة








وبعدما انتهيت من دراستي وتخرجت من الجامعة ، حصلت على وظيفة








إلى حد ماجيدة ، واعتقدت أن هذا هو الوقت المناسب لكي تستريح أمي








وتترك لي مسؤولية الإنفاق على المنزل ، وكانت في ذلك الوقت لم يعد








لديها من الصحة ما يعينها على أن تطوف بالمنازل ، فكانت تفرش فرشا








في السوق وتبيع الخضروات كل صباح ، فلما رفضت أن تترك العمل








خصصت لها جزءا من راتبي ، فرفضت أن تأخذه قائلة :








يا ولدي احتفظ بمالك ، إن معي من المال ما يكفيني ..








وكانت هذه كذبتها السادسة







وبجانب عملي واصلت دراستي كي أحصل على درجة الماجيستير ،








وبالفعل نجحت وارتفع راتبي ، ومنحتني الشركة الألمانية التي أعمل بها








الفرصة للعمل بالفرع الرئيسي لها بألمانيا ، فشعرت بسعادة بالغة ،








وبدأت أحلم ببداية جديدة وحياة سعيدة ، وبعدما سافرت وهيأت الظروف ،








اتصلت بأمي أدعوها لكي تأتي للإقامة معي ، ولكنها لم تحب أن تضايقني








وقالت : ياولدي .. أنا لست معتادة على المعيشة المترفة ...








وكانت هذه كذبتها السابعة








كبرت أمي وأصبحت في سن الشيخوخة ، وأصابها مرض السرطان اللعين ،








وكان يجب أنيكون بجانبها من يمرضها ، ولكن ماذا أفعل فبيني وبين








أمي الحبيبة بلاد ، تركت كل شيء وذهبت لزيارتها في منزلنا ، فوجدتها








طريحة الفراش بعد إجراء العملية ، عندما رأتني حاولت أمي أن تبتسم لي








ولكن قلبي كان يحترق لأنها كانت هزيلة جدا وضعيفة ، ليست أمي








التي أعرفها، انهمرت الدموع من عيني ولكن أمي حاولت أن تواسيني








فقالت : لاتبكي يا ولدي فأنا لا أشعر بالألم ...








وكانت هذه كذبتها الثامنة








وبعدما قالتلي ذلك ، أغلقت عينيها ، فلم تفتحهما بعدها أبدا ...








إلى كل منينعم بوجود أمه في حياته :








حافظ على هذه النعمة قبل أن تحزن على فقدانها









إلى كل من فقد أمه الحبيبة : تذكر دائما كم








تعبت من أجلك فلا تنساها من دعائك رحمك




الله

زعيم الملتقى
17-01-2011, 04:48 PM
يعطيك العافية

HAMOD
17-01-2011, 06:38 PM
بارك الله فيك موضوع جميل

شكرآ على طرحك المميز

أ/ محمد حسن الجميلي
17-01-2011, 07:28 PM
بوركت سيدى الفاضل على ماطرحت من طرح هادف
يحمل قمة المثل العليا للروابط الاجتماعيه للاسر بصوره عامه
كنت رائع دمت بودلاينته تحياتى

الأمير
17-01-2011, 08:00 PM
الراوي ... اشكرك جزيل الشكر على هذا الطرح الرائع

الام مهما قدمنا لها لن نفيها حقها
نسأل الله أن يرزقنا بر والدينا

النداوي
17-01-2011, 09:15 PM
طرح مميز ..... وفقك الله

Falah
18-01-2011, 02:02 AM
الرآوي .. لله درك عـلى اختيـآرك للمـوضـوع

حـزنـت كثيـرآً عنـدمـآ قرأة المـوضـوع

بـآرك الله فـيـك عـلى الطـرح الجميـل